الفساد يُوجَد بأشكالٍ متعددة، مثل الكذب والرشوة والسرقة والقتل، وتُعد هذه الممارسات من أخطر المظاهر التي تُؤثر على استقرار المجتمعات وتُهدد تماسكها، نظرًا لما تسببه من أضرار كبيرة تُلحق بالنظام الاجتماعي والاقتصادي، ونظرًا لأهمية هذا الأمر وتداعياته المختلفة خصّصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يومًا عالميًا لمكافحة الفساد بهدف تسليط الضوء على مخاطره وزيادة الوعي العالمي حول تأثيراته السلبية، لذا سنستعرض بعض المعلومات عن هذا اليوم ضمن برنامج الإذاعة المدرسية.
إذاعة متكاملة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد
يُعد الفساد من أخطر السلوكيات التي قد تصدر عن بعض الأفراد الذين يشغلون مناصب قيادية في الدولة فهو يُقوّض مبادئ العدالة والنزاهة مما ينعكس سلبًا على المجتمع ويؤثر بشكل مباشر على مسار التنمية والاستقرار وتعد القطاعات الحكومية من أكثر المجالات التي قد تشهد ممارسات فساد نتيجة لبعض التعاملات غير النظامية التي قد تحدث داخل هذه المؤسسات.
لذلك قامت الأمم المتحدة بتخصيص يوم عالمي لمكافحة الفساد بهدف توعية المجتمعات بالمخاطر الناجمة عنه وتعزيز الأخلاقيات التي تقوم على النزاهة والشفافية إذ يسعى هذا اليوم إلى تسليط الضوء على أهمية تبني السلوكيات النزيهة ومواجهة أي ممارسات غير قانونية التي قد تُعرقل تقدم الدول ومن خلال هذه الإذاعة نستعرض محاور هذا اليوم وأبرز الفقرات المتعلقة به.
1- استهلال عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد
بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده ونستعين به، ونسأله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، ونصلي ونسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونسأله أن يجعلنا من أهل الصدق والأمانة والساعين لنشر الخير ومحاربة الفساد.
حديثنا اليوم في هذه الإذاعة الصباحية سيكون عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يأتي في التاسع من ديسمبر من كل عام وهو مناسبة تذكّرنا جميعًا بخطورة هذه الآفة التي تلحق الضرر بالأفراد والمجتمعات فالفساد ممارسة مذمومة لا يلجأ إليها إلا من ضعفت نفوسهم وانعدمت لديهم معاني المسؤولية والأخلاق.
ظواهره متعددة ونراها في مجالات مختلفة من حياتنا اليومية مثل استغلال البعض لمناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الأمانة والنزاهة وهذه التجاوزات تجعل من مكافحة الفساد مسؤولية جماعية يجب أن يشارك فيها الجميع ولهذا كان من الضروري أن نسلط الضوء على أهمية هذا اليوم وما يحمله من أهداف وقيم ودلالات تدعو للعدالة والاستقامة وأفضل ما نبدأ به هو كلام الله عز وجل فلننصت إلى تلاوة مباركة من القرآن الكريم.
2- تلاوة عطرة من القرآن الكريم ضمن الإذاعة المدرسية
هذه الفقرة تُعَد من الركائز الأساسية في كل إذاعة مدرسية فالقرآن الكريم هو النور الذي يُضيء طريق المسلم ويهديه إلى الصراط المستقيم وكلام الله سبحانه وتعالى هو أقدس ما يُمكن للطالب أن يستفتح به يومه الدراسي فهو كلام شامل لكل جوانب الحياة ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وبيَّنها تفصيلًا ليحفظ الإنسان من الوقوع في الزلل والخطايا.
ونحن نتناول الحديث عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد فلا يُمكن أن نغفل عن قول الله عز وجل في كتابه الكريم حيث قال تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (البقرة 204-206).
3- أحاديث نبوية شريفة ضمن فقرات الإذاعة المدرسية
دين الإسلام جاء ليواجه كل أشكال الفساد التي تنتشر في الأرض منذ بدء الخليقة فقد كان سيدنا آدم عليه السلام أول من حارب وساوس الشيطان واستمرت هذه المواجهة حتى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الذي غرس في نفوس الناس المبادئ السامية والأخلاق الكريمة ومن خلال إذاعتنا المدرسية التي تتناول اليوم العالمي لمكافحة الفساد من الضروري أن نستشهد بعدد من الأحاديث النبوية التي سلطت الضوء على مخاطر الفساد بكل أنواعه ومنها:
- للإفساد وجوه متعددة، ولكن هناك علامات واضحة تدل عليه وتنعكس سلبًا على المجتمع، وقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حرَّم اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتوَلِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ”.
- من أخطر أشكال الفساد ما يحدث عندما يستغل الحكام والمسؤولون مواقعهم لتحقيق المصالح الشخصية بطرق غير مشروعة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك حين قال: “إن الأميرَ إذا ابتغى الرِّيبةَ في النَّاسِ أفسَدَهُم”.
- الغش يُعد من أشد مظاهر الفساد شيوعًا، وهو يتسبب في إلحاق الضرر بالمجتمع، وقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خطورته بقوله: “يَسْتَرْعِي اللَّهُ عَبْدًا رَعِيَّةً، يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لَها، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ، قالَ: ألّا كُنْتَ حَدَّثْتَنِي هذا قَبْلَ اليَومِ؟ قالَ: ما حَدَّثْتُكَ، أوْ لَمْ أكُنْ لِأُحَدِّثَكَ”.
- النبي صلى الله عليه وسلم تحدث بوضوح عن العواقب الوخيمة لمختلف أشكال الفساد وبيّن أثرها السلبي على الأفراد والمجتمعات، ومن الأحاديث التي تؤكد ذلك قوله: “لعن الله الخمرَ، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومُبْتاعها، وعاصرها، ومعتصِرها، وحاملها، والمحمولة إليه”.
- السرقة تُعتبر من أخطر الجرائم التي تؤدي إلى انتشار الفساد وتهدد أمن المجتمع، ولهذا جاء التحذير من خطورتها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله السارق؛ يسرق البيضةَ فتُقطع يده، ويسرق الحبل فتُقطع يده”. (مسلم حديث: 1687)
- الفساد لا يقتصر على الأمور المالية أو الاجتماعية، بل يمتد ليشمل العقيدة والأخلاق ولعل من أبرز أشكاله الشرك بالله وعقوق الوالدين، وهذا ما جاء في الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أحدِّثُكم بأَكبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ”.
4- معلومات مفيدة وفقرة هل تعلم في الإذاعة المدرسية
تُعَدُّ هذه الفقرة إحدى الفقرات التي يترقبها الطُلّاب بشغف نظرًا لأسلوبها البسيط والشيق في تقديم المعلومات والأفكار خاصةً فقرة “هل تعلم” التي تهدف إلى نشر الوعي حول قضايا ذات أهمية مثل اليوم العالمي لمكافحة الفساد وهنا مجموعة من المعلومات المفيدة:
- هل تعلم أن اليوم العالمي لمكافحة الفساد يُصادف يوم 9 ديسمبر من كل عام؟
- حُدوث النزاعات الداخلية لا يُؤدي إلى القضاء على الفساد بل قد يساهم أحيانًا في إيجاد بيئة تُساعد على انتشارِه.
- هل تعلم أن الإسلام تصدّى للفساد منذ أكثر من 1400 عام؟
- كذلك هل تعلم أن الذين يُفسدون في الأرض يُعاقبهم الله بعذاب شديد في الدنيا والآخرة نتيجة فسادهم؟
- هل تعلم أن الفساد الأخلاقي يُعَدُّ من أخطر أنواع الفساد؟
- علمتم أن الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد يُعَدُّ دليلًا على وجود الخير والأمل في المجتمع؟
- هل تعلم أن انتشار الفساد داخل أي مجتمع يدل على غياب قيم النزاهة والشرف عند بعض أصحاب المناصب الذين يستغلّون مواقعهم لتحقيق مصالح شخصية؟
- كذلك هل تعلم أن محاربة الفساد الاجتماعي تُعَدُّ من أبرز صور حب الوطن الحقيقي؟
- هل تعلم أن إحياء اليوم العالمي لمكافحة الفساد يُسهم في تعزيز الروح الوطنية لدى الأفراد ويُرسّخ أهمية النزاهة والشفافية؟
- علمتم أن الهدف من تحديد هذا اليوم هو التصدّي لأي شكل من أشكال الفساد في المناصب الحكومية والقيادية؟
- هل تعلم أن الفساد في مجال معين قد يتسبب في ظهور أنواع أخرى من الفساد في جوانب مختلفة من الحياة؟
- هي تعلم أن فكرة اليوم العالمي لمكافحة الفساد جاءت للحد من السلوكيات السلبية مثل الرشوة والمحسوبية التي يمارسُها بعض الأفراد في المناصب العليا؟
5- إلقاء شعري مميز ضمن فعاليات الإذاعة المدرسية
تُعد فقرة إلقاء الشعر من الفقرات التي تضيف طابعًا خاصًا ومميزًا إلى الإذاعة المدرسية حيث تساهم في تعزيز الذائقة الأدبية لدى الطلاب وبما أننا نتناول اليوم العالمي لمكافحة الفساد فمن الضروري أن نتأمل كيف كان الشعراء عبر التاريخ ينادون بالقيم الفاضلة وينشدون العدالة والنزاهة ويسعون إلى بناء مجتمع خالٍ من الفساد ولذلك سنستمع الآن إلى مجموعة من الأبيات التي نظمها الشاعر الكبير أحمد شوقي والتي تتناول هذه القيم السامية.
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالِبَعضٍ
وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما
وَأَينَ ذَهَبتُمُ بِالحَقِّ لَمّا
رَكِبتُم في قَضِيَّتِهِ الظَلاما
لَقَد صارَت لَكُم حُكماً وَغُنماً
وَكانَ شِعارُها المَوتَ الزُؤاما
وَثِقتُم وَاِتَّهَمتُم في اللَيالي
فَلا ثِقَةً أَدَمنَ وَلا اِتِّهاما
شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً
عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما
6- فقرة تفاعلية: سؤال وجواب في الإذاعة المدرسية
- السؤال: من هي الجهة التي قررت تخصيص يوم عالمي لمكافحة الفساد؟ الإجابة: الأمم المتحدة.
- السؤال: ما هي الأشكال التي قد يتخذها الفساد؟ الإجابة: هو أي تصرف مخالف للقانون يتم ارتكابه في المناصب الوظيفية ومن أمثلته المحسوبية.
- السؤال: هل هناك تصنيفات مختلفة للفساد؟ الإجابة: نعم يُصنف إلى الفساد التشريعي الفساد الديمقراطي والفساد واسع النطاق.
- السؤال: هل يوجد تسمية أخرى لليوم العالمي لمكافحة الفساد؟ الإجابة: نعم يُطلق عليه أيضًا اليوم الدولي لمكافحة الفساد.
ختام الإذاعة المدرسية حول مكافحة الفساد
وَبِذَلك نَكُون قَد وَصَلنَا إِلَى خِتام إِذَاعَتِنَا المَدرَسِيَّة نَسأَل الله أَن يَكون قَد وَفَّقَنَا فِي تَقديم مَعلومات تَعود بِالفَائِدة عَلَيكُم فِي مَسِيرَتِكُم المُستَقبَلِيَّة وَنَأمَل أَن يَكُون لَكُم دَور فَعَّال فِي مُكَافَحة الفَسَاد بِكُل صُوَرِه فَأَنتُم العَمود الفِقَرِي الَّذِي تَرتَكِز عَلَيه الأُمَم وَالمُستَقبَل مَرهُون بِعَزِيمَتِكُم وَإِصرَارِكُم فَبِكُم يَنهَض المُجتَمَع وَيَتَحَقَّق الرُّقِي وَالازدهَار نَسأَل الله أَن يَحفَظَكُم وَيُسدِّد خُطَاكُم وَالسَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ الله وَبَرَكَاتُه.