يبحث البعض عن دعاء ذبح الأضحية عند الشيعة لمعرفة إن كان يختلف عن الدعاء الذي يردده أهل السنة عند الذبح وهل هناك ضوابط محددة في المذهب الشيعي تتعلق بهذه العبادة؟ من المعروف أن الأضحية من الشعائر الإسلامية المرتبطة بالتقرب إلى الله ولذلك نجد اهتمامًا واسعًا بين المسلمين سواء من السنة أو الشيعة في معرفة الأدعية التي تُقال أثناء الذبح.
دعاء ذبح الأضحية وفق المذهب الشيعي مكتوب بالكامل
مع حلول عيد الأضحى المبارك يحرص المسلمون من مختلف المذاهب على البحث عن الدعاء الذي يُقال عند ذبح الأضحية والكثير يعتقد أن هناك اختلافًا بين دعاء الذبح عند أتباع المذهب الشيعي وأهل السنة إلا أن الحقيقة تؤكد أن الدعاء واحد ولا يوجد فرق فيما يُقال عند الذبح حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
إنِّي وجَّهتُ وَجْهيَ للذي فطَرَ السمواتِ والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا وما أنا مِن المشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالمينَ، لا شَريكَ له وبذلك أُمِرتُ وأنا مِن المسلمينَ اللهمَّ منك ولك، كما توجد أدعية أخرى مستحب أن يقولها المسلم أثناء ذبح الأضحية وهي:
- بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك هذا عني.
- اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك.
- اللهم هذه عني وعن أهل بيتي.
- اللهم تقبّل منّي ومن أهل بيتي.
ضوابط وشروط ذبح الأضحية في المذهب الشيعي
يَجِب الالتزام بشروط وضوابط مُحددة عند ذبح الأُضحية في المذهب الشيعي حتى تكون الأُضحية قَبُولًا، حيث يَنتشر أتباع هذا المذهب بالملايين حول العالم ومن بين هذه الشروط:
- يَجب أن يكون الذابح شخصًا مسلمًا بالغًا عاقلًا قادرًا على إتمام الذبح بنفسه وإن لم يكن قادرًا فيجوز له توكيل شخص آخر للقيام بذلك نيابة عنه.
- تُشترط أن تكون الأُضحية من بهيمة الأنعام التي أجازتها الشريعة الإسلامية، وهي الإبل أو البقر أو الغنم.
- يجب أن تكون الأُضحية مملوكة للذابح بطريقة شرعية، فلا يجوز أن تكون مغصوبة أو مأخوذة بغير وجه حق.
- يَلزم أن تبلغ الأُضحية السن الشرعي المحدد للذبح، بحيث تكون قد أكملت العمر المطلوب بحسب نوعها.
- يجب أن تَكون الأُضحية سليمة من العيوب، خالية من الأمراض والإصابات التي قد تؤثر على صحتها أو حالتها.
- يُنفذ الذبح خلال أيام عيد الأضحى، ابتداءً من بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس اليوم الثالث ويُستحب أن يتم الذبح بعد الصلاة مباشرة عند طلوع الشمس.
- إذا كان الشخص غير قادر ماليًا على شراء الأُضحية، فيمكنه التصدق بقيمتها ولكن إن كان مستطيعًا فيفضل أن يُقدم الأُضحية بنفسه ولا يستبدلها بالمال.
- النية عند الذبح يَجب أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل بقصد التقرب إليه ولا يصح أن تكون لغرض دنيوي آخر.
- يُستحب أن يقوم الشخص المضحي بالذبح بنفسه إذا كان مُلِمًّا بالطريقة الشرعية الصحيحة وإن لم يكن على دراية أو غير قادر، فيجوز له أن يُنيب مسلمًا آخر يكون مُتمكنًا من عملية الذبح ويُدرك أحكامها الشرعية.
العمر الشرعي الواجب توافره في الأضحية
عند القيام بذبح الأُضحية يجب التأكد من استيفائها للعمر الشرعي المطلوب حيث يُعد هذا الشرط من الأساسيات لضمان صحتها وفقًا لما ورد في الشريعة الإسلامية ويختلف العمر المحدد باختلاف نوع الأُضحية كما هو موضح في التفاصيل التالية:
- نوع الأضحية: الإبِل – العمر المطلوب: يجب أن تكون قد أتمت خمس سنوات.
- نوع الأضحية: البقر – العمر المطلوب: يُشترط أن يكون عمرها عامين كاملين.
- نوع الأضحية: الماعِز – العمر المطلوب: لا بُد أن تكمل عامًا واحدًا.
- نوع الأضحية: الشاة – العمر المطلوب: يجب أن تكون قد بلغت ستة أشهر.
حكم ادخار لحم الأضحية وفق المذهب الشيعي
حُكم ادِّخار لحم الأُضحية في المَذهب الشِّيعي يُعَد من الأسئلة المُتداولة بين أبناء الطائفة الشيعية، لا سيَّما فيما يَخُص دُعاء الذبح وضوابط توزيع اللحم، ويَتَساءل البعض عن مدى جواز الاحتفاظ بلحم الأضحية في المذهب الشيعي.
وَفقًا لما نُقل عن الأئمَّة الذين بَيَّنوا شروط الأضحية في الفقه الشِّيعي، فإنَّهم يَرون أنَّ الأفضل عدم تخزين لحم الأضحية، حيث يُفضَّل توزيع اللحم على ثلاثة أقسام، أولهَا يُخصص للمُضحِّي وعائلته والثاني يُهدى للأصدقاء والمُقرَّبين من المُسلمين أما القسم الثالث فَيُقدَّم على شكل صَدقةٍ للفُقراء والمحتاجين أي أنَّ تخزين اللحم أو ادِّخاره ليس من السُّنن المُفضَّلة سواء عند أبناء الطائفة الشِّيعية أو عند أهل السُّنَّة.
الإرشادات والآداب المستحبة عند ذبح الأضحية
عند حلول وقت ذبح الأضحية في عيد الأضحى هناك مجموعة من الإرشادات والآداب المستحب اتباعها لضمان الذبح بطريقة صحيحة ومراعية لأحكام الشريعة الإسلامية ومن أهم هذه الآداب:
- التسمية والتكبير قبل الذبح بقول “بسم الله والله أكبر” حيث إن ذلك من السنن المؤكدة التي تُشرع عند ذبح الأضحية.
- وضع الذبيحة على جنبها الأيسر مع توجيهها إلى القبلة لما في ذلك من اتباع للسنة النبوية وتحقيق للأفضلية في الذبح.
- شحذ السكين جيدًا قبل الذبح لضمان قطع سريع ومباشر يسهل خروج الروح بسرعة ويقلل من معاناة الذبيحة.
- تجنب ذبح الأضحية أمام غيرها من الأضاحي وعدم شحذ السكين بحضورها لما قد يسببه ذلك من فزع وتوتر للحيوان قبل الذبح.
- قطع الحلقوم والمريء والودجين أثناء الذبح لأن هذه العروق مسؤولة عن إخراج الدم بسرعة مما يحقق الذبح الشرعي الصحيح بأقل قدر من الألم.
- رش الأضحية بالماء قبل الذبح حيث يساعد ذلك في تهدئتها وتهيئتها لهذا الأمر.
- الانتظار حتى تلفظ الأضحية أنفاسها الأخيرة بالكامل قبل الشروع في التقطيع لأن التسرع في ذلك قد يسبب لمعاناة الأضحية قبل مفارقتها للحياة.
- التعامل بلطف مع الأضحية أثناء نقلها أو تثبيتها وعدم اللجوء إلى العنف أو القوة المفرطة إلا في حالة الضرورة.
كيفية تقسيم لحوم الأضحية بعد الذبح
يُستحب تقسيم لحم الأضحية بحيث يُخصص ثُلثُهُ لأهل البيت للاستفادة منه في الطعام بينما يُمكن أن يكون الثُّلث الثاني هديةً للأقارب أو الأصدقاء أو الجيران من المسلمين لمشاركتهم في الخير وإدخال السرور عليهم أما الثلث الأخير فمن الأفضل التصدق به على الفقراء والمحتاجين ليصل النفع لمن هم في أمسّ الحاجة إليه ويجدوا ما يسد رمقهم ويشمل ذلك كل من لا يستطيع الحصول على اللحم لضعف إمكانياته أو قلة موارده أما فيما يتعلق بجلد الأضحية فمن المستحب أن يُستفاد منه في شراء ما ينفع البيت كأن يُستبدل بفرشٍ أو أوانٍ منزلية أو يُستخدم كمُصلى يُصلَّى عليه ولكن لا يُستحب أن يُعطى للجزار كأجرة مقابل عمله في الذبح.
مكانة وأجر ذبح الأضحية في الإسلام
يُعد ذَبح الأضحيَة من العِبادات العظيمة التي يمكن للمسلم القيام بها يوم النحر سواء كان من أتباع أهل السنة أو الشيعة لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام كونها من أحب القربات إلى الله سبحانه وتعالى وقد وردت أدلة كثيرة تُبيّن فضلها الكبير باعتبارها وسيلة للتقرب إلى الله عزّ وجلّ وتحقيق التكفير عن الذنوب وبلوغ المغفرة بفضل الله.