دعاء الوضوء المستجاب للصلاة مكتوب كامل

دعاء الوضوء المستجاب للصلاة مكتوب كامل
دعاء الوضوء المستجاب للصلاة مكتوب كامل
العلماء بيّنوا المسألة بوضوح وأكدوا أنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال شيئًا قبل الوضوء سوى التسمية لذا ينبغي على المسلم أن يقتصر على قول بسم الله فقط

ينبغي على الآباء أن يُركّزوا على تعليم أبنائهم الوضوء عندما يصل الطفل إلى سن السابعة فهذا العمر يُعتبر الأنسب لتنشئته على أساسيات الدين الإسلامي وتعريفه بأهم قواعد الطهارة التي تُعَدّ ركيزة أساسية في حياة المسلم وبعد ذلك يتعين عليهم تعليمهم الصلاة التي تُعد من أركان الإسلام الخمسة والتي لا تستقيم حياة المسلم إلا بأدائها ويجب أن يدرك المسلم أهمية التوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى عند التقصير في أي واجب من واجباته عز وجل مع الحرص على تجنب مكائد الشيطان وعدم إعطائه مجالًا للتأثير أو الإغواء فهو دائم السعي لإبعاد الإنسان عن طريق الاستقامة والهداية ولذلك فإن المسلم بحاجة دائمة إلى الحذر والوعي لتفادي الوقوع في حبائله.

كما تُعد من الجوانب المهمة التي تُساعد المسلم في تعزيز التزامه الديني أن يُحافظ على ترديد الأدعية التي تحمل بركة وتُحفّز النفس على المواظبة على الطاعات والتذكير بثواب الأعمال الصالحة ومن بين هذه الأدعية دعاء الوضوء المبارك الذي يُوجه النفس نحو الطاعة والخشوع ومنه:

  • {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}. (الحشر: 7).

الدعاء الصحيح عند الوضوء مكتوب

يتساءل كثير من المسلمين حول ما يُقال قبل الوضوء مدفوعين برغبتهم في أداء عباداتهم على الوجه الصحيح وتتباين الآراء أحيانًا بين الناس عن هذا الأمر إلا أن العلماء بيّنوا المسألة بوضوح وأكدوا أنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال شيئًا قبل الوضوء سوى التسمية لذا ينبغي على المسلم أن يقتصر على قول بسم الله فقط.

  • «لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ» وهذا الحديث يبرز بوضوح أهمية التسمية عند الشروع في الوضوء.
  • «أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده في الماء الموجود في الإناء، ثم قال: توضئوا باسم الله، فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه، وكان الصحابة يتوضؤون من ذلك الماء حتى توضأ الجميع، وقد بلغ عددهم ما يقارب السبعين رجلًا» وقد تم تصنيف إسناد هذا الحديث على أنه حسن.

ما هو الحكم الشرعي للتسمية قبل الوضوء

اختلف العلماء في مسألة حكم التسمية قبل الوضوء وما إذا كانت واجبة أو مستحبة وقد تباينت آراؤهم بين رأيين رئيسيين:

  • وجوب التسمية: هذا الرأي قال به بعض علماء مذهب الإمام أحمد، مستندين إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم: “لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه”.
  • استحباب التسمية باعتبارها من سنن الوضوء: وهذا القول هو الذي ذهب إليه جمهور العلماء من الشافعية والحنفية والمالكية، بالإضافة إلى بعض الروايات عن الإمام أحمد نفسه وقد أيده عدد من علماء المذهب الحنبلي مثل ابن عثيمين الذين رأوا أن التسمية مستحبة وليست واجبة واستدلوا بذلك بعدد من الأدلة:
  1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “توضأ كما أمرك الله”: يشير هذا الحديث إلى الآية الكريمة التي حددت أركان الوضوء وهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) [المائدة: 6] حيث لم ترد التسمية في الآية الكريمة واستنتج العلماء أنه لو كانت شرطًا للوضوء لبيَّنها الله سبحانه بوضوح ضمن النص.
  2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله…”: في هذا الحديث يوضح النبي الكريم جميع أركان الوضوء التي يجب مراعاتها، مثل غسل الوجه واليدين والمسح على الرأس وغسل الأرجل، وهي الأمور التي وردت بالتحديد في القرآن الكريم ولو كانت التسمية أمرًا واجبًا لما أهمل النبي ذكرها ضمن تلك الأركان.
  3. ما نُقل عن الصحابة وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهم-: الطريقة التي تعلموا بها الوضوء من النبي صلى الله عليه وسلم لم تتضمن ذكر التسمية كشرط وجوب، حيث نقلوا تفاصيل دقيقة عن كيفية وضوء النبي، ولو كانت التسمية أمرًا لا غنى عنه لما أغفلوها في نقلهم للمسلمين الكيفية الصحيحة التي كان يتوضأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

تفسير حديث “لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه”

حديث “لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه” شهد خلافًا كبيرًا بين العلماء حول مدى صحته حيث انقسمت آراؤهم بين من ضعّف الحديث وبين من صححه واعتبره مقبولًا حيث أشار جمهور الفقهاء إلى أن التسمية قبل الوضوء هي من الأمور المستحبّة وليست من الواجبات مما جعل آراء العلماء تنقسم إلى تفسيرين.

  1. الرأي القائل بضعف الحديث: مجموعة من العلماء ذهبوا إلى تضعيف الحديث مثل الإمام أحمد والبيهقي والبزاز والإمام النووي حيث أشاروا إلى أن الحديث ليس قويًا كفاية ليكون حجة يُستند إليها في الأحكام الشرعية لذلك لم يعتمدوه كأساس في مسألة وجوب التسمية عند الوضوء بل عدوه ضمن الأمور التي لا ترتقي إلى مرتبة الفرضية.
  2. الرأي المؤيد لصحة الحديث: القسم الآخر من العلماء اعتبر الحديث صحيحًا وفسروا معناه بأن الوضوء دون التسمية لا يعد باطلًا بل يُنظر إليه على أنه ناقص من حيث الأجر وليس من حيث صحة الوضوء حيث يبقى الوضوء مقبولًا من الناحية الشرعية ولكن يفوت المسلم الأجر الكامل للتسمية التي تعد سنة مستحبة مما يجعلها وسيلة لتقرب العبد من الله وطلب الثواب المضاعف.
  3. تنبيه هام: أكد العلماء بالإجماع أن الشخص الذي يتوضأ بدون قول: “بسم الله” فإن وضوءه صحيح تمامًا ولكنه يخسر الثواب العظيم الذي يرتبط بهذه السنة النبوية لذلك يُوصى المسلمون جميعًا بالحرص على التسمية قبل الوضوء اقتداءً بهدي النبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- الذي كان النموذج الأكمل والقدوة الحسنة للمؤمنين في كل أقواله وأفعاله.

ما حكم البسملة قبل الوضوء أثناء التواجد في الحمام

يَتسائل البعض عن حُكم قول البسملة قبل الوضوء إذا كان الشخص يتوضأ داخل الحمام بسبب وجود المغسلة فيه وقد وضّح الشيخ ابن باز -رحمه الله- هذا الأمر بجلاء قائلاً: يجوز للمسلم التلفظ بالبسملة قبل الوضوء وهو داخل الحمام إذا استدعى الأمر ذلك كأن يدخل المسلم إلى الحمام وينسى ذكر البسملة قبل دخوله ففي هذه الحالة يمكنه قولها أثناء الوضوء داخل الحمام إذا كان بحاجة لذلك.

كما أشار الشيخ ابن باز إلى نقطة ينبغي الانتباه لها وهي أن هناك من العلماء من يُوجب التسمية عند الوضوء مثل ما ذهب إليه الشيخ نفسه لذلك لو نطق المسلم بها فإن الكراهة تزول إذا وُجدت الضرورة لذلك ومع ذلك يبقى الأفضل اتباع السُنّة المستحبّة حيث يُفضل أن يُقال ذكر “بسم الله” قبل الدخول إلى الحمام تحقيقًا للكمال والأفضلية.

الدعاء المأثور عند انتهاء الوضوء

هُناك مجموعة من الأدعية التي ذكرها بعض الناس بأنها تُقال عند الانتهاء من الوضوء ولكن العلماء أجمعوا على أن هناك دعاءً واحدًا فقط هو الذي صحَّ وثبت عن النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنه كان يُقال بعد الفراغ من الوضوء حيث ورد في الأحاديث الصحيحة وأصبح الدعاء المأثور المُستحب لكل من يُحافظ على وضوئه أن يردده الدعاء الذي ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذلك هو كما يلي:

  • (أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ).

تعرف على فضل الدعاء بعد الوضوء

كثير من الناس يتساءلون عن أهمية الدعاء بعد الوضوء وما الذي ورد فيه من النصوص الشرعية الصحيحة وقد جاء في ذلك حديث صحيح رواه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:

  • «مَن توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) فإن أبواب الجنة الثمانية تُفتح له فيدخل من أي باب يشاء». أخرجه الإمام مسلم في صحيحه برقم (234).

يُظهر لنا الحديث الشريف مدى عظمة فضل الدعاء بعد الوضوء لما فيه من أجر عظيم فهو:

  • يتيح للمسلم دخول الجنة من أي باب من الأبواب الثمانية حيث تفتح كلها له بمجرد إكماله الوضوء بهذا الدعاء ولو توفاه الله عقب الوضوء مباشرة.

أثر دعاء “اللهم اجعلني من التوابين” بعد الوضوء

الدُعاء الذي يُقال بعد الانتهاء من الوضوء قد وُردت فيه عدة نصوص وأقوال للعلماء حول صحة الألفاظ المسندة إليه وما إذا كانت مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم أم لا النص المروي عن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُعد الأكثر صحة في هذا الشأن وهو: (أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله) فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على قول هذا الذكر عقب الوضوء.

وفيما يخص دعاء بعد الوضوء اللهم اجعلني من التوابين فقد جاء بهذه الصيغة:

  • (اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين): ورد هذا النص في سنن الترمذي تحت الرقم (55) وأقره الشيخ الألباني على صحته في كتابه “صحيح الترمذي”، كما أورده الإمام ابن القيم في كتابه المشهور “زاد المعاد” وأكد على وروده في الحديث الشريف. على الجانب الآخر، كان للإمام ابن حجر -رحمه الله- رأي مختلف في كتابه “الفتوحات الربانية” (2/19)، حيث أشار إلى أن هذه الزيادة ضعيفة ولم تُثبت بدقة في الحديث المسند، مما يُظهر تنوع وجهات النظر بين أهل العلم حول هذا النص المُضاف.
  • (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك): ورد هذا الدعاء في رواية النسائي في كتابه “عمل اليوم والليلة”، كما رواه الحاكم في كتابه “المستدرك” عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وأقر الشيخ الألباني بصحته في كتب عدة منها “صحيح الترغيب” برقم (225) وأيضاً في كتابه “السلسلة الصحيحة” برقم (2333).

اختلف العلماء في شأن هذا الدعاء أيضًا وما إذا كان مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم أو أنه من كلام الصحابي أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- فقط هذا الاختلاف لم يؤثر في كونه مستحباً بل أجمع العلماء على جواز قول هذا الدعاء بجميع صيغه لأنه يخلو تماماً من أي مخالفات شرعية.

ملاحظة: بالرغم من وجود اختلاف بين أهل العلم حول صحة الألفاظ الزائدة المنسوبة للحديث إلا أنهم يتفقون بشكل عام على استحباب ذكر هذا الدعاء بجميع صيغه المقبولة لما فيه من معانٍ طيبة وذكر يليق بختام عبادة الطهارة.

ما الحكم الشرعي لقول دعاء الوضوء داخل الحمام

بحسب ما ورد عن الشيخ ابن باز – رحمه الله – فإنه أجاز قول البسملة قبل الوضوء حتى وإن كان الشخص داخل الحمام كما تم الإيضاح سابقًا ومع ذلك في حالة قول الدعاء الذي يُقال بعد الوضوء داخل الحمام فإن الشيخ يرى أنه لا يجوز ويُعتبر مكروهًا في الشريعة الإسلامية.

وقد قام الشيخ ببيان السبب بوضوح حيث ذكر أن الشهادة الواردة في الدعاء الذي يُقال بعد الوضوء ليست من الأمور الواجبة ولا يوجد أي خلاف بين العلماء في هذه النقطة بخلاف البسملة التي كان فيها اختلاف بين الفقهاء وعليه فإنه من الأفضل للمسلم أن ينتظر حتى يخرج من الحمام ليقوم بقول الدعاء الخاص بالوضوء خارجه وبذلك يحافظ على الأدب فيما يتعلق بالأماكن المخصصة للطهارة.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x