يُواجه الشعبُ السوريُّ ظروفًا عصيبة وأزماتٍ متتابعة استمرت لسنواتٍ طويلةٍ، ولا شك أن الدعاء لسوريا وشعبها هو أحد الأفعال التي يمكننا تبنيها والتعلق بها في ظل كل ما يمرون به من معاناة وحياة مليئة بالتحديات والحروب وتوترات سياسية لا تهدأ والتي انعكست على حياتهم وتجسدت في شكل دمار وعنف أصبح جزءًا من واقعهم اليومي ومشهدًا لا يغيب عن حياتهم على أرضهم، ومع الكم الهائل من الألم والمعاناة يصعب على الكلمات أن تعبّر عن حجم معاناتهم فما يشعر به ويعيشه أهل سوريا داخل وطنهم هو حقيقة تفوق كل وصف ويظل من يدركها بعمق، هم أولئك القاطنون هناك الذين يعيشون الحدث في تفاصيل أيامهم ولحظاتهم ويدركون حجم المآسي عن كثب.
دعاء مكتوب من أجل سوريا
- اللّهُمّ في هذا البرد القارس الذي تعجز الكلمات عن وصف قسوته، نسألك أن ترفق بكل من يمشي على هذه الأرض بلا مأوى ولا مكان يلوذ إليه وكل من يفترش البرد بلا لباس يقيه أو دفء يبع الحياة في جسده، وكل من يفتقد معيلًا يشمله بعطفه أو سندًا يخفف عنه وطأة المحن، وكل من تتقاذفه ابتلاءات الحياة وهمومها دون أن يجد منها مخرجًا، وكل مفقود ينظر عودته للأوطان وللأحضان ولم يلق من يطمئن عليه، وكل مريض يصارع الألم منتظرًا رحمتك، وكل جريح يناشد الشفاء، وكل أسير يرجو الحرية، نسألك يا رب بحكمتك ورحمتك أن تحيطهم بلطفك وتربت على قلوبهم المتعبة وتلبسهم العافية والستر في الدنيا والآخرة وأنت يا رحيم من وسعت رحمتك كل شيء، فاجعلها بردًا وسلامًا عليهم برحمتك وحنانك وعظيم عطائك يا أرحم الراحمين.
- اللَّهُم يا غياث المستغيثين في شدة هذا البرد الذي يفتك بالأبدان ويزيد القلوب وجعًا، نستودعك كل نفس تائهة تبحث عن مأوى لتأوي إليه ولم تجد وكل من لا يملك دفئًا يحميه من قهر البرد ولا يشمله أحد في نكباته، وكل مبتلى يحمل فوق أكتافه هموم الدنيا ومآسيها وكل مريض يئن منتظرًا منك الشفاء وبلسم الأوجاع، وكل جريح سئم نزيف آلامه وكل مفقود يبحث عن وطنه ولا يهتدي إليه، وكل أسير مكبّل يشتاق لحضن أهله، وكل حزين منكسر تحمل قلبه الآلام، وكل واحد يرجوك بأمل العافية والنجاة والستر، نسألك يا رحيم أن تحفظهم بعنايتك وتلطف بأحوالهم وتقوي عزائمهم وأن تكون لهم سندًا ومعينًا، فارحم ضعفهم بلطفك وخفّف عنهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أروع الأدعية للشعب السوري
- اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا مالك الملك يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبيك المصطفى محمد وعلى آله وأصحابه الطاهرين، نسألك يا أرحم الراحمين يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء أن تنزل بركاتك ورحماتك على أهلنا في سوريا، اللهم فرِّج كربهم واشفِ مرضاهم وارزقهم رزقًا واسعًا من عندك واجعل لهم من الشدائد مخرجًا ومن المحن أمنًا وسلامًا.
- اللهم يا نور السماوات والأرض ويا من وسعت رحمته كل شيء ويا من له القدرة المطلقة والقول الفصل، ندعوك بكل أسمائك الجميلة وصفاتك العظيمة يا قوي يا عزيز أن تمنح شعب سوريا وفلسطين نصرك المؤزر، اللهم اجبر خواطرهم يا جابر المكسورين وأعطِهم من خزائن فضلك وارفع عنهم البلاء والضيق واملأ قلوبهم بالأمان والطمأنينة، يا الله اجعل دعواتهم مستجابة وآمالهم متحققة يا أكرم الأكرمين.
التطورات الراهنة غير المستقرة في الأراضي السورية
تمر سوريا بمرحلة حرجة وظروف مأساوية تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث أصبح الصراع القائم بين النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد وبين أبناء شعبه مصدرًا لمزيد من التعقيد والتدهور، يعتمد النظام على استخدام أشكال متعددة من العنف دون تمييز بين المدنيين والعسكريين، وكان من أبرز الأحداث المأساوية استخدام الأسلحة الكيميائية لاستهداف إحدى المدن مما أدى إلى وقوع مئات الضحايا، وكان العدد الأكبر منهم أطفالًا صغارًا لا ذنب لهم، هؤلاء الأطفال الذين لم يعرفوا من العالم سوى براءتهم كانت نهايتهم مأساوية بسبب نظام لم يتوانَ عن التضحية بحياة الأبرياء مقابل الحفاظ على سلطته بأي ثمن.
على مر السنين، تكررت الجرائم التي ارتكبها هذا النظام وكانت المحصلة دائمًا فقدان المزيد من الأرواح وانهيار أسر بأكملها حيث باتت كل جريمة تحمل معها قصصًا من الألم والمعاناة، هذه المآسي أجبرت الكثير من السوريين على مغادرة وطنهم بحثًا عن مكان آمن يعيشون فيه بعيدًا عن ويلات الحرب والدمار، الحياة داخل سوريا أصبحت شبه مستحيلة في ظل هذه الظروف التي لا تُحتمل كما أن وجود التنظيمات الإرهابية داخل البلاد زاد من تعقيد الأمور وقد استغلت هذه التنظيمات حالة الفوضى المنتشرة في البلاد لممارسة أعمالها العدائية وتحويل سوريا إلى قاعدة لأعمالهم الإجرامية، مما زاد الطين بلة ودفع الشعب البريء الثمن مع مرور كل يوم جديد.
تتوالى الأحداث في سوريا بسرعة غير مسبوقة لتضيف مزيدًا من المآسي للواقع المتهالك، إذ فقد الكثير من السكان الأمل بسبب التشريد وفقدان الأحباب وانعدام الاستقرار، هذا الواقع المليء بالدماء والدمار يزيد من حجم المعاناة الإنسانية ويبرز حجم المصاعب التي يواجهها الشعب الذي وجد نفسه عالقًا داخل أزمة لم يختَرها بل فُرضت عليه بسبب النزاع الذي لا يبدو أن له نهاية قريبة.
معاناة الشعب السوري المستمرة
منذ ما يقارب الأربع سنوات والشعب السوري يُعاني من تبعات الحرب المدمرة التي لا تزال مستمرة حتى الآن، حيث صارت الحياة هناك مليئة بالصعوبة والمعاناة والموت يطرق أبواب العديد من العائلات التي تعيش تحت ظروف قاسية تكتنفها الفقر والجوع والآلام التي لا تنتهي.
يقع الناس هناك تحت حصار خانق بين أصوات المتفجرات وسقوط القذائف التي لا تتوقف، ومع توقف الكثير من المساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها بعض الدول العربية، تفاقمت معاناتهم بشكل كبير وأُضيف إلى ذلك مواجهة الجوع وانتشار الأمراض بصورة مرعبة، مما أدى إلى تصاعد كبير في معدلات الوفيات خلال السنوات الماضية بشكل أثار الفزع والحزن، وفي خضم هذه المعاناة جاءت أحداث حلب التي تركت بصمتها المؤلمة في ذاكرة السوريين والإنسانية جمعاء، المدينة واجهت مجزرة مروعة تُعد واحدة من أبشع ما حدث حيث لم يرحم النظام الوحشي المدنيين الأبرياء الذين كانوا يعيشون هناك، قُصفت المدينة بشكل قاسٍ مما أدى إلى فقدان أرواح كثيرة لمدنيين لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم عاشوا وسط هذا الدمار والعنف المتواصل.
باتت الأرض في تلك المدينة شاهدة على دماء الضحايا التي غطت كل شيء، وكان الألم الذي خلفته تلك المشاهد فوق حدود الوصف، على منصات التواصل الاجتماعي بدأ الناس في اتخاذ خطوات للتعبير عن تضامنهم مع الشعب السوري حيث استخدم البعض تغييرات رمزية مثل تحويل صور حساباتهم إلى اللون الأحمر في محاولة لإيصال رسالة تضامن مع هذا الشعب والاعتراض على الجرائم المستمرة التي أصبحت واقعهم اليومي،لكن ما أثار غضب الكثيرين وأشعل جدلاً كبيرًا هو موقف بعض الدول العربية التي لم تتخذ ردود أفعال واضحة تجاه هذه المآسي وهو ما صدم الكثير من المتابعين بينما كانت المملكة العربية السعودية من بين الدول التي اتخذت مواقف مشرفة تُشيد بها الأجيال، فقد سعت منذ البداية إلى تقديم الدعم والبحث عن حلول فعالة وسريعة لهذه الأزمة الحادة التي طالت حياة ملايين السوريين وأثقلت قلوبهم بالألم الذي يعجز الخيال عن تصوره.
اليوم، يأمل الجميع أن يعم الأمان والسلام على سوريا وأن تستعيد استقرارها وتنهض من جديد لتعوض شعبها عن هذه السنوات الطويلة من الألم والمآسي، وكل الأنظار تتوق إلى رؤية الشعب السوري يعيش حياة مليئة بالكرامة والطُمأنينة كما كان الحال من قبل حيث تعود ابتسامات الأطفال ويسود الاستقرار في بلدهم مرة أخرى.
أدعية مكتوبة من القلب لسوريا الحبيبة
نسأل الله تعالى أن يرفع الكرب عن شعب سوريا الحبيب، ذلك الشعب الذي أظهر للعالم أجمع صموده وشجاعته بوجه الأزمات، ونجدد الدعاء أن تعود السكينة والأمان إلى كافة ربوع سوريا وأن تحل البركة والسلام، وهذه أدعية نرفعها بقلوب خاشعة:
- اللهم يا نصير المستضعفين كن بعون شباب سوريا واحمهم واصرف عنهم شر الظالمين وكل من أراد بهم السوء، اللهم ارحم من فقدوا أرواحهم في سبيل الوطن وتقبلهم شهداء عندك واشف من أصيب بجروح وجراح نفسية وجسدية وامنحهم القوة والصبر.
- يا رب اربط على قلوب الذين فُجعوا بفقد أحبائهم وذويهم وألهمهم برحمتك السكينة، اللهم اجبر كسر قلوبهم وصبرهم على هذا البلاء فأنت أرحم بهم من كل أحد وتولّ أمورهم بحكمتك وعدلك.
- اللهم اجعل نصرك حليف إخواننا في سوريا وفرج كربهم من كل هم وابتلاء، اللهم اجعل لهم قادة صالحين يخافونك ويعملون بكتابك وينصفونهم وارفع عنهم جور المعتدين ورد كيد المفسدين والطغاة، يا قوي يا مقتدر كن معهم ولا تتركهم عرضة للظلم.
- يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، اللهم ارحم أهل سوريا وكن لهم عونًا في هذه المحن القاسية فرّج همومهم ويسّر أمورهم واجبر خواطرهم، اللهم اكشف البلاء عنهم وأبعد عنهم كل سوء وارزقهم الأمن والأمان واملأ حياتهم بالخير والسلام.
- اللهم تقبّل من استشهد من أهل سوريا وأكرمه بمقام الشهداء عندك، اللهم أبدل أهله النعمة بعد الصبر وامنحهم القوة ليصبحوا رمزًا للصمود والإيمان وثبتهم على الحق يا كريم.
- اللهم اجعل رحمتك تحيط بأهل سوريا كما وسعت كل شيء، واجعل لهم فرجًا قريبًا واكسر شوكة الظالمين الذين تسببوا في معاناتهم، اللهم اجعل بأسهم بينهم وشتّت شملهم وارنا فيهم آيتك وقدرتك التي تقيم بها العدل على الظالم.
- يا الله يا ناصر المظلومين اجعل نصرهم قريبًا وفرّج لهم كربهم كما وعدت المؤمنين، يا رب نسألك بإيماننا وصلواتنا أن تستجيب، يا مجيب الدعاء أجب دعواتنا آمين يا رب العالمين.
- اللهم يا منزل الكتاب ويا من قهرت بقوتك الأحزاب نسألك أن تهزم أعداء سوريا وأعوانهم، وأن تصد عن إخواننا الظلم والفساد، اللهم أعزهم بحقك وانصرهم نصرًا مؤزرًا وارزقهم الحكمة في سبيل تحقيق العدل والسلام إنك أنت القوي العزيز.
دعاء لسوريا: اللهم ارزقهم بنصر عاجل
- اللهمّ يا قويّ يا عزيز نسألك أن تشفي صدور المؤمنين وتقهر الظالمين وتنصر المستضعفين اللهمّ يا من بيده ملكوت السماوات والأرض ندعوك أن تمزّق الكافرين وتحبط مخططاتهم وترد كيدهم في نحورهم وتجعلها آيةً تطمئن بها قلوب أهل الحق وتربط بها على صدورهم برحمتك يا رب العالمين.
- اللهمّ نسألك برحمتك أن تفشل جميع خطط الظالمين وتزلزل أركانهم وتنزل بأسك عليهم ونسألك أن تُهلك من يعيث في الأرض فساداً وتسقط طائراتهم التي تنشر القتل والرعب وتقتل جنودهم الذين ظلموا عبادك وتدمّر دباباتهم وكل قوتهم ونسألك بجلالك أن تجعلها غنائم للمسلمين وتجعلهم عبرةً لمن يأتي بعدهم يا ذا الجلال والإكرام.
- اللهمّ نسألك أن لا تجعل لهم سبيلاً على إخواننا الذين يدافعون عن دينهم وأرضهم وأعراضهم ونسألك أن تثبّت قلوبهم وتزيل عنهم الخوف وأن تمنحهم القوة والعزم يا كريم.
- اللهمّ ارحم الأطفال الذين عاشوا مرارة الألم وارفق بالشيوخ الذين لا حول ولا قوة لهم ونسألك برحمتك أن تؤيد الثائرين الذين خرجوا نصرة للحق ودحضاً للباطل اللهمّ نسألك كما نصرت عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم يوم الفرقان حين التقى الجمعان أن تنصر إخواننا في سوريا نصراً يعزّ فيه أهل الإسلام.
- اللهمّ بحق ربوبيتك التي خضع لها كل شيء وبقوتك التي تذل بها المتجبرون وبأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ندعوك أن تفتح أبواب نصرك لإخواننا في سوريا وأن تجعل نصرهم فرحةً للمؤمنين وأن تزلزل بها جباه المتكبرين وتجعل بأسهم بينهم شديداً.
- يا حيّ يا قيّوم يا من لا يغفل ولا ينام نسألك برحمتك وفضلك أن تحمي دماء أهلنا في سوريا وأن تصون حياة الأبرياء وتحفظهم من كل سوء وأن تعيد الأمن والسكينة إلى أرضهم وتجمع شملهم وتعمر أوطانهم برحمتك يا واسع المغفرة.
- اللهمّ نسألك أن تجعل النصر حليف أهلنا في سوريا وأن تحمي أرضهم التي كرّمتها وأن تصون أعراضهم التي شرّفتها وأن تُعافي نساءهم وأطفالهم وأموالهم من الظلم والعدوان وأن تكون لهم معيناً ورفيقاً يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.
- اللهمّ سدّد مساعيهم وثبّت خطاهم وارفع عنهم البلاء واشفِ جراحهم وأزل أوجاعهم وأبدل خوفهم أمناً وكسرهم جبراً وهمهم فرجاً وثبّت أقدامهم في ميادين الحق وانصرهم نصراً يمحو غصّتهم ويعيد لهم كرامتهم يا أكرم الأكرمين.