العِلم يُعَد من الضروريات الأساسية التي لا يُمكن للإنسان الاستغناء عنها، فطوال حياة الإنسان عليه أن يسعى باستمرار إلى التعلُّم والبحث عن المعرفة بمختلف أشكالها لأنه بالعِلم فقط يستطيع أن يُحقِّق أعظم مراتب التطور والإدراك ويجب على الإنسان أن يَعتبر كل موقف يمر به فرصة للتعلُّم والاستفادة لتطوير ذاته ومهاراته، ثم عليه أن يلجأ دومًا إلى الدعاء طالبًا من الله سبحانه وتعالى البركة في العِلم والعمل ليُثمر جهده بأكبر منفعة ويكون التوفيق حليفه في كل خطوة يخطوها.
- اللَّهُمَّ افتح لنا خزائن عِلمك العظيم واجعلنا ممن يُمنَحون البصيرة الواضحة والفهم السليم لكل الأمور ووفقنا للاستفادة من كل تجربة نمر بها، اللَّهُمَّ أغمرنا بفيض من المعرفة واجعلها طريقًا للخير وبرهانًا للحكمة ووفقنا لنستخدمها دائمًا فيما يرضيك.
- اللَّهُمَّ ارزقنا من العِلم ما ينفعنا وبارك لنا في رزقنا واجعل كل عملٍ نَقوم به خالصًا لوجهك الكريم واملأ قلوبنا برضاك واطمئنانك، اللَّهُمَّ افتح علينا أفق التفكير واشرح لنا صدورنا للعمل الصالح واجعل ألسنتنا دائمًا تتحدث بما هو صائب يَرتقي بالحق والعدل.
- اللَّهُمَّ يا مُنحِ الحكمَة للُقمان أمدنا أيها الرحيم بجزء من بركات حكمتك، اللَّهُمَّ اجعل عِلمك نورًا يُضيء قلوبنا وأَفئدتنا وبه تكون عقولنا نقية لا يخالطها باطل ولا شر، اللَّهُمَّ يسر لنا استثمار ما علمتنا به وأعنا على تطبيقه في حياتنا اليومية لنعم بالفائدة ونعود بالنفع على جميع من حولنا يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
دعاء التماس العلم النافع
إنّ السعادة الحقيقية تكمُن عندما يرى الإنسان ثمرة تعبه واجتهاده متجسدة في تفوق ابنه وتقدمه العلمي وتحقيقه لإنجازات تُقرّب طموحاته من الواقع وتمنحه مكانة متميزة تحقق له الفخر أمام الناس.
على مرّ الزمان أثبت الواقع أنّ العلم هو السبيل الذي يرتقي به الإنسان ويكون سببًا رئيسيًا في تطوره ونجاحه فهو الأداة التي تفتح له أبواب التفكير السليم ومنابِع العقل مما يُمكنه من مواجهة التحديات الحياتية بثقة وقوة ولهذا السبب من الضروري الحرص على ذكر الأدعية مثل “اللهم علّمنا ما ينفعنا” لتوفير البركة والتوفيق من الله عز وجل:
- اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واغننا بفضلك واجعلنا من الفائزين بالجنة ويسّر لنا الخير في كل درب نسلكه وكن لنا عونًا وسندًا في كل خطوة نمضي فيها.
- يا الله أسألك علمًا ينفعنا في حياتنا الدنيا وفي آخرتنا واغفر لنا تقصيرنا وارزقنا ما هو خيرٌ لنا يا كريم وبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا وكن معنا دائمًا يا أرحم الراحمين.
- اللهم ارزقنا علمًا يُقرّبنا منك واجعل قلوبنا خاشعة بذكرك واملأها بالمحبة والشكر لك وامنحنا العلم الذي يُنير بصيرتنا وأرشدنا إلى الخير ووفقنا للثبات على طريق الحق.
دعاء لمن نسأل الله له زيادة في العلم
إنّ طالب العلم يبذل جهده وسعيه في سبيل الوصول إلى الفائدة المرجوة من كل معلومة يدرسها ويطمح دائمًا لتحقيق أهدافه المنشودة فهناك من يُقبل على طلب العلم بهدف الوصول إلى وظيفة تُساهم في تأمين مستقبله وتعزز مكانته الاجتماعية وهناك من يجعل طلب العلم وسيلة لطاعة الله سبحانه وتعالى إذ يعتبر العلم عبادة وفريضة على كل مسلم ومسلمة ومن الأمور المحببة أن يُكثر العبد من الدعاء لمن يحبهم بأن يمنحهم الله العلم والفهم وييسر لهم طريقهم ومن هذه الأدعية:
- يا رب أسألك أن توفق أحبتي الذين تركوا ديارهم وسافروا في سبيل طلب العلم اللهم اجعلهم من الذين يُوفقون في كل ما يحبونه ويرضونه وأكرمهم بحفظ كل ما تعلموه واجعل قلوبهم مطمئنة بذكرك وسدّد خطاهم في غربتهم واحفظهم بعينك التي لا تنام.
- يا الله يا عليم يا حكيم اغمرهم بنور علمك ووفقهم لما تحب وترضى اللهم افتح عليهم فتوح العارفين واحملهم على جناح الفهم والإدراك كما أنعمت على النبيين وامنحهم فصاحة المرسلين وحكمة الأولين وزدهم علمًا نافعًا ينفعهم في دنياهم وآخرتهم.
- اللهم اجعل لصديقي نصيبًا عظيمًا من العلم وزده فهمًا وإدراكًا وبارك له في كل خطوة يتخذها يا أرحم الراحمين لا تحرمه لذة تحقيق أحلامه وأكرمه بالوصول إلى ما يطمح له من النعم وافتح له أبواب الخير واجعله ممن قيل لهم “هنيئًا بما عملتم”.
مزايا وأثر طلب العلم
إن الدعاء لطلب العلم هو حاجة ملحة لكل طالب مجتهد يسعى لتحقيق أهدافه والارتقاء بذاته حيث يمثل الدعاء وسيلة للاستعانة بالله في هذا الطريق الشاق وطلب العلم يمتلك مكانة عظيمة وأثرًا بالغًا في حياة الإنسان ويتجلى هذا الأثر في عدة جوانب بارزة:
الفوز بالجنة
- السعي لطلب العلم يعد من أسباب الوصول إلى الجنة وذلك استنادًا إلى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة”، وهذا النص النبوي الشريف يوضح أن الاجتهاد في طلب العلم بإخلاص وخشوع يدنو بالإنسان من الله ويزيل عنه أي عراقيل تقف في طريق نجاحه.
العلم نور
- يمثل العلم نورًا يهدي حياة الإنسان ويمنحه بصيرة للتعامل مع الأحداث المتغيرة في حياته اليومية، وهو وسيلة ترشده لخيارات صحيحة وتساعده على فهم ما يدور حوله، كما أن العلم يمكن الإنسان من التحرر من الجهل الذي يعيق تقدمه ويجعله أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مدروسة تعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع.
ميراث الأنبياء
- جعل الله العلم ميراثًا خالصًا للأنبياء يورثونه لأمتهم كما أشار لذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا ولكن ورثوا العلم”، فالحصول على العلم يمثل نيلًا لنصيب وافر من الخير والفضل ومن هذا المنطلق يرفع قدر العلم ويزيد تشجيع الإنسان على اكتسابه والتعمق فيه.
الدعاء لطالب العلم
- يحظى طالب العلم بمباركة ودعاء الخلق جميعهم في السماوات والأرض وذلك لما له من أثر دائم يعود بالفائدة على البشرية كافة فالمال يزول مع الزمن بينما العلم يُخلّد أثره ويبقى نفعه على مدى الأجيال ولهذا يعد طلب العلم استثمارًا حقيقيًا لا يعرف الخسارة أبدًا.
ينفع صاحبه
- العلم صاحبه في الحياة وبعد الوفاة فكلما نشر الإنسان معرفته بين الناس منحه الله المزيد من العلم والبركة وفتح له أبواب الخير. وهناك أوجه شبه بين طلب العلم وبين الجهاد في سبيل الله حيث يعتبر العلم شكلًا من أشكال الجهاد الفكري ويسهم بشكل أساسي في تطوير الأمة والنهوض بها.
من الأفضل لكل من يسعى للتطوير الذاتي والتقدم أن يداوم على التوجه بالدعاء لطلب العلم فهو بحاجة ماسة إلى التوفيق والسداد من الله لتحقيق أهدافه وطموحاته، ومن الضروري إدراك أن التقدم الواضح في الحياة يتطلب التخلي عن الكسل والتوجه نحو التعلم والتفكير بشكل جدي في كيفية الوعي بما يحيط به فالعلم هو سر الإنجازات العظيمة التي أبدعتها العقول البشرية والتي أثمرت عن ابتكار التقنيات والأدوات التي أصبحت محورًا أساسيًا في حياتنا اليومية حتى بات من الصعب تصور استمرارية العالم من دونها.