افضل 45 دعاء المضطر والمحتاج مجرب

دعاءُ المُضْطَرِّ والمحتَاج يُعدُّ من أنبل الوسائل التي يعتمد عليها الشخص الموحد بالله سبحانه وتعالى حينما تُحيط به الهموم وتتراكم عليه الضغوط ويبحث عن ملاذٍ يفرُّ إليه، فالبشر جميعًا قد يعيشون أوقاتًا عصيبة أو تجارب مؤلمة لا يُدرون كيفية الخروج منها، وفي مثل هذه المحن يجد الكثير أنفسهم يلجؤون إلى الله عزَّ وجل، فهو من يسمع دعوات عبده مهما كان حاله ويُجيب نداءه بلطفه ورحمته الواسعة، وقد وعدنا الله في كتابه العزيز أن يسمع دعوة العبد المُضْطَرّ إذا توجه إليه بإخلاص قلبه، فهو القائل: “أمَّن يُجيبُ المُضْطَرَّ إذا دعاهُ ويَكشفُ السُّوءَ ويجعلكم خلفاءَ الأرض أإله مع الله قليلا ما تَذكَّرُون“، وهذه الآية تجسد يقينًا أن الله دائمًا حاضر لمن يلجأ إليه ويطلب منه رفع الكرب والشدائد.

ويؤكد العلماء أن استجابة الدعاء ترتبط بإخلاص العبد وإلحاحه في الدعاء، فالإيمان الحقيقي يفرض ألا يكون اللجوء إلى الدعاء مقتصرًا على أوقات الشدة فقط، بل يجب أن يكون دائمًا سواء في حالات السعادة أو الحزن، ليظل العبد دائمًا متصلًا بمن خلقه، فَــ عندما يرفع الإنسان يديه متوجهًا إلى ربه فإنه يُسلم له زمام أموره كلها معتمدًا عليه دون سواه، مُوقنًا أنه لا مفرّ من الله إلا إليه ومنتظرًا رحمته التي وسعت كل شيء ليُبدل حاله إلى خير مما كان عليه، والله يُقدّر الاستجابة في الوقت الذي يراه الأنسب ليحقق للعبد الخير في دينه ودنياه، فقد يُؤخر الإجابة لحكمة يعلمها هو وحده، أو قد يُبدل ما يُريده العبد بما هو أفضل لحياته أو آخرته.

فَــ الدعاء ليس مجرد كلمات يُنطق بها عند الأزمات، بل هو أسلوب حياة متكامل يُعمّق الشعور بالاطمئنان والسلام الداخلي، فالعبد الذي يحرص على أن تكون صلته بالله مستمرة يجد نفسه دائمًا في حالة من الاستقرار النفسي والروحي حتى لو واجه ظروفًا عسيرة، يجب أن تُؤسس الثقة بالله على يقين لا يتزعزع وأن يدرك العبد أن الله سبحانه وتعالى كريم لا يرد يدًا تُرفع إليه مهما كان ما يطلبه العبد من خير الدنيا أو النجاة من مصائبها، إذ ان الدعاء هو النور الذي يُضيء حياة الإنسان في كل أوقاته، سواء في مواجهة التحديات أو خلال لحظات الراحة والسعادة، لأنه الرابط الأقوى بين العبد وربه، والله يحب سماع عبده يناجيه ويلتجئ إليه ليغمره برحمته ويُبدل أحواله إلى الأحسن.

صيغة دعاء الشخص المضطر

هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن يلجأ إليها المسلم في أوقات الشدة والضيق للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بطلب الفرج والتيسير، حيث تجمع هذه الأدعية بين الخشوع والتوكل والثقة بقدرة الله العظيمة على تحويل الأحوال من الكرب إلى الراحة ومن الضيق إلى السعة، ومن أعظم الأدعية التي وردت والتي يُستحب الدعاء بها:

  • لا إله إلا الله إقرارًا بربوبيته سبحان الله خضوعًا لعظمته اللهم يا نور السماوات والأرض يا عماد السماوات الأرض يا جبار السماوات والأرض يا ديان السماوات والأرض يا وارث السماوات والأرض يا مالك السماوات والأرض يا عظيم السماوات والأرض يا عالم السماوات والأرض يا قيوم السماوات والأرض يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة اغفر لنا.
  • اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين أن تفرج كربي.
  • اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي وتكشف بها كربي وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري وتغني بها فقري وتذهب بها شر نفسي وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني وتجلو بها حزني وتجمع بها شملي وتبيض بها وجهي.
  • اللهم أنت الحليم فلا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام وأنت على كل شيء قدير.

أهم ما جاء في صيغ دعاء المضطر

الله سبحانه وتعالى الجبار هو الذي يخفف عن عباده المشاق ويرفع عنهم البلاء عندما يواجهون مصاعب الحياة أو تحل بهم الكربات لذا من المهم أن نتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع خاصة في الأوقات التي نكون فيها بأشد الحاجة لعونه ولطفه فقد وردت صيغ عديدة للدعاء تناجي الله بإخلاص وقت الشدة والنوائب ليكون مع عبده في محنته ومن أعظم الأدعية التي لطالما لجأ إليها المضطرون بصدق وإلحاح ما يلي:

  • يا أرحم الراحمين اللهم إليك مددت يدي وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيبًا.
  • اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل لا تجعلني بدعائك ربي شقيًّا وكن بي رحيمًا يا أكرم المعطين يا رب العالمين.
  • اللهم لا هادي لمن أضللت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت اللهم لا تكلني لمن يظلمني.
  • اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك ولا تخيبني وأنا أرجوك اللهم إني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة ارحمني برحمتك.
  • اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم.

الدعاء المأثور لسداد الدين للمضطر

قد يُمرّ الإنسان بمواقف يصعب فيها تحمّل الأعباء وتزداد عليه الهموم والديون لدرجة تُثقل قلبه وتشعره بالعجز عن إيجاد سبيل للخلاص، وفي مثل هذه المحن يجد المؤمن نفسه مستعينًا بالله ومُلتجئًا إليه بالدعاء الذي يُعد الملاذ الأوسع لأبواب الفرج والطمأنينة، فاللجوء إلى الله بالدعاء هو أعظم وسائل التيسير التي تفتح أبواب الأمل وتُزيل الكرب، ومن أجمل هذه الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المضطر بغرض قضاء الدين والتخفيف من ثقل المسؤوليات:

  • اللهمّ فارجَ الهّم وكاشفَ الغمّ ومُجيب دعوةَ المضطرّين، رحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمهُما، أنتَ ترحمني فارحمني رحمةً تُغنيني بها عمن سواك.
  • اللّهُم إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزن وأعوذُ بك من العجزِ والكسل، وأعوذُ بك من الجُبن والبخل وأعوذُ بك من غلبة الدينِ وقهرِ الرجال.
  • اللهم اكفني بحلالِك عن حرامك واغنني بفضلِك عمن سواك.
  • اللّهُم إني أعـوذ بك من العجــز والكسل والجُبن والبُخل والهَرم، وأعـوذ بك من عذابَ القـبـر وأعـوذ بك من فتنةَ المحيا والممات.
  • اللّهُم ربّ السماوات وربّ الأرض ورب العرش الكريم ربنا وربّ كل شيء، فالق الحبّ والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهمّ أنتَ الأول فليس قبلكَ شيء وأنتَ الآخر فليس بعدكَ شيء وأنتَ الظاهر فليس فوقكَ شيء وأنتَ الباطن فليس دونكَ شيء، اقضِ عنا الدين واغننا من الفقر.
  • اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركةً تطهر بها قـلبي وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري وتذهب بها شرّي، وتكشف بها همّي وغمّي وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني وتجلو بها حزني وتجمّع بها شملي وتبيّض بها وجهي.

الدعاء لتفريج الهم والكرب للمضطر

إن الضيق والكرب من أصعب المشاعر التي تثقل على الإنسان وتضعه تحت وطأة الحزن والقلق الذي قد يمنعه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، خاصة عندما تتكالب عليه الصدمات أو يعجز عن تحقيق أمانيه التي لطالما سعى جاهدًا لتحقيقها، ومع هذا فإن السنة النبوية الشريفة تزخر بالكثير من الأدعية التي تحمل في طياتها معانٍ عظيمة تمد القلب بالأمل والسكينة وتعين الإنسان على تجاوز محنه وهمومه إذا قالها بإخلاص وتضرع واستشعر ما بها من روحانيات وأثر عظيم:

  • إلهي هب لي فرجًا بالقدرة التي تحيي بها الحي والميت يا رب ارفعني وانصرني وارزقني وعافني اللهم إني أسألك باسمك الحسيب الكافي أن تكفيني كل أموري من جليل وحقير مما يشوش خاطري يا كافي.
  • اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
  • لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين.
  • يا رب ترى ضعفي وقلة حيلتي فإني ضعيف ذليل متضرع إليك مستجير بك من كل بلاء مستتر بك فاسترني يا مولاي مما أخاف وأحذر وأنت أعظم من كل عظيم بك استترت يا الله.
  • اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.

الدعاء بالزواج للمضطر

في بعض الأحيان قد يُواجه الإنسان تأخرًا في إيجاد شريك حياته المناسب ويظل منتظرًا لفترة طويلة لتحقيق هذا الأمل، وقد يطول هذا الانتظار ليصل إلى أوقات متقدمة من عمره، وفي مثل هذه المواقف يُعتبر التوجه لله بالدعاء بإخلاص وتضرع من أفضل الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها للحصول على الزوج أو الزوجة الصالحة التي تكون سندًا له في حياته وتعينه على مواجهة تحدياتها، ومن الأدعية التي يُوصى بها في هذا السياق:

  • اللهم إني أتضرع إليك وأشهد أنك الواحد الأحد الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وأنك القادر على كل شيء، فيا رب اقضِ حاجتي وارفع عني وحدتي وفرّج همي وارزقني شريك حياة صالحًا يعينني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، فأنت ترى ما في النفوس وتعلم حوائجي كلها، يا من تُجيب دعوة الداعي إذا دعاك وتكشف الكرب، أزل عني ضيقي وامحُ خوفي وحقق لي مرادي.
  • يا الله يا من ألوذ به دائمًا وألجأ إليه في كل وقت وحال، أنت الذي أجد عندك الراحة والأمان، يا رب اجعل لي من فضلك زوجًا صالحًا يتصف بالمودة والرحمة، ويكون لي سكنًا وراحة، واكتب لنا حياةً مليئة بالخير والسعادة لأنك تقول للشيء كن فيكون.
  • يا رب أسألك أن تحفظني من الوقوع في الزلل والذنوب واحمِ نفسي من الحرام وأبعد عن عيني الشهوات وأنت أعلم بحالي، يا رب بصلاح نيتي وبصدق أفعالي ارزقني زوجًا صالحًا يعينني في ديني ودنيتي ويكون لي دعمًا وسندًا في مسيرتي، فليس هناك من هو أعلم بقدرتك وحدود عطاءك يا واسع العطاء.
  • اللهم ارزقني زوجًا يكون صالحًا وتقيًا محبًا لدينك ولرسولك ويهتم بطاعتك، واجعله رجلاً واعيًا وناجحًا يدير حياتنا بتوازن وحكمة ويملؤها بالحب والسكينة، وامنحني أن أكون له قرة عين وطمأنينة كما يكون هو قرة عيني وسندي، يا رب العرش العظيم أسألك هذا من واسع كرمك.

الدعاء بالشفاء من الأمراض للمضطر

الله سبحانه وتعالى هو الشافي والمعافي من كل سقم ومرض وهو وحده القادر على أن يمد عباده بالقوة للتغلب على الألم ويدفع عنهم البلاء برحمته ولطفه فليس هناك من يستطيع أن يحمي نفسه من الأمراض إلا بعون من الله وإذنه وما من إنسان إلا ويمر بأوقات يشعر فيها بالضعف والألم فيحتاج إلى اللجوء إلى الله والتضرع له بالدعاء فالله جل جلاله يحب أن يتقرب إليه عباده في أحوالهم كافة سواء كانوا في نعمة الصحة أو ابتلاء المرض والله سبحانه وتعالى بقدرته وإرادته قادر على إزالة كل مرض أو ألم ينزل بجسد الإنسان أو نفسه لذا فإن التوجه إلى الله بالدعاء والإلحاح عليه هو من أعظم ما يمكن أن يقوم به العبد كما يُستحب وضع اليد على موضع الألم والدعاء بالأدعية التالية:

  • ربِّ إنِّي مَسَّنيَ الضُّرُّ وأنتَ أرحَمُ الرَّاحمين.
  • اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأسمائِكَ الحُسنَى وصفاتِكَ العُلا وبرحمتِكَ الّتي وسِعتْ كلَّ شَيءٍ أن تَمُنَّ علينا بالشِّفاءِ الذي لا يُغادِرُ سقَمًا اللهم اجعَلِ العافِيةَ لباسَنا والدَّاءَ لا طريقَ له إلينا واكتِب لنا مِن وِسعِ رَحمتِكَ الرِّضاءَ والعافيةَ يا أرحَمَ الرَّاحِمين.
  • اللَّهُمَّ ربَّ النّاسِ أذهِبِ الباسَ واشفِ أنتَ الشّافِي لا شِفاءَ إلا شِفاؤكَ شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا يا ربَّ العالَمين أسألُ بعطفِكَ ولُطفِكَ أن تُزيلَ عنّا كلَّ ألم وتَجمَع لنا بين العافِيةِ والرِّضا يا أكرَمَ الأكرَمين.
  • بِسمِ اللهِ أرقِي نَفسي مِن كلِّ أذى ومِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أو عَينٍ حاسِدٍ بِسمِ اللهِ أرقِي نَفسي الله يُشفِيني لا حولَ ولا قوَّةَ إلّا باللهِ العَلِيِّ العَظِيم أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يَشفِيَني ويَشفِي جَميعَ المرضى ويُخفِّفَ عَنهُم أوجاعَهم.
  • اللَّهُمَّ يا مُفرِّجَ الكُرَبِ يا مُجيبَ دَعوةَ المُضطَرِّين البِسْ كُلَّ مَرِيضٍ ثَوبَ الصِّحةِ والعافِيةِ اللَّهُمَّ أزِلْ عنهم الألمَ والوجَعَ وامْنَحْهم مِن رحمتِكَ وعَفوِكَ ومعافاتِكَ يا أكرَمَ الأكرمين ويا أرحَمَ الرَّاحِمين آمين يا ربَّ العالمين.

الدعاء لتيسير الأمور للمضطر

يمر المسلم في حياته بمواقف عصيبة قد تزيد من تعقيد أموره وتجعله يبحث عن منفذ للخروج من ضيق أحواله ولكنه قد يعجز عن إيجاد الحلول المناسبة لها، وهنا يلجأ بقلبه وروحه إلى الله عز وجل مستعينًا برحمته الواسعة وطلبًا لعونه في تفريج كربه وتيسير أموره التي تعقدت عليه في حياته اليومية. لقد أكد الإسلام على أهمية اللجوء إلى الله بالدعاء في مثل هذه الأوقات لما له من أثر في تقوية الصلة بين العبد والخالق وبث الطمأنينة في النفس وتجديد الأمل في نفوس المؤمنين.

وهناك من المسلمين من يحبون التعرف على صيغ الأدعية التي تناسب هذه المواقف لتعبر عن حاجتهم بأبلغ العبارات وتملأ قلوبهم بالسكينة والراحة ومن أبرز الأدعية الملائمة لمثل هذه المواقف:

  • رَبِّ عبدُكَ قد ضاقَتْ بِهِ الأسبابُ وأُغْلِقَتْ دُونَهُ الأبوابُ وبَعُدَ عن جَادَّةِ الصَّوابِ وزَاد بِهِ الهَمُ والغَمُّ والاكتئاب وانقضى عُمرُهُ ولَمْ يُفتحْ له بابٌ وأنتَ المَرجوُّ سبحانَك يا كاشفَ المُصابِ يا مَنْ إذا دُعِيَ أجاب رَبي لا تَحْجُبْ دعوتي ولا تَرُدَّ مسألتي ولا تَدَعْني بحسرتي ولا تُكِلْني إلى حولي وقوتي وارحَمْ عاجِزي فقد ضاقَ صدري وتاهَ فكري وحَيرتِ في أمري وأنت العالِمُ سبحانَك بِسري وجَهري المالِكُ لِنَفعي وضَري القادِرُ على تفريج كربي وتيسير عُسري.
  • اللهم بِلَطِيفِ صُنعِكَ في التسخير وخَفِيِّ لطفِكَ في التيسير الطُفْ بنا فيما جَرَتْ به المقادير واصرفْ عني السُّوءَ إنك على كل شيءٍ قَدير اللهم لا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين.

النهج الأمثل للدعاء

الطريقة المثلى للدعاء تتطلب من الداعي التوجه لله سبحانه وتعالى بقلب ملؤه الإيمان والخشوع ومن الضروري اتباع بعض الخطوات التي يمكن أن تسهم في تعزيز روحانية الدعاء وقبوله بإذن الله:

الحمد والثناء في الدعاء

  • يُستحب أن يبدأ العبد دعاءه بمدح الله سبحانه وتعالى والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليّة مثل قول: “يا كريم يا رحيم يا غفور” حيث يساعد هذا المدح في إدخال شعور بعظمته تعالى في قلب الداعي ويُقربه أكثر إلى رحمة الله وقدرته.

الصلاة على النبي المختار

  • يُفضل بعد الثناء على الله أن يصلي الداعي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما للصلاة عليه من فضل عظيم وشأن عال في استجابة الدعاء ويمكن أن تختم الصلاة بالدعاء الذي تود تحقيقه مما يساهم في زيادة قبول الدعاء بإذن الله تعالى.

الخضوع في الدعاء

  • ينبغي أثناء الدعاء أن يعيش الإنسان حالة من الخشوع التام والتذلل لله سبحانه وألا يرفع صوته وإنما يدعو بصوت هادئ ومعبر عن الرغبة الصادقة والتضرع مع رفع اليدين باتجاه السماء وعدم الالتفات أو الانشغال بأي أمور أخرى لكي يكون التركيز كله منصبًا على الدعاء والإلحاح به.

اختيار المعقول والمشروع في الدعاء

  • لا بد أن تكون الطلبات المقدمة في الدعاء تتسم بالعقلانية وأن تأخذ بعين الاعتبار ما هو مناسب ومنطقي مثل طلب الشفاء والرزق والهداية بينما يُفضل تجنب المطالب التي تتعارض مع سنة الحياة وطبيعتها مثل طلب أمور مستحيلة أو غير واقعية في الدنيا.

الصبر على الاستجابة

  • من المهم أن يتحلى الشخص بالصبر في انتظار استجابة الدعاء وأن يدرك تمامًا أن الله بحكمته سبحانه يُدبر أموره في الوقت والشكل المناسبين فلا ييأس الإنسان من تكرار الدعاء بل يُصرّ عليه وهو متيقن أن رحمة الله واسعة وأن استجابة الدعاء قد تأتي في التوقيت الذي يكون فيه خيرًا له متى شاء الله سبحانه وتعالى.

الأسباب التي تمنع استجابة الدعاء

قد يدعو المسلم ربّه كثيرًا لكنه يلاحظ أن دعواته لا تتحقق كلها، وهذا يرجع إلى عدة أسباب ينبغي التعرف عليها ومحاولة تجنبها لتكون الدعوات أقرب إلى الإجابة:

الدعاء بالقطيعة وتأثيره

  • إذا كانت الدعوات تتضمن طلبات تسبب قطيعة في العلاقات أو تؤدي إلى التفريق بين الأقارب والأصدقاء فإن هذا يمنع استجابة الدعاء، لأن الدعاء الذي يحمل في طياته الإثم أو نوايا سيئة كالفساد بين الناس يُعد مخالفًا لهدي الدين ويهدد استقرار المجتمع وترابطه.

تعجل الاستجابة وأثره

  • التسرع وانتظار تحقق الدعاء في وقت قصير يُعتبر من أسباب عدم الإجابة، لأن الله سبحانه بحكمته قد يؤخر الاستجابة لما فيه خير للعبد وربما تتعلق الدعوات بأمور قد لا يدرك المسلم حقيقتها ومصلحته فيها، والله يعلم الأفضل لعباده ولذلك ينبغي على المسلم التحلي بالصبر والثقة في حكمة المولى عزّ وجل.

الغفلة في الدعاء

  • الدعاء لا يكون مستجابًا إذا كان القلب غافلًا أو غير حاضر أثناء الدعاء، إذ يجب أن يكون الدعاء بإحساس صادق ويقين بأن الله يسمع ويرى كل ما يدعو به العبد، فلا يكفي أن يتحرك اللسان فقط دون مشاركة القلب والنية بصدق وخشوع.

تأثير كثرة المعاصي على الدعاء

  • الإكثار من ارتكاب الذنوب والإصرار على المعاصي مع تأجيل التوبة يؤثر سلبًا على إجابة الدعوات، لأن البُعد عن الله يقلل من القرب الروحي الذي يجعل الدعاء مستجابًا لذلك يترتب على المسلم مراجعة نفسه والتوبة إلى الله ليكون أهلاً لإجابة دعائه.

فَــ ينبغي على المسلم أن يتعلم صيغة دعاء المضطر ويلتزم بها خاصة في أوقات الشدة أو عند المرور بالكرب والضيق، حيث توجد العديد من الصيغ المناسبة لكل موقف، مثل الأدعية الخاصة بتفريج الكرب وقضاء الدين وتحقيق الزواج والشفاء والرزق الوفير وتيسير الأمور، ومن الأفضل أن يبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وبعدها يطلب حاجته بصدق مع مراعاة أن يكون الطلب مشروعًا ويخلو من أي ظلم أو تعدٍّ مع الحرص على الصدق والخشوع أثناء الدعاء، كما يجب أن يتحلى بالدعاء بالصبر والإيمان بأن الله سيجيب في الوقت المناسب، ومن الضروري أيضًا أن يبتعد المسلم عن الأمور التي تمنع تحقق الدعوات كالإصرار على الذنوب أو الغفلة عن الدعاء أو طلب أمور قد تضر به أو بغيره لأن ذلك يعيق القبول ويخرج الدعاء عن صورته الصحيحة التي أمرنا الله بها.

احمد نصر , مؤسس موقع كبسولة, متخرج من علوم ادارية معهد زوسر للحاسبات ونظم المعلومات, ابلغ من العمر 34 عاماً , اعمل كمحرر محتوي عام واخباري في العديد من المواقع, متخصص في الاخبار السعودية والترددات، للتواصل معي , fb.com/ahmadnasr1989 أو عبر الايميل [email protected] .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x