الأزهرُ الشريفُ ليس مجردَ مؤسسةٍ دينيةٍ بل يُعد منارةً للعلمِ والمعرفةِ في مصرَ والعالمِ الإسلامي ومع بدايةِ العامِ الدراسي يتطلعُ طلابُ الأزهرِ إلى إعدادِ إذاعةٍ مدرسيةٍ متكاملةٍ تُبرزُ مكانةَ هذه المؤسسةِ العريقةِ أمام معلميهم وزملائهم ولذلك سنستعرضُ كلَّ التفاصيلِ الخاصة بالأزهرِ الشريفِ ومكانتهِ العلميةِ والتاريخية.
آيات من القرآن الكريم في إطار إذاعة مدرسية عن الأزهر الشريف
نبدأُ يومنا هذا بكلامِ الله عزَّ وجل فلا شيء أنفعُ للقلبِ وأهدى للروحِ مِنَ آياتِ القرآنِ الكريمِ التي تضيءُ دروبَنا وتمنحُنا الفهمَ والبصيرة.
حديث شريف ضمن إذاعة مدرسية
والآن نستمع إلى حديث رسول الله ﷺ:
كلمة الصباح حول مكانة الأزهر الشريف
لا يخفى على أحد مدى أهمية العلم ودوره المحوري في نهضة المجتمعات وتطورها فهو حجر الأساس الذي تقوم عليه الحضارات ووسيلة الإنسان لفهم العالم وإدراك أسراره كما أن العلم في الإسلام لا ينفصل عن الدين بل يكمله ويترابط معه بصورة وثيقة فالدين يوجه الإنسان نحو الطريق الصحيح والعلم يمكنه من إدراك حقائق الأمور وتعميق فهمه للأحكام الشرعية بأسلوب منهجي سليم.
حينما نتحدث عن العلاقة بين العلم والدين لا بد أن نشير إلى مكانة الأزهر الشريف كواحد من أبرز المنارات العلمية في العالم الإسلامي حيث لعب دورًا هامًا في نشر المعرفة الدينية وتعزيز الإدراك الواعي لمبادئ الإسلام فالأزهر لم يكن مجرد مؤسسة تعليمية تهتم بالجانب الديني فحسب بل كان على الدوام صرحًا علميًا ساهم في تقديم العلوم النافعة وتخريج أجيال تمتلك القدرة على الفهم العميق والنقد البناء.
من الأمور التي تميز الأزهر الشريف أنه لم يقتصر في عطائه على العلوم الشرعية فقط بل كان داعمًا قويًا لمختلف العلوم سواء في الجانب العلمي أو العملي فهو يمثل نموذجًا للتعليم المتكامل الذي يجمع بين الفكر المستنير والمعرفة العميقة مما يجعله ركيزة أساسية في نشر الوعي العلمي والديني على حد سواء ولذلك بقي الأزهر عبر القرون مصدرًا للعطاء ورافدًا للعلم يسهم في إعداد أجيال قادرة على خدمة المجتمع بفكر متزن ورؤية مستنيرة.
أبيات شعرية تتغنى بمجد الأزهر الشريف
من سرَّه فخرٌ بغيرِك إنني
حتى بِجُدْرانِ المَبَانِي أفْخَرُ
لي فيك عمرٌ كالضياء مشيتُهُ
وشبابُ أيام.. تجدُّ وتســـهرُ
وكتــابُ تاريخٍ نقشتُ حُرُوفَهُ
بدمي وقلبي في حُرُوفي يُعصرُ
أنت الأمين على الديار وأهلها
والحرُّ في النَّكَبات لا يتأخر
فبك العروبةُ أدركتْ تاريخَها
وبساحِكَ الفصحى غدت تتبختر
بمن احتمت كُتُبُ الشَّريعةِ عندما
هجم التتار على العقول ودمَّروا؟
بمن احتمى العلماء حين تنكّرتْ
لهم الطريقُ.. وبان منها الأوعَرُ؟
جاؤوك من شرق البلاد وغربها
أنت الذي بك لم يخبْ مسْتَنْصِ
حكم وأقوال مأثورة ضمن إذاعة مدرسية عن الأزهر الشريف
- يُعد الأزهر الشريف من أبرز منارات العِلم ومصدر للشريعة والمعرفة التي يستقي منها كل طالبِ علمٍ زاده العلمي والفكري.
- الأزهر الشريف هو مرجع العلماء وحِصنُ أهلِ السنة والجماعة حيث نهلوا فيه من أصول الفقه وتعمّقوا في تعاليم الإسلام.
- لم أجد مكانًا يضاهي الأزهر جمالًا، فجدرانه وممراته تروي تاريخًا حافلًا بالعلم والنور، ولم أشعر براحة وطمأنينة كتلك التي تغمرني وأنا بين أروقته، ولم أتلقَّ تعليمًا بمثل مستوى ما تلقيته في أروقة جامعة الأزهر.
- في الأزهر الشريف تعلّمت الكثير عن تعاليم الإسلام، وتعرّفت على العلماء والمشايخ الذين أثروا معرفتي وأسهموا في فهمي الصحيح لديني.
معلومات شيقة في فقرة “هل تعلم” عن الأزهر الشريف
- هل كنت تعرف أن الجامع الأزهر الشريف بدأ تأسيسه عندما وُضع حجر الأساس في يوم 14 رمضان عام 359 هـ، 970م.
- ولم يستغرق الكثير من الوقت حتى يكتمل بناؤه، حيث تم الانتهاء منه في نفس الشهر من عام 361 هـ، 972م ليصبح واحدًا من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في العالم الإسلامي.
- وأيضًا من الأمور التي قد لا تعرفها أن الرواق الجديد الذي شيده عبد الرحمن جاء بتصميم مختلف عن الرواق القديم حيث زاد ارتفاعه عنه بنصف ذراع، مما جعله يبدو بارزًا في التصميم العام وإذا كنت من المهتمين برحلة الأزهر عبر التاريخ ستلاحظ أن الجامع مقسّم إلى قسمين:
- الرواق الكبير القديم الذي يمتد من باب الشوام حتى رواق الشراقوة مما جعله يشمل مساحة واسعة تجمع بين الطابعين القديم والحديث في تصميمه ومن ناحية المساحة الإجمالية فإن الجامع الأزهر يمتد على مساحة ضخمة تصل إلى 12 ألف متر مربع مما يوضح مدى كونه مركزًا رئيسيًا للعلوم الدينية منذ تأسيسه ليستقبل طلاب العلم من مختلف الأقطار.
- أما عن من أمر ببنائه فهو الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الذي كلّف قائده جوهر الصقلي بالمهمة ليصبح الأزهر واحدًا من أعرق المعالم الإسلامية التي صمدت عبر العصور.
إسهامات الأزهر الشريف في خدمة المجتمع
الأزهر الشريف يُعد منارة علمية ودينية وتحمل رسالة نشر تعاليم الدين الإسلامي في مختلف بقاع العالم منذ تأسيسه حيث يؤدي دورًا محوريًا في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال كما يُعتبر حجر الأساس في بناء الحضارة التنويرية التي صمدت أمام التحديات المتعاقبة عبر مختلف العصور.
ومن يرغب في معرفة المزيد عن تاريخ الأزهر الشريف ونشأته والتأثير الذي تركه في تشكيل الفكر الإسلامي يُمكنه زيارة مكتبة المدرسة والاطلاع على المصادر التي تتناول مسيرته ودوره في نشر العلوم الشرعية.
بهذا نكون قد استعرضنا لكم إذاعة مدرسية متكاملة حول الأزهر الشريف وإذا كان لديكم أي استفسارات يُمكنكم مشاركتها من خلال التعليقات وسوف نُجيب عليها في أسرع وقت ممكن.
