يُعَدُّ من أعظم الأدعية التي تحظى بفضلٍ كبير وأثرٍ عظيم في حياة المسلم حيث إن سورة البقرة تُعَدُّ من السور القرآنية المباركة التي يحمل المسلم عناية خاصة لها من خلال الحرص على قراءتها باستمرار في أوقاته المختلفة لما تتضمنه من معانٍ عميقة وآيات مُباركة مليئة بالبركات والمَكْرُمات التي تصل إلى حياة الإنسان بشكل مباشر فالقرآن الكريم مصدر كُلِّ حكمة وإجابة مهما تعددت الأسئلة واختلفت الأمور التي تواجه المسلم سواء كان الأمر بسيطًا أو معقدًا وقد ورد عن بعض أهل العلم بأن الدعاء المُقْرُون بخَتْم سورة البقرة يُحتمَل أن يكون مستجابًا بمشيئة الله مما يجعل الكثير من المؤمنين يُحرصون على ختم السورة واتباعها بالدعاء مع إظهار إخلاص النية وحُسن الظن بالله وطلب الخيرات والبركات من عنده بثقة مُطلقة وجزمٍ تامّ بأن الله سُبحانه وتعالى قريبٌ يُجيب دعوة المُضطرّ إذا دعاه.
صيغة دعاء ختم سورة البقرة
سورة البقرة تَتميز بمكانة كبيرة في القرآن الكريم وتُعد من أعظم السور التي تحمل معاني وفضائل عظيمة لقارئها وحافظها حيث تحتوي على أسرار عميقة ومعاني تدعو للتفكر والخشوع مما يجعلها تحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين بالرغم من كونها أطول سور القرآن ولكنها دائمًا تَحصل على قيمة كبيرة واهتمام واسع بين المسلمين الذين يحبون قراءتها وختمها باستمرار إذ إنها تَغمر النفس بالطمأنينة والتقرب من الله عز وجل ومع ذلك فإنه لا يوجد دعاء مُحدد يُسمى بدعاء ختم سورة البقرة ولكن يَتوجه المسلم برفع أكفه بالدعاء بخشوع ورغبة ورجاء لأن يُدرك رحمة الله ورِضاُه عبر أدعية جميلة يحمل كل منها طلبًا وتضرعًا خالصًا لله:
- اللَّهمَّ اغفر لي جميع ذنبي وطهِّر قلبي برضاك وهب لي البصيرة لإدراك الحق وافتح لي أبواب الطاعات ووفقني لأن أكون من عبادك الصالحين الذين شملتهم رحمتك وعفوك.
- رَبِّ بعد علمك بما في السموات والأرض والخفايا والأسرار اجعلني ممن كُتب لهم الخير في كل أمر وقني من شر ما لا أُدرك حكمته واملأ حياتي بِنِعَم الرضا والغفران.
- يارب املأ قلبي بالسكينة والسعادة واكتب لي فرحًا طال انتظاره وهب لي الخير مما أتمناه وارفع عني الهم وأبدله بالبشائر التي تُدخل السرور إلى روحي.
- يا الله أسألك بقوتك وعظيم أسمائك أن تجعلني من الشاكرين لنِعَمِك الذين يسجدون شكرًا وامتنانًا لتحقيق حلم طال انتظاره أو تحقيق ما ظننت أنه بعيد وتبدل عجزهم قدرة.
- اللهم أنت الغفور الرحيم وأعلم بضعفي وذنبي الذي أثقل النفس والروح أسألك أن تمحو خطاياي برحمتك التي وسعت كل شيء وأن تجعل قلبي مطمئنًا برضاك.
- يارب أسألك بجلالك وفضلك وسر سورة البقرة أن تتقبل عملي وتغفر ذنوبي وتتجاوز عن سيئاتي واجعلني ممن نظرت إليهم بعين رحمتك ورضيت عنهم.
- يارب بحق أسمائك الحسنى وصفاتك العُلا وبكل اسم علمته من علمك الذي لا يحيط به أحد أن تجعل رزقي مباركًا وعافيتي دائمة وأيامي مليئة بالخيرات والنِّعَم.
- يا الله أنت العالم بما تُخفي القلوب والنوايا أسألك بأسمائك الحسنى وبعظيم قدرتك أن تُجيب دعوتي وتُحقق لي أملي وتُبشرني بما يُفرحني ويُسرُّني إنك أنت القادر على كل شيء.
- يارب اجعل لي من حياتي رزقًا مباركًا ونصيبًا طيبًا في كل أمر واستودعك حياتي وكل أمر يخصني فاجعلني ممن توكل عليك ووثِق في حكمتك وعظمتك يا عزيز يا حكيم.
- إن أردت أن تُدعو بدعاء عند ختم سورة البقرة فيُمكنك التوجه إلى الله بقول: يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام أسألك بجلالك وعظيم أسمائك أن تحقق لي كل ما أتمناه وتقربني إليك وأن تجعلني ممن شملتهم محبتك ورحمة منك يا الله.
- يارب أسألك برحمتك التي وسعت كل الخلق وبعزتك وجلالك أن تجعل قراءتي لسورة البقرة نورًا في حياتي وشفاعة لي في الآخرة وتحقيقًا لكل أحلامي وأمنياتي التي لا سبيل لتحققها إلا بعونك وقدرتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم ثبِّت قلبي على الحق وزِدني طاعة وإخلاصًا لك واجعلني من عبادك الذين تُرضي عنهم واكتب لي في حياتي بشرى خير وفرح يُبدل أحوالي إلى الأفضل برحمتك يا أكرم الأكرمين.
نماذج أدعية مأثورة من السُنة النبوية
كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أعظم الخلق في الحرص على تلاوة كتاب الله واللجوء إليه بالدعاء لعلمه العميق بما يحمله الدعاء من أثر عظيم في حياة المؤمن، وإذا كنتَ تبحث عن دعاء بعد ختم سورة البقرة فما أعظم وأفضل من الأدعية المستحبة التي وردت في السُنة النبوية المطهرة:
- (اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) أخرجه مسلم.
- (اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيرٍ، وَاجْعَلِ المَوتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ).
- (اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين) أخرجه أحمد والبخاري.
- (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم) متفق عليه.
- (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام) أخرجه أبو داود والنسائي.
- (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطواعا، إليك مخبتا أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي) صححه الألباني في صحيح أبي داود.
- (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) أخرجه البخاري وأبو داود.
- (اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر) أخرجه البخاري.
- (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي).
- (اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، وعظم لي نورا) أخرجه مسلم.
- (اللهم أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون) أخرجه الترمذي.
- (اللهم إني أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك خاصمت وبك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت وما أنت أعلم به مني، لا إله إلا أنت) متفق عليه.
- (اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد) أخرجه مسلم.
- (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيئ الأسقام) صححه الألباني في صحيح الجامع.
أبرز فضائل سورة البقرة
يهتم الكثير من المسلمين بمعرفة دعاء ختم سورة البقرة لما تحمله من مكانة رفيعة وفضائل عظيمة تعود بالخير على قارئها سواء من خلال حفظها أو المداومة على قراءتها وتدبر معانيها.
تُعدُّ سورة البقرة واحدة من السور القرآنية التي تُحصِّن الإنسان وتقيه من الأذى لما تتضمنه من آيات لها أثر كبير في الحماية والبركة، وتأتي آية الكرسي على رأس هذه الآيات بعظمتها في حفظ الإنسان من الشرور، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة هذه الآية في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
لمن يحرص على قراءة سورة البقرة يجد بركة تمتد إلى حياته بالكامل سواء في المال أو العمل أو حتى في شعوره بالطمأنينة والرضا النفسي حيث إن المحافظة على قراءتها بشكل منتظم تجلب حسنات لا تُقدَّر وتُعزز من صلة العبد بربه، ولهذا تجد الكثير من المسلمين يسعون لقراءتها وتعلمها وسماعها باستمرار كما تقدّم سورة البقرة حماية عظيمة لقارئها من الشيطان وأفعاله مثل الحسد والسحر، وقد جاءت هذه الحماية في تأكيد حديث ورد عن أبو هريرة رضي الله عنه مروي في صحيح مسلم حيث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
الدعاء بعد ختم السورة يُعتبر بابًا كريمًا للعبد للتقرب من الله عز وجل، فهو وسيلة للحصول على فضل السورة وتحقيق فوائدها الروحية والنفسية والقلبية بشكل أعمق.
واحدة من أعظم فضائل سورة البقرة أنها تمنح قارئها الشفاعة يوم القيامة إلى جانب سورة آل عمران، وقد جاء في الحديث الذي رواه الصحابي النواس بن سمعان رضي الله عنه عن فضل هاتين السورتين ما يلي:
إن لسورة البقرة أثرًا كبيرًا في تقريب الإنسان من الهداية وفتح أبواب الخير والرزق له، فقد جاء في حديث ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم تأكيد على مكانتها حين قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد أوجز النبي صلى الله عليه وسلم فضائل سورة البقرة في حديث جامع وبيّن الأجر الذي يحققه المسلم بقراءتها، فقد نقل أبو أمامة رضي الله عنه عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قوله:
قواعد وآداب الدعاء في الإسلام
يُعَدُّ الدعاء من أعظم العبادات التي تُقرِّب العبد إلى الله جلَّ شأنه حيث يُحب الله عباده الذين يُداومون على دعائه ويُناجونه بإخلاص، غير أنَّ للدعاء آدابًا ينبغي للمسلم مراعاتها ليتحقَّق المطلوب ويُستجاب له وتتضمَّن هذه الآداب ما يلي:
- تجنُّب أي نوع من الاعتداء أثناء الدعاء، إذ من المهم أن يتذكر المسلم أن الله سبحانه وتعالى عليمٌ بكل ما ينطق به وبكل ما يختفي في قلبه من نوايا وتوجُّهات.
- ينبغي للمسلم أن يتوجَّه إلى الله بأسمائه الحسنى، وأن يختار الأدعية التي تُعظِّم الله كالقول “الله أحدٌ الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد”، لما تحمله هذه العبارات من إجلال وتعظيم لله عزَّ وجل.
- ضرورة حضور القلب والإخلاص أثناء الدعاء، فيُحس المسلم بجلال الله وقدرته اللامحدودة وأن يكون على يقين تام أن الله يسمعه وقادر على إجابة دعائه.
- الحرص على أن يكون الدعاء خاليًا من أي إثم أو معصية، فلا يُطلب فيه أمر محرَّم أو يناقض تعاليم الدين بل يكون في إطار الخير والطاعة.
- المداومة والإصرار في الدعاء من الأدب الذي يحبُّه الله، فالإلحاح يُظهِر الإيمان بالله والثقة في قدرته دون كلل أو ملل أثناء تكرار الطلب.
- يُسَنُّ للمسلم أن يستقبل القبلة عند الدعاء، لما في ذلك من خشوع وتركيز يُعزِّزان استشعاره لعظمة الوقوف بين يدي الله.
- يجب أن يتحلى المسلم بحصوله على حُسن الظن بالله، فيكون على يقين بأن الله سيُفرج كربه ويُحقق مطلبه مهما بدَت الظروف مستحيلة فيظل قلبه عامرًا بالثقة والأمل.
- التوجه بالدعاء يكون خالصًا لله وحده دون إشراك، إذ لا يُصَحُّ التوجه بالدعاء لأحد سوى الله فهو وحده القادر على الإجابة وتحقيق المُعجزات.