افضل 19 أدعية الأنبياء والرسل من القرآن الكريم

لأدعية الأنبياء والرسل مكانة عظيمة وقيمة فريدة في الدين الإسلامي حيث تنطوي على معاني عميقة تعبر عن الإيمان الصادق واللجوء إلى الله في مختلف الأوقات ووردت هذه الأدعية في قصصهم التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لتكون دروسًا نستفيد منها في حياتنا اليومية ولتشعرنا بعظمة رحمة الله وحكمته في توجيه أمور الخلق والرسل الذين اختارهم الله كانوا أعظم البشر وأكملهم أخلاقًا وهو اصطفاهم ليؤدوا مهمة عظيمة تتمثل في دعوة الناس إلى الهداية وإرشادهم إلى الطريق المستقيم الذي ينقلهم من ظلمات الجهل والمعاصي إلى نور الإيمان والطاعة.

بطبيعة الحال الإنسان كائن ضعيف ويبحث دومًا عن مصدر للقوة والراحة النفسية يمكنه إزالة همه وتوجيهه للطريق السليم وهذا المصدر لا يتوفر إلا في القرب من الله عز وجل الذي خلقنا من العدم ورزقنا بكل ما نحتاجه ويدبر كل تفاصيل حياتنا بلطفه العظيم وحكمته المطلقة ومن أعظم مظاهر رحمة الله وفضله علينا أنه وهبنا نعمة عبادته وحده دون شريك مما يمنحنا الشعور بالسكينة كما أن أكبر نعمة منحنا إياها تتمثل في إرسال سيد المرسلين وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء ليبين لنا الدين القويم وليجسد لنا النموذج المثالي لسلوك الإنسان المؤمن.

اختيار الله للأنبياء والرسل لم يكن اختيارًا عشوائيًا بل كان بناءً على صفات مميزة مثل رجاحة العقل وسمو الأخلاق التي تفوقت على صفات البشر العاديين واشتركوا في خصائص بارزة مثل حب التأمل والتدبر في الكون والتفكر في أسرار الحياة وكيفية إدارتها من قبل قوة عظيمة لا حدود لها وهي الله سبحانه وتعالى وهذه السمات الراقية مكنتهم من فهم الرسالة السماوية العظيمة التي حملوها بأمانة وإيصالها للناس بكل إخلاص مما يجعلهم قدوات يقتدي بها البشر عبر التاريخ.

من جوامع الأدعية الصحيحة التي وردت عن النبي

من الأدعية الجامعة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تحمل معاني عظيمة تشمل شؤون الدنيا والآخرة هذا الدعاء المبارك:
  • اللَّهُمَّ أصلحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري وأصلحْ لي دُنيَايَ التي فيها معاشي وأصلحْ لي آخرتي التي فيها معادي واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خيرٍ واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ.
  • اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك مِن زوالِ نعمتِك وتحوُّلِ عافيتِك وفجاءةِ نِقمتِك وجميعِ سخطِك.

ويظهر في هذا الدعاء الشامل طلب الهداية والإصلاح في أمور الدين الذي يمثل الأساس المتين لحياة كل مسلم فهو السياج الذي يحفظ الإنسان من الوقوع في الزلل والمعيشة في الدنيا التي تتمثل في كافة حاجيات الفرد ومن ثم طلب الإصلاح لأمر الآخرة حيث المصير والخلود كما أن فيه رجاء من الله أن يجعل الحياة وسيلة لزيادة الأجر والطاعة وأن يكون الموت طريقًا للراحة من الشرور والآلام التي قد يشهدها العبد في حياته.

وهذا الدعاء يحمل طلب العون من الله عز وجل لحفظ النعم التي أنعم بها على عباده مع حماية العبد من تبدل تمام العافية إلى مرض وضعف أو حلول النقمة بشكل مفاجئ وجاء فيه استغاثة بالله سبحانه وتعالى ليجنبه كافة صور السخط لأنه إذا تبدلت نعم الله على العبد أو إذا أصابته فجاءة بلا سابق إنذار فإنه يواجه المشقة ولذا فإن المداومة على مثل هذه الأدعية تعبر عن افتقار العبد لربه وطلب رحمته وحفظه في كل وقت.

أدعية مأثورة للأنبياء والرسل

الأدعية التي وردت عن الأنبياء والرسل تُعتبر كنزًا ثمينًا يحمل معاني عظيمة تُعبّر عن تجاربهم الحياتية المليئة بالمواقف والتحديات وهي أدعية تنير لنا الطريق وتعلّمنا دروسًا في الإيمان والصبر والاعتماد على الله تعالى كما تحمل قدرة هائلة على التكيّف مع مختلف المواقف والظروف التي قد نواجهها في حياتنا.

  • دعاء النبي آدم عليه السلام: عندما أكل هو وزوجته من الشجرة وتوجها إلى الله يعترفان بخطئهما قائلين: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. هذا الدعاء العظيم يعكس ندمًا حقيقيًا وتوجها صادقًا لطلب مغفرة الله تعالى والاعتراف بالذنب وهو درس واضح في رفع المسؤولية وتحملها واللجوء إلى الله بكل تضرع.
  • دعاء النبي نوح عليه السلام: عندما أحاط به كذب قومه وتمادوا في طغيانهم توجه إلى الله قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارًا. يعطينا هذا الدعاء نموذجًا في الثبات رغم المحن وخصوصية الدعاء للنفس والأهل والمؤمنين الآخرين وهو يظهر حرص النبي على الخير والهداية لمن حوله.
  • دعاء النبي موسى عليه السلام: لما شعر بالحاجة إلى عون الله في توصيل رسالته بوضوح وثقة قال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. يُلهم هذا الدعاء الإصرار على البحث عن تسهيل الأمور والثبات والوضوح عند مواجهة الناس كما يشير إلى أهمية الدعاء بطلب العون كي يتمكن الإنسان من تحقيق أهدافه بحكمة وصبر.
  • دعاء النبي أيوب عليه السلام: حين ابتُلي ابتلاءً شديدًا واستمر في الصبر لم ينسَ التوجّه لربه قائلاً: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. يبرز هذا الدعاء القوة العظيمة للتوكل على الله واليقين برحمته الواسعة مهما اشتدت المصاعب ويعلمنا ذلك الصبر الجميل مع التواضع أمام الله.
  • دعاء النبي يونس عليه السلام: عندما كان في ظلمات بطن الحوت توجّه إلى الله قائلاً: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. يتجلى في هذا الدعاء مدى القوة الكامنة في الإقرار بالتوحيد والاعتراف بالخطأ وهو دعاء نلجأ إليه في أوقات الأزمات لإظهار صدقنا في طلب النجاة.
  • دعاء النبي زكريا عليه السلام: عندما طال انتظاره للذرية ورغب في ولد يحمل الرسالة من بعده توجه إلى ربه قائلاً: رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين. يُعلّمنا هذا الدعاء كيفية طلب حاجتنا من الله بكل يقين واستمرارية فاستجاب الله لدعائه وجاءه يحيى بإحسان وفضل من الله سبحانه وتعالى.

كل دعاء من هذه الأدعية يحمل طاقة إيمانية خاصة يعكس فيها عمق العلاقة بين النبي وربه وهي تشكّل نموذجًا يُلهمنا كيفية طلب حاجاتنا والتوكل على الله في تخطي العقبات مما يجعلها مصدر إيمان ورجاء يجدد طموحنا دائمًا نحو الأفضل في كل الظروف.

دعاء النبي موسى عليه السلام

  • اللهم افتح لي قلبي وشرح لي صدري ليزداد استيعابي للأمور وتتهيأ نفسي لتقبل ما تأتي به الحياة واجعلني أستطيع إنجاز أموري دون تعقيد أو عوائق ووفقني لأن يكون كلامي واضحًا ومفهومًا لكل من يسمعه فيسهل عليهم فهمه واستيعابه يا رب إني أقر بذنبي وأعترف بخطاياي التي أثقلت نفسي وأسألك أن تتفضل علي بمغفرتك ورحمتك لأنك أنت الرحيم الكريم وأسألك أن ترزقني من واسع فضلك وتكرم علي بعطاياك التي لا تنفد يا ذا الكرم والجود يا أكرم الأكرمين.

دعاء النبي نوح عليه السلام

  • في دعاء النبي نوح عليه السلام يظهر جلياً مشاعر الخشوع والثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى الذي هو الملاذ الأول والأخير للإنسان في كل أموره حيث قال “📖 رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ 📖”.
  • وهذا يوضح أهمية أن يعتمد الإنسان على الله في كل تفاصيل حياته وألا يسأل إلا فيما يعلم يقيناً أنه خير له ومنفعة وفي طلبه “📖 وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ 📖” نجد نوعاً من التضرع العميق والاعتراف بحاجة العبد إلى رحمة الله ومغفرته فالعبد بدون رحمة خالقه سيواجه الخسران في الدنيا والآخرة.
  • ثم توجه النبي نوح بدعاء شامل ومؤثر شمل نفسه ووالديه وكل المؤمنين حيث قال “📖 رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ 📖” وهذا يبرز أهمية الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين في الدعاء وطلب الرحمة والخير لهم مما يعكس روح التضامن والمحبة بين المؤمنين مع التركيز أيضاً على الشمولية في الخير والدعوة الجماعية.
  • وفي المقابل أكد على عدالة العقاب لمن أسرف وظلم فقال “📖 وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا 📖” وهو تعبير عن الحق في تحقيق العدالة الإلهية ضد الظالمين الذين لا يراعون حقوق الله وحقوق العباد.
  • وفي ختام دعائه جاء طلب النبي نوح الذي يعبر عن الحكمة والتوفيق الإلهي حين قال “📖 وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ 📖” وهو درس بليغ يعلمنا ضرورة الاعتماد على الله عز وجل في اختيار أماكن الخير والبركة في حياتنا مع اليقين بأن الله وحده هو الكفيل بترتيب الأمور بالشكل الذي لا غني لنا عنه أبداً.

دعاء النبي إبراهيم عليه السلام

  • رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا أَعْمَالَنَا وَطَاعَاتِنَا فَأَنْتَ السَّمِيعُ الَّذِي تَسْمَعُ دَعَوَاتِنَا وَتَعْلَمُ نَوَايَانَا وَخَفَايَا قُلُوبِنَا فَاجْعَلْنَا دَائِمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَكَ الْخَاضِعِينَ لِأَمْرِكَ وَارْزُقْ مِنْ ذُرِّيَتِنَا أُمَّةً تَكُونُ مُسْلِمَةً خَاضِعَةً لَكَ وَعَلِّمْنَا كَيْفَ نُؤَدِّي مَنَاسِكِنَا وَاغْفِرْ لَنَا زَلَّاتِنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الَّذِي يَقْبَلُ تَوْبَةَ عِبَادِكَ دَائِمًا وَالرَّحِيمُ بِهِمْ يَا رَبِّ اجْعَلْنِي وَمَنْ جَاءَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مِنَ الْمُقِيمِينَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالْمُحَافِظِينَ عَلَيْهَا يَا رَبَّنَا تَقَبَّلْ دُعَاءَنَا وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِكُلِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ الْعَظِيمِ الَّذِي تَجْتَمِعُ فِيهِ الْعِبَادُ عِنْدَكَ يَا جَوَادُ الْكَرِيمُ.

دعاء النبي يونس عليه السلام

يُعتبر دعاء نبي الله يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت من أعظم الأدعية التي يستطيع المسلم اللجوء إليها في أوقات الشدة والكرب فهو يُجسد أسمى معاني التوكل على الله سبحانه وتعالى والاعتراف بفضله وقدرته المطلقة على تفريج الهموم والكرب وطلب رحمته وعفوه ولطفه بعباده المؤمنين وقد دعى النبي يونس عليه السلام في تلك اللحظات الصعبة قائلاً:

  • لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.

دعاء النبي آدم عليه السلام

كان دعاء النبي آدم عليه السلام من أعمق الأدعية التي تجسد التوبة الصادقة والعودة إلى الله عز وجل فهذا الدعاء يحمل في طياته مشاعر الخضوع والندم والتوسل برحمة الله وعفوه ويعكس جوهر الرجاء في مغفرة الله ورحمته التي لا تنقطع والنص الذي ورد في القرآن الكريم يعبر بشكل جلي عن ذلك:

  • رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. ويتبع هذا الدعاء صيغة أخرى مأثورة تحمل معاني مشابهة من القرب والتضرع إلى الله فتقول: اللهم أنك تعلم سرّي وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤالي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي، ثم يتواصل الدعاء ليعزز الشعور باليقين والتسليم بقضاء الله سبحانه وتعالى، اللهم اني أسألك ايمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم ما يصيبني إلا ما كتبته عليّ والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام.

دعاء النبي أيوب عليه السلام

الدعاء الذي جاء على لسان النبيّ أيوب عليه السلام يُظهر المعنى الحقيقي للصبر والثقة بالله في ساعات الشدائد ويُجسّد مدى الإيمان برحمة الله التي لا حدود لها فقد لجأ النبي أيوب بالدعاء إلى الله عندما اشتدت عليه المعاناة فقال كلماته التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وتعكس إيمانه العميق بقدرة الله ورحمته:

  • أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

دعاء النبي سليمان عليه السلام

  • اللَّهُمَّ اجعلني من عبادكَ الذين يحسنون شُكرك على جميع النِّعَم التي أنعمت بها عليَّ وعلى أهلي وامنحني الفهم والحكمة لكي أستعمل هذه النِّعَم فيما تحبه وترضاه واغمرني برحمتك واجعلني من عبادك الصالحين الذين تحبهم وتُرضى عنهم والذين يسعون لنشر الخير والعمل به يا رب اغفر لي زلاتي وتجاوز عن سيئاتي وامنحني مُلكاً عظيماً وخاصاً من فضلك وجودك لا ينبغي لأحدٍ من بعدي لأنك أنت الوهاب الكريم المعطي بلا حساب.

دعاء النبي يوسف عليه السلام

  • الدعاء الذي نطق به النبي يوسف عليه السلام تضمن طلبًا عظيمًا واستسلامًا كاملاً لله عز وجل حيث عبر فيه عن امتنانه وشكره لرب العالمين على نعمه العظيمة إذ قال “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ” مما يعكس منتهى الامتنان لله الذي وهبه الملك والحكمة ومَنَّ عليه بعلم تفسير الرؤى وهو علم جليل يختص الله به من يشاء من عباده المخلصين ثم قال “فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” ليبرز عظمة الله في خلقه للسماوات والأرض وللتذكير بقدرته المطلقة وإبداعه الذي لا يضاهى في خلقه وهي إشارة دالة على عمق الإيمان الذي جعله يلتجئ إلى الله الذي هو وحده وليّ المؤمنين وحاميهم في الحياة الدنيا والآخرة. ومن بعد ذلك جاء طلبه بالأمنيات العظيمة حيث تضرع قائلاً “أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ” ليطلب من الله أن يُميته على دين الإسلام ويجمعه بالصالحين الذين حازوا رضى الله تعالى ليُظهر قمة التواضع والخضوع والاستسلام لرب العالمين.

دعاء هود عليه السلام من أدعية الأنبياء

تُعَدُّ دعوة النبي هود -عليه السلام- من أبرز الأدعية التي تَجسِد التوكل المطلق على المولى عز وجل وتُظهر أهمية الإيمان بأن كلّ الأمور هي بيده سبحانه وحده وأنه لا شريك له في تدبير أحوال الخلق وسيادة الكون بكل تفاصيله جل جلاله والنبي هود -عليه السلام- كان يصدع بهذا الإيمان العميق ويقول بكل يقين وثقة:

  • “إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.

تُبيِّن هذه الآية المنزلة العالية للتوكل على الله وكيف أن النبي هود استشعر في قلبه كل معاني الثقة والاعتماد على الله سبحانه الذي أبدع الكائنات بقدرته وأحاط بها علمًا وقدرة ولا يستطيع أحد كائنًا من كان أن يتحرر من إرادته أو يتجاوز سلطانه فهو سبحانه المتحكم بمصير المخلوقات كافة والصغير منها قبل الكبير والضعيف منها قبل القوي وهو من بيده زمام كل شيء والطريق الذي دعا الله إلى اتباعه ووجه به عباده هو صراط مستقيم خالٍ من الشبهة والزيغ وواضح بخطاه ومبدأه ونهايته وفي هذه الدعوة يقدم النبي هود نموذجًا حيًّا لإيمان صادق وتفويض كامل لله عز وجل في كل الشؤون.

دعاء النبي لوط عليه السلام

دعاء النبي لوط عليه السلام جاء في لحظات مليئة بالمعاناة والاقترافات الظالمة التي انتشرت بين قومه الذين أصروا على فسادهم وأعمالهم المسيئة. النبي لوط لجأ إلى الله عز وجل في تلك الأوقات وتوسل إليه طلبًا للمعونة والنصر على القوم المفسدين، معبرًا عن حاجته العميقة لتدخل الله سبحانه وتعالى حيث قال: “رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ”، هذا الدعاء يعبر عن طلب للحق لينتصر وأن يتم القضاء على مظاهر الفساد والظلم الذي استشرى بينهم كما أنه دعا الله مخلصًا ليخلصه وأهله المؤمنين من شرور ما كان يقوم به قومه من أعمال غير مقبولة، حيث قال: “رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ”. هذا الدعاء يعكس إيمان الأنبياء القوي في أصعب اللحظات وارتباطهم الوثيق بالله سبحانه وتعالى الذي هو الملاذ الآمن والملجأ الوحيد في كل الشدائد والمحن.

دعاء النبي شعيب عليه السلام

دعا النبي شعيب عليه السّلام ربّه بدعاء يجسّد معاني الثقة المُطلقة بالله سبحانه وتعالى ويعبّر عن يقينٍ تام بأنّ كلّ شيء يعلمه الله ويدبّره بحكمته وقدرته فقال في دعائه:

  • وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ.

ويعكس هذا الدعاء جوهر التسليم الكامل لله عزّ وجلّ والاعتماد عليه في كل أمر واللجوء إليه طلبًا للعدل والإنصاف بينه وبين قومه الذين أنكروا الحق فالله دائمًا هو خير الفاتحين والحكم العادل الذي يُنصف المظلوم ويعيد لكل ذي حقٍّ حقه برحمته وفضله الواسع.

دعاء النبي زكريا عليه السلام

كان النبي زكريا عليه السلام معروفًا بكثرة اللجوء إلى الله بالدعاء يطلب منه حاجاته ويشكو إليه ما في قلبه بكل صدق وتوكل على الله ومن الدعوات التي دعا بها بقلب خاشع ونيه صادقة قوله:

  • رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.

هذا الدعاء كان ترجمة لرغبته الصادقة في أن يرزقه الله ذرية صالحة تكون عونًا له في حياته واستمرارا لعمل الخير من بعده وقد أصبح مثالًا يحتذى به لكل من يتمنى أن يرزقه الله الولد الصالح فيتوجه إلى الله بالدعاء بإيمان بأن الله قريب يجيب دعوة الداعين ويبقى هذا الدعاء مصدر إلهام لكل مسلم يرغب في طلب ما يرجوه من الله سبحانه مع يقينه بأن الله واسع الكرم يعطي عباده ما يريدون بفضله ورحمته.

دعاء النبي يعقوب عليه السلام

  • النبي يعقوب عليه السلام عندما أصابه الحزن الشديد لفقدانه ولده يوسف عليه السلام لجأ إلى الله عز وجل بهذا الدعاء الذي يصوّر حالته النفسية من ألم وحزن فقال: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ”. حيث يعكس هذا النص القرآني عمق الإيمان بالله والتسليم الكامل له في مواجهة أشد المصائب والأحزان إذ يشير الدعاء بوضوح إلى أن الله هو الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه الإنسان في أوقات المحن والكربات ومن خلال هذا الدعاء يتعلم الإنسان قيمة التوكل على الله واللجوء إليه وحده دون الحاجة إلى وسيط أو شريك مما يمنحه راحة نفسية وسكينة تامة.

أدوار الأنبياء والرسل وصفاتهم البارزة

قبل التطرق إلى الأدعية المأثورة للأنبياء والرسل، من المهم تسليط الضوء على الأدوار العظيمة التي كلفهم الله عز وجل بها والتي يحملون من خلالها أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة ويمكن تبيان هذه الأدوار كما يلي:

  • تحمل مسؤولية نقل شريعة الله تعالى إلى الناس بشكل دقيق دون أي تغيير أو إضافة حيث كان الأنبياء والرسل هم الوسيط الأمين الذي يحمل رسالة الله وبذلك يتحتم عليهم إيصال كل ما يُوحى إليهم من أوامر وتوجيهات وتحذيرات.
  • توضيح المعاني والمقاصد الكامنة في النصوص القرآنية والسياقات التشريعية وقد اختص الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة العظيمة حيث بيَّن الأحكام ووضح ما قد يشكل على الناس في فهم النصوص وذلك لفتح آفاق الاجتهاد وتعزيز العلم والبحث بين المسلمين.
  • إصلاح أحوال المجتمعات وإرشاد الناس إلى الصراط المستقيم الذي يضمن لهم الخير في الدنيا والآخرة من خلال التوجيه المستمر نحو الحياة الطيبة وتحذيرهم من مغبة الابتعاد عن نهج الحق وما قد يترتب على ذلك من عواقب دنيوية وأخروية.
  • ترسيخ عبادة الله وحده لا شريك له في قلوب الناس وإبعادهم عن مظاهر الشرك والضلال مما يعزز التوحيد من خلال خطاب يُبرز عظمة الله ويؤكد أهمية عبادته في كل تفاصيل الحياة.
  • غرس القيم الأخلاقية الحميدة في قلوب الناس والسعي لبناء مجتمع يستند إلى قيم مثل الأمانة والصدق والاحترام والإخلاص لمنع الانزلاق في الأخلاق المذمومة التي تضر الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
  • تشجيع الأفراد على تحقيق التكامل بين الإبداع والعمل الخيّر ليعمروا الأرض بما يرضي الله سبحانه وتعالى مما يشجع الناس على الاقتراب من الخالق بالعلم والمعرفة التي تمثل وسيلة للتفكر وتعظيم نعم الله عليهم.

أما فيما يتعلق بالصفات التي اختُص بها الأنبياء والرسل، فهي صفات فريدة ميزتهم وجعلتهم قدوة يحتذى بها في القول والعمل ويمكن استعراضها على النحو التالي:

  • طبيعتهم البشرية كانت واضحة فهم بشر يعيشون بين الناس وبينهم يأكلون ويشربون وينامون ويموتون مما يجعلهم أكثر قدرة على فهم طبيعة البشر واحتياجاتهم دون حواجز.
  • اختيار الرجال من بينهم يعود إلى قدرة الرجل على تحمل أعباء الرسالة وما يتطلبه ذلك من جهد ومشاق إضافة للحفاظ على مكانة المرأة وتجنيبها ظروف الاختلاط الزائد التي قد تهدد كرامتها.
  • قلوبهم نقية مطهرة تمامًا يحملون الخير والإخلاص في أعماقهم بعيدين عن الأحقاد والمشاعر السلبية مثل الكره أو الحسد التي قد تُضعِف من قيمتهم النبيلة.
  • إيمانهم كان مثاليًا ومخلصًا لله فلم يتركوا أي جانب من جوانب العبادة إلا وأدوه على أكمل وجه مما يعكس الإخلاص في علاقتهم مع خالقهم.
  • تحقيق انسجام كامل بين أقوالهم وأفعالهم ضمن الإطار الديني دون تفريط أو تهاون ما يجعلهم نموذجًا حيًا للدين الذي يدعون إليه.
  • تحليهم بأخلاق عظيمة يتصدّرها الصدق والإحسان والعدل والتواضع والعطاء وهي أخلاق تظهر في تعاملاتهم اليومية مع الناس حتى في أحلك الظروف.
  • قوة صبرهم جعلتهم يتحملون الابتلاءات التي واجهوها سواء من أذى أقوامهم أو من تحديات الحياة حيث تعاملوا مع تلك المشاق بنفس قوية وإيمان عميق.
  • روح الرحمة في تعاملهم لم تقتصر على البشر فقط بل شملت أيضًا الحيوانات والطبيعة من حولهم وقد تجلى ذلك في أسمى صور الرحمة في شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • اتسموا بالصدق التام والعلم العميق والقدرة الفكرية والجسدية التي جعلتهم في مقدمة القدوة التي يُنظر إليها بوقار واحترام.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x