مع حلول هذا الشهر العظيم شهر رمضان المبارك وخاصةً في ليلة القدر الجليلة التي ينتظرها كل مسلم بفارغ الصبر لما لها من فضل عظيم حيث تُغفر فيها الذنوب وتُكتب الأقدار، يُستحب الإكثار من الأعمال الصالحة والدعاء بما فتح الله به علينا من السنن المأثورة والأدعية المستجابة، وفيما يلي نعرض أعمالاً مستحبة خلال هذا الشهر الفضيل مع مجموعة من الأدعية اليومية المأثورة.
- اللّهم اجعل هلال رمضان يحمل لنا الخير والبركات والفرج اللّهم أهِلّهُ علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام يا رب العالمين، سبحانك ربِّ الهلال والشهور اللّهم بلغنا شهر رمضان وأنت راضٍ عنا سالمين طائعين اللّهم اجعل لنا في لياليه نصيباً عظيماً من الرحمة والمغفرة وهيّئ لنا فيه سُبُل القرب منك والدعاء المستجاب واكتب لنا فيه أفضالاً تدوم وتجعل أيامه بركة لنا.
- يا ربِّ أعوذ بك من كل زلل ارتكبته بلا علم ولا حول لي، أنت وحدك من أنعمت عليّ بنعماك التي لا تُحصى وأنت الأعلم بزلاتي وخطاياي فلا ملجأ ولا نجاة إلا برحمتك ومغفرتك إلهي اجعل نهايتي شاهدة على الخير وثقيلة بالأعمال المرضية عندك، انعم عليّ بخاتمة حسنة ولقاء هنيء يوم أقف بين يديك يارب أكتب لي عملاً يُحبّبني إليك وقت الوفاة.
- يا الله يا صاحب الفضل والعطاء وأنت الكريم الذي لا يرد سائلاً مهما بلغت ذنوبه واقفين بين يديك بقلوبٍ خاشعة يملؤها الرجاء والخوف من خطايانا، فاكتب لنا المغفرة في هذه الليلة المباركة وارزقنا عفوك عن ذنوبنا كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، يا رب نسألك أن تشمل بعفوك رقابنا ورقاب والدينا وأحبابنا من النار إلهي إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا واهدنا لصالح القول والعمل واكسنا بسترك الجميل، اللّهم وسّع علينا من جودك وغمرنا بكرمك يا واسع العطاء يا غفور.
الأدعية اليومية المأثورة لشهر رمضان مكتوبة
دعاء اليوم الخامس عشر
- اللّهم ارزقني في هذا اليوم شعور الخاشعين عند طاعتك واملأ قلبي بخشوعٍ عميق وسكينةٍ تمحو عني كل اضطراب واجعل نفسي مستقرة بالإيمان واملأ صدري طمأنينة وإخلاصًا كما ملأت صدور من كانوا ينوبون إليك برحمتك يا من لا يضيع عنده الخائفون وتحفّ قلوبهم بالطمأنينة والتوفيق.
دعاء اليوم السادس عشر
- اللهم اجعلني في هذا اليوم من التابعين لسبل الأبرار والمتمسكين بنهج الأتقياء واصرف عني رفقة السوء وكل ما يقربني من صحبة الأشرار وانشر علي رحمتك الواسعة واجعل مستقري في دار النعيم الأبدي تحت ظلك الوارف يا من أمره في السماء والأرض نافذ وحكمه نافذ على الخلائق أجمعين يا إله السموات والأكوان.
دعاء اليوم السابع عشر
- اللّهم اهدني في هذا اليوم إلى ما يرضيك ويرفع مكانتي ووفقني إلى الأعمال التي تروي عطش روحي وتملأ حياتي بالسعادة وسدد خطواتي لتحقق لي كل حاجات قلبي وظاهري وباطني بعلمك الذي يغني عن التفصيل والسؤال يا من يعلم سرّي وجَهري وما يخفيه فكري صل وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الأطهار الأبرار.
دعاء اليوم الثامن عشر
- اللهم اجعلني في هذا اليوم مستشعرًا ببركات دقائق السحر ومدركًا لنفحاتها ونوّر قلبي بضياء لطفك ورحمتك واشعل حياتي بنور معرفتك واجعل أعضائي وجوارحي تنقاد لطاعتك وتتبع ما سار عليه أنبياؤك وصالحو عبادك بنورك الذي يُضيء حياة العارفين ويملأ قلوب المخلصين عندك.
دعاء اليوم التاسع عشر
- اللهم امنحني في هذا اليوم المزيد من الخير وزدني بركاتك وحبّب إلي كل ما يقربني منك ويساعدني على السير على صراطك السوي وهب لي رزقًا وفيرًا واجعلني من المقبلين على بذل الحسنات والمحسنين الذين ينالون قبولًا من لدنك برحمتك يا من يهدي عباده للحق والطريق المستقيم.
دعاء اليوم العشرين
- اللّهم افتح لي في هذا اليوم الكريم أبواب الجنان وهيئ لروحي مقامًا في نعيمها وأبعدني عن أبواب النيران كلها ووفقني لتلاوة آياتك والعمل بمضمونها وحفظها بقلبي ولساني يا مُنزل السكينة والرحمة في قلوب عبادك المخلصين يا من جعلت طاعتك سبب الاستقرار وباب الجنة لعبادك المؤمنين.
الأعمال المستحبّة خلال أيام شهر رمضان
شهر رمضان المبارك هو شهر تزداد فيه القلوب إيماناً وطمأنينة يسعى الناس فيه للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال الأعمال الصالحة والعبادات فهو فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية علاقتهم برب العالمين وكسب الأجر مضاعفاً وهناك مجموعة من الأعمال التي يُستحب القيام بها في هذا الشهر المبارك لما لها من فضل عظيم وأثر كبير في تهذيب النفس والتقرب إلى الله:
- الصيام.
- القيام.
- الصدقة.
- قراءة القرآن الكريم.
- الاعتكاف.
الصيام هو الركن الأساسي في شهر رمضان الذي أمر الله سبحانه وتعالى به عباده وخصّه بأجر عظيم لا يمكن أن يُقارن بأي عبادة أخرى كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” مما يدل على مكانة هذا الفرض العظيمة عند الله لذا ليس المقصود بالصيام فقط الامتناع عن الأكل والشرب ولكن الأهم أن يتحقق المعنى الحقيقي للصيام بالامتناع عن كل الأفعال والأقوال التي تغضب الله كالغيبة والنميمة والكذب ينبغي أن يصوم المؤمن بجوارحه وقلبه ولسانه ويسعى إلى استشعار روحانية هذه العبادة التي تقربه من ربه.
قيام الليل في رمضان هو من أعظم العبادات التي تُرفع بها الدرجات وتُغفر بها الذنوب فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” هذا القيام يشمل صلاة التراويح وصلاة الليل حيث تكون فرصة عظيمة لمناجاة الله بالدعاء والاستغفار وقراءة القرآن والسعي لنيل المغفرة والرحمة من المهم أن يخصص المسلم وقتًا في كل ليلة من ليالي رمضان ليقترب من الله بالقيام ملتمساً الرحمة والمغفرة ومتضرعاً أن يوفقه إلى صالح الأعمال.
الصدقة هي من الأعمال التي يتضاعف أجرها في رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم أكثر الناس كرماً وعطاءً تقديم العون للفقراء والمحتاجين خاصة بإفطار الصائمين وتقديم المساعدات المالية أو العينية يُعدّ من أفضل القربات إلى الله فمن أفطر صائماً كان له مثل أجر صيامه دون أن ينقص من أجر الصائم شيئاً يمكن للمسلم اغتنام الشهر في دعم من حوله سواء عن طريق توزيع وجبات الإفطار أو تقديم الصدقات بشكل مباشر أو عبر الجمعيات فينال بذلك البركة في ماله والثواب العظيم في دنياه وأُخراه.
رمضان هو شهر القرآن فيه أُنزل القرآن الكريم هداية ورحمة للعالمين لذا تزداد أهمية قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم قراءة القرآن ليست مجرد تلاوة بل ينبغي أن تكون قراءة متدبرة ومتأنية لفهم المعاني والتأمل في الآيات والعمل بما جاء فيها يمكن تخصيص وقت يومي منتظم لتلاوة جزء أو أكثر من القرآن لتحقيق الهدف من ختمه في خلال الشهر مع إدخال التدبر في التلاوة ويمكن أيضاً قراءة التفسير لفهم أعمق للآيات تلاوة القرآن تجلب الطمأنينة وتزيد بركة البيوت وتجعلها منارة للخير والطاعة.
الاعتكاف سنة نبوية مؤكدة وخاصة في العشر الأواخر من رمضان التي تختتم بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر يُبرز الاعتكاف روحانية خاصة حيث يبتعد المسلم عن الدنيا وشواغلها ويتفرغ بشكل كامل للعبادة مما يمنحه فرصة للتقرب من الله بالدعاء والتضرع كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر ويحرص على زيادة الطاعات والذكر والقيام من خلال الاعتكاف يعيش المسلم لحظات خالصة مليئة بالروحانية ويستثمر وقته كاملاً في طاعة ربه ساعياً لنيل مغفرته ورضوانه.
أهمية دعاء رمضان ومكانته
الدعاء يُعَدُّ من أبرز وأهم العبادات في الإسلام التي يُظهر من خلالها المسلم تضرعه إلى الله تعالى ويُعبِّر بها عن حُسن إيمانه واحتياجه الدائم للخالق وقد بيّن الدين الإسلامي مكانة الدعاء السامية وأشار إلى عظيم احترام الله لهذه العبادة وأكد فضلها الكبير في العديد من الأحاديث النبوية التي توضح أن الدعاء يقرب العبد إلى ربه ويجعل علاقته بخالقه أقوى فحين يدعو المسلم فإن ذلك يُظهر مدى ضعفه وحاجته إلى الله عز وجل ويُبرز اعترافه بفضل الله وقدرته العظيمة فيطلب منه الرحمة والمغفرة والعون في الدنيا والآخرة مما يجعله عبادة جليلة ومحببة لله سبحانه وتعالى.
وفي شهر رمضان المبارك يتضاعف حرص المسلمين على الدعاء نظرًا لخصوصية الزمن ومكانة هذا الشهر العظيم الذي يمتزج فيه فضل الصيام مع الأوقات المباركة مما يرفع من احتمالات استجابة الدعاء بشكل كبير وقد ورد في السنة النبوية ما يُبرز هذه الخصوصية ففي الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم)) وتُلقي هذه الكلمات النبوية الشريفة الضوء على مكانة الرجل الصائم وقوة دعائه في هذا الشهر الكريم.
رمضان يُعد فرصة ذهبية يُقدمها الله لعباده ليتقربوا إليه بالدعاء في أوقات السحور وعند الإفطار وفي الساعات المباركة التي توضح فضل الاقتراب من الله عز وجل وطلب ما يريده المرء من أمور الحياة والآخرة على حد سواء ويُفتح في هذا الشهر المبارك الباب واسعًا لطلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى وعندما يدعو العبد بإخلاص وتوكل تام فإنه يعبر عن يقينه بقدرة الله في استجابة طلباته وتحقيق الخير له وفق ما يراه الله مناسبًا لحاله.