يمر الكثير من الناس بلحظات يشعرون فيها وكأن العالم بأسره يقف ضدهم وكل الأمور تتعارض مع مصالحهم مما يدفعهم لتبني فكرة النحس أو أن سوء الحظ يلازمهم وهو ما يؤدي إلى شعور عميق بالإحباط واليأس الذي يثقل النفس ويقيّدها في دائرة من الفشل والتعاسة المستمرة قد يصل البعض لمرحلة يجعلون فيها أي موقف سلبي يحدث مجرد دليل إضافي على أنهم محاصرون بلعنة تمنعهم من تحقيق أي إنجاز أو حتى محاولة للتغيير نحو الأفضل مما يؤدي إلى أن يصبح الحزن جزءًا دائمًا من حياتهم وكأنهم لا يعرفون سواه بيد أن الحقيقة هي أن مفهوم النحس بهذا المعنى الشائع ليس له وجود فعلي بل إنه ناتج عن أفكار الإنسان ذاته وشعوره الداخلي الذي يصوره له بهذه الطريقة فتتحول هذه المشاعر السلبية إلى تبرير لعدم مواجهة التحديات بدلاً من بذل الجهد اللازم للتغلب على العقبات.
الواقع يشير إلى أن جميعنا نواجه أوقاتًا صعبة وأيامًا مليئة بالتحديات نشعر فيها وكأن العالم بأسره يعارضنا لكن النقطة الفارقة تكمن في طريقة التعامل مع هذه الصعاب القوي من يتحدى نفسه ويقف أمام شعوره باليأس ويتخذ الخطوات اللازمة لعبور هذه العقبات دون أن يجعل فكرة النحس شماعة يعلق عليها أسباب الفشل أو عذرًا للجمود والتراخي عن التحرك نحو تحقيق أهدافه النجاح ليس محصورًا على من لا يواجه تحديات بل هو نصيب أولئك الذين يتغلبون على مخاوفهم ويتجاوزون الأفكار السلبية التي تعيق تقدمهم.
أدعية وآيات لتيسير الأمور وجلب الرزق
توجد مجموعة من الأدعية المأثورة التي يتوجه بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى بتضرع وخشوع طلبًا لتيسير أموره وتيسير الحال وجلب الرزق، وتأتي هذه الأدعية مليئة بالروحانية وتجلب الطمأنينة للقلوب وتفتح أبواب الرحمة والخير للعباد حين يدعون وهم متوكلون على الله وموقنون بإجابته.
- اللهم يا كريم ويا ذا الرحمة الواسعة يا عليمًا بالظواهر والباطن والخفايا، أسألك يا من لا يعجز عنك شيء أن تمن علينا بفيض واسع من جودك، وبنور يغمر قلوبنا من سلطانك وبراحة وفرج من كرمك، فالملك ملكك وحدك وبيدك مقاليد كل شيء ارزقنا ما تقر به أعيننا وتغنينا عن سؤال أحد غيرك فأنت الكريم واسع الكرم، والرحيم حسن الشيم نقف بباب عطاياك وكلنا رجاء فيما عندك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين.
- الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من رجاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه ومن وثق به رزقه الحمد لله الذي نجده معنا إذا اشتدت الظروف وضاقت بنا السبل، الحمد لله الذي هو ثقتنا حينما تضعف أعمالنا وتقل حيلتنا الحمد لله الذي نلجأ إليه في الشدائد وعند انقطاع الأمل.
- اللهم يا علي ويا متعال ويا عليم بكل السرائر والظواهر، نسألك أن ترسل مفاتيح الفرج لتفتح كل أبوابنا المغلقة وترزقنا رزقًا واسعًا مباركًا أينما كنا، فأنت المطلع الذي لا يغيب عنك شيء ولا تغفل عن أحد من عبادك اللهم حقق لنا ما نرجو بقوتك التي لا يعجزها شيء وحكمتك التي بها تدبر أمر خلقك، فأنت القائل في كتابك الكريم (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها).
- اللهم إن كان رزقي فوق في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربه وإن كان قريبًا فيسره وإن كان قليلًا فزده وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه، اللهم اجعلني من الشاكرين إذا أعطيتني ومن الصابرين إذا ابتليتني ومن الذاكرين في كل وقت.
- الحمد لله الذي خضع كل شيء لعظمته وسجدت له كل الموجودات بحكمته، الحمد لله الذي قهر كل ما في السماوات والأرض بقدرته وعظمت مشيئته، الحمد لله الذي تذل له كل المخلوقات هيبة وإجلالًا الحمد لله الذي ينفرد بكل شيء في ملكوته.
- اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد والشكر على نعمك التي لا تعد ولا تحصى وعلى كل ما أوليتنا من فضلك وكرمك.
- اللهم اغنني بحلالك عن حرامك واجعلني مستقلًا بفضلك عن جميع خلقك، اللهم اكفني شر الحاجة وبارك لي فيما رزقتني وقوني على حفظ نعمك وشكرها بإخلاص.
أدعية وآيات لتيسير الأمور وزيادة الرزق
- يا رب إن كان رزقي في السماء فأمطِرْه علي وإن كان مخبوءًا في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقرّب لي طريقه وإن كان قريبًا فيسّر وصوله وإن كان قليلاً فاجعله مباركًا يفيض بالكثير وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه وزدني من واسع عطائك يا أكرم الأكرمين.
- الحمد لله الذي تخشع لعظمته المخلوقات كلها الحمد لله الذي تسير الأمور كلها بحكمته وقدره الحمد لله الذي يخضع له كل شيء ويتذلل أمام جلاله كل قوة الحمد لله الذي ملكُه لا يزول وليس لأمرٍ إرادةٌ إلا بأمره.
- اللهم لك الحمد شكرًا كما ينبغي لعظمة ذاتك ولك الحمد تمجيدًا بما يليق بملكك وعلوّ شأنك.
- اللهم يا عالماً بكل خفايا القلوب ومطلعاً على سرائرنا يا من لا تخفى عليه خبايا الأمور اطلب منك أن تفتح لي أبواب كرمك وتهوّن عليَّ مصاعب حاجتي وتفيض عليَّ من رزقك الذي يسّرته وتصرف عني كل بابٍ أغلقته سبحانك أنت الغنيّ عن العالمين اللهم سد حاجتي بكرمك وجعلني في غنى عن غيرك فأنت القريب الذي يجيب دعوات عبادك والرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء أستمد بركتك من جمال “بسم الله الرحمن الرحيم” التي بها تُفتح أبوابك الرحيمة على عبادك.
- لك الحمد يا من لا يتخلّى عن ذاكره لك الحمد لأنك المجيب لمن دعاك ولك الحمد لأنّك الكافي لكلّ من توكّل عليك ولك الحمد لأنك أرحم الراحمين الذين لا يخيبون آمال عبيدهم اللهم لك الحمد في السراء والضراء ولك الحمد مصدر ارتياحنا وقت ضيقنا وأملنا الذي نلوذ به حين تتشتت بنا السبل وتنقطع أمام أعيننا طرق الفرج.
آيات قرآنية لتيسير الرزق
القرآن الكريم يُعد المصدر الأعظم للسكينة والبركة في حياة المسلم وهو الحل الأمثل لكل ضيق وابتلاء إذ يحتوي الكتاب العزيز على آيات مباركة وأدعية من شأنها التيسير وجلب البركة والرزق وتعتمد هذه الآيات على التجارب العملية والروحانية التي أثبتت أثر القرآن العظيم في تحقيق الفرج والغيث وهي مما اعتاد المسلمون على التدبر فيه والاستفادة من قوته الروحية في مختلف نواحي حياتهم من بين هذه السور والآيات المباركة التي يُستحب قراءتها.
- تكرار قراءة سورة الواقعة ثلاث مرات.
- قراءة سورة الكوثر ثلاث مرات.
- إعادة قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات.
- ذكر سورة الفلق ثلاث مرات.
- تلاوة سورة الناس ثلاث مرات.
- قراءة سورة يس ثلاث مرات.
ويُرجى عند قراءة هذه الآيات الحرص على التدبر والخشوع وأن تكون في أوقات يشعر فيها المرء بالسكينة والطمأنينة لأن هذا يعزز من الأثر الروحي لهذه السور كما يُنصح بالاستمرارية والمداومة على تلاوتها بصورة منتظمة واختيار وقت مخصص يوميًا لذلك مما يسهم في ترسيخ الشعور بالسلام الداخلي والقرب من الله تعالى والعيش بحالة من الطمأنينة والإيجابية لما في القرآن الكريم من نور وهداية تنير القلوب وتُلهِم العقول وتفتح الأبواب المغلقة.
طرق التخلص من سوء الحظ
للخلاص من شعور سوء الحظ أو النحس والعيش بروح الأمل والتفاؤل يجب أن تستمد ثقتك بالله عز وجل أولاً والإيمان بأنه هو المدبر لكل الأمور وهو الأعلم بما فيه الخير لعباده حتى لو تبادر إلى ذهنك أن بعض الأحداث تحمل شرًا وكذلك ينبغي أن تعزز ثقتك بنفسك وتركز على بناء عزيمتك وتكرار محاولاتك مهما واجهتك التحديات فالشخص الذي يستمد طموحه من الأمل ويكافح بإصرار لن تقف الصعاب عائقًا في طريق تحقيق أهدافه وعليك دائمًا الابتعاد عن التفكير السلبي وعدم تركه وسيلة لتفسير واقعك أو التأثير على قراراتك لأن الإيجابية تعزز ثقتك وتفتح لك أبوابًا لم تكن تتصور وجودها.
الصبر والجلَد عند مواجهة المِحن والابتلاءات يُظهران نبل الأخلاق وصدق الإيمان ولبلوغ هذا الموقف المثالي يجب أن تعزز قربك من الله عز وجل عبر المواظبة على الدعاء وأداء الصلاة والصيام وأداء العبادات التي تُعمق صلتك بخالقك وعندما تقترب من الله تدرك أنه لا وجود لما يُسمى بالنحس وأن كل ما يصيبك هو من رحمة الله وحكمته في نهاية الأمر ويجب أن تلتزم بالابتعاد عن المحرمات مثل متابعة الأبراج أو الانغماس في القمار أو الانشغال بمسابقات الحظ كاليانصيب لأن هذه الأمور محرمة في الشريعة ولها آثار سلبية على الدين والدنيا وإذا كنت قد وقعت فيها في الماضي فينبغي عليك التوبة النصوح واللجوء إلى الاستغفار.
المشكلة الحقيقية تكمن في أن البعض يُقنعون أنفسهم بأنهم منحوسون فيعيشون أسرى لدائرة لا تنتهي من الأفكار السوداوية فتتأثر حياتهم القصيرة سلبًا بسبب هذه النظرة والحل العملي هو من خلال تعزيز التعلق بالله واللجوء إليه في كل الأمور لأنه سبحانه وتعالى هو المعين الأول والأخير للسعادة والتوفيق وعندما يكون الله معك لن تتعرض للخذلان أبدًا حتى لو مررت بأوقات عصيبة فإن وجوده يمنحك القوة والصبر والثبات لمواجهة المحن والتغلب عليها والله هو القادر وحده على إزالة البلاء عنك وحمايتك من كل شر قد تتعرض له في حياتك فقط عليك تسليمه أمرك واليقين بأنه سيوفقك لما فيه الخير دائمًا.
وسائل علاج سوء الحظ
ينبغي على الإنسان أن يكون راضيًا بما قسمه الله له من أرزاق وحظوظ وأن يؤمن بقضاء الله وقدره فالله عز وجل أرحم بعباده من أنفسهم ويعلم بما يصلح لهم وما ينفعهم فهو سبحانه بحكمته يضع كل شيء في موضعه الصحيح ويقضي بما فيه خير للعبد كما قال في محكم كتابه:
- {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
وفي ذات الوقت يجب على الإنسان أن يأخذ بكل الأسباب التي أباحها الله له وأن يبتعد عن ما يُغضب الله سبحانه وتعالى فالمعاصي والذنوب تُعد من أكثر الأسباب التي تجعل العبد يعيش في ضيق وحرمان من الرزق كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:
- (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يُصيبُه).
ومن أبرز الأمور التي ينبغي للإنسان أن يحرص عليها هو الإكثار من الاستغفار حيث إن الاستغفار يُعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى جلب الرزق وفتح المغاليق إلى جانب الدعاء المستمر والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بطلب العون والمساعدة فضلاً عن الإكثار من الأعمال الصالحة التي تُنير حياة الإنسان وتكون سببًا في السعادة والبركة كذلك يجب الالتزام بأداء الصلاة في وقتها باعتبارها من أحب الأعمال إلى الله وأعظمها منزلة بالإضافة إلى أهمية صلة الأرحام التي تُعد من الأسباب الكبرى لبسط الرزق وتوسيع البركة وجعل الحياة مليئة بالرضا والطمأنينة.