التعاون والمشاركة الفعّالة في الأنشطة التطوعية يُعتبران من الركائز المهمة في بناء مجتمع متماسك وقوي لأن العمل الجماعي يُسهم في تسهيل الوصول إلى الأهداف المشتركة بطريقة أكثر كفاءة بينما يتيح العمل التطوعي الفرصة لكل فرد ليكون له دور ملموس في إحداث فارق إيجابي في حياة الآخرين مما يعزز لديه الإحساس بالانتماء والمسؤولية الاجتماعية ويقوّي العلاقات بين الأفراد ويغرس فيهم قيم المساندة والتكاتف الاجتماعي.
مفهوم التعاون والعمل التطوعي
- بِسْمِ اللَّهِ نَبْدَأ مِشْوَارَنَا بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي نَهْتَدِي بِكِتَابِهِ وَبِهِ تَنْجَلِي الظُّلُمَاتُ وَتُتِمُّ النِّعَمُ وَبِذِكْرِهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ بسم الله الرحمن الرحيم.
- مُدِيرُنَا الفَاضِل، مَعَلِّمِينَا الأَعِزَّاء، زُمَلَائِي وَزَمِيلَاتِي الطُّلَّابُ وَالطَّالِبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ أَتَمَنَّى لَكُمْ صَبَاحًا مُفْعَمًا بِالنَّشَاطِ وَالتَّفَاؤُلِ أَمَّا بَعْدُ.
- التَّعَاوُنُ وَالعَمَلُ التَّطَوُّعِي يَا زُمَلَائِي هُوَ العَمُودُ الفِقَرِيُّ لِأَيِّ مُجْتَمَعٍ وَأَسَاسُ تَقَدُّمِهِ فَلَا يُمْكِنُ لأُمَّةٍ أَنْ تَنْهَضَ إِلَّا بِتَكَافُلِ أَفْرَادِهَا وَتَعَاوُنِهِمْ الحَقِيقِيِّ الَّذِي يُعَزِّزُ قِيَمَ التَّكَافُلِ وَالتَّضَامُنِ الاِجْتِمَاعِيِّ.
- عِنْدَمَا يَتَجَسَّدُ التَّعَاوُنُ بَيْنَ أَفْرَادِ المُجْتَمَعِ تُزْهِرُ المَحَبَّةُ وَتَنْتَشِرُ الرَّحْمَةُ وَتَقْوَى أَوَاصِرُ الأُخُوَّةِ وَهَذَا مَا أَكَّدَتْ عَلَيْهِ تَعَالِيمُ دِينِنَا الحَنِيفِ فَالتَّعَاوُنُ يُعَزِّزُ الشُّعُورَ بِالاِنْتِمَاءِ وَيُكَرِّسُ مَعَانِيَ المُسَاعَدَةِ وَالإِيثَارِ بَيْنَ أَفْرَادِ المُجْتَمَعِ.
- وَمِنْ أَعْظَمِ الأَمْثِلَةِ عَلَى التَّعَاوُنِ مَا فَعَلَهُ رَسُولُنَا الكَرِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ بَعْدَ الهِجْرَةِ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ مَجْتَمَعًا مُتَكَافِلًا مُتَحَابًّا يَزْدَادُ فِيهِ التَّعَاضُدُ وَالتَّآلُفُ وَكَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَحُثُّ دَوْمًا عَلَى التَّعَاوُنِ وَالتَّكَافُلِ لِكَيْ يَسُودَ الحُبُّ وَتَقْوَى أَوَاصِرُ التَّرَابُطِ بَيْنَ أَفْرَادِ المُجْتَمَعِ.
تلاوة عطرة من القرآن الكريم
خير ما نستهل به إذاعتنا هو كلام الله عز وجل الذي تتنزل به الطمأنينة وتخشع له القلوب ومع آيات بينات من كتاب الله يتلوها علينا الطالب /……
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث نبوي شريف
وبعد الاستماع لتلك الآيات الكريمة التي سلّطت الضوء على قيمة التعاون وأظهرت كيف أن التكاتف بين أفراد المجتمع يُعَدّ من الأُسس المتينة لقيام مجتمع متراحم ومتراص، يأتي الآن دور الحديث النبوي الشريف الذي يُرسِّخ في الأذهان أن التعاون ليس مجرد خُلق كريم بل هو التزام شرعي وأدبي يرسم مواقف المسلم في حياته اليومية ويُعزّز من تلاحم المجتمع وترابطه، والدلالة على ذلك واضحة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وضّحت كيف يكون المؤمن عونًا وسندًا لأخيه لا يتخلى عنه مهما كانت الظروف ويسانده متى احتاج إليه.
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ”.
- وبعد رواية هذا الحديث العظيم الذي يؤكد على أن المسلم جزء لا يتجزأ من حياة أخيه ويُفترض أن يُبادر دائمًا لمساندته والوقوف بجانبه وقت الشدة، تعبّر كلمات أهل الفِكر والحكمة عن المفهوم ذاته حيث قالوا “أن النحلة بمفردها لا يمكنها صناعة قرص عسل” و”الحائط لا يمكن بناءه بحجر واحد” وهذه الأقوال ليست مجرد تشبيهات بل نابعة من تجارب حيّة أثبتت أن الإنسان مهما بلغت قدراته لا يستطيع أن يصنع النجاح إلا بالتشارك والتعاون مع غيره.
الكلمة الصباحية المدرسية
نستكمل حديثنا في إذاعتنا المدرسية لهذا اليوم حول موضوع مهم وهو التعاون، والآن مع كلمة اليوم التي تحمل عنوان “أهمية التعاون والعمل التطوعي في بناء المجتمع” ويقدمها لنا الطالب /……
- التعاون مفهوم نسمع عنه كثيرًا من معلمينا عندما يشجعوننا على مساعدة بعضنا البعض في مختلف الأنشطة الدراسية والحياتية، سواءً في تنفيذ المشاريع أو المشاركة في الفعاليات التي تعزز بيننا روح الإخاء والمودة.
- لكن التعاون لا يقتصر فقط على المساعدة الفردية بل يتجاوزه ليشمل وحدة المجتمع بأسره حيث تصبح العلاقات بين أفراده أكثر قوة وترابطًا مما يجعل المجتمع مثل الجسد الواحد الذي يشعر بمعاناة أعضائه ويهب لنجدتهم عند الحاجة.
- عندما نشعر بحاجة الآخرين ونبادر إلى مساعدتهم فإن ذلك يغمرنا بالسعادة والطمأنينة وقد أكد لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم في قوله:
- لذلك يا أصدقائي اجعلوا التعاون والعمل التطوعي جزءًا أساسيًا من حياتكم اليومية لأنهما يعززان الروابط بيننا ويحققان الرسالة التي أراد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن نتحلى بها لنكون أمة متحدة ومتعاضدة.
- سواء كان التعاون عبر تبادل المعرفة أو تقديم المساعدة في مختلف المجالات فإنه يمثل ركيزة قوية لبناء مجتمع أكثر ترابطًا وتقدمًا.
- ومن حرص مدرستنا على تعزيز هذا السلوك فقد حرص مديرنا الفاضل ومعلمونا على تعليمنا القيم الحقيقية للتعاون من خلال الممارسات اليومية والمشاركة في النشاطات الصفية.
- فعلى سبيل المثال عندما يتغيب أحد زملائنا عن المدرسة يمكننا دعمه من خلال مشاركة الدروس التي فاتته كذلك يمكننا الوقوف إلى جانب أصدقائنا في أوقاتهم الصعبة ومناسباتهم السعيدة مما يعزز روح الأخوة بيننا.
- وفي ختام إذاعتنا نتوجه بخالص الشكر والامتنان لمدير مدرستنا ومعلمينا الأفاضل الذين يغرسون فينا معاني التعاون من خلال أفعالهم وتوجيهاتهم المستمرة.
مسابقات وأنشطة طلابية
- تحرص المدرسة دومًا على تنمية روح التعاون بين الطلاب وتعزيز مفهوم العمل الجماعي ولهذا سيتم إطلاق مسابقة طلابية تهدف إلى اختيار أفضل فريق يقدم نشاطًا متميزًا يجسد التعاون والمشاركة في الأعمال التطوعية سواء كان ذلك داخل البيئة المدرسية أو في مختلف مجالات الحياة ويمكن أن يكون النشاط على هيئة مجسم، لوحة فنية، أو حتى أبيات شعرية.
- سيكون الإشراف على هذه المسابقة من قبل مدير المدرسة وسيتم تكريم الفريق الفائز خلال فقرة الإذاعة الصباحية في الأسبوع القادم كما سيتم نشر جميع تفاصيل المسابقة في مجلة الحائط المدرسية ليتمكن الجميع من الاطلاع عليها.
ختام إذاعي حول أهمية التعاون والعمل التطوعي
وَبِذَلِكَ نَكُونُ قَدْ وَصَلْنَا إِلَى خِتَامِ إذاعتِنَا حَوْلَ التَّعَاوُنِ وَالْعَمَلِ التَّطَوُّعِيِّ وَنُخْتِمُ بِبَعْضِ الْحِكَمِ وَالأَقْوَالِ الَّتِي تُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ هَذَا العَمَلِ وَأَثَرِهِ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ وَالمُجْتَمَعِ.
- مَنْ يَبْذُلُ دُونَ أَنْ يَنْتَظِرَ مُقَابِلًا، يَجِدُ الخَيْرَ حَاضِرًا فِي حَيَاتِهِ دُونَ سَعْيٍ وَمَشَقَّةٍ.
- إِظْهَارُ العَطَاءِ يَعْكِسُ أَرْقَى مَا فِي الإِنْسَانِ مِنْ صِفَاتٍ نَبِيلَةٍ وَإِحْسَاسٍ بِمَنْ حَوْلَهُ.
- الخِبْرَاتُ الَّتِي تَكْتَسِبُهَا مِنْ العَمَلِ التَّطَوُّعِيِّ تَفْتَحُ لَكَ آفَاقًا جَدِيدَةً وَتُضِيفُ لِحَيَاتِكَ مَعَانِيَ لَمْ تَكُنْ تَتَوَقَّعُهَا.
- إِذَا كَانَ العَطَاءُ نَابِعًا مِنْ ضَعْفٍ، فَإِنَّهُ لَا يُعْتَبَرُ إِلَّا صُورَةً مِنْ صُوَرِ الحَاجَةِ وَالاسْتِجْدَاءِ.
- نَشْكُرُكُمْ عَلَى تَوَاجُدِكُمْ وَحُسْنِ اسْتِمَاعِكُمْ وَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَوْنَ لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا كَانُوا وَنَتَمَنَّى لَكُمْ يَوْمًا دِرَاسِيًّا مُمْتَلِئًا بِالنَّشَاطِ وَالنَّجَاحِ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
هَذِهِ كَانَتْ إِذَاعَتُنَا لِلْيَوْمِ حَوْلَ أَهَمِّيَّةِ التَّعَاوُنِ وَأَثَرِ العَمَلِ التَّطَوُّعِيِّ وَنَأْمُلُ أَنَّهَا نَالَتْ إِعْجَابَكُمْ وَنَرْحَبُ بِآرَائِكُمْ وَتَسَاؤُلَاتِكُمْ حَوْلَ دَوْرِ الإِذَاعَةِ المُدْرَسِيَّةِ فِي تَنْشِئَةِ الطُّلَّابِ وَتَأْثِيرِهَا فِي صَقْلِ شَخْصِيَّاتِهِمْ وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَعْلِيقَاتِكُمْ أَسْفَلَ المَقَالِ.
