من المعروف أن الشيطان هو العدو الأكبر للإنسان منذ الأزل فقد بدأت قصته حين خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام و أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا إلّا إبليس الذي رفض الامتثال لأمر الله وادّعى أنه أفضل من آدم خلقًا فاستحق بذلك غضب الله عليه وطرده من رحمته و أُعلن عليه اللعنة إلى يوم القيامة فمنذ تلك اللحظة أصبح عدوًا لبني آدم.
تعهد الشيطان منذ ذلك الحين بإضلال بني آدم وصدّهم عن سبيل الله حيث يسعى لتزيين الذنوب والمعاصي أمام الناس فيعتقدون أنها مغرية وجميلة ويُغريهم للوقوع فيها عن طريق الوسوسة ويستغل هذا الأسلوب ليحقق هدفه و يبعد الإنسان عن طريق الهدى والصلاح ويُفسد علاقته بخالقه بهذه الوسيلة التي يعتمد عليها بذكاء لتحقيق مبتغاه في الانتقام من الإنسان وإغوائه.
الدعاء الذي يطرد الشيطان
- اللَّهمَّ فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ ومالِكَهُ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشَّيطانِ وشركِهِ وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ.
دعاء يحميك من الشيطان
- اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل سلطان شديد ومن شر شيطان مريد ومن شر كل جبار عنيد ومن شر قضاء السوء ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم.
دعاء يبعد وسوسة النفس
- اللهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي وغمّي.
أذكار تحميك من الشيطان طوال يومك
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال يعنى إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحّى عنه الشيطان”.
دعاء مأثور يخافه الشيطان ويفر منه
يحرص الكثير من الناس على الالتزام بالأدعية التي تُبعد شر الشيطان عنهم وتحصنهم من مكائده بفضل الله وعنايته ومن بين هذه الأدعية دعاء له أثر بالغ يحمي الإنسان من وسوسة الشيطان ويُبعده عنه باستعانة بقدرة الله سبحانه وتعالى وصيغة هذا الدعاء هي:
- اللَّهُمَّ إنَّكَ سَلَّطْتَ عَلَيْنَا عَدُوًّا عَلِيمًا بِعُيُوبِنَا يَرَانَا هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا نَرَاهُمْ اللَّهُمَّ أَيسِهْ مَنَّا كَمَا أَيسْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ وَقَنِّطْهُ مَنَّا كَمَا قَنَّطْتَهُ مِنْ عَفْوِكَ وَبَاعِدْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَحْمَتِكَ وَجَنَّتِكَ بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لَا إِلَهَ إِلَّا الله رَبُّ السَمَاوَاتِ السَبع وَرَبِّ العَرشِ العَظِيم.
دعاء مأثور يخشاه الشيطان
دعاء مأثور يُقال إن الشيطان يخشاه لما يحمل من معانٍ قوية ومعبرة عن التقوى والخشوع ويشمل ما يلي:
- اللَّهُمَّ اجعلني أعيش أيَّامي بخوفٍ منك كأنِّي أراك دائمًا أمامي حتى ألقاك واملأ قلبي بفرح التقوى واغمرني برزق الطاعة واجعلني بعيدًا عن شقاء المعاصي ووفقني في كل أمرٍ شئت أن تقضي به واكتب لي البركة في قَدَرك سواء كان بعجله أو تأخيره ولا تجعلني أتعجل ما أخرته أو أؤجل ما عجلته واحفظني بغنى النفس وعزّ الروح وأكرمني ببركة السمع والبصر حتى يكونا إرثي الباقي وانصرني على أي ظالم يتعدى علي وأرني حقي فيه وامنح قلبي السكينة برؤية عدلك فيه.
- اللَّهُمَّ ارزقني لذة طاعتك وعظمة خشيتك حتى تصير وقاية بيني وبين عصيانك واجعل يقيني بك حصنًا يخفف عني مصائب الدنيا ويسرِّ الأمور كلها وامنحني البركة في سمعي وبصري وخذني إلى يوم أتركهما إرثًا طيبًا بعدي.
- اللَّهُمَّ نظف قلبي من كل نفاق وطهر عملي من الرياء واجعل كلامي دائم الصدق وخلص عيني من أي خيانة فأنت وحدك تعلم ما تخفيه العيون وما تضمره القلوب.
- يا رب المدبر لكل الأمور والشافي للقلوب كما تُسيِّر البحار باقتدارك أحمني من عذاب الجحيم وشر النَّدم اللامتناهي ووقِني من فتنة القبور وما يعقُبها من ابتلاءات.
- اللَّهُمَّ امنحني نعمة العافية بقوتك التي لا يعجزها شيء واغمرني برحمتك حتى ألقاك واجعل خاتمة أيَّامي بطاعتك وارزقني الخير في نهاية حياتي ليكون جزائي الجنة.
- اللَّهُمَّ إني أعترف بظلمي لنفسي ظلمًا كبيرًا ولا مغفرة إلا منك فاغفر لي برحمتك مغفرة تامة وواسعة وارحمني برحمتك التي لا حدود لها فأنت الغفور الرحيم.
- اللَّهُمَّ اجعل رحمتك عونًا لي في اجتناب كل معصية طوال حياتي وأبعدني عن كل ما لا يعنيني ووفقني لتدبير أموري بالشكل الذي ترضى أن أعمل فيه ويغنيك عني.
أدعية قصيرة متعددة ومؤثرة
- اللَّهُمَّ إنِّي أسألك أن تمنحني الجنة وكل فعل أو كلمة تقرّبني إليها وأرجوك أن تبعدني عن النار وعن كل ما يمكن أن يقرّبني منها.
- اللَّهُمَّ أعوذ بك يا الله من القيام بأي عمل يفضحني عندك أو أمام الناس وأسألك حمايتي من الغنى الذي قد يجعلني أتكبّر أو أنسى نعمك وأعوذ بك من الفقر الذي قد يجعلني أنسى فضلك وإحسانك.
- اللَّهُمَّ أطلب منك أن تقي قلبي من القسوة وأن تلينه لذكرك وأسألك أن تقيني من دعاء لا يجد قبولًا ومن نفس لا تشبع ومن علم لا ينفع لي أو لغيري وأعوذ بك من هذه الأمور الأربع.
- اللَّهُمَّ أقر بضعفي وأطلب منك أن تقويني في سعيي لإرضائك وتجعل سجودي وقيامي دائمًا في طريق الحق وتوجّه مساري نحو الخير واجعل الإسلام هو منهجي وسرّ رضاي في حياتي.
- اللَّهُمَّ أسألك إيمانًا ثابتًا لا يتزعزع ويقينًا راسخًا لا يتبعه شك وأرجوك أن ترحمني رحمة ترفعني بها إلى أعلى درجات فضلك وكرامتك في الدنيا والآخرة.
- اللَّهُمَّ أرجوك أن تغفر لي ذنوبي السابقة وتحفظني من ارتكاب الذنوب فيما تبقى من عمري وامنحني فرصة للتوبة والعمل الطيب الذي يقرّبني منك ويقوي علاقتي بك.
- اللَّهُمَّ افتح لي مسامع قلبي كي أكون دائم الذكر لك وأرزقني الإخلاص في طاعتك وطاعة نبيّك والعمل بما ورد في كتابك العظيم.
- اللَّهُمَّ أسألك أن تغفر لي أي خطأ ارتكبته سواء كان عمدًا أو سهوًا.
- اللَّهُمَّ ارزقني البركة في رزقي وافتح لي أبواب فضلك وامنحني قناعة بحلالك تغنيني عن الحرام وأشعرني بغناك الذي يجعلني مستغنيًا عن كل أحد سواك.
الشيطان خصم الإنسان الأزلي
الشيطان عدو البشر وهو دائمًا يحاول استغلال أوقات ضعف الإنسان وغفلته لينجح في إبعاده عن الصراط المستقيم ويزرع الوساوس في عقله وقلبه. غير أن الإنسان يجب أن يكون مدركًا لهذا الأمر ومتحصنًا بإرادة قوية تعينه على مقاومة هذه الوساوس والتغلب عليها فالشيطان ليس المسؤول الوحيد عن الذنوب والمعاصي التي يقع فيها البشر بل تكون النفس الأمّارة بالسوء حافزًا رئيسيًا لارتكاب الآثام لذا لا يجوز تحميل الشيطان مسؤولية كل الأخطاء لأن الإنسان مسئول بشكل كامل عن أفعاله واختياراته.
وعلى ضوء ذلك تظهر الضرورة إلى تأمل الذات ومحاسبتها باستمرار إذ مهما كان كيد الشيطان ضعيفًا فإنه يستغل أي فرصة تتيح له للسيطرة على الإنسان ودفعه نحو ارتكاب الخطايا ومن ثم الاستمرار في السير على طريق الغلط دون الالتفات للعواقب والمآلات لكن وجود إرادة راسخة وقوة داخلية تواجه وساوسه يعد السلاح الأقوى في هذه المعركة التي يخوضها الإنسان ضده.
الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وميزه بالعقل الذي يمنحه القدرة على التفريق بين الحق والباطل وبين الخير والشر وأوكل إليه مهمة عظيمة تتمثل في عمارة الأرض وهذا التشريف الإلهي يحمل الإنسان عبء المسؤولية تجاه ما يختار فعله وكيفية تصرفه لذلك يجب أن يبقى دائمًا على يقين أن الشيطان هو عدوه الأول الذي لا يدخر جهدًا في محاولة إبعاده عن نعيم الجنة وهو دائم السعي لإدخال الإنسان إلى نار جهنم لهذا نحن كبشر علينا أن نحافظ دائمًا على وعينا بهذه المعركة المستمرة التي نخوضها معه وأن نزداد تقربًا من الله ونعمل على تعزيز تقوانا بالابتعاد عن كل ما يقودنا إلى خطواته ووساوسه.
كيفية التخلص من وساوس الشيطان
للتخلُّص من وسوسة الشيطان ووقاية نفسك لابد من اتباع مجموعة من الخطوات التي تُحقق لك الحماية وتُبعد عنك تأثير الشيطان:
- أول ما يجب أن تقوم به هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بصدق ولجوء كامل لله عز وجل لأن الله هو القادر الوحيد على حمايتك وإبعاد الشيطان عنك.
- الحرص على قراءة سورة المعوذتين بشكل منتظم يجعلها بمثابة حصن منيع فهي وسيلة فعّالة لحمايتك من وسوسة الشيطان ومن تأثير العين والحسد.
- آية الكرسي تُعد من أقوى الآيات لتحصين النفس ضد الشيطان لذا حافظ على قراءتها يوميًا خاصة بعد الانتهاء من الصلاة وأيضًا قبل النوم لتكون دائمًا في ذمة الله وحمايته.
- تلاوة سورة البقرة بانتظام لها أثر عظيم في طرد الشياطين فالبيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة باستمرار لا يدخله الشيطان أبدًا ولهذا ينبغي تخصيص وقت منتظم لقراءتها في منزلك.
- المحافظة على قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة “آمَنَ الرَّسُولُ…” بشكل دائم يضمن لك الحماية الكاملة من الشيطان حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأهما في ليلة كفتاه.
- الذكر اليومي لجملة “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” مائة مرة يُعتبر من أعظم الأذكار التي تُبعد الشيطان عنك وتُحيطك بفضل الله ورعايته.
- الاستمرار في ذكر الله في جميع الأوقات من تهليل وتكبير وتسبيح واستغفار يُضعف تأثير الشيطان عليك ويُبقيك مشغولًا بذكر الله بدلًا من الانشغال بأفكار الشيطان ووساوسه.
- التركيز على شؤون حياتك الشخصية وتجنب التدخل في حياة الآخرين يُوفر عليك الكثير من المجهود الذهني ويُجنبك وساوس الشيطان التي يُحاول من خلالها دفعك إلى مقارنات سلبية أو مشاعر حسد.
- المداومة على قراءة القرآن الكريم تُعد مصدر نور وشفاء ووقاية للمسلم فالقرآن هو السلاح الأقوى ضد الشيطان وكل وساوسه لذا لا تتهاون في جعل القرآن جزءًا لا يتجزأ من روتين حياتك.
- الالتزام بالعبادات والطاعات من صلاة وصيام وزكاة وأداء الحقوق يجعل قلبك متصلًا بالله ويقوي إيمانك مما يُبعدك تلقائيًا عن أي تأثير قد يُحاول الشيطان إيقاعك به مع ضرورة الابتعاد عن الأعمال السيئة التي تفتح له أبوابًا عليك.
- عندما تراودك أي وساوس أو شكوك حاول أن تتجاهلها تمامًا ولا تُعيرها أي اهتمام لأن الشيطان يعتمد على استجابة الناس لوساوسه كي يوقعهم في دوامة من القلق والتفكير.
- كلما حاول الشيطان زرع أفكار سلبية أو مشوِّشة سواء كانت متعلقة بدينك أو حياتك الشخصية التزم بالتغافل عنها وانشغل بذكر الله لتقطع عليه الطريق وتُبطل محاولاته في السيطرة على تفكيرك.