يبحث الكثير من الأشخاص عن أذكار المساء مكتوبة لما لها من فضل عظيم في تحصين النفس من وساوس الشيطان والمداومة عليها سبب في تكفير الذنوب والسيئات إذ يغفل عنها العديد من الناس سواء كانت أذكار المساء أو أذكار الصباح لذلك من المستحب أن يحرص المسلم على ترديدها يوميًا لما تمنحه له من فوائد عظيمة فهي ليست مقتصرة على كسب الأجر والثواب فقط بل تمتد آثارها لحمايته في حياته اليومية قبل آخرته حيث تعد بمثابة حصن يحفظه من كل شر سواء كان ظاهرًا يمكن إدراكه أو مستترًا لا يدركه بصر الإنسان.
أذكار المساء مكتوبة بالتشكيل
ذكرُ الله في المساء من العبادات التي تملأ القلب طمأنينة وتحصِّن النفس برعاية الله إذ يُستحَب للعبد أن يكون دائم الذكر لربه في كل حين ومن جملة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار التي يُفضَّل أن يلتزم بها المسلم في المساء:
- (اللّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [آية الكرسي، سورة البقرة: 255].
- (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة 285 – 286].
- (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [سورة الإخلاص: 1-4] (ثلاث مرات).
- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق: 1-5] (ثلاث مرات).
- (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـٰهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس: 1-6] (ثلاث مرات).
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (مرة واحدة).
- اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم (مرة واحدة).
- اللهم إني أمسيت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك (أربع مرات).
- أمسينا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين (مرة واحدة).
- اللهم إني أسألك خير هذه الليلة، فتحها ونصرها، ونورها وبركتها وهداها، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها (مرة واحدة).
- اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي (مرة واحدة).
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم (مرة واحدة).
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (ثلاث مرات).
أذكار المساء قصيرة ومُدوّنة
أذكارُ المساء هي درعٌ يحمي المسلم وتُعدُّ من أعظم العبادات التي يُمكن للعبد أن يتقرَّب بها إلى الله فالإكثار من الذِّكر يُضاعِف الأجر ويجلب البركة ومن الأذكار التي يُستحبُّ للمؤمن أن يُردِّدها عند دخول المساء ما يلي:
- سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرة.
- أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّات من شرِّ ما خلقَ ثلاث مرات.
- رَضيتُ باللهِ رَبًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمُحمد ﷺ نبيًّا ثلاث مرات.
- حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو عليهِ توكَّلتُ وهو رَب العرشِ العظيمِ سبع مرات.
- بِسم اللهِ الذي لا يضُرُّ مع اسمهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ ثلاث مرات.
- اللهمَّ بك أمسَينا وبكَ أصبحْنا وبكَ نحيا وبكَ نموتُ وإليكَ المصيرُ مرة واحدة.
- اللهمَّ ما أمسى بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِك فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لك فلك الحمدُ ولك الشكرُ مرة واحدة.
- سُبحانَ اللهِ وبحمدهِ عددَ خلقهِ ورضى نفسهِ وزِنةَ عرشِهِ ومِدادَ كلماتِهِ ثلاث مرات.
- اللهمَّ عافِني في بدَني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري، لا إله إلا أنتَ ثلاث مرات.
- اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الكُفرِ والفَقر وأعوذُ بكَ من عذاب القَبر، لا إلهَ إلا أنتَ ثلاث مرات.
- يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ، أصلحْ لي شأنيَ كلَّهُ ولا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عين ثلاث مرات.
- اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك من أن نُشركَ بك شيئًا نعلمُه، ونستغفرُكَ لما لا نعلمُه ثلاث مرات.
- أستغفرُ اللهَ العظيم الذي لا إله إلا هو، الحيُّ القيُّوم، وأتوبُ إليه ثلاث مرات.
- يا ربِّ لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهِكَ ولعظيمِ سلطانِكَ ثلاث مرات.
- لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ مئة مرة.
- اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا مُحمَّد عشر مرات.
أذكار المساء الثابتة في السنة النبوية
جاء في السنة النبوية العديد من الأذكار التي يُستحب للمسلم أن يرددها عند دخول المساء لما لها من فضل عظيم في نيل الحفظ والطمأنينة حيث تجمع بين معاني التوحيد والتسبيح والاستغفار والاستمساك بهذه الأذكار بشكل يومي يحمل للمؤمن خيرًا في دنياه وآخرته.
وتشتمل هذه الأذكار على آيات قرآنية وأدعية مأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد وردت نصوص عديدة تبين فضلها وما يترتب عليها من بركة وخير لمن حافظ عليها.
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُرشد الصحابة إلى قول دعاء عند حلول المساء والصباح وهو: (اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير)، فإذا دخل المساء قال: (اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
- ومن الأذكار التي جاءت في السنة ما نقله عبد الرحمن بن أبزى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول عند دخول الصباح والمساء: (أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما، وما كان من المشركين) رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
- وجاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل المساء يقول: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) وكان يُتبع ذلك بالدعاء: (رب أسألك خير هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر) وإذا أصبح قال: (أصبحنا وأصبح الملك لله) رواه مسلم.
- وجاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أن والده -رضي الله عنه- كان يقول كل صباح ومساء هذا الدعاء ثلاث مرات: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت) وكان يضيف: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت) وعندما سأله ابنه عن سبب تكراره قال: إنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها فأحب أن يقتدي به، رواه أبو داود وحسنه الألباني.
- وفي حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاء كان يقوله كل صباح ومساء وهو: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) رواه أبو داود وصححه الألباني.
- وجاء في السنن أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعلمه دعاءً يقوله كل صباح ومساء فأوصاه بقوله: (قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك) رواه أبو داود وصححه الألباني.
- وجاء في حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من عبد يقول حين يصبح وحين يمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يصبه شيء من الضرر) رواه الترمذي وصححه الألباني.
- وفي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لابنته فاطمة -رضي الله عنها-: (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً) رواه ابن السني وحسنه الألباني.
- ومن الأذكار التي ورد فيها فضل كبير ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات حين يصبح وحين يمسي، كُتب له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، ورفع درجاته، وكان له كعتق رقبة، وكان محفوظاً حتى يمسي، وإذا قالها في المساء حصل له مثل ذلك) رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
- وجاء في حديث آخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يومه، كان له ثواب عتق عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكان له حصن من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يكن أحد أفضل منه، إلا من زاد على ذلك) متفق عليه.
- وجاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- ذكرت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج بعد صلاة الفجر ورجع وقت الضحى فوجدها لا تزال تذكر الله في نفس موضعها فقال لها: (أما زلت كما كنت؟) قالت نعم فقال: (لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) رواه مسلم.
- وفي حديث أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنها- أنها طلبت من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرشدها لعمل تداوم عليه فقال لها: (سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة، فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبّري الله مائة، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهلّلي الله مائة، فإنها تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد مثل عملك، إلا من قال مثل قولك) رواه أحمد وحسنه الألباني.
- وجاء عن أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه) متفق عليه.
- وفي حديث عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- قال: خرجنا في ليلة شديدة الظلمة نبحث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليؤمنا في الصلاة فلما وجدناه قال لنا: (أصليتم؟) فلم نجب فكررها ثلاث مرات ثم قال: (قل) فسألناه: ماذا نقول؟ فقال: (قل: قل هو الله أحد، والمعوذتين، حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء) رواه أبو داود وحسنه الألباني.
أذكار المساء للتحصين من الشيطان والوساوس
أذكارُ المساءِ تُعدُّ من الأمورِ التي إن حافظَ عليها المسلمُ انعكسَ أثرُها الطيّبُ عليهِ في حياتِهِ وبعدَ مماتهِ فهي ليست فقط وسيلةً للتحصينِ من الشيطانِ ووساوسهِ بل تمتدُّ فوائدُها لِتُحققَ للعبدِ الطمأنينةَ والحمايةَ من الشرورِ وقد لا يكونُ هذا النفعُ ظاهرًا بشكلٍ مباشرٍ لكنهُ موجودٌ بفضلِ اللهِ تعالى فالمولى -عزَّ وجلَّ- أمرَ عبادَهُ بالاستعاذةِ من الشيطانِ وهمزاتِه ممّا يُوضحُ ضرورةَ الاستمرارِ على ذكرِ اللهِ وقراءةِ الأذكارِ كما وردَ في قولِه تعالى:
- (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ). [المؤمنون: 98،97]
- من يُواظبُ على الأذكارِ يكونُ بحفظِ اللهِ ورعايتِه حتى الصباحِ فلا يُصيبهُ شرٌّ بإذنِ اللهِ.
- (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). [فصلت: 36]
- ذِكرُ اللهِ يمنحُ القلبَ الاطمئنانَ ويُزيلُ القلقَ والهمَّ فيخلُدُ الإنسانُ إلى النومِ وهو في سكينةٍ وسلامٍ داخلي.
- (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). [الرعد: 28]
- الأذكارُ ترفعُ شأنَ المسلمِ وتزيدُ من حسناتِه عندَ اللهِ فتكونُ سببًا في علوِّ منزلتِه في الآخرةِ.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال: (حين يُصبح وحين يمسي: سُبْحَانَ الله وبحمده مائة مرة لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)». رواه مسلم.
- التزامُ المسلمِ بالأذكارِ يُبعدُ عنه الأذى ويحفظُه من الضررِ بإذنِ اللهِ كما وردَ في حديثِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عندما قالَ لرجلٍ لدغتْهُ عقربٌ: «أما إنك لو قلت حين أمسيتَ: [أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق] لم تضرَّك إن شاء الله». رواه أبو داود وصححه الألباني.
- المُحافظةُ على الأذكارِ تُكسبُ العبدَ رضا اللهِ في الدنيا ويومَ القيامةِ.
- عن أبي سلام قال: «مرَّ رجل في مسجد حمص فقالوا: هذا خادِم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فقمتُ إليه فقلت: حدِّثني حديثًا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من عَبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا إلّا كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم القيامة)». رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
- من أسبابِ مغفرةِ الذنوبِ ذِكرُ اللهِ واستحضارُهُ في كلِّ وقتٍ كما وردَ في قولِه تعالى:
- (الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا). [الأحزاب: 35]
التوقيت الصحيح لقراءة أذكار المساء
اختلف أهل العلم حول التوقيت الأمثل لقراءة أذكار المساء وقد استدل كل فريق منهم بآيات من القرآن الكريم تدعم رأيه وجاءت آراؤهم بناءً على فهمهم للنصوص الشرعية وتفسيرهم لها.
- الرأي الأول يُحدد بداية وقت أذكار المساء من بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس واستدلوا على هذا بقول الله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) حيث تشير الآية إلى أن التسبيح والذكر يَنبغي أن يكون قبل الغروب، أي في الفترة الممتدة من العصر إلى المغرب.
- الرأي الثاني يُوافق على أن بداية التوقيت تبدأ بعد صلاة العصر لكنه يرى أن نهاية الوقت تمتد إلى الثلث الأخير من الليل أي أن المسلم يُمكنه قراءة أذكار المساء حتى دخول وقت العشاء واستدلوا في ذلك بقول الله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ) حيث يدل لفظ “العشي” الوارد في الآية على امتداد وقت الذكر حتى حلول صلاة العشاء.
وعلى الرغم من هذا الاختلاف البسيط إلا أن أهل العلم متفقون على أن الوقت الأمثل والمفضل لقراءة أذكار المساء هو الفترة التي تقع بين صلاة العصر وأذان المغرب لكن في حال لم يستطع المسلم قولها خلال هذا التوقيت فإنه يمكنه قراءتها حتى صلاة العشاء من دون أي حرج.
أذكار المساء المكتوبة قبل النوم للحماية من الشيطان
أذكار المساء عند النوم تُعد من الأمور التي يحرص عليها كل مسلم لتحصين نفسه وحفظ راحته قبل أن يخلد إلى النوم فهي أذكار وردت عن النبي ﷺ تمنح الطمأنينة وتحمي الإنسان من كل سوء وهناك مجموعة من الأذكار التي يُستحب قراءتها قبل النوم.
- اللهم باسمك وضعت جنبي وبك أرفعه فإن قبضت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها كما تحفظ عبادك الصالحين. (مرة واحدة).
- اللهم أنت خالق نفسي وأنت المتحكم في مصيرها أنت من تملك أمر حياتها ووفاتها فاغفر لها إن قبضتها وإن مددت لها في العمر فاحفظها وأسألك العافية في كل شأني. (مرة واحدة).
- اللهم أنجني من عذابك حين تبعث عبادك للحساب. (ثلاث مرات).
- باسمك ربي أموت وأحيا. (مرة واحدة).
- الحمد لله الذي منحنا الرزق وأكرمنا بالطعام والشراب وكسانا ووفّر لنا المأوى فكم من عبدٍ لا يجد من يكفيه أو يحميه. (مرة واحدة).
- اللهم يا عالم الغيب والشهادة يا خالق السموات والأرض أنت مالك كل شيء وربه أشهد أن لا إله إلا أنت وأعوذ بك من شر نفسي ومن وساوس الشيطان ومكائده وأحتمي بك من أن أظلم نفسي أو أكون سببًا في ظلم غيري. (مرة واحدة).
- يا الله، أسلمت إليك نفسي وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي نحوك واعتمدت عليك وحدك طمعًا في رحمتك وخوفًا من عقابك لا مهرب لي منك إلا إليك أؤمن بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت. (مرة واحدة).
- سبحان الله. (33 مرة).
- الحمد لله. (33 مرة).
- الله أكبر. (34 مرة).
- (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة 285 – 286].
- (اللّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة 255].
- بعض الأذكار التي تعين من يعانون من الأرق وتمنحهم الراحة عند النوم.
- ورد عن بريدة -رضي الله عنه- أن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ذهب إلى النبي ﷺ يشتكي له من الأرق الذي يمنعه من النوم فقال له النبي ﷺ: “إذا أوَيت إلى فراشك فقل: (اللهم رب السموات السبع وما أظلّت، ورب الأرضين وما أقلّت، ورب الشياطين وما أضلّت، كن لي جارًا من شر خلقك أجمعين أن يفرط عليّ أحد منهم أو أن يبغي عليّ، عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت)” وهذا الدعاء يحمل في طياته حصنًا منيعًا يشعر المسلم بالسكينة ويبعث في قلبه الطمأنينة.
- كما جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ كان يُعلّمهم دعاءً لمن أصابه الخوف أو الفزع ليطمئن قلبه فقال: “أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون” وهذا الذكر يُدخل الهدوء إلى النفس ويمنح الشخص راحةً تساعده على تجاوز أي قلق أو اضطراب أثناء الليل.
سورتا المعوذتين مكتوبتان قبل النوم
كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يُوصي بقراءة المعوذات قبل النوم لما لها من فضل عظيم في التحصين بإذن الله من الشرور والعين والحسد فهي من أذكار النوم المهمة التي جاءت ضمن سننه الشريفة فمن أراد النوم ينفث في يديه ثم يقرأ سورة الإخلاص ثم سورة الفلق ثم سورة الناس وبعد ذلك يمسح جسده كاملاً بيديه قدر المستطاع فيبدأ من رأسه ثم وجهه ثم بقية جسمه حتى يصل إلى قدميه ويكرر ذلك ثلاث مرات اقتداءً بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام-.
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات».
- سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}.
- سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}.
- سورة الناس: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}.