يُعتبر وقت السحور في شهر رمضان المبارك من الأوقات التي تُزيَّن بأجواء إيمانية وروحانية عظيمة، حيث يجد المسلمون أنفسهم في لحظات قريبة من ربهم يخشعون فيها ويرفعون أكفّهم بالدعاء وقد أصبح كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عبد الله الطناحي دليلًا ثريًّا ومهمًا يبرز فضل الدعاء في هذا الوقت تحديدًا استناداً إلى الأحاديث النبوية الشريفة والفقه الإسلامي حيث يبرز أهمية السحور كتوقيت عظيم لاستجابة الدعاء ويحث المؤمنين على استثماره في الذكر والتضرع لله عز وجل كما يشير الكتاب إلى كيف يُساهم هذا الوقت المبارك في تقوية الصلة الروحية وتعميق التقوى والإيمان في النفس.
الدعاء أثناء السحور هو من أروع الفرص التي يستطيع المسلم من خلالها الرجوع إلى الله والبوح بما في قلبه من حاجات ورغبات مرتبطة بالدنيا والآخرة لذا فإن إحياء هذه اللحظات بمزيج من الأدعية المأثورة يعكس علاقة الإنسان بربه بهذه المناسبة المباركة وفيما يلي مجموعة من أدعية السحور التي يمكن ترديدها في تلك اللحظات الطيبة، مستمدة من جوهر الكتاب والدعاء المأثور:
- اللهم ارزقني التوفيق للعمل بما تحب وترضى واملأ حياتي برضوانك في الدنيا واجعلني من الفائزين برحمتك في الآخرة.
- اللهم اجعلني ممن توكل عليك حق التوكل وسخرني لطاعتك واجعلني من الذين ينالون حبك ورضاك ويسلكون مسالك رضاك.
- يارب أسألك العفو والعافية في أمري كله احميني في ديني ودنياي وأهلي ومالي وافتح لي أبواب السلام والبركات.
- اللهم قنعني بما قسمت لي وبارك لي في رزقي وزدني من فضلك وكرم عطائك واغنني بحلالك عن حرامك.
- اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وافتح لي أبواب رحمتك وفضلك واغفر لي ذنوبي ظاهرها وباطنها.
- يارب اغفر لي الذنوب التي تهدد القلوب واغسلني برحمتك وأجعلني من عبادك الصالحين الذين تابوا إليك توبة نصوحاً.
- اللهم إني أعوذ بك من قلب قاسٍ لا يخشع ومن دعاء لا يُجاب وصرفني عما يؤذيني وثبّتني يا أرحم الراحمين على طاعاتك.
أدعية السحور في شهر رمضان وفق مفاتيح الجنان
وقت السحور في أيام شهر رمضان يُعد من الأوقات التي تحمل بركات عظيمة وفرصًا مميزة للتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع حيث يمثل السحور لحظات روحانية سامية تتيح للعبد فرصة للتقرب إلى الله بما يعزز صلته بربه ويملأ قلبه بالسكينة والإيمان وهو أيضًا فرصة لاستجابة الدعوات إذا قُدمت بنية صادقة وإرادة قوية مما يجعلها لحظات تُضفي على النفس طاقة روحانية تزيد من الشعور بالقبول الإلهي والرحمة.
يتضمن كتاب “مفاتيح الجنان”، الذي أعده العالم الجليل الشيخ عباس القمي مجموعة من الأدعية الجليلة التي تبرز خصوصية وقت السحور حيث تُعتبر هذه الأدعية كمصدر لإثراء الروح وتقوية الإرادة للصائم مما ينعكس إيجابيًا على حالته النفسية والروحية طوال اليوم كما تُحفز هذه الأدعية المسلم على مواصلة الصيام والتحلي بالقوة لمواجهة التحديات اليومية بتفاؤل وإيمان وهي لحظات تعزز من ارتباط العبد بربه وتوجه قلبه نحو الطاعات بإخلاص وعزيمة ومن الأدعية التي ذُكرت في هذا الكتاب والتي تُعين على تدارك هذه البركة العظيمة في وقت السحور ما يلي:
- اللهم إني أسألك بركات السحر ونور الفجر وعظيم فضلك ورحمتك.
- اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين وقيامي فيه قيام القائمين وعيني فيه لا تغفل عن ذكرك.
- يا رب وفقني لقراءة القرآن الكريم بصدق وتدبر واجعل ذكرك دائمًا في لساني في هذه الساعات المباركة.
- اللهم ارزقني فيه طاعة عبادك المخلصين الذين لا ينشغلون عنك بزينة الدنيا.
- يا رب اشرح فيه صدري بالإيمان ويسر أمري في طاعتك واحلل عقدة من لساني ليفقهوا قولي.
- اللهم قوني فيه على إقامة أوامرك وارزقني تذوق حلاوة القرب منك وذكر نعمتك.
- اللهم اجعلني فيه من عبادك الذاكرين لك ليلًا ونهارًا ومن العارفين بالنعم التي أغدقتها علينا ومن الشاكرين عليها.
- يا رب إني أسألك فيه كل خير يرضيك ويزيد من حبي لك وأعوذ بك من أي عمل يغضبك أو يبعدني عنك.
- اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ومن الغفلة عن عبادتك في هذا الشهر الكريم.
صيغة أفضل دعاء يُقال قبل السحور في رمضان
التضرّع إلى الله وقت السحور يُعد من الأوقات المباركة التي تنبض بالروحانية حيث يشعر المسلم بالقرب من ربه في هذه اللحظات السامية التي تسبق طلوع الفجر يُعتبر السحور فرصة لا تُعوّض لتحصيل الأجر وتجديد العهد مع الله بنية صادقة للصيام إذ يملأ الدعاء القلب إيمانًا ويُعدّ النفس ليوم مشرق بالطاعة والعمل الصالح يمتاز دعاء السحور بكونه مُفعمًا بالأمل والرجاء ويتجدد فيه الالتجاء إلى الله طلبًا لرضاه وكرمه ومغفرته.
- يا الله اجعل رمضان بركةً علينا وأعِنّا على قيامه وصيامه وتقبّل منا أعمالنا فيه برضاك.
- اللهم اجعلني من عبادك الذين عفوت عنهم وكتبت لهم الخير في أيامه ولياليه.
- يا رب اجعلني ممن يعينهم على الصيام والقيام واجعل لي في هذا الشهر نصيبًا من رحمتك.
- اللهم ارزقني القدرة على إتمام صيامي بأحسن حال واجعل قلبي مطمئنًا برضاك وذكرك.
- يا الله اجعلني ممن يؤمنون بعطاءك ويوقنون بوعدك واغمرني بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم اجعل صدري مُشرقًا بنورك واملأ أيامي بالتقوى والإحسان وبارك لي فيما رزقتني.
- يا رب اجعلني أستشعر قربك في كل لحظة واحفظني من سوء الحال ومن كل ما يُبعدني عنك.
- اللهم أدعوك أن تجعل السكينة والأمان تحيط بي وبأهلي وتجنبني الفتن وكل ما يُقلق النفس.
- يا رب ارزقني التمسك بطاعتك واجعلني قريبًا ممن يحبونك ويتّبعون هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
- اللهم اجعلني من الفائزين بفضل ليلة القدر وامنحني في أيامي سهولةً في كل ما يُرهق نفسي ويُثقل عليّ.
- يا الله افتح لي أبواب جنتك وارزقني الهداية لتلاوة كتابك وفهم معانيه واجعلني بعيدًا عن كل ما يبعدني عن نعيمك.
الدعاء المستحب بعد الانتهاء من السحور خلال رمضان
فترة السَّحَر تُعتبر من الأوقات المباركة التي يبدأ فيها المسلم نهاره بالصيام وتُعد لحظة يمتزج فيها الرجاء برحمة الله بالخضوع والطاعة ما يجعلها وقتًا مثاليًا للتضرُّع والدعاء بطلب ما في القلب من خير والتقرب إلى الله بكلمات تنبع من عمق الإيمان.
الدعاء بعد السحور يُضفي الطمأنينة للنفس ويُعمق الإحساس بالأمان بالقرب من الله ويُقوي ثقة المسلم بربه أثناء مجاهدة النفس في يوم الصيام حيث تُعد تلك اللحظات سبيلًا للمسلم ليُناجي ربه بأدعية تُنير قلبه وتُرسخ ارتباطه بخالقه:
- اللهم ارزقني الصبر عند البلاء والرضا بما قَضَيت لي وأبدلني بعد الصبر فرحًا وبعد القلق راحة، وارزقني لذة الطاعة وحنين اللقاء بجنابك الكريم.
- اللهم اجعلني ممن يقتربون منك بصيامهم ويؤدون قيامهم بصدق القُرب منك، وأبعدني عن الغفلة وارزقني عمق الشعور بعبادتك.
- اللهم اجعل البركة فيما رزقتني وأعطني القوة لاستثمار الوقت والجهد فيما تُحب واجعلني ممن قَبِلتهم برحمتك.
- يارب اجعلني ممن اقترب منك في القول والعمل وأبعد قلبي عن مسالك المعاصي، وأنِر روحي بحلاوة ذكرك التي تُعيد الحياة لكل قلب متعب.
- اللهم ساعدني أن أظل ذاكرًا لك وشاكرًا لنعمتك وأدِّبني بحسن عبادتك.
- يارب نسألك أن ترزقنا العفو والعافية في شؤون ديننا ودُنيانا وأهلينا وأموالنا.
- اللهم أوسع صدري لما ينتظرني هذا اليوم وهبني السداد في الخطوات وابعد عني الشرور التي قُدرت عليّ.
- يارب استرني بحمايتك وارعني بعين لطفك في كل خطوة بهذا اليوم.
- اللهم ارزقني الخير في تفاصيل هذا اليوم واجعلني أعوذ بك من أي ضر قد يحيط بي خلاله.
- يارب امنحني العزيمة لأُحافظ على الصلاة وأُتِمّ الصيام وأتدبر آياتك الكريمة بقلبٍ حاضر لطاعتك.
- اللهم اجعلني من زمرة المتقين الذين يظلهم ظلك يوم لا ظل إلا ظلك وتغفر لهم زلاتهم وترضى عنهم.
- اللهم افتح لي أبواب الرحمة وأغلق عني أبواب الغضب ووفقني لكل عمل تقبله وتكون به راضيًا عني.
الأعمال المستحبة في أوقات السحر خلال شهر رمضان
الحديث عن الأعمال المحببة التي يُستحب القيام بها في أوقات السحر خلال شهر رمضان يعكس أهمية وفضل هذه الساعات المباركة فهي من الأوقات التي يمتاز فيها الشهر الفضيل بروحانية خاصة وقرب عظيم من الله عز وجل إذ يُعتبر وقت السحر من أثمن اللحظات التي تسبق طلوع الفجر وفيها بركات وخيرات لا تُعد ولا تُحصى للمؤمن الذي يُحسن استغلالها بالتقرب إلى ربه عبر الطاعات ومن خلال هذه الأعمال ينال المسلم فرصة لتعزيز إيمانه واستمداد القوة الروحية التي تعينه على صيام يومه بإيمان وصبر وإليكم أبرز الأعمال التي تُقرّب العبد من خالقه وتُعظّم حسناته في هذا الوقت المميز:
تناول السّحور
- السحور ليس مجرد وجبة يتناولها المسلم لتزويده بالطاقة طوال نهار الصيام بل هو سُنّة نبوية تحمل في جوهرها بركات عظيمة وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الحث عليها لما فيها من خير كثير حيث أشار إلى البركة العظيمة التي يُدركها المسلم عبر هذا العمل ولذا فإن التهاون في السحور يُعد تفويتًا لزيادة البركة وتجديد النية في العبادة مما يجعل السحور عملاً مباركًا يثري يوم الصائم روحًا وجسدًا.
تلاوة القرآن الكريم
- الانشغال بتلاوة كتاب الله في تلك اللحظات الفريدة يمنح القلب فرصة خاصة ليغوص في معاني الآيات ويتدبر أسرارها إذ يُعد وقت السحر من الأوقات التي يصفو فيها الذهن وتخشع فيها القلوب للاستماع والانتفاع بكلام الله مما يخلق ارتباطًا وثيقًا بين المؤمن والمصحف خاصة أن لشهر رمضان خصوصية زيادة الأجر في تلاوة القرآن والعيش مع آياته بصورة أعمق.
رفع الدعاء
- دعاء المسلم في هذا الوقت المبارك يُمثل استجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم الذي نبّه إلى نزول الله سبحانه إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل حيث ينتظر الله عباده ليجيب دعواتهم ويقضي حاجاتهم وهذه الأوقات تُعد فرصة ذهبية لكل من يحمل رجاءً أو طموحًا أو رغبة في تجديد العلاقة مع خالق السماوات والأرض بالدعاء والاستغاثة مع التأكيد على صدق النية واستحضار فضل الله العظيم على عباده.
صلاة ركعتي التوبة
- إقامة ركعتين في جوف الليل للتوبة الصادقة تُعتبر من أعظم الأعمال التي تعكس رجوع المسلم إلى الله بقلب مُنكسِر ونفس مُتلهّفة لغفرانه حيث يعترف العبد بذنوبه في هذا الوقت ويُظهر استعداده الصادق للإصلاح والتقرب من ربه بعبودية خالصة مما يجعل هذه الساعات هي الوقت الأنسب لمراجعة النفس وتنقية القلب من شوائب الذنوب.
قيام الليل
- إحياء الليل بالصلاة والدعاء يُعد قمة الطاعات التي يحرص المسلم على أدائها في شهر رمضان وذلك لما تحمله من فضل وأجر عظيمين لا سيما إذا تزامن ذلك مع الساعات الأخيرة من الليل حيث يكون الخشوع حاضرًا وتكون الأجواء مُعدَة لتعظيم الصلة بالله مما يجعلها عبادة لا ينبغي التفريط فيها خاصة في هذا الشهر الكريم الذي يتضاعف فيه الأجر.
التسبيح والسجود
- الانشغال بالتسبيح والتضرع إلى الله في السحر يُمثّل عملاً من الأعمال التي تُزيل ثقل الدنيا عن القلب وتغمره بالسكينة حيث تشعر النفس بالطمأنينة العميقة وتتوثّق العلاقة بين العبد وربه فالسجود والتسبيح في هذا الوقت يعكسان عبودية خاصة تعيد للمسلم شعوره القوي بحضرة الله عز وجل.
الإكثار من الاستغفار
- الاستغفار وقت أسحار رمضان يُعد من الطاعات التي تُظهر مدى رجاء العبد في رحمة ربه وعفوه خاصة أن القرآن الكريم أشار إلى ذلك في مواضع عدة مما يجعل الاستغفار في هذه الفترة تذكيرًا دائمًا برحمة الله واحتياج العبد إلى مغفرته فهو باب رجاء للمقصرين وأمل بإزالة الذنوب وفتح صفحة نقية مليئة بحب الله ورضوانه.
