يُعد دعاء المساء من أعظم أشكال العبادة التي يلجأ بها العبد إلى ربه جل جلاله والعبد المؤمن دائمًا ما يحتاج لأن يكون على صلة دائمة بخالقه عز وجل وأن يخصص من وقته ليذكره في كل لحظة من حياته ويُشكل المساء وقتًا مميزًا للذكر والتضرع لله سبحانه إذ أنه وقت تسكن فيه النفس وتهدأ فيه الأرواح وتتجمع فيه الأسر في أوقات ممتعة تبعث على السكينة ولذلك فإن الذكر خلال تلك الأوقات يترك أثرًا إيجابيًا عميقًا على النفس فهو يحفز الطمأنينة ويزيد من شعور الإنسان بالقرب من ربه الكريم سبحانه وتعالى وهذا الذكر ليس مجرد غذاء للروح بل يُعزز من علاقتنا بخالقنا العظيم الذي يسمعنا ويجيب دعواتنا ويتفضل علينا برفع الهموم والغموم وهكذا يُسهم دعاء المساء في جلب البركات وزيادة الراحة النفسية في مثل هذه اللحظات المُميزة.
دعاء المساء مكتوب
- اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شيء علما.
دعاء المساء والصباح
- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
أجمل أدعية المساء
اللّهُمَّ توفّنا مسلمين وأحيِنا مسلمين وامتّن علينا باللحاق بالصالحين وأنت راضٍ عنّا يا رحيم دون خزي ولا فتنة واللّهُمَّ قاتل الكافرين الذين يكذبون رسلك ويصدّون عن سبيلك ويُعادون أوليائك وأنزل عليهم عقابك وغضبك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
أجمل أدعية المساء مكتوبة
- اللهم إني ألجأ إليك مستجيرًا برحمتك وأعوذ بك من كل شر قدّرته لي أو صرفته عني العرفني بك اللهم زين قلوبنا بالإيمان واجعله أحب ما فيها ووفقنا لما تحبه وترضاه واصرف عنا الفسوق والفجور والعصيان واهدنا إلى رضاك ووفقنا للسير على طريق الراشدين.
- اللهم اغفر لي جميع ذنوبي وتجاوز عن جهلي وضعفي وأمري كلّه العلمني بك اللهم اصفح عن أخطائي الكبيرة منها والصغيرة ما ظهرت منها وما خفيت وما أقدمت عليه عن قصد أو دون قصد اللهم اجعلني ممن تغفر لهم ما مضى من ذنوبهم وما تأخر منهم وأنت الأعلم بما يخفى وما يظهر لأنك أنت الرحيم الغفور وأنت القادر على كل شيء.
- اللهم ارزقني من فضلك رزقًا حلالًا طيبًا وبارك لي فيما أعطيتني من خيرات ونعم وارزقني الذرية الصالحة التي تسعد قلبي وارفع عني البلاء والهم اللهم أسألك وأنت الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي خطاياي كلها إنك أنت الغفور الرحيم اللهم اجعلني ممن يدخلون الجنة بلا حساب واحمني من نار جهنم وعذابها برحمتك يا أرحم الراحمين ورب العرش العظيم الذي تستحق وحدك العبادة والإجلال.
- اللهم أسألك أن ترزقني حياة نقية مليئة بالطاعة والخير ووفاة تشرفني أمام خلقك وتبعد عني كل خزي وشر اللهم اجعل نفسي قنوعة بما أعطيتني وبارك لي فيه وعوضني من عندك خيرًا عن كل ما فقدت وهب لي الهداية لما يرضيك واحمني من شر نفسي وضعفها.
- اللهم اجعلني من عبادك الذين يحبونك ويتقربون إليك بالأعمال التي ترضاها اجعل حبك في قلبي أعظم وأقرب لي من كل شيء حتى نفسي ومن أحب الناس إلى قلبي واجعل حبك عندي أغلى من كل نعمة في الدنيا وأعز من الماء الذي أرتوي به ولا أستطيع العيش بدونه.
الدعاء المستجاب للمساء
- اللّهم ارزقنا الخير من حيث لا نحتسب وبارك لنا فيما أعطيتنا ولا تجعل حاجتنا إلا إليك واغننا برحمتك عن كل من سواك واجعل لنا نصيباً من فضلك الذي وسعت به كل شيء ويسر لنا طريق الطاعات واهدِنا بكرمك إلى رضاك.
- اللّهم أصلح خلقنا كما أحسنت خَلقنا واهدنا إلى سبيل الرُشد واجعل خُلقنا على صفات عبادك المخلِصين وقَوم حياتنا لنكون من أهل الوسطية والعافية.
- اللّهم امنحني نور الحكمة وعمق الفهم في الأمور واجعلني ممن يُبصر الحق ليعمل به فإنك قلت إن الحكمة خير عظيم لمن وهبته إياها.
- اللّهم أغننا بحلالك عن محارمك واجعل جودك وسيلة استغنائنا عن غيرك وحقق لنا غنى النفس وعفاف القلب.
- اللّهم احمني من ساعات شقاء ومن أقدار تسبب ضيقاً وارزقني الصحبة الطيبة والجيران المتعاونين وحفظني من أذى الخلق ومن كل من يتمنى الشر لي.
- اللّهم اجعل لي قوتي وسمعي وبصري معينين على طاعتك وحفظني بهما حتى آخر لحظات حياتي واجعل الظلم بعيداً عني وانصرني على من طغى علي وأخذ حقي وتولى أمري وأعني على كل ظالم.
- اللّهم احفظ عاقبتنا في أمور الدنيا والدين وأبعد عنا المذلة والأذى واحشرنا من الآمنين يوم تلقاك وارزقنا رضاك الذي لا ينقص.
- اللّهم حِلّ بيننا وبين الكسل والبخل وضعف الإرادة وأعذنا من سوء الأخلاق وسقم الجسد وجنبنا عذاب القبر وقدِّر لنا حسن الخاتمة وآمنا من أهوال يوم الحساب.
الفوائد المتعددة لأذكار المساء
تُعدّ أذكار وأدعية المساء جزءًا أساسيًا في حياة المسلم لما تُقدّمه من فوائد عظيمة لا يمكن تجاهلها فهي تُشكل درعًا واقيًا للمؤمن وتحفزه على الالتزام بطاعة الله سبحانه وتعالى ومن أبرز فوائدها التي يمكن استعراضها على النحو التالي:
تعمل على حماية المسلم من السحر وعين الحاسد والمس الشيطاني وجميع الأمور التي قد تؤثر على راحة النفس وهكذا تعزز من شعور الأمان والسكينة في حياة الإنسان خاصة مع انتشار المعاصي والابتعاد عن طاعة الله الذي يُعتبر الحصن الآمن من وساوس الشيطان وعداواته التي تهدف لإبعاد الإنسان عن طريق الهداية.
الله عز وجل يحيط من يذكره دائمًا بالحفظ والرعاية ويرسل ملائكة تحرسه من كل مكروه قد يعرفه أو يجهله كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعد الذاكرين بأن الله سبحانه وتعالى سيرزقهم الخير ويُدخلهم الجنة مما يجعل الأذكار وسيلة أساسية للتقرب من الله وللنجاة من عذاب النار والفوز برحمته ومغفرته.
تفتح أبواب الرزق وتجلب البركة إلى حياة المسلم وتعمل على محو الذنوب والخطايا التي قد يقع فيها الإنسان خلال حياته فالذكر والاستغفار يمهدان الطريق للتوبة النصوح والعودة الصادقة إلى الله بالإضافة إلى ذلك تصبح حياتك مملوءة بالبركة عندما تتوجه لسانك ووقتك نحو الحسنات والطاعات.
تسامح النفس وتُغير حالها بصورة إيجابية إذ يصبح اللسان محصورًا في ذكر الله وكلماته الطيبة عوضًا عن الانشغال بالآثام كالنميمة والغش والكذب مما يجعلك في مقام رفيع بين عباد الله الذين تجتمع الملائكة في مجالسهم وتدعو لهم باستمرار بالخير والمغفرة.
فضل وأهمية الأدعية المسائية
لأذكارِ المساءِ قيمةٌ عظيمةٌ وأثرٌ بالغٌ في حياةِ المسلمِ فهي تُعزِّزُ علاقةَ العبدِ بربِّهِ وتُقرِّبهُ من اللهِ سبحانهُ وتعالى كما أنَّها تحملُ في طَيَّاتهاِ الفضلَ والمنفعةَ التي تُضفي الطمأنينةَ والسكينةَ على النفسِ ومن بين الفوائدِ التي تحملُها أذكارُ المساءِ يمكنُ الإشارةُ إلى التالي:
- أذكار المساءِ تكونُ سببًا في نيلِ شفاعةِ النبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وهي الشفاعةُ العظيمةُ التي يتوقُ للحصولِ عليها كلُّ مسلمٍ في يومِ القيامةِ.
- تُزيلُ الأذكارُ الحاجزَ الذي قد يكونُ قائمًا بين العبدِ وربِّه فهي بوابةُ القربِ من اللهِ عزَّ وجلَّ وتُحصِّنُ العبدَ من شرورِ الدنيا والآخرةِ وتغرسُ في قلبهِ الطمأنينةَ والراحةَ النفسيةَ.
- ذِكرُ اللهِ من أسبابِ رضاهُ عن عبده فهو طريقٌ للوصولِ إلى رحمةِ اللهِ ومحبتهِ بتحقيقِ الأعمالِ والأقوالِ التي تُقرِّبُ العبدَ من خالقهِ.
- الاستمرارُ في الأذكارِ يُسهمُ في طردِ الهمومِ والغمومِ من قلبِ المؤمنِ كما يُبعدُ عنه البلاءَ ويمنحُه نفسًا هادئةً مطمئنةً مُفعَمةً بالسلامِ الداخلي.
- ذِكرُ اللهِ يُدخِلُ السرورَ والسعادةَ إلى قلوبِ العبادِ ويُبعِدُ عنهم مشاعرَ القلقِ والتوترِ مما يجعلُ يومَهم مُشرقًا مليئًا بالنشاطِ والحيويةِ.
- كما تُوفِّرُ هذه الأذكارُ الحمايةَ للمسلمِ من الشرورِ والمصائبِ التي قد تُواجههُ في حياتِهِ اليوميةِ وتجعلهُ في مأمنٍ من المكائدِ والكروبِ.
- ذِكرُ اللهِ يُضيءُ وجهَ وقلبَ المؤمنِ ويجعلهُ محبوبًا بين الناسِ ومحبوبًا عند اللهِ تعالى الذي يُباركُ لهُ في حياتِهِ وأعمالِهِ.
- تُعطي الأذكارُ للمسلمِ وقايةً من نزغاتِ الشيطانِ ووساوسِهِ إذ إنها تُحطمُ قوةَ الشيطانِ وتُضعِفُ تأثيرَهُ على العبدِ فيصبحُ العبدُ في مأمنٍ من مكائدِ الشيطانِ وخداعِهِ.
- حِفظُ المسلمِ من الأخطارِ والأذى يُمكنُ تحقيقُهُ من خلالِ الالتزامِ بأذكارِ المساءِ فتكونُ بمثابةِ الدرعِ الواقيةِ التي تحميهِ في الليلِ والنهارِ على حدٍّ سواءٍ.
- أذكارُ المساءِ هي تعبيرٌ عن شكرِ المسلمِ للهِ عزَّ وجلَّ على نعمةِ الحياةِ ونعمةِ اليومِ والليلةِ كما تُبرزهُ عبدًا شاكرًا وممتنًا لعطايا الرحمنِ.
- المؤمنُ الذي يُداومُ على ذِكرِ اللهِ يكونُ مرتفعَ الشأنِ يومَ القيامةِ حيث يُعدُّ من أفضلِ العبادِ في مكانتِهِ ولا يتفوقُ عليهِ إلا من سبقوهُ بمزيدٍ من التسبيحِ والتهليلِ والتفكرِ في آياتِ اللهِ.
- الأذكارُ تُكسِرُ شوكةَ الشيطانِ وتُضعفُ سيطرتَهُ وتُزيدُ من طاقةِ المسلمِ الإيجابيةِ وقوتِهِ فتُعينُهُ على مجابهةِ تحدياتِ الحياةِ بصلابةٍ وثباتٍ.
هذه الفضائلُ هي وعودُ اللهِ سبحانهُ وتعالى لعبادِهِ واللهُ جلَّ في علاهُ لا يُخلفُ وعدَهُ أبدًا فما أعظمَ هذه النعمةَ التي تُعززُ حياةَ المسلمِ وتُثريها بالخيرِ والسلامِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ.
الفوائد الناتجة عن المواظبة على ترديد دعاء المساء
الاستمرار في ترديد دعاء المساء يحمل للمسلم فوائد عظيمة وأثر بالغ في حياته إذ يجلب له البركة ويسهم في تعزيز علاقته بخالقه ويترك آثارًا إيجابية لا يمكن إنكارها:
شعور المسلم بالمراقبة الإلهية الدائمة يتعزز حين يُداوم على الأذكار مما يُقوّي في نفسه الإحساس بأنه يعيش تحت نظر الله ورعايته المستمرة وهذا الشعور يدفعه لتحقيق مرحلة الإحسان التي يصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها “أن تعبد الله كأنك تراه” وهذه المرحلة تدفع الشخص للالتزام بالسلوك القويم والحرص على التصرف بما يتوافق مع تعاليم الدين في كل جوانب حياته اليومية.
من يُداوم على ذكر الله سبحانه وتعالى يجد قلبه يزداد طمأنينة وروحه تملؤها السكينة إذ أن قرب الإنسان من خالقه من خلال الذكر والتسبيح يمده بالراحة النفسية ويُشعره بمعية الله وقد ثبت ذلك في الحديث القدسي الذي يقول فيه الله: “إذا ذكرني العبد في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم” وهذا النص يكشف عن عظمة الذكر وأثره الكبير في تقوية الصلة بين العبد وربه وتوضيح أهمية الحرص على الذكر لما يجلبه من طمأنينة وقرب من الله.