ما هو دُعاء العُمرة وما الذي يجعل العُمرة ذات فضل عظيم عند الله عز وجل؟ العُمرة تُعبّر عن زيارة المُسلم لبيت الله الحرام بهدف القُرب من الله سبحانه وتعالى وطلب مغفرته ورحمته ونيل بركته في الحياة الدنيا، وإتمام هذه العبادة بصدق إخلاص يفتح بابًا عظيمًا من الأجر والمغفرة، فهي شعيرة جليلة تزيد الروح طُمأنينة وتقرّب القَلب من الله، فَــ عندما يَقصد المُسلم البيت الحرام بنية العمرة ويرى الكعبة مُاثلة أمام نظره يدخل في قلبه إحساس فريد من السكينة والراحة التي لا تُوصف، خاصةً مع التزامه بمناسك العمرة كما جاء في هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تُصبح هذه الرحلة الروحانية نقطة تحوّل للعبد عندما يوجه قلبه وعقله خالصًا لله ويتوسل إليه بالدعاء، طالبًا منه كل ما في قلبه من الأمنيات والرغبات متضرعًا بكُل خضوع وانكسار أمام عظمة ربه.
دعاء العمرة مكتوبة
- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقنا الطاعة وأعنا عليها واجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم.
- اللهم احمني من الكفر وأبعدني عن الشرك وأوقني من الوقوع في النفاق ونجني من الشقاق وسوء الأخلاق واصرف عني يا رب السوء واحفظني أنا وأهلي وأموالي وأولادي برحمتك وفضلك وكن لنا رقيبًا بعينك التي لا تنام.
- اللهم اجعلني ممن يسقون شربة هنيئة من يد نبيك الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شربةً لا ظمأ بعدها أبداً يا أكرم الأكرمين ورزقني يا الله عند مقامك الطاهر رحمتك وعفوك وجنبني عذاب النار واجعلني من الفائزين برضوانك ورحمتك في الدنيا والآخرة.
- اللهم ازرع الإيمان في قلوبنا واملأ صدورنا بحبه واجعلنا من عبادك الصالحين الذين يتبعون سبيل الرشاد وأبعدنا عن المعاصي والفسوق وثبتنا على طاعتك وهب لنا الهداية التي تقربنا منك يا أرحم الراحمين.
- اللهم احفظني بحفظك يوم تبعث العباد ونجني من نارك واجعلني من سكان جناتك العالية وأكرمني بالخلود في فردوسك الأعلى دون حساب أو عقاب برحمتك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم أعوذ بك من الشك في يقيني وأسألك الثبات على توحيدك واحمني يا رب من الوقوع في الشرك أو من أن أكون من المنافقين أو أصحاب الأخلاق السيئة واجعل مآلي إلى خير واصرف عني الأقدار التي قد تؤذيني أو تؤذي أهلي وأحبتي واجعلهم في أمانك ورعايتك التي لا تضيع.
- اللهم أسألك رضاك والجنة وقربك ومغفرتك واجعلني من أهل رضاك الدائم الذين لا ينالهم غضبك وأجرني يا رب من النار ومن كل أمر قد يقودني إليها واحمني من فتنة القبر وأهوال يوم القيامة ومن كل فتنة قد تعترض طريقي في حياتي وعند مماتي.
دعاء العمرة الصحيح
- اللّهم يا أكرم الأكرمين اجعل عُمرتي هذه عُمرةً مقبولة وسعيًا محمودًا وذنوبًا مغفورة وأعمالًا صالحة متقبلة يا رب العالمين وارزقني تجارةً لا تبور واغفر لي ما قدمت وما أخرت من ذنوبي وأنت العليم بما في القلوب فأصلح حالي واهدني إلى طاعتك واكتب لي رضاك في الدنيا والآخرة.
- اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فلا تحرمني خيرها ومغفرتك أوسع من كل المعاصي فارزقني ما يغسل قلبي وطمأنينتي وسلامة من كل الخطايا والمصائب واجعلني ممن ربحت تجارتهم في الطاعة وحازوا رضاك وفازوا بجنتك وأسألك أن تباعد بيني وبين نيرانك يا أرحم الراحمين.
- يارب امنن عليّ بالرضا في كل ما أعطيتني وارزقني البركة في كل رزق أنعمت به علي وإذا فقدت حاجة كنت أرجوها فاجعل عوضك خيرًا منها يا من تجود بالنعم وأنت الرحيم الكريم.
- اللهم اجعلني ألقى يوم لقائك وأنت راضٍ عني وأظلني تحت ظل عرشك الكريم يوم لا ظل إلا ظلك واسقني من يد نبيك صلى الله عليه وسلم شربةً هنيئةً لا أظمأ بعدها أبدًا واغفر لي ذنوبي وزدني من الحسنات وأنت الغفور الرحيم.
- يا رب العالمين أسألك من الخير كله مثلما دعاك به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من الشرّ كله كما استعاذك منه واكتب لي الخير في كل أموري وابعدني عن كل ضرر ومكروه وأنت العالم بحالي فأجبر قلبي وفرّج همي وكن معي يا الله.
- اللهم ارزقني الفردوس الأعلى وكل ما يقربني إليها من الأعمال الحسنة والأقوال الصادقة وجنبني النار وكل ما يقرّبني منها ولو بكلمة أو بفعل واختم عمري بخير يا أوسع المغفرة وأسأل لطفك وكرمك يا الله.
- ربي اغنني بحلالك عن الحرام وبارك لي بطاعتك بعيدًا عن المعصية واكفني بفضلك عن طلب الناس وكرمك أعظم مما أطلب وعفوك أكبر مما أرجو وأنت تحب العفو فاعفُ عنّي واغفر لي خطاياي وتجاوز عن سيئاتي يا كريم.
كيفية أداء العمرة
أداء العمرة يتطلب القيام بمجموعة من الأعمال والطقوس التي يجب على المعتمر الالتزام بها بطريقة صحيحة لضمان صحة العمرة وتتضمن هذه الأعمال ما يلي:
الإحرام
الإحرام يُعد الأساس الأول الذي يبدأ به المعتمر رحلته نحو أداء العمرة وهو انعقاد النية في قلبه لأداء هذه الشعيرة العظيمة حيث إن النية ركن أساسي يُشترط لصحة العمرة وعندما يصل المعتمر إلى ميقات الإحرام ينبغي عليه التخلي عن ملابسه العادية والقيام بالغسل كونه سُنّة ثم يرتدي ملابس الإحرام التي تتكون بالنسبة للرجال من رداءين أبيضين نظيفين غير مخيطين أما النساء فيرتدين الملابس المعتادة التي تكون ساترة وغير مثيرة ودون أي زينة أو زخارف وبعد ارتداء الإحرام يدخل المعتمر المسجد الحرام بخشوع ودعاء ودائمًا ما يُفضَّل الدخول من باب السلام مع قراءة الذكر المستحب (اللهم صلِّ على محمد، اللهم افتح لي أبواب رحمتك) مما يعزز من أجواء الروحانية التي تملأ قلبه وهو يستعد للشروع في أداء المناسك.
الطواف
الطواف حول الكعبة يُعتبر من الشعائر العظمى التي يقوم بها المعتمر حيث يتم الطواف سبعة أشواط كاملة حول الكعبة ابتداءً من الحجر الأسود وينبغي أن يبدأ الطواف بتقبيل الحجر الأسود إن استطاع ذلك وإذا تعذرت عليه إمكانية التقبيل يكفي الإشارة إليه باليد في كل شوط مع الحرص على استحضار النية والإخلاص والخشوع لله عز وجل ومن المهم أن يكون المعتمر على طهارة ووضوء خلال هذه الشعيرة حيث إنه شرط أساسي لصحتها ويُفضَّل أن يسير محاذيًا للكعبة بخطى ثابتة ومنظمة مع ترديد الأذكار والدعاء والاستغفار طوال الأشواط السبعة دون انقطاع ويُستحب أن يكون الطواف مشبعًا بالتضرع لله والاستشعار بمعاني التقرب والخضوع لرب العالمين حتى يفرغ من إتمام هذه المناسك على الوجه الأكمل.
دعاء الذهاب للعمرة مكتوب
- اللهم يا واسع الرحمة فرِّج كرب كل مكروب من المسلمين ويسِّر لكل معسر حوائجهم واغفر لنا ولهم وأزل عنهم ما يثقل نفوسهم واشفِ مرضانا ومرضى أمة المسلمين يا ذو الفضل العظيم.
- يا الله أنزل رحمتك وفضلك على كل المأسورين حيثما كانوا وامنحهم القوة والصبر وكن لهم عونًا في شدتهم يا من لا تخفى عليه خافية يا رب العالمين.
- اللهم اجعل كل من يعادينا عبرة وأبطل كل من يريد إيذاءنا فقونا إن كنا ظعفاء وانصرنا إذا تظلمنا وارفع عنا البلاء وثبت قلوبنا وشدد أزرنا وامسح على أرواحنا برحمة من عندك واغمرنا برضاك.
- يا رب ذكِّرنا بكل ما نسيناه من أمور دنيانا وآخرتنا وامنحنا العلم النافع والوعي بكل أمر نجهله وارزقنا من بركات كتابك العظيم تلاوةً وحفظًا على مدار الليل والنهار بما يحقق رضاك عنا.
- يا من ترضى عن عبادة المخلصين اجعلنا ممن يعملون بحكم ما أنزلت ويتبعون هدى كتابك وآياتك كما تحب وتريد وأعنّا على تلاوة القرآن حق تلاوته بما يليق بجلالك وكرمك.
- اللهم زين أرواحنا بحلاوة التمسك بالقرآن واجعل ظل لطفك علينا دائمًا واغمرنا بجميل نعمك وابعد عنا كل بلاء ومحنة واجعل بركتك تحف حياتنا وأيامنا.
- يارب احمني من عذاب النار يوم تجمع فيه عبادك وارزقني الثبات الدائم والهداية الصحيحة لما فيه طاعتك واغفر لي كل ذنوبي يا أكرم الأكرمين.
- يا الله امنحني الفردوس الأعلى ونعيمها دون أن يسبق ذلك حسابٌ أو عذاب وأدخلني جنتك برحمتك التي وسعت كل شيء يا من أنت أكرم الأكرمين.
- اللهم إني أرجوك رضاك وجنة عرضها السماوات والأرض وأعوذ بك من كل ما يجلب غضبك وارزقني الحماية من نيرانك ولهيبها.
- اللهم أني أعوذ برحمتك من فتنة القبور وشرها وأسألك الحفظ من فتنة الحياة والممات واطلب منك الثبات في كل أحوالي ولا تكلني لنفسي طرفة عين.
- يا الله اجعل هذه العمرة عملًا مقبولًا وحجًا مبرورًا ووفقني لكل عمل صالح يرضيك واغفر لي كل ذنوبي وأعني على تحقيق تجارة دائمًا عامرة ببركتك لا يخيب رجائي فيها أبدًا.
- يا رب اهدني من ظلمات الجهل والشرور إلى نور حكمتك ورشادك وسددني للطريق القويم يا من عرشه فوق السماوات والأرض يا صاحب الكبرياء والعظمة.
- يا الله يا عظيم الجود والرحمة أسألك موجبات رضوانك يا أرحم الراحمين وأن توفقني لعزائم المغفرة وتحفظني من الوقوع في كل معصية وارزقني حسن الطاعة والغنيمة من كل خير واكتب لي النجاة من النار ودخول جنتك.
- اللهم ارزقني القناعة واجعلني راضيًا بما قسمت لي ووفقني للمزيد من فضلك إن كان فيه صلاح حالي وأبدلني بما ياخذني للخير الكثير يا واسع الكرم.
دعاء الانتهاء من العمرة
يُعتبر الدعاء عند الانتهاء من العمرة من أبرز اللحظات التي تتجلى فيها الروحانية ويتقرب العبد فيها إلى الله بصدقٍ وخشوع حيث تضفي هذه اللحظات شعورًا بالطمأنينة والقرب من الله وتُمنح الفرصة للتوجه إليه بطلب الرحمة والمغفرة والقبول، وقد وردت العديد من الأدعية العظيمة في القرآن الكريم والسُنّة النبوية تُقال في هذه اللحظات المباركة ومنها التالي:
- اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، وَالعَبْدُ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبدِكَ، وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِي على ما سَخَّرْتَ لي مِنْ خَلْقِكَ حتى سَيَّرْتَني فِي بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِي بِنِعْمَتِكَ حتى أعَنْتَنِي على قَضَاءِ مَناسِكِكَ فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فازْدَدْ عني رضا وَإِلاَّ فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنْأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذَا أوَانُ انْصِرَافي.
- اللهمّ نسألك رضاك والعفو عن جميع زلاتنا ونسألك العافية والغفران في كل لحظة من حياتنا وبعد مماتنا، اجعلنا يا ربّنا من أصحاب الجنّة وألحقنا بالصالحين واكتب لنا خاتمة حسنة ووفّقنا لكل ما تحب وترضى، وصلّ اللهمّ على سيدنا محمّد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
- إنْ أذِنْتَ لي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِي العافِيَةَ في بَدَنِي وَالعِصْمَةَ في دِينِي وأحْسِنْ مُنْقَلَبِي وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِي واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرةِ والدُّنْيا إنَّكَ على كُلّ شيء قدير.
- الحمد لله الذي يسر لي أداء المناسك وأتمّ لي النعمة، اللَّهُمَّ هَذِهِ نَاصِيَتي فَتَقَبَّلْ مِنِّي وَاغْفِرْ لي ذُنُوبي، اللهمّ اغفر لي وللمحلقين والمقصرين وبارك لنا فيما بقي، يا غفّار الذنوب وواسع المغفرة والحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَضَى عَنَّا النُّسُك وأتمّها يا ربّ العالمين.
- اللَّهُمَّ اجعلني على طريق المتقين وأدخلني في رحمتك وألحقني بورثة جَنَّةِ النَّعِيم واغفر لي ذنوبي يوم يبعثون واغفر للمسلمين والمسلمات أجمعين.
- اللهم لك الحمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ولك الحمد على فضلك ونعمك التي لا تُعدّ ولا تُحصى، اللهمّ احفظ علينا خير أعمالنا وتُب علينا ووفّقنا لما فيه رضاك واصلح لنا شأننا كله.
- اللهم ارزقني شربة من يد نبيك الكريم صلّى الله عليه وسلّم لا أظمأ بعدها أبدًا واكتب لي شفاعة سيّدنا محمّدٍ يوم القيامة وانصرني ببركتها على مصائب الدنيا وهمومها، اللهمّ ارزقني وأهلي الخير كله بيدك الخير وإليك المصير.
- اللهم اجعل أجري موزونًا يوم القيامة واغفر لنا تقصيرنا وتجاوز عنّا واكتبنا من الأبرار وامنحنا نعيم جنتك ونوّر قبورنا بفضلك وكرمك يا واسع الرحمة والغفران.
- اللهم اجعل عليّ نورًا في قبري ونورًا يوم الحشر، اللهم اغفر لي ذنوبي واستجب دعائي وتقبل مني أعمالي، اللهم اربط على قلبي بالإيمان واغمرني برحمتك ورضاك يا واسع العطاء.
- اللهم تقبل نسكي واغفر لنا زللنا وامنحنا طهارة القلوب وصفاء النفوس واجعل لنا من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا وارزقنا الجنة وما قرب إليها وأعذنا من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- اللهم اجعلنا من أهل الفضل والخير وبارك لنا في أعمارنا وكتاباتنا واكتب لنا مع الصالحين والصديقين واجعل صفحتنا البيضاء يوم القيامة، اللهم لا تُحرمنا رضاك وعفوك وفضلك وبركاتك.
فضل العمرة في الإسلام
تُعَدُّ العُمرة في الإسلام من أعظم القُربات وأكبر العبادات التي ينال بها المسلم الأجر العظيم والفضل الكبير، وقد أوضح النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – مكانتها العالية وأثرها الروحاني على المسلم الذي يؤديها بإخلاص وصدق نية، وفي إطار الإجابة عن سؤال ما هو دعاء الانتهاء من العمرة مكتوب؟ نتوقف هنا عند بعض الفضائل التي أوردها النبي – عليه الصلاة والسلام – عن هذه العبادة الجليلة:
- العَبْدُ الذي يؤدي العمرة ويحرص على تكرارها بعد ذلك يُكفِّر الله سبحانه وتعالى له ذنوبه التي اقترفها بين العمرتين وهذا استنادًا لما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم -:(العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).
- من أبرز فضائل العمرة أن أجرها يماثل الأجر العظيم الذي يُمنح للمسلم عند مُجاهدة الأعداء في سبيل الله، مما يُظهر قيمة هذا العمل في ميزان الشرع وعند الله جل جلاله.
- الله تعالى يغفر لعباده الذين يؤدون العمرة بقلوب مخلصة وإيمان عميق، فتكون سببًا في تكفير الذنوب وتطهير النفوس من الخَطايا.
- العمرة تُعدُّ من أسباب إزالة الهموم وتفريج الكروب وتساعد المسلم على تجاوز الأحزان والصعوبات بفضل رحمة الله وكرمه، حيث تُفسح له المجال لنيل البركة وتفتح له أبواب الرزق والخير في الدنيا والآخرة.
- أداء الصلاة في الحرم المكي أثناء العمرة يُعد من أعظم الأعمال التي ينال بسببها المسلم أجرًا مضاعفًا لا يمكن تصوره، حيث إن الصلاة الواحدة في الحرم تضاهي في أجرها 100 ألف صلاة في أي مكان آخر، وقد أشار النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى هذا في قوله:(صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، فإنَّ صلاةً فيه خير من مئةِ صلاةٍ في مسجدي هذا).
فضل العمرة في رمضان
يُعتبر شَهر رمضان واحدًا مِن أفضَل شهور السَّنة التي يُغدِق الله فيها على عِباده بالرَّحمات والبركات والمَغفرة ويتميَّز بكونه شَهرًا يكثر فيه العتق مِن النار ويُفتح فيه باب الأجر والثواب ويَحظى المسلمون فيه بفُرص عديدة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وتأدية العُمرة في هذا الشَّهر الكريم تعد من أَعظم الأَعْمَال حيث يُضاعف أَجرها بدرجة استثنائية إذ أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أداء العمرة في رمضان يعادل أجر الحَج معه شخصيًا وهذا ليس افتراضًا بل ورد في الحديث الشريف حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم سنان الأنصارية:
والمعنى المُستخلص من هذا الحديث يعكس بوضوح المكانة العظيمة لأداء العمرة في رمضان وفضلها الكبير حيث يُظهر هذا التشبيه عظمة القُربة التي يحققها المسلم من خلال عمرة رمضان التي تضاهي فضائل الحج بل وتُعتبر وكأنك أديت الحَج رفقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. هذا الأمر يجعل من شهر رمضان فرصة ذهبية ينبغي استغلالها في تأدية عمرة تَجمع بين عبادة عظيمة والخَيرات التي يَزخر بها هذا الشهر المبارك.
طريقة تأدية العمرة
وَ لِكي تؤدَّى العمرة بالشكل الصحيح والمقبول بإذن الله يتعين على المعتمر اتباع مجموعة من الخطوات التي وُضِعت لتحقيق هذا الغرض المهم وهذا يتطلب معرفة مسبقة بكل التفاصيل التي تضمن تأديتها بالطريقة التي ترضي الله عز وجل وإليكم خطوات العمرة موضحة بالتفصيل:
الإحرام
يبدأ المعتمر بتحديد نيته بوضوح في قلبه أنه سيؤدي العمرة لله تعالى مع ترديد (لبيكَ عمرة لبيكَ عمرة) وهو في حالة طهارة كاملة بعد الاغتسال والاهتمام بالنظافة الشخصية وبعد ذلك يرتدي الرجال ملابس الإحرام البيضاء والخالية من الخياطة وهي ثوبان بسيطان غير مزينين بينما النساء يلتزمن باللباس الشرعي المتعارف عليه الذي يلتزم بالحشمة دون أن يكون ملفتًا للنظر أو مشتملاً على زينة مبالغ فيها.
الطواف
يتوجه المعتمر بعد عقد النية إلى البدء بالطواف حول الكعبة المشرفة ويشمل الطواف سبع أشواط متتالية يبدأ كل شوط منها من عند الحجر الأسود ويشترط أن تكون الكعبة المشرفة عن يسار الطائف طوال الوقت ويرافق الطواف ذكر الله والخشوع والدعاء المستمر والالتزام الكامل بالسكينة والوقار فضلًا عن مراعاة شعائر المناسك وحرمة المكان والمحافظة على النظام بما يليق بحرمة بيت الله الحرام.
الصلاة عند المقام
بعد الانتهاء من الطواف يتوجه المعتمر إلى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ليؤدي ركعتين خلف المقام إذا كان المكان متاحًا وإن لم يكن كذلك يمكنه البحث عن أي بقعة قريبة مناسبة للصلاة وبعد أداء الركعتين ينصح أن يشرب من ماء زمزم المبارك لما له من فضل وبركة وبعد ذلك يمكنه محاولة لمس الحجر الأسود إذا كان الوصول إليه ميسرًا دون أن يؤدي ذلك إلى تضييق على الآخرين أو إخلال بالانتظام.
السعي
يواصل المعتمر بعد أداء الصلاة وشرب ماء زمزم مناسكه بالانتقال إلى السعي بين الصفا والمروة حيث يمشي بينهما سبع مرات بدءًا من الصفا وختامًا عند المروة مستحضرًا في أثناء ذلك ذكر الله والدعاء بما أحبّ جامعًا بذلك بين العبادة والروحانية التي تعبّر عن معاني الإيمان التي عاشتها السيدة هاجر عليها السلام في سعيها للبحث عن الماء وهذه جزء من تاريخ الأنبياء الكرام وتجربة شخصية تعزّز ارتباط المسلم بقصص الإيمان والصبر التي مرّ بها أسلافنا من الموحّدين.
حكم أداء العمرة
يختلف حُكم العمرة بناءً على الآراء الفقهية المتعددة التي تتباين بحسب المذاهب الإسلامية حيث نجد تنوعًا في وجهات النظر حول ما إذا كانت العمرة تُعد واجبة على كل مسلم أم أنها تندرج تحت السنن المؤكدة فقطـ وتوضيحًا لهذا الأمر قمنا بجمع الآراء المتعلقة بمسألة “دعاء العمرة مكتوب؟” وسنبيّن هذه الآراء وفق التالي:
الشافعية والحنابلة
ذهبوا إلى أن العمرة تُعتبر فرضًا على المسلم مثلها مثل الحج، وأن القيام بها مرة واحدة في العمر يُسقِط عنها حكم الوجوب.
المالكية والحنفية
رأوا بأن العمرة تُعَد سنّة مؤكدة، مما يعني أن المسلم يُفضَّل أن يؤديها متى استطاع، لكنها ليست واجبة شرعًا.
الحنفية
يرون أن العمرة واجبة على المسلم بشرط أن يقوم بها مرة واحدة فقط طيلة حياته، وبعدها تصبح مستحبة وسنة دون أن تظل في حُكم الوجوب.
شروط العمرة
لإدراك شروط أداء العمرة بشكل صحيح فَـ ينبغي أن يلتزم المسلم بمجموعة من الضوابط والشروط التي تجعل العمرة صحيحة ومقبولة وفيما يلي تفصيل لهذه الشروط:
- يُشترط أن يكون الشخص الذي يرغب في أداء العمرة من المسلمين لأن غير المسلم لا تُفرض عليه العمرة ولا يُطالب بأدائها.
- من الضروري أن يكون الشخص المعتمر عاقلًا وفي سن البلوغ معًا حيث إن المجنون أو غير البالغ لا تجب عليه العمرة ولا يُطلب منه أداؤها.
- القدرة المالية تُعد عاملًا أساسيًا لأداء العمرة فالمسلم الذي لا يمتلك المال الكافي للقيام بمناسك العمرة لا يكون مُلزمًا بأدائها ولا يُحاسَب على تركها.
- المرأة في فترة العدة لا يجوز لها أداء العمرة سواءً كانت عدة بسبب الطلاق أو عند وفاة زوجها ويجب عليها الانتظار حتى انقضاء فترة العدة.
- ينبغي على المرأة أن يكون برفقتها محرم أثناء أداء العمرة استنادًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تُسافِرِ المَرْأَةُ ثَلاثًا إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ).
ما يستحب في العمرة
توجد مجموعة من الأمور التي يُستحب أن يحرص المسلم على أدائها في العمرة قبل الشروع في المناسك وأثناء أدائها وبعد انتهائها للحصول على الأجر العظيم وتتمثل هذه الأمور في العديد من الاستفسارات المتعلقة بالدعاء والممارسات المستحبة أثناء العمرة وسنوضح التفاصيل في النقاط التالية:
- يُفضل أن يقوم المسلم قبل الإحرام بالعناية بطهارته ومنها إزالة شعر العانة والحرص على النظافة الشخصية لتحقيق أعلى درجات الطهارة.
- من المستحب أن يُطيب المسلم بدنه بعطور طيبة مثل المسك قبل الإحرام، على أن يتجنب استخدام أي عطور بعد أن يدخل في الإحرام.
- يُنصح بقص الأظافر وترتيب المظهر ليكون المسلم مستعدًا للطواف بأفضل حالة ممكنة.
- تُعد ملامسة الحجر الأسود وتقبيله من السُنن المحببة في الطواف، وإذا كان ذلك متعذرًا يمكن الاكتفاء بالإشارة إليه باليد مع قول “بسم الله والله أكبر”.
- من الأمور التي يحرص عليها المسلم ترديد دعاء العمرة بصيغ مأثورة أو بأي دعاء ينبع من قلبه يعبر فيه لله عن حاجاته وطموحاته.
- يرفع الرجال أصواتهم بالتلبية في الحرم، وأجمل صيغ التلبية التي يمكن أن تُردد هي: (لبّيْكَ اللهُمَّ لبّيْكَ، لبّيْكَ لا شريكَ لكَ لبّيْكَ، إنّ الحمدَ والنّعمةَ لك والمُلك، لا شريكَ لكَ).
- عندما يبدأ المسلم السعي بين الصفا والمروة يُستحب أن يبتدئ بقوله: (نبدأُ بما بدأَ الله بِهِ).
- يُعتبر الإسراع أو الهَرْولة بين العلَمين الأخضرين في السعي بين الصفا والمروة سنة مستحبة ويكون ذلك في المنطقة المحددة لهذا الغرض.
- التسبيح والذكر هما من أعظم العبادات التي تُرافق المسلم في طوافه وسعيه، لذلك يستحب أن يلهج المسلم بذكر الله بعبارات مثل “سبحان الله”، و”الحمد لله”، و”الله أكبر” في كل مراحل أدائه للعمرة.