في الشريعة الإسلامية لم تثبت أي نصوص شرعية تشير إلى وجود دعاء مخصص ليوم الخميس بالشكل الذي يتصوره البعض ولم يُذكر أن هناك دعاء بعينه ينبغي على المسلمين الالتزام به في هذا اليوم وإنما ما ورد في السنة النبوية الشريفة هو الإشارة إلى فضل الدعاء المرتبط بيوم الجمعة وليلته حيث تبدأ ليلة الجمعة فعليًا من وقت غروب شمس يوم الخميس لذلك يُفهم أن المقصود بالدعاء الذي يذكر في يوم الخميس هو في الحقيقة الدعاء الخاص بليلة الجمعة وهو الوقت الذي يُعتبر من الأوقات المباركة التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاء لما فيها من الأعمال التي تكون مضاعفة الأجر ومحببة عند الله عز وجل أما بالنسبة لما يخص يوم الخميس على وجه التحديد فقد وُجدت بعض الأحاديث والممارسات المتعلقة به ضمن المذهب الشيعي ولكن هذه الأمور ليست مما يتبعه أهل السنة والجماعة ولا تدخل ضمن الممارسات المستحبة أو الموصى بها وفقًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أدعية يوم الخميس مكتوبة
الدعاء يُعد الوسيلة التي يتصل بها العبد بخالقه الكريم وهو السبيل الذي يمنح النفس الطمأنينة ويُزيل عنها ما يعترضها من هموم وأحزان نتيجة التحديات اليومية وضغوط الحياة وهذا ما يقود إلى راحة النفس وإشراق الروح ويُعمّق الإيمان في القلوب ويُبعد الإنسان عن الخوف والاضطراب ويُعطيه الطمأنينة والتوجيه الصحيح في شؤون حياته والمسلم الذي يُحافظ على علاقته مع الله يجعل الدعاء جزءًا من عاداته اليومية مما يُثمر استقرارًا نفسيًا وروحيًا ويُضفي السكينة على حياته.
- اللّهُمَّ إنّا نسألك زيادة في الدين ويقينًا ثابتًا يملأ قلوبنا وشهادة حق عند مغادرتنا هذه الدنيا وتوبة نقية قبل أن يُدركنا الموت ورزقاً كافياً يُغنينا عن سؤال غيرك وبركة تمتد في أعمارنا وأجسادنا وعافية تحفظنا من كل ألم ونصيباً مقدّراً لنا من الجنة ونجاة من عذاب القبر ومغفرة لذنوبنا وأماناً يوم الفزع الأكبر.
- يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا من قدرتك لا ينازعها أحد وعظمتك لا يُدركها شيء نسألك يا رب بجلالك الذي أذعنت له السماوات وبنور وجهك الذي أنار كل شيء وبرحمتك التي وسعت كل شيء أن تقضي حاجتي (ذكر حاجتك ركناً أساسياً في هذا الدعاء باللهجة الواضحة وبملء اليقين).
- لا إله إلا الله الحليم الواسع رحمته وعظيم عفوه لا إله إلا الله ذو الجلال والإكرام الذي خلق الخلق بميزان الحكمة ورتّب أمور الدنيا والآخرة لا إله إلا الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وهو الحاكم على كل شيء بقدره.
- اللهم إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك وأقداري تجري بحكمك وعدلك أسألك بكل اسم هو لك أسميت به نفسك أو علّمته لأحدٍ من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرتَ به في غيبك أن تجعل القرآن شفاءً لصدري وسببًا لانشراح قلبي وسعادة لنفسي ومخرجًا لي من كل حزن وضيق وهم.
أدعية يوم الخميس للرزق مكتوبة
من الأمور التي يغفل عنها الكثير من الناس عند الدعاء بالرزق هو التصور بأن الرزق يقتصر فقط على المال ولكن هذا التصور لا يتوافق مع شمولية رحمة الله -سبحانه وتعالى- وفضله فقد جعل الرزق متعدد الأشكال ومتنوع المجالات كما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:
- ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾
والداعي عندما يتوجه إلى الله -عز وجل- بـدعاء يوم الخميس للرزق فإنه ينبغي أن يشمل في دعائه جميع النعم التي يرزق بها الله عباده سواء الرزق المادي أو المعنوي ولا يُقيد طلبه بنوع معين من الرزق لأن عطاء الله واسع وغير محدود وله الحكمة في منح الخير كيفما يشاء.
- اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت ممسك بناصيته وأسألك يا الله أن تحيطنا برعايتك وتصرف عنا شر ما نراه وما لا نراه.
- اللهم يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ظاهرًا ليس فوقه شيء ويا باطنًا ليس دونه شيء، أقض ديوننا واغننا من فقرك برزقك يا غني، واملأ حياتنا بنعمك العظيمة وعطائك الواسع.
- اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك يا ربنا الكريم، نحمدك ونثني عليك بما يليق بك ونعترف بأنك الملهم لكل خير، نسألك رزقًا لا ينقطع وبركة تحيط بنا في حياتنا وأعمالنا.
- اللهم إن كان رزقنا في السماء فأنزله وإن كان رزقنا في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربه وإن كان قريبًا فسهله وإن كان كثيرًا فبارك لنا فيه يا ذا الجلال والإكرام ويا أرحم الراحمين، اجعل الخير ممتدًا في أيامنا وبارك لنا في ما قسمته لنا يا واسع الكرم.
- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمد، ونسألك أن تغمرنا بحلالك وتكفينا عن الحرام وطاعتك تصرفنا عن المعصية، وبفضلك نستغني عن غيرك، ونسألك رزقًا طيبًا وبركة في حياتنا في الدنيا والآخرة، ونسألك التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
دعاء يوم الخميس المستجاب
يتعلق الدعاء المستجاب يوم الخميس بالدعاء في ليلة الجمعة التي تبدأ مع غروب شمس يوم الخميس وهو وقت محبب ومبارك عند المسلمين حيث يتجلى فيه فضل الله ورحمته ويجتهد المسلمون فيه بالدعاء والتقرب إلى الله إذ يُعتبر يوم الجمعة من الأيام الفضلى كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث صحيحة ومن ذلك قوله:
«خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها»
- «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت.. المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم» يردد المسلم هذا الدعاء بقلب مليء باليقين والثقة بقدرة الله ورحمته لتحقيق الأمنيات والاستجابة للدعوات.
- «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر» ، يعبر هذا الدعاء عن السعي لطلب الهداية والاستقامة في الدين مع التوفيق في أمور الدنيا والنجاح في المصير الأخروي.
- دعاء يوم الخميس المستجاب، «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير»، يلخص هذا الدعاء الشعور بالتقصير أمام الله مع طلب المغفرة الشاملة عن كل ما بدر من العبد سواء كان ظاهراً أو خفياً.
- «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها»، يحمل هذا الدعاء استعاذة بالله من كل الصفات التي تؤدي إلى الخسران وطلب التزكية للنفس والارتقاء بها نحو طاعة الله.
- دعاء الخميس، «اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم-؛ وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم – وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله»، يطلب المسلم في هذا الدعاء من الله التوفيق لنيل كل خير دعا به النبي والاستعاذة من كل شر حذر منه رسول الله.
- «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي؟ ما قدمت، وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله»، يعبر هذا الدعاء عن حالة الإيمان الكاملة بالله والتوكل عليه مع إعلان العبد ثقته المطلقة بعدل وإرادة الله سبحانه وتعالى في كل ما يخص شؤونه.
دعاء يوم الخميس
لا يوجد دعاء مخصوص محدد ليوم الخميس ورد في النصوص الشرعية أو مرتبط بوقت معين ومع ذلك فإن الدعاء عمومًا وسيلة للمسلم للتقرب إلى الله وطلب الخير في كل حين وهناك العديد من الأدعية العامة التي يدعو بها العبد مؤمنًا بحسن الظن بربه وساعيًا لنيل فضله ورحمته:
- «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة» لأن الجوع والخيانة من أكثر الابتلاءات إيلامًا وهي درجات من الشقاء التي تثقل كاهل النفس البشرية.
- «اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، وسيئ الأسقام» لأن الصحة هدية من الله وطلب الحفظ والرعاية منها يظهر امتنان العبد لما أنعم به عليه.
- «أعوذ بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» لأن هذا الدعاء في جوهره طلب عظيم للدفع عن النفس كل ما قد يكون من أذى أو عواقب سيئة قد تُبتلى بها.
- «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر» لأن التوسط في الأمور نعيم يتطلع إليه العبد دون إفراط يؤذيه أو تفريط يُضعفه والآخرة دار القرار.
- «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء» لأن الأخلاق مكمن الجمال في حياة الإنسان وطلب الاستقامة فيها يعد دعاءً للحفاظ على نقاء النفس وسموها.
- «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك» إذ دعا الإنسان بهذا فإنه يدرك عظمة نعمة الله ويطلب منها الثبات والاستمرارية بلا تحول أو تبدل.
- «اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي» لأن الإنسان يطلب من الله أن يطهر جميع حواسه من كل ما يُغضب الله أو يضره.
- «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني» لأن حاجات العبد من المغفرة والرحمة والهداية والصحة دائماً ما تتصدر قائمة الأدعية لما فيها من فضل عظيم.
- اللهم اجعلنا في حفظك وكنفك وأمانك وجوارك وحزبك وحرزك ولطفك وسترك، من كل شيطان وإنس وجان وباغ وحاسد، ومن شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، إنك على كل شيء قدير لأن حماية الله ورعايته هي السكينة والسلاح الحق للعبد في مواجهة كل المخاطر.
- اللهم سلمنا من العلل والآفات والأوبئة، اللهم سلمنا من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار واغفر لنا يا غفار والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين لأن المسلم يدل دائمًا بهذا الدعاء على تسليمه وجهه لله طالبًا فضله ورحمته في حفظ نفسه وأحبابه.
أدعية يوم الخميس المستجابة بالصور
الله -سُبحانه وتعالى- مَنَحنا دعوة عظيمة تتمثل في النّعمَة الكبرى بالدعاء وجعل أبوابه مفتوحة أمامنا في كل زمانٍ ومكانٍ بلا قيود على الطريقة التي ندعوه بها شريطة أن نخاطبه بأدبٍ وخشوعٍ وإيمانٍ راسخٍ بقدرته وأنه الرحيم الذي لا حدود لرحمته ونبتعد عن طلب أي أمرٍ يُخالِفُ ما جاء في شريعته وأوامره.
الدعاء هو صلة مباشرة بين العبد ورب العالمين وهو فرصة حقيقية للمناجاة تُعبّر عن حاجاتنا وسرائرنا سواء كان الدعاء في يوم الخميس أو في غيره من الأيام فالأهم هو أن ينبع من إخلاص لله ويقينٍ تام بأنه سميع الدعاء ويستجيب وقد أورد القرآن الكريم دليلًا على ذلك في قوله تعالى:
- (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ..).
- ولَيسَ هناك قيود تُحدد وقتًا أو صيغةً معينة للدعاء لأنّ الله سبحانه وتعالى يأمرنا بدعوته باستخدام أسمائه الحسنى ومع خضوع قلوبنا وإيماننا بحكمته وعدله.
- كُل شكلٍ من أشكال الدعاء كالدعاء المكتوب أو المصور مثل دعاء يوم الخميس يُعتبر سبيلًا للتقرب من الله والمناجاة النابعة من القلب التي تعبر عنها ألسنتنا بقدر استطاعتها لكن من المهم أن يكون الدعاء خاليًا من المحرّمات أو من أي شيء يُبعد عن طاعته وشرعه.
- وكلما امتزج الدعاء باليقين والخضوع والرهبة منه زادت فرص الاستجابة وأصبح المسلم أقرب لنيل الخير الذي يرجوه وهذه نعمة عظيمة ومنّة كبيرة من المولى جل جلاله.
أدعية يوم الخميس مفاتيح الجنان
دعاء يوم الخميس لم يثبت في السنة النبوية المطهرة أو في القرآن الكريم أي نصوص تشير إلى وجود دعاء خاص بهذا اليوم بالتحديد لكن عند أتباع المذهب الشيعي توجد بعض الأدعية التي يتم ترديدها في هذا اليوم كما ورد في كتاب مفاتيح الجنان الذي يعد من المصادر المهمة للأذكار والأدعية لديهم ومن أبرز الأدعية المذكورة في هذا الكتاب دعاء يُنسب للإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وقد ورد عن الشيخ الطوسي أنه من الأدعية التي إذا صدرت من قلب صادق ونية خالصة فإن الله يستجيب لها والشيعة يعتقدون بأهمية هذا الدعاء ويقومون بتخصيص وقت يوم الخميس لتلاوته لما يعكسه من أبعاد روحانية ومعانٍ عميقة.
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْارَ اللَّيْلَ المُظْلِمَ بِقُدْرَتِهِ وَجَعَلَ النَّهَارَ مَشْرِقًا بِنُورِهِ وَرَحْمَتِهِ يَا رَبِّ اغْمُرْنِي بِنِعَمِكَ وَفَضْلِكَ فِي كُلِّ أَوْقَاتِي وَسَاعَاتِي.
- اللَّهُمَّ كَمَا أحْيَيْتَنِي فِي هَذا اليَوْمِ أَعِنِّي عَلَى الاِسْتِقَامَةِ فِي الأَيَّامِ القَادِمَةِ وَصَلِّ عَلى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَاحْمِنِي مِنَ الخَطَايَا وَالمَعَاصِي وَاجْعَلْ خَيْرِي فِي يَوْمِي هَذا وَفِي اللَّيَالي الَّتِي تَلِيه وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ شَرٍّ وَمَضَرَّةٍ فِي المُسْتَقْبَلِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي بِجَاهِ الإِسْلَامِ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَسْتَجِيرُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا رَبِّ أَعْلَمُ أَنَّ أَمَانَتِي وَدِيْعَتِي لَدَيْكَ فَحَقِّقْ لِي بِهَا مَرْجُوَّاتِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
أدعية يوم الخميس خلال صلاة الفجر وفق المذهب الشيعي
يولي الشيعة يوم الخميس اهتمامًا خاصًا بمجموعة من الأدعية التي تُقال بطريقة معينة تبدأ من غروب شمس يوم الأربعاء وتستمر حتى فجر الخميس ومن بين تلك الأدعية ما يعد من الأدعية المهمة والمكرّسة لديهم:
- بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ سبحانك ربي ولك الحمد يا ربنا أنت الذي بكلمتك جمعت وخلقت وأبدعت كل مخلوقاتك فالإرادات التي قضيتها نفذت بأمرك من غير كلفة أو عناء أنت الذي أثبت مشيئتك وحكمتك بلا أن تحملت مشقة أو تعب وكان عرشك فوق الماء وكان الظلام يغشى الهواء وملائكتك كانوا يحجزون مكانهم فوق عرشك العظيم المشرق بالنور والكرامة والخير يسبحون بحمدك ويقدسونك وكل خلقك كان يدين لك بالطاعة ويخشاك ولا يظهر في الدنيا كلها من نور إلا نورك ولا يُسمع فيها صوت إلا صوتك وأنت الواحد الأحد المستحق لكل هذه العظمة يا خالق المخلوقات ومبدعها تفردت بأوامرك وحكمتك وتميزت بملكوت عظمتك الذي فاق كل شيء أنت العظيم الكريم في علوك والمهيب بجبروتك وأنت القوي الذي تسلطت بقوتك وتعاليت بقدرتك التي لا يُعجزها شيء.
- فسبحانك ربنا وتقدّس اسمك العظيم وتعالى ذكرك بعلو قدرتك في تدبير أمور خلقك وبرحمتك الواسعة التي لطّفت بها شؤونهم لا يغيب عنك أي شيء مهما بلغ صغره ولو كان بحجم الذرة في السماوات أو في الأرض ولا ما هو أصغر من ذلك ولا أكبر إلا وهو مكتوب لديك في كتاب مبين فسبحانك وبحمدك تباركت يا الله وتعاظمت عظمتك وجلّت أسماؤك وثناؤك الذي يليق بجلالك وكمالك الأزلي العظيم.
أدعية يوم الخميس الطويلة
- اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم وبارِك على نبيِّك وحبيبِك محمّدٍ عبدِك ورسولِك صلاةً تُحيطُه بالأنوار وتُبيّن مكانتَه العاليةَ لديك صلاةً تَكونُ سبباً في بياضِ وجهِه وتُقرُّ عينَه وتُعلي شأنَه وتُظهر فضلَه بين عبادِك واجعل يا رَبّ كلّ ما ينطِق به صدقًا وكلَّ دعاءٍ يسألُه عطيةً من عندِك واجعل شفاعتَه رحمةً لعبادِك وارزقه من واسعِ جودِك وعظيمِ فضلِك واجعل كرمَك عليه لا حدَّ له وارفع درجتَه بين النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وأعلِ منزلتَه بينهم وأظهِر فخره ومقامَه في أعلى مراقي الشرفِ والمجدِ.
- اللَّهُمَّ يا مَن تهتزُّ العرشُ لذكرِ اسمِك ويستبشِرُ بفضلِك ملائكتُك وتشرقُ الأرض بنورِك نسألُك باسمِك الأعظمِ الذي إذا ذُكِر انفتحت له أبواب السماء وخشَعَت له الجبال والأرض وكلُّ المخلوقات ذلك الاسمُ الذي بذكْرِهِ تُضاء السماوات وتُسبّح له الكائناتُ طوعًا وبأمرِك الاسمُ الذي يثورُ له الكونُ هيبةً وتخشعُ من عظمَتِه النفوسُ الصافية نسألُك يا رحمنُ باسمِك الذي تطمئنُّ له الروح وتكثُرُ به الخيرات وترتقي به الأصواتُ بالتسبيحِ لعلّو شأنِك وقدْرَتِك.
- اللَّهُمَّ اغفِر لنا ولوالدينا وارفع درجتَهم في علّيّين واملأ قلوبهم رحمةً ومغفرةً وإحسانًا وكن معهم كما كانوا معنا ونحن ضعفاءُ بحاجةٍ إلى حنانِهم وعطفِهم وامنحنا القدرةَ على بِرِّهم والإحسانِ إليهم في حياتِهم وبعدَ مماتِهم واقسِم لنا برضاهُم رضاكَ عنا في الدنيا والآخرة وارزقنا جمعًا بهم في جِنانِك التي لا تزول ونعيمِك الذي لا ينقطع وامنحنا لذّةَ النظرِ إلى وجهِك الكريم يوم تَجتمع الوجوهُ على الصراط واجعلنا ممّن يدخلون جنتَك بسلامٍ مَطمئنّين ومَن تفيض على قلوبهم يا ربيّ شوقًا للقاء وجهِك الكريم يوم الدين.
أذكار المساء اليومية
تُعتبر أذكارُ المساء بمثابة الحصن الواقي الذي يحمي المسلم من مختلف شرور الدنيا وكيدها ويعمل على تحقيق الطمأنينة في القلب وتعزيز أواصر الإيمان بالله وتجديد العبودية له سبحانه وتعالى بكل إخلاص وخشوع وعليه فإن المسلم يُستحب أن يبدأ كل مساء بترديد الأذكار التالية:
- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ يُفضل ترديد هذا الدعاء بخشوع وتذلل لله عز وجل لما فيه من طلبِ المغفرة والرجاء في عفوه ونعمته وتحصين النفس من الوقوع في الذنوب والمعاصي.
- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً يُجسد هذا الذكر جوهر الإيمان الكامل بالله تعالى وبنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ويرسخ في نفس المؤمن شعور السكينة والراحة المستمدة من الاعتماد على الدين الإسلامي القويم.
- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمسيتُ أُشْـهِدُك وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك وَمَلائِكَتِك وَجَمـيعَ خَلْـقِك أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك يُعزز الذكر من عظمة الله سبحانه وتعالى حيث يُشعر المسلم بقوة شهادة التوحيد ووحدانية الله ورفعة مكانة نبيه صلى الله عليه وسلم.
- اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر يُساعد هذا الذكر المسلم في استشعار النعم التي لا تعد ولا تحصى التي أنعم الله بها عليه ويغرس فيه دوام الحمد والشكر لله على فضله وكرمه.
- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم يتضمن هذا الذكر اليقين الكامل بالله والتوكل عليه بإيمان خالص مع الاطمئنان لقدرة الله على تدبير كل الشؤون.
- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم يُنصح بتكرار هذا الذكر ثلاث مرات مساءً طلبًا لحفظ الله وعنايته من كل مكروه واحتماءً باسمه العظيم من أي ضرر قد يحدث سواء في الأرض أو في السماء.
العوامل المؤدية إلى استجابة الدعاء
يَسعى كُل مُسلم إلى أن يُقْبَل دعاؤُه عند الله عَزَّ وجل ويَبحث عادةً عن الأزمنة المُبارَكة والأسباب التي تُضاعِف فُرَص استجابة الدُّعاء وهناك أسباب عديدة يُستَحَب الالتزام بها لتحقيق هذا الهدف العظيم ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- يُوصى بأن يتحرَّى المُسلِم الأوقات التي تُعَدُّ من أفضل أوقات استجابة الدعاء مثل وقت السحر الذي يتميَّز بالسكينة والخشوع وعقب الصلوات المفروضة حيث يكون الدعاء في ختام الصلاة مُستحبًا وله شرف عظيم وكذلك الوقت المُحْصور بين الأذان والإقامة لما جاء في السُّنة النبوية من أنه وقت مُخصص لاستجابة الدعاء كما ورد في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم يُعد مفتاحًا من مفاتيح قبول الدعاء ويُشْتَرَط تجنُّب الدُّعاء بما فيه ضرر على النفس أو الغير سواء كان هذا الضرر ماديًا أو معنويًا كالصحة أو المال أو العلاقات الاجتماعية فالدُّعاء بالخير هو السَّبيل لتحقيق البركة والنفع بينما لا يعود الدعاء بالشر بأي منفعة والله سبحانه وتعالى يجزي العبد بالإحسان دائمًا ولا يُضيع أجره عنده.
- لا بد أن يُقدَم الدُّعاء مَصحُوبًا بالتَوَسُّل والتذلل بين يدي الله مع اليقين بأن الله يسمع ويرى ويُجيب دعاء عباده بكرمه ويُحبَّذ أن يُذْكَر في الدُّعاء الأعمال الصالحة التي قام بها العبد مثل الصدقة والصلاة وإدخال السرور على المحتاجين فهذه الأعمال تُعد أسبابًا عظيمة تُقرِّب العبد من رحمة الله وتجعل دعاءه أقرب للقبول.
- ينبغي التحلِّي بالصبر وانتظار الإجابة دون استعجال لأن الله بحكمته يُؤخر الاستجابة لسبب يعود بالنفع على العبد فقد يُبدله الله بأمر خير مما طلب أو يرفع عنه بلاءً عظيمًا ببركة هذا الدعاء فالله لا تُخطئه الحكمة ولا يغيب عنه التدبير وعلى العبد أن يثق في عطائه ويؤمن بأن تأخير الإجابة قد يكون فيه خير عظيم لا يعلمه إلا الله جل جلاله.
عند الدُّعاء يجب أن يُراعِي المسلم جميع الأسباب التي تم ذكرها ويجتهد في الالتزام بها حتى يكون دعاؤه أرجى للاستجابة بفضل الله والله سبحانه وتعالى واسع الكرم يُنعم على عباده بما يُصلِح لهم أمورهم إذا صدقت نواياهم وأخلصوا في طلبهم له وحده دون شريك.
