يُعدُّ الدُعاء مِن أسمى العِبادات التي تَقرُب بِها النُفوس إلى خالِقها وهو مِن أسباب إزالة البَلاء وتَخفيف الكُروب وتَيسير الأُمور واستِجلاب الخَير فقد أمر اللهُ سبحانه وتعالى عباده بأن يلجؤوا إليه بالدعاءِ ووعدهُم بالإجابة كَما قال عزَّ وجلّ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ صَدَقَ اللَّهُ العَظِيم.
دعاء لعودة الحبيب الغائب
- يا رب يا جامع النّاس ليومٍ لا ريب فيه اجمعني بمن فقدته، اللهم يا مُبدع العجائب ويا رادّ الغائب رُدّه إليّ سالماً واحفظه من كل أذى وأمّنه بحفظك يا الله.
- اللهم أعده إلينا سالماً غانماً يا رب العالمين قلوبنا تتضرّع إليك يا الله ترضى عنا وتُزيل عنا أوزارنا وتغفر لنا فإنك أنت الغفور الرحيم لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، يا حيّاً قبل كل حيّ ويا حيّاً بعد كل حيّ ويا حيّاً إذ لم يكن شيءٌ قبلك ويا من تُحيي العظام وهي رميم وتُميت الأحياء يا حيّ لا إله إلا أنت.
- يا الله رُدّ لنا كل غائب وأعِد إلينا كل حبيب فأنت القادر على كل شيء، يا رب إن هذا الشخص هو نبض أيامي ولا تكتمل حياتي إلا به ، اللهم رُدّه إليّ سالم الجسد مطمئن النفس ولا تجعل في قلبي هماً ولا كدراً في غيابه واقرّبني منه أكثر مما كان يا الله.
دعاء مستجاب لعودة الغائب
هناك أدعية كثيرة يمكن للمؤمن أن يلجأ إليها عند فقدان شيء ثمين أو غياب شخص عزيز، فالدعاء وسيلة يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى طالبًا منه رد الغائب وتفريج الكرب وبث الطمأنينة في القلب ومن الأدعية التي يمكن ترديدها:
- أصبحنا في حفظ الله وأمسينا في معيته يا من رددت يوسف إلى يعقوب، يا من كشفت البلاء عن أيوب، يا غافر ذنب داوود، يا من رفعت عيسى بن مريم وحميته من بطش اليهود، يا من استجبت ليونس في جوف الظلمات، يا مصطفى موسى بكلامك، يا من غفرت لآدم زلته ورفعت إدريس بقدرتك، يا من أنجيت نوحًا من الغرق وأنزلت عقابك على عادٍ وثمود، يا من أغرقت قوم نوح لطغيانهم وأهلكت قوم فرعون بظلمهم، يا من دمّرت على قوم لوط وأنزلت بأسك على قوم شعيب، يا من اتخذت إبراهيم خليلا وموسى كليمًا ومحمدًا صلى الله عليه وسلم نبيًا وحبيبًا، يا من وهبت لقمان الحكمة وأعطيت سليمان ملكًا لم يبلغه أحد من بعده، يا من نصرت ذا القرنين على الطغاة، يا من أطلت في عمر الخضر ورددت النور ليوشع بعد غروب الشمس، يا من ربطت على قلب أم موسى وصنت عفاف مريم بنت عمران، يا من عصمت يحيى بن زكريا من الذنب وخففت الغضب عن موسى وبشرت زكريا بيحيى وأنقذت إسماعيل من الذبح، يا من قبلت قربان هابيل وبسطت عقابك لقابيل، يا من هزمت الأحزاب، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين وعلى أنبيائك وملائكتك المقربين وأهل طاعتك، أسألك بكل دعوة دعاك بها عبد صالح ممن رضيت عنه فأجبته، يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا من لك الجلال والإكرام.
أجمل الأدعية لعودة المفقود
- يا عالِم السَّرائر والقلوب يا مُطَاع يا عَزيز يا عليم ، يا الله يا هازم الأحزاب بسيّدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يا مُنجِي موسى عليه السلام من كيد فرعون، يا من أنقذ عيسى عليه السلام من أيدي الطغاة، يا من رحم بكاء يعقوب عليه السلام، يا من كشف البلاء عن أيوب عليه السلام، يا من أنقذ ذا النون من الظلمات الثلاث، يا صانع كل خير يا مرشدًا إلى كل خير، يا خالق الخير وأهله أنت الله الذي لا يُرتَجى سِواه ولا يُعتمد إلا عليه بك احتميت وإليك لجأت بما أنت به أعلم، أسألك أن تُصلي على محمد وآل محمد وأن تُعيد إليّ مفقودي بقدرتك التي لا تُعجزها الأمور.
- اللهم يا من تَعلُم ما في السَّماء وما في الأرض يا عادل فيهما، يا هادي من الضَّلال ومُعيد الضَّال ، يا مَن تَرزق من تشاء كيف تشاء رُدَّ عليّ ضالتي فإنها من رزقك وعطيتك، اللهم لا تجعلها فِتنةً لمؤمن ولا وسيلة غِنىً لكافر، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الأخيار.
- اللهم أنت الهادي لمن ضل وأنت المُنجي لمن عَمى وأنت القادر على ردّ كل غائب رد إليّ ما ضاع مني، يا من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء صلِّ على سيدنا محمد وآله واغفر لي وتكرَّم عليَّ بعظيم جُودك وأعد إلي ما غاب عني.
فضل الدعاء والتضرع إلى الله
الدُعاء يُقرِّب العَبد مِن رَبِّه ويُعَدُّ مِن أَفضَل العِبادات الَّتي تَزيد مِن صِلَةِ المُسلِم بِخالِقِه فَهُو مِن أَعظَم أَسباب نَيل الأَجر وَالثَّواب المُضاعَف، إذ يُمثِّل تَوكُّلًا صادِقًا على المَولى – عَزَّ وَجَلَّ – في جَميع الأَحوال سَواء أَيَّام السُّرور أَو في الوَقت الَّذي يَمرُّ فيه العَبدُ بِالمِحَن وَالشَّدائِد، وَمِن أَهَمِّ ما يَجب أَن يَحرِصَ عَلَيهِ المُسلِم في دُعائِه أَن يَكونَ مُتَذَلِّلًا مُتَخشِّعًا وَأَن يُظهِر عَجزَه وَحاجَتَه لِلَّهِ وَحدَه دونَ سِواه.
مِن أَجلِّ فَضائِلِ الدُّعاء أَنَّه سَبَبٌ في دَفعِ البَلاءِ وَكَشْفِ الكُروب فَاللَّهُ – سُبحانَه وَتَعالى – وَعَدَ المُضطَرَّ بِالإِجابَة إذا أَلَحَّ في الدُّعاءِ وَتَوجَّهَ إِلَيه بِصِدق، فَهُو وَحدَه القادِرُ على إِزالة الهُموم وَتَفريجِ الكُرُبات وَإِعطاءِ العِبادِ مِن فَضلِه وَكُلُّ ما يَحتاجُه المُؤمِن أَن يَتَّجِه بِقَلبٍ خاشِعٍ صادِقٍ مُتيقِّنٍ بالإِجابَة.
بِالإِضافَةِ إِلى ذَلِكَ يُعَدُّ الدُّعاء مِن أَقوَى الأَسباب لِتَحقيق الأَماني وَالوُصول لِلمُراد سَواء كانَت حاجات دُنيويَّة كَطَلَبِ الرِّزق وَالتَّوفيق أَو أُخرويَّة كَالسُّؤالِ عَن المَغفِرَة وَدُخولِ الجَنَّة، فَالمُسلِم إذا تَوجَّه إِلى اللَّه بِالدُّعاءِ وَاثِقًا بِأَنَّه سَيُجيبُه وَيَقضي حاجَتَه سَخَّرَ لَهُ المَولى سَبلَ الخَير وَكتَبَ لَهُ كُلَّ ما فيهِ بَركة وَنَجاح وَكُلَّما قَوِيَ تَعلُّقُ العَبد بِرَبِّه وَزادَ تَوكُّلُه عَلَيه زادَت رَاحتُه وَاطمِئنانُه بِما يَكتُبُه اللَّهُ لَهُ.
أهمية الدعاء كعبادة
الدعاء من العبادات العظيمة التي تحمل في طياتها فضائل كثيرة وله أثر عميق في حياة المسلم ومن أبرز الجوانب التي تعكس أهميته:
- الدعاء يعبر عن إيمان العبد بربه ويؤكد يقينه بأن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في شؤون الكون، فهو القوي الغني ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى وعندما يتوجه المسلم إلى ربه بالدعاء فهو بذلك يقر بوحدانيته ويعترف بأنه المستحق الوحيد للعبادة.
- الدعاء هو الملجأ الذي يلجأ إليه كل من وقع عليه ظلم أو ضاقت به الأحوال فالمظلوم حين يبسط يديه إلى السماء داعيًا ربه فإنه يناجي من هو أعلم بحاله وأقدر على إنصافه واسترداد حقه والتخفيف عنه.
- الدعاء وسيلة عظيمة يتقرب بها العبد من الله فحين يدعو المسلم ربه فهو يطلب من الكريم الذي لا يرد سائله ويفتح له أبواب رحمته، وحتى إن لم يُستجب الدعاء بالطريقة التي يريدها العبد فإن الله يختار له الأفضل وينعم عليه بما هو أجمل وأكثر نفعًا مما كان يتمناه.
- الدعاء يقوي أواصر المحبة بين المسلمين فعندما يدعو العبد لأخيه المسلم بظهر الغيب فإن دعوته تكون مستجابة ويبعث الله الملائكة لترد عليه بالدعاء بمثل ما دعا لأخيه مما يزيد المحبة ويوطد العلاقات بينهم.
- الدعاء علامة على التوكل الصادق على الله فمن يرفع يديه بالدعاء إنما يضع ثقته الكاملة برب العالمين ويفوض أمره له وهو بذلك يبرهن على إقراره بأن لا حول له ولا قوة إلا بالله.
- الدعاء من صور الطاعة لله وامتثال لأوامره وهو من أسباب رفعة العبد في الدنيا والآخرة ويزيد من قربه من الله.
- الدعاء وسيلة لحماية الإنسان من الغرور والتكبر فالإعراض عن الدعاء يوحي بأن الإنسان لا يحتاج إلى ربه وهذا من علامات الاستكبار التي قد تؤدي إلى البعد عن طريق الحق.
- الدعاء يجلب السكينة وراحة البال ويساعد في إزالة الهموم وتفريج الكروب كما أنه وسيلة لتحقيق الأمنيات واستجابة الحاجات التي يسعى إليها العبد.
- الدعاء سبب في دفع غضب الله فهو يحب أن يُسأل ويحب من يتضرع إليه ويلجأ إليه في جميع شؤونه ومن ابتعد عن الدعاء فقد حرم نفسه من رحمة الله.
- الدعاء يمنح الإنسان القوة ويزيد صبره وثباته في مواجهة الأزمات كما أنه يعد من الأسباب التي تدفع البلاء قبل أن يقع وهو حصن يحتمي به العبد من المحن.
- الدعاء سلاح فعال لتحقيق النصر والتمكين فهو من أعظم الوسائل التي يلجأ إليها المسلم في مواجهة الشدائد وطلب العون من الله لتحقيق الغلبة والتوفيق في كل مجالات الحياة.