جَميعنا يطمح أن يُحقق طالب العلم النجاح والتوفيق الذي يكون ثمرة اجتهاده وسهره وجهوده المستمرة خلال العام الدراسي وفي الواقع تجتهد الأسرة خاصة الوالدين، في تقديم كل ما في استطاعتهما لدعم أبنائهما خلال فترة الامتحانات فهما يدركان جيدًا الدور الكبير الذي يلعبه العلم في تشكيل مستقبل أولادهم نجد في كثير من الأحيان الأب يُخصص وقته ليجلس مع ابنه ويتعاون معه لتبسيط كافة الموضوعات التي قد تبدو معقدة أو غامضة ليجعلها مفهومة له بوضوح ويساعده على استيعابها ليذاكر براحة وثقة ولهذا فإن من واجب الطالب أن يكون على قدر المسؤولية في التعامل مع دراسته ومستقبله وأن يُدرك أن النجاح يحتاج إلى الجد والاجتهاد والمثابرة ولا يأتي دون سعي وينبغي عليه ألا يغفل عن اللجوء إلى الله بالدعاء طالبًا منه العون والتوفيق ومن بين الأدعية التي يمكنه أو يمكن لأسرته أن يتوجهوها إلى الله بها في هذه الأوقات:
- اللّهُمَّ اجعل لي فِي هذه السّاعة سعة في رزقي ويسر لي أمري وحقق لي نجاحي.
- يا رب، اجعل التَّوفيق بيدي ونجاحي نصب عيني وسهّل لي كل عسير.
- اللهم افتح علي فتحًا كبيرًا وألهمني فهم النابهين ووفقني إلى كل خير.
- أسألُكَ يا ربِّي بأسمائك الحسنى وكلماتك التامات أن ترزقني الفلاح في الدُّنيا والآخرة.
أدعية مأثورة لطلب العلم
- اللَّهُمَّ يا كَريم يَسِّر لِكُلِّ مَنْ يَسْعى في طَريق طَلبِ العِلم وَبارِكْ لَهُم في جُهدِهِم وَارزُقْهُم النَّجاحَ والتَّوفيقَ وَاحفَظْهُم مِنْ كُلِّ شَتاتِ فِكرٍ أَوْ فِقدانِ وَاحمِهِم مِنْ كُلِّ ضَرَرٍ يُؤذِيهِم.
- اللَّهُمَّ هَوِّنْ على طَلَبَةِ العِلمِ طَريقَ دِراسَتِهِم وَأَعِنْهُم على كُلِّ خَيْرٍ وَصِنْهُم مِنْ كُلِّ ما يَعكِرُ عَلَيْهِم صَفاءَ نَجاحِهم وَارزُقْهُم الرُّشْدَ واصْرِفْهُم عَن الرِّفاقَةِ السَّيِّئَةِ وَكُلِّ شَرٍّ يُباغِتُهُم وَاجْعَلِ النَّجاحَ مَسيرةً دائمةً لَهُم.
- يا ربِّ العَظِيمِ انصُر طَلَبَتَنا في كُلِّ مَراحِلِ دِراسَتِهِم وَاجْعَلْهم مِنَ المُوفَّقين في أوقَاتِ الامتِحانِ وَافْتَحْ عَلَيهِم بالفَهمِ والفِكرِ عَلى الطَّريقِ الصَّحِيحِ وَاجْعَلْ عِلمَهُم نافِعًا لَهُم وذخِيْرا لِلْأُمَّةِ وَوفِّقهُم لِنَيلِ نَصيبٍ عَرِيضٍ مِنَ النَّجاحِ لِيَفْتَخِرُوا به ثُمَّ لا تَحْرِمْهُم مِنْ ثَمَراتِ كَدِّهِم وحِرصِهِم.
- نَحْنُ دَوْماً نَجِدُ أنفسَنا مُحْتاجين لِنَرفَعَ أَكُفَّ الضَّراعَةِ إلى الله لِنسألَهُ لِأولادِنا في حَفظِ عُقولِهِم وَتَحْصينِهِم مِنْ كُلِّ ضَلالٍ وَإِبْعادِهِم عَن كُلِّ ما يُؤثِّرُ على تِلَقِّيهِم للْعِلمِ وَفِيما يَلي أَفضَلُ الدُّعاءِ في طَلَبِ الْعِلمِ والْحِفْظِ:
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسألُكَ يا رَبِّ إِيماناً دَائِماً في قَلْبِي وأَلْتَمِسُ يا اللّهُ قَلْباً يَخشاكَ فِي كُلِّ أُمُورِهِ وعِلْمَاً نَافِعًا يُغْنِينِي وَيَقيناً صادِقاً يُملِئُ صَدْرِي ودِيناً قَوِيَّاً يُسانِدُنِي وَالعافِيَةَ والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُلاحِقُني.
- اللَّهُمَّ عَلِّمني يا ربِّ ما يُفيدُني وَاجْعَلْنِي أَسْتَفيدُ مِمَّا عَلَّمتنِي وَارزُقْنِي يا اللَّهُ زِيادَةً فِي العِلْمِ والفَهْمِ والهِدايَةِ مِنْ عِنْدِكَ.
- اللَّهُمَّ البَرُّ الرَّحيمُ وفِّقْ أَبْنائِي فِي مَدارِسِهِم وَبارِكْ لَهُم في دِراسَتِهِم وعِلْمِهِم وَارزُقْهُم دَوماً التَّفوُّقَ وَاجْعَلْهُم أَظهَرَ الْمُتميِّزينَ والأَبناءَ البارِّينَ الّذين تَعتَزُّ بهِم الحَياةُ في الدُّنيا وَتُكرِمُ بهِم الآخِرَةُ.
الدور المحوري لطلب العلم في المجتمع
طلبُ العلم يُعَدُّ ركنًا أساسيًا يرتكز عليه بناء المجتمعات وهو عنصرٌ ذو تأثير عميق في تشكيل الهويّة الثقافيّة للأفراد والمجتمعات على حدٍّ سواء والعلم يُمكّن الفرد من تحقيق نموٍ فكريٍّ ومعرفيّ ويُمثّل وسيلة فعّالة لتوسيع آفاقه الفكرية وتمكينه من مواجهة التحديات التي تواجهه خلال مَسِيرَة حياتهِ ومن خلال العلم يكتسب الفرد ثقةً نابعة من معرفته وإدراكه مما يرفع من عزيمتهِ ويُسهم في تحسين شخصيته وتعزيز مكانته سواء كانت في مَحافِل حياتهِ المهنية أو في علاقاته الاجتماعية ما يُضيف بُعدًا مميّزًا لمسيرته ويجعله حاضرًا بقوة في مختلف الجوانب الحياتية.
تأثيرُ العلم لا يقتصر فقط على الأفراد بل يمتدُ ليشمل المجتمع بأسره حيث يمثل دعامةً أساسيةً لتطوّر البُنية التحتية للدولة بما يَتَوافق مع احتياجاتِ مواطنيها المُتزايدة بالإضافة إلى ذلك يُشكّل العلم إحدى أهم الأدوات التي تُمكن الدول من مواجهة التحديات المُتعددة سواء كانت اقتصاديّةً اجتماعيّةً أو حتى بيئيّةً فضلًا عن مساهمته الكبرى في إيصال الدول إلى حلول مُستدامة وسريعة الأثر لمعالجة الأزمات والدول التي تعتمد على العلم كجزءٍ رئيسيٍّ من استراتيجياتها تجد نفسها قادرة على معالجة المشكلات بشكلٍ أقرب للكمال.
كما أن للعلم تأثيرًا فعّالًا في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تحسين الميزان التجاري للدولة والدولُ التي تحرص على استثمار مواردها في مجالات البحث العلمي والابتكار تُحَقّقُ قَفزاتٍ كبيرةً في زيادة إنتاجها الصناعي والزراعي والتقني مما يجعلها قادرة على تقليص الواردات وزيادة الصادرات بصورة تُسهم تدريجيًا في الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات وهذا يُؤثِّر إيجابيًا على الاقتصاد الكُلّي للدولة.
ولا يمكن تجاهل الأثر الإيجابي للعلم في تحقيق السلام والاستقرار داخل المجتمعات. عندما تكون الدول مليئة بالأفراد المُثقفين الذين يملكون وعيًا عميقًا وقدرةً على تحليل المواقف واستخلاص القرارات الحكيمة بناءً على الفهم الصحيح لتبعاتها فإن ذلك يؤدي إلى تقليل الأزمات ومنعها قبل أن تتفاقم وتحقيق السلم المجتمعي يُمكن اعتباره من أعظم إنجازات العلم فهو يُمكّن الدولة ليس فقط من تلبية احتياجات شعبها ولكن أيضًا من حمايتها والدفاع عنها بطرق عقلانية ومستدامة والعلم بلا شك يُعتبر قوة مركزية تجعل الدولة قادرة على تعزيز مكانتها بين الأمم وترسيخ مكانتها في العالم.
نصوص دعائية مكتوبة للترغيب في طلب العلم
- اللّهُمَّ وَفِّقْنَا لِعِلْمٍ نَافِعٍ يَزِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا رِفْعَةً وَمَعْرِفَةً وَيَفْتَحُ لَنَا أَبْوَابَ الخَيْرِ وَالهِدَايَةِ وَاجْعَلْ كُلَّ مَعْلُومَةٍ نَطَّلِعُ عَلَيْهَا مَدْخَلًا لِبَصِيرَةٍ أَعْمَقَ وَرَحْمَةٍ أَكْبَرَ وَبَارِكْ لَنَا فِي كُلِّ دَرْسٍ وَاحْفَظْهُ فِي ذَاكِرَتِنَا لِلْأَيَامِ.
- اللّهُمَّ اجْعَلْ حِكْمَتَكَ نُورًا نُبْصِرُ بِهِ الحقّ مِن الباطلِ وَافْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ الفَهْمِ وَحَفِّظْنَا كُلَّ عِلْمٍ نَتَعَلَّمُهُ وَأَعِنَّا عَلَى تَطْبِيقِهِ بِحَقٍّ فِي حَيَاتِنَا وَزَوِّدْنَا بِالعِبَرِ الَّتِي تُنِيرُ طَرِيقَنَا كَي نَسِيرَ عَلَى نَهْجٍ رَاشِدٍ تَرْضَاهُ لَنَا.
- اللّهُمَّ نُورَ العِلْمِ ضِيَاءَ القَلْبِ نَجَّنَا مِن ظُلُمَاتِ الجَهْلِ وَاجْعَلْ عُقُولَنَا مَصَادِرَ لِلْمَعْرِفَةِ وَحَيَاتِنَا بِنَاءً ثَابِتًا عَلَى الأَخْلَاقِ السَّمْحَةِ وَافْتَحْ عَلَيْنَا أَبْوَابَ الكَرَمِ وَالخَيْرِ الَّذِي لَا يُحَدُّ وَأَكْرِمْنَا بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
- اللّهُمَّ احْمِنَا مِنَ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلْنَاهَا وَالتي قَدْ نَقَعُ فِيهَا وَأَنْعِمْ عَلَيْنَا بِعِلْمٍ يُنِيرُ لَنَا الطَّرِيقَ فِي دُنيَانَا وَآخِرَتِنَا وَاجْعَلْهُ صَدَقَةً جَارِيَةً لَنَا وَلِمَنْ نُحِبُّ وَنَوِّرْ قُبُورَنَا بِفَضْلِهِ وَهَبْنَا قَرْبًا إِلَى قُلُوبِ مَنْ تَرْضَاهُمُ يَا عَظِيمَ الجُودِ.
- اللّهُمَّ أَزِدْنَا مِنْ عِلْمِكَ وَثَبِّتْ فِي قُلُوبِنَا مَا نَسِينَاهُ وَافْتَحْ عَلَيْنَا أَبْوَابَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ بِبَرَكَتِكَ وَرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ السَّمِيعُ العَلِيمُ بِخَفَايَانَا فَاجْمَعْنَا عَلَى مَوَائِدِ العِلْمِ وَزَوِّدْنَا مِن خَيْرِكَ الوَافِرِ.
- اللّهُمَّ أَنْعِمْ عَلَيْنَا بِمَجَالِسِ العِلْمِ الطَّيِّبَةِ وَزَيِّنْ حَيَاتَنَا بِالحِكْمَةِ وَارْزُقْنَا التَّقْوَى الَّتِي تُؤَلِّفُ قُلُوبَنَا وَاجْعَلْ الإِيمَانَ قُوَّةً لَنَا فِي كُلِّ خَطْوَةٍ وَاجْبُرْ عَثَرَاتِنَا وَاقْبَلْ نِيَّاتِنَا بَقُرْبِكَ وَرِضَاكَ.
- اللّهُمَّ افْتَحْ عَلَيَّ بِفَهْمِ العَارِفِينَ وَزَوِّدْنِي بِحِكْمَتِكَ وَامْنَحْنِي رَحْمَتَكَ وَأَلْهِمْنَا القُدْرَةَ عَلَى رَدِّ المَعْلُومَاتِ الَّتِي تَسَاوَقَتْ مِنْهَا ذِهْنًا لِتَصُبِحَ طَاقَةً لِلإِبْدَاعِ فِي خِيَارٍ كَامِلٍ بِقُدْرَتِكَ يَا مَنْ لَا تَنْقَطِعُ خَزَائِنُهُ.
- سُبْحَانَ اللّهِ عَدَدَ كُلِّ حَرْفٍ يُكْتَبُ لِيُصْبِحَ دَرْبًا لِلخَيْرِ نَوِّرْ قُلُوبِنَا وَفِكْرَنَا وَاجْعَلْ القُوَّةَ المَالِيَّةَ وَالمَرْئِيَّةَ لِنَرْفَعَ بِهَا صَرْحَ مُجْتَمَعِنَا وَاجْعَلْ حُرُوفَنَا شَاهِدَةً عَلَيْنَا فِي دُنْيَانَا وَأُخْرَانَا.
- اللّهُمَّ اقْوَ ذَاكِرَتَنَا وَزِدْ فَهْمَنَا وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا مُرْتَاحَةً لِمَا نُدْرِكُهُ مِنَ العِبَرِ وَكُنَّ سَبَبًا لأَنْ نَكُونَ مِنَ العَالِينَ الَّذِينَ يَقْدِمُونَ الخَيْرَ وَيُدْخِلُونَ السَّعَادَةَ عَلَى الخَلْقِ.
- اللّهُمَّ زِدْنَا عِلْمَ الكِتَابِ وَاجْعَلْهُ نُورًا لِنُفُوسِنَا وَتَفْسِيرَ التَّقْوَى لأَفْئِدَتِنَا وَمَسَارَعَةً فِي الِاجْتِهَادِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تَسْمُو بِهَا رُوُحَنَا نَحْوَ الأَعَالِي.
- اللّهُمَّ اجْعَلْ العِلْمَ زَائِدًا لَنَا كُلَّمَا غَاصَتْ أَفْكَارُنَا فِي الذَّاتِ وَاشْرَحْ لَنَا مِنَ العُلُومِ مَا يُرْتِقَى بِأَسْمَى الجُزُئِيَاتِ الأَخْلاقِيَّةِ وَامْنَحْنَا قُدْرَةً وَفَصَاحَةً كَنَبِيِّكَ وَصَلَّى عَلَيْهِ.
- أَدْعِيَةٌ لِطَلَبِ العِلْمِ: اللّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ كَمَا أَكْرَمْتَ نَبِيَّكَ مُوسَى بِالتَّوْصِيَةِ الفضيلةِ وَاجْعَلْ فَهْمَنَا كَفَهْمِ سُلَيْمَانَ وَحِكْمَتِنَا كَحِكْمَةِ لُقْمَانَ الَّتِي كَانَتْ مَفْتَاحًا لِطَرِيقَتِهِ فِي الحَياةِ.
- اللّهُمَّ صَلَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنَا ضِيَاءَ عَقْلِهِ وَنورَ العِلْمِ مَسْتَقِيمًا بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ وَافْتَحْ لَنَا آفَاقًا كَعَارِفِيهِ الَّذِينَ أَصْبَحُوا نُورَ الهِدَايَةِ لِمُجْتَمَعَاتِهمْ وَاجْعَلْ فِي أَخْلاقِنَا خَيْرَ البَصِيرَةِ لِنُفِيدَ وَنَتَفَاعَلَ بِهِمْ.
- اللّهُمَّ اجْعَلْ عِلْمَنَا فِي زَكَاتِ الخَيْرِ وَسَارَتِهِ وَوَفِّرْ لَنَا طَاقَةَ الحَمْدِ وَالشُّكْرِ الدَّائِمَةَ وَاجْعَلْ قَوْلَنَا وَعَمَلَنَا وَاضِحًا مُبِينًا لِحُضُورِ حِكْمَتِكَ وَسَاعِينَ فِي نُصْرَةِ الخَيْرِ بِعَوْنِكَ يَا رَحْمَنُ.
حديث نبوي شريف عن فضيلة طلب العلم
يروي النبي صلّى الله عليه وسلّم حديثًا عن عظمة طلب العلم وكيف أن السعي إليه يعد من أفضل القربات التي يمكن أن يقوم بها المسلم، إذ قال:
- ((مَن سلكَ طريقًا يلتمِسُ فيه علمًا سهَّلَ اللَّهُ لهُ طريقًا إلى الجنَّةِ)).
يبرز الحديث الشريف مكانة العلم وأهميته في حياة المسلم مع الإشارة إلى الدور العظيم الذي يلعبه في تشكيل فكر الإنسان وتطويره والعلم يعد نافذة للإيمان وطريقًا مميزًا للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى لما يقدمه من نور وهداية في حياة الفرد والمجتمع وطالب العلم يُحتفى به بين أهل السماوات والأرض لرفعة رسالته التي تعكس سعيه لنشر المعرفة والخير إذ ينال بمسعاه بركات ودعوات مباركة تتجلى في دعاء الكائنات له نظرًا لأثر العلم في تحسين جودة الحياة وتعميق عبادة الله عز وجل وطلب العلم يُشبّه في عظمته بالجهاد في سبيل الله لما يتطلبه من ثبات وصبر وتحمل مما يجعله من أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم أن يؤديها حرصًا على الارتقاء بنفسه والآخرين والعلم يشكل خطوة أساسية نحو تحقيق النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة لما يقدمه من فرص في فهم أسرار الخلق والمساهمة في إعمار الأرض بما يرضي الله.
التأثير الإيجابي لفوائد طلب العلم على التنمية الوطنية
طلبُ العلم يُعدّ من أهم العوامل التي تُسهم في رفعة مكانة الأُمم وزيادة قوتها بين المجتمعات الدولية والدول المتقدمة التي نراها اليوم لم تصل إلى مستوياتها العالية إلا بفضل التطور العلمي الذي بَنَت عليه مجتمعاتها واستثمرت فيه بشكل مدروس ومُنَهَج في كُل مجالات الحياة.
العلم يُعتبر ركيزة أساسية لاستكشاف المواهب والقدرات الكامنة التي قد تكون غائبة عن المشهد وغير مستغلة حيث رأينا في العديد من الأُمم كيف أن العلم هو القوة الدافعة وراء الحراك الثقافي والإبداعي لديها مما يرفع من قدراتها الاقتصادية ويجعلها أكثر تطورًا في مختلف قطاعاتها الإنتاجية والفنية والثقافية.
العلم أيضًا يُعد وسيلة لزيادة الجاذبية السياحية فقد استطاعت العديد من الدول جذب الأنظار إليها من خلال الإنجازات العلمية الشاملة التي حققتها حيث أصبحت مراكز للابتكار والمعرفة مما جعل منها وجهات سياحية مُلفتة تُظهر إبداع سكانها وتَميُزهم في استخدام المعرفة لتطوير وابتكار كل جديد يُثري الحضارة الإنسانية.
إلى جانب ذلك كان للعلم دورٌ بارز في إحداث ثورة في القطاع الزراعي حيث ساعدت التكنولوجيا الحديثة القائمة على العلم في تحقيق التنوع الزراعي فالمحاصيل التي كانت تُعتبر خاصة بمناطق جغرافية معينة أصبحت اليوم قابلة للزراعة في بيئات أخرى على غير المعتاد وذلك بفضل التقدم العلمي الذي مكّن من تطوير تقنيات تعديل البيئات الزراعية لتحقيق هذا الإنجاز الفريد.
الفضل العظيم لطلب العلم وأهميته في الإسلام
طلبُ العلم من الأمور التي حملت في الإسلام مكانة عظيمة تظهر من خلال مجموعة من الفضائل التي تؤكد أهميته ودوره الكبير في حياة المسلم:
- طلب العلم يُعد طريقًا يؤدي إلى الجنة إذ أن السعي لتحصيل العلم هو عبادة يُثاب عليها المسلم وتقربه لله عز وجل وتثبت العبادة في قلبه.
- الملائكة تُكرم طالب العلم وتُظهر تقديرًا عظيمًا له من خلال وضع أجنحتها تواضعًا واحترامًا لسعيه الحثيث للمعرفة وهو دليل على منزلته عند رب العالمين.
- صاحب العلم يحظى برفعة وكرامة بين الناس كما أن للعلم مكانة رفيعة يرفع الله بها منزلة حامله في الدنيا ويزيد من شرفه في الدار الآخرة.
- العلم وسيلة تُقرب الإنسان من ربه بصورة واضحة حيث يمده بالمعرفة التي تزيد إيمانه كلما تعلم عن خالقه وعن تفاصيل الدين والحياة والكون الذي يعيش فيه.
- الجهاد بالعلم يُعتبر من أرقى أشكال الجهاد إذ يُساهم من خلاله المسلم في نشر الخير والهداية بين الناس ويواجه الجهل الذي يُعد من أكبر أسباب معاناة البشرية.
- العلم نور يُضيء قلب الإنسان ويُفتح له أفق البصر والبصيرة ويُرشد المرء إلى سبيل الهدى فيتعامل مع شؤون الحياة برؤية واضحة وفهم عميق.
- العقل يتألق بالعلم إذ يُكسب صاحبه القدرة على التفكير المتزن والرشيد كما يجعله أكثر حكمة وحنكة عند مواجهة تحديات الحياة والمواقف المختلفة.
- العلم يُقلل من احتمالات الوقوع في الأخطاء لأنه يمكن المسلم من التمييز بين الحلال والحرام والحق والباطل ويُجنبه الوقوع في المعاصي والمشكلات.
- منزلة العلم في تهذيب النفس عظيمة حيث يجعله وسيلة ليكون المسلم أكثر التزامًا بأخلاقه وأكثر ضبطًا لسلوكياته بما يتفق مع تعاليم الإسلام السامية.
أدعية مستجابة لطلب العلم والتوفيق فيه
- اللهم امنحني علماً يقربني إليك ويفتح لي أبواب طاعتك وأعني على اجتناب معاصيك وألهمني سرعة الفهم كبديهة الأنبياء وبراعة الكلام كفصاحة النبيين وأكرمني بحدس كإلهام الملائكة المقربين يا حي يا قيوم ارزقني من علمك وخذ بيدي إلى حكمتك وعلمت موسى فأكرمني كما أكرمته وفهمت سليمان فألهمني كما ألهمته واجعل لي الحكمة كحكمة لقمان وفصل الخطاب كالذي خصصته لعبادك المخلصين.
- اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد صلاة تُفتح لي بها أبواب البصيرة وتنير لي دروب العلم وتزيل عني الشكوك والتردد وتوضح لي الأمور الغامضة وتسهل علي كل المعقدات واملأ قلبي بالفهم الذي منّيت به على عبادك الصالحين واجعلني من أهل العلم النافع والمفيد واجعل علمي بركة للمجتمع ومن الذين يخلصون العمل في سبيلك ووفقني لحفظ كتابك الكريم واتباع نهجك القويم.
- يا رب الذي أنزل في كتابك العزيز (واتقوا الله ويعلمكم الله) اجعلني من الذين يخافونك ويخشون عظمتك وأدم عليّ العلم الذي ينفعني وزدني بفضل منك معرفة نافعة وبارك فيني وفي عملي وامنحني الإخلاص في القول والفعل حتى أكون من الذين يرضيهم عملهم ويقبلهم دينك.
- يا الله الذي ورد عنه في كتابه الكريم (وعلمناه من لدنا علماً) علمني يا رب علماً يجلب البركة لحياتي والراحة لقلبي ويقودني نحو محبتك ورضاك ويفتح لي طريق السعادة واليقين.
- اللهم إني أدعوك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تمنحني علماً نافعاً ينير حياتي ويُسهم في تحقيق الخير لي وللآخرين وارزقني رزقاً طيباً وبارك لي في عملي وأجعله من العمل الذي يُرفع إليك وينال القبول منك بعظيم فضلك.
- يا الله أنت الذي تُيسر الأمور وتجعل الصعب سهلاً اجعل ما استعصى عليّ هيّناً وارزقني الراحة والتيسير في كل خطوات حياتي ووفقني لما تحبه وترضاه.
تسليط الضوء على أهمية طلب العلم لتحقيق الرقي والتنمية
العلم هو المفتاح الذي يمكّنك من استكشاف آفاق جديدة ويمنحك القدرة على استيعاب أمور كانت قد تخفى عليك ومع السعي المستمر لتحصيل المعرفة تجد أنك تبني قيمة ذاتية تُترجم إلى مساهمة إيجابية في المجتمع الذي تنتمي إليه عندما يبذل الإنسان جهده ووقته في سبيل فهم المعلومة واكتسابها بنفسه تصبح تلك المعرفة جزءًا من هويته وشخصيته ما يجعلها راسخة في ذهنه ومتأصلة في كيانه على عكس المعلومات التي تُقدَّم بسهولة ودون عناء إذ تبقى سطحية وغير متجذرة في النفس.
السعي وراء العلم يمثل بناء لشخصية متزنة وقوية تتسم بالوعي والرُقي فالإنسان الذي يكرّس حياته للعلم يحظى بتقدير واحترام من مجتمعه إذ يصبح رمزًا للجد والاجتهاد وقدوة لمن حوله في طلب المعرفة كما أن العلم يمنحه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ مما يسهم في تحصينه من الانجراف خلف الأفكار السلبية والتأثيرات غير المرغوبة لأن لديه إدراكًا واسعًا وخلفية معرفية تجعله أكثر وعيًا بما يدور حوله مستفيدًا من تجاربه الخاصة وتجارب الآخرين مما يجعله قادرًا على اتخاذ قرارات حكيمة ومواجهة التحديات بمرونة وعقلانية.
العلم أيضًا يضفي على الإنسان شعورًا داخليًا عميقًا بالطمأنينة والرضا حيث يُشبِع توق العقل والروح للنور والمعرفة فيصبح الإنسان المتعلم مميزًا عن غيره حيث يظهر هذا النور جليًا في أفكاره وسلوكياته وتعامله مع من حوله وللعلم بُعد ديني مقدس حيث جعله الله تعالى من أعظم القربات إليه وأمرنا بالسعي إليه في مواضع عديدة وأبرزها في أول آية من القرآن الكريم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} وقد أولى الإسلام العلم مكانة عظيمة باعتباره مفتاح التنوير والهداية والوعي في حياة المسلمين فهو اللبنة الأساسية لفهم الدين والدنيا.
من هذا المنطلق يجب على كل فرد أن يضع العلم والمعرفة في مقدمة أولوياته وألا يدخر جهدًا في سبيل تحصيله تحت أي ظرف كان مع التوكل على الله والدعاء له أن يوفقه ويمنحه القوة والثبات ليصل إلى غايته المنشودة ليصبح نموذجًا يُحتذى به في الوعي والثقافة قادرًا على إلهام الآخرين ومضيئًا لدروب مجتمعه بالعلم واليقين.