يمر الإنسان في حياته بالكثير من المواقف الصعبة التي تملأ قلبه بالهم والكرب وتزرع فيه شعور الضيق والتعب، أحيانًا تكون هذه المواقف ناتجة عن صعوبات مادية مثل ضيق الرزق وأحيانًا تظهر بسبب تحديات في العلاقات الأسرية والأبناء أو ربما بسبب مشكلات الحياة اليومية التي لا تنتهي في مثل هذه الأوقات يكون الدعاء هو الملاذ الأول والأخير للتقرب من الله سبحانه فهو وسيلة لتفريج الكرب وبث السكينة في القلوب إذا دعا الإنسان ربه بيقين وإخلاص مستشعرًا قرب الله ورحمته.
- دعاء إزالة الهم والحزن والشعور بالراحة: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
- دعاء لتخفيف الكرب عن الغير: لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم أسألك بكل أسمائك وصفاتك أن تفرج كربي وهمي اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
- دعاء اللجوء لله في أشد حالات الضيق: اللهم إني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم ومجيب دعوة المضطر ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمها أسألك أن ترحمني برحمة من عندك تغنيني بها عن رحمة من سواك.
- دعاء للسكون والراحة وطلب الرحمة مكتوب: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- الدعاء في وقت الضيق الشديد: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
دعاء مكتوب لتخفيف الهم والضيق
قبل أن نبدأ في ذكر الأدعية التي تساعد على تخفيف الهم والضيق من المهم أن نسلط الضوء على بعض الطرق التي يمكن أن تكون عونًا للشخص في التعامل مع مثل هذه المشاعر الصعبة وهناك العديد من الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها لتجاوز تلك الأحاسيس ومن بينها:
- التقرب إلى الله عز وجل.
ويتم هذا من خلال الإكثار من الصلاة وأداء الصيام وإخراج الزكاة بانتظام إضافة إلى الحرص على قراءة القرآن الكريم بشكل يومي فالقرآن الكريم يبعث الطمأنينة في القلب ويزيل شعور الحزن والهم كما أن على المسلم الابتعاد عن الذنوب والمعاصي التي قد تجعل الحياة تبدو ثقيلة على النفس وينبغي دائمًا أن يتوجه المسلم إلى الله بالدعاء لينير طريقه ويفتح له أبواب الفرج ويخفف عنه الكرب والضيق وفيما يلي نعرض عددًا من الأدعية التي لها أثر في تفريج الهموم وتخفيف الضيق:
- يا لطيف يا لطيف يا لطيف ألطف بي بلطفك الخفي وكن عوني بقدرتك اللهم إني أترقب فرجك وأنتظر لُطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي أو إلى غيرك لا إله إلا الله الرحمن الرحيم اللهم إني يا رب أنزلتُ إليك حاجتي كلها ما ظهر منها وما بطن.
- أغثني أغثني يا عزيز يا حميد يا ذا العرش المجيد ادفع عني كل ضر وكل جبار عنيد اللهم أنت تعرف أنني رغم إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك شريكًا أو مثيلًا أو صاحبة أو أحدًا كما لم أكتفِ بغيرك فإن عاقبتني فأنت ربي وإن غفرت لي فإنك أنت العزيز الحكيم.
الأدعية المأثورة للتخلص من الهم والضيق
الشخص ينبغي أن يتحلى بيقين راسخ بأن كل هم وضيق مهما بلغ ثقله فمصيره إلى الزوال لأن طبيعة الحياة أن لكل أمر نهاية محددة مهما طال أمده حتى الأعمار نفسها لها أجل مسمى، وعندما يدرك الإنسان هذه الحقيقة ويقتنع بأن الأمور الدنيوية فانية ولا تستوجب أن تستنزف طاقته وراحته فإنه يصبح أقدر على تجاوز المحن والبحث عن السكينة وراحة النفس والاطمئنان الداخلي، وهذه الطريقة في التفكير تمنحه دافعًا كبيرًا للخروج من حالة الضيق وتمكنه من مواجهة التحديات بأسلوب أكثر هدوءًا وحكمة.
وهناك العديد من الوسائل التي يمكنها أن تسهم في التغلب على الهموم والتخفيف من وطأة الكآبة مثل ممارسة التمارين الرياضية التي لا تقتصر فوائدها على تحسين صحة الجسم فقط بل تمتد لتخفيف مشاعر الحزن والاكتئاب وتجديد الطاقة وإحداث شعور بالسعادة بفضل المواد الكيميائية والهرمونات التي يفرزها الجسم خلال ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى ذلك يعتبر تناول الشوكولاتة من العوامل التي تساعد في تحسين المزاج لما لها من أثر إيجابي على رفع المعنويات وزيادة شعور الإنسان بالفرحة والراحة، وهذا بجانب اللجوء إلى الدعاء الذي يعتبر من أفضل السُبل للتخلص من القلق والضيق كما هو مذكور في دعاء للتخلص من الضيق.
- اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر ورضى ما بعده سخط وفرحًا ما بعده حزن اللهم املأ قلبي بما يجلب لي الخير ويسعدني اللهم اجعل طريقي ميسرًا وأيامي القادمة أفضل وأجمل من التي مضت.
دعاء مجرب ومستجاب لتفريج الهم والضيق
إذا شعرتَ بالضيق أو الهم فاعلم أن الدعاء هو السبيل القوي الذي يفتح أبواب الرحمة والفرج ويغيّر الأحوال للأفضل فالجأ إلى الله متيقنًا بقدراته العظيمة وبكرمه الواسع مع ترديد ما ورد عن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم من أدعية مؤثرة ومنها الدعاء الجميل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
- قال النبي عليه الصلاة والسلام: “ما قال عبد إذا أصابه هم أو حزن: اللهم أني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك، سمّيتَ به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي” إلا أن الله سبحانه وتعالى أذهب عنه همّه واستبدله بالفرح والطمأنينة.
هناك العديد من الأدعية الجميلة في السُنّة النبوية التي تعيننا في إزالة الغموم وتفريج الكرب ومنها الدعاء التالي الذي يركز على التعظيم لله وطلب رحمته الواسعة:
- اللهم مالك الملك تُؤتي الملكَ من تشاء وتنزع الملكَ ممن تشاء، وتعزُ من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنعهما ممن تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
الحياة مليئة بالتقلبات والأسى لكن اللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء والسؤال الصادق يظل الحل الصحيح الذي تبقى نتائجه مباركة وبركة لا تزول وهذا دعاء عظيم أثره في النفس:
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
اذكر الله بما يليق بجلاله وصفاته ومن ذلك هذا الذكر الذي يُعد من أجمل ما يطمئن به المسلم نفسه ويستشعر فيه عظمة الله سبحانه وتعالى:
- لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم.
حينما تواجه ضعفًا داخليًا أو عجزًا تجاه أمور الحياة فإن أفضل ما تلجأ إليه هو هذه الأدعية القلبية التي تحمل في طياتها معاني الرجاء والسؤال الصادق مثل هذا الدعاء النبوي الشريف:
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال.
أما لمن يشعر بحاجة إلى توسعة الرزق بعطاء حلال طيب فإن هذا الدعاء الرائع يتضمن مطلبًا صادقًا ومباشرًا من الله لسعة الرزق والبعد عن الحرام:
- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك.
الاتكال على الله وحده مع الإيمان الراسخ بأنه المالك الوحيد لجميع الأمور هو أرقى أسلوب لترسيخ الطمأنينة ومن تلك الأدعية المؤثرة والمعبرة التي توضح ذلك الإيمان العميق هذا الدعاء الموجز والمليء بالدلالات:
- الله الله ربي لا أشرك به شيئًا.
وفي أشد المواقف وأقساها استشهد بما دعا به نبي الله يونس عليه السلام داخل ظلمات بطن الحوت إذ دعاه بقلب منيب واستجاب الله له فكان دعاؤه منهجًا لنا في طلب الفرج من الله:
- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
آيات قرآنية لرفع الهموم وإزالة الضيق
آيات القرآن الكريم تُمثل المصدر الأسمى للاطمئنان والسكينة، فهي تُحيي النفوس وتهدئ القلوب وحين يمر المؤمن بلحظات من الضيق أو الهم يجد في كلام الله عز وجل ما يمنحه الطمأنينة والفرج كما قال تعالى:
- “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”.
فالاستغفار ليس فقط وسيلة لجلب الرزق والخير، بل هو أيضًا دعامة حقيقية للسكينة والراحة النفسية في أوقات الشدائد والقلق.
- “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.
والدعاء من أعظم الوسائل التي يتصل بها العبد بخالق الكون عز وجل حيث يجد فيه المؤمن قرب الله وإجابة حاجاته عندما يدعو بيقين وخشوع.
- “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ”.
وهذا نص صريح يُظهر أن الله لا يرد يدي عبده المرفوعة إليه خائبة في لحظات الضيق والاضطرار بل يجلب له الطمأنينة ويكشف عنه السوء.
- “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
والذكر الدائم لله عز وجل يبقى الركيزة الأهم التي تجعل القلب يجد الراحة والهدوء لأن في ذكر الله تُفتح أبواب الطمأنينة وتتجلى النعم.
- “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
والقرب من الله عز وجل يكون بالدعاء الذي يرفع به العبد أمانيه ورغباته ليجد الإجابة والقرب الذي يُهديه الرشاد والنفوس الهادئة.