يَميلُ الإنسان بطبيعَتِه إلى الخوفِ من المجهول وما قد يكمن في المستقبل الذي لا يملكُ قدرةً على معرفته أو التنبؤ به ولهذا فإن التوكلَ على الله والتَّوسل إليه بالدعاء يُعَدُّ السبيلَ الأمثلَ الذي يمنَحُ القلبَ شعورَ الطمأنينة والسَّكينة ويُزيلُ عنه مخاوفَ الغيب في الصَّلاة والدعاء يجدُ الإنسانُ ملاذًا روحيًا يمدُّهُ بالأمان فإذا أوكلنا أمرَنا لله الذي بيده مقاليدُ الأمور وتدبيرُ الكون فإننا نسكنُ اطمئنانًا إلى حكمته وقدرته.
من الضروريِّ أن يَعتادَ الإنسانُ على تكرارِ الأدعية والاستمرارِ في الإلحاح على الله بها لأنَّ هذه الأدعية تُخفف عنه ثِقلَ المجهول وتبددُ رهبةَ الترقب لما هو آتٍ وتُلهِمُهُ سلامًا داخليًّا الله سميعٌ بصيرٌ بكل ما تُناجِيهِ به القلوب وهو الوحيد القادر على تغيير الأقدار وَفقَ حكمته ومشيئته في أوقاتٍ وأحوالٍ يَكشِفُها بطرقٍ لا يُمكنُ للعقل البشري توقعها أو استيعابها فهو سبحانه رَفيعُ التدبير وعظيمُ القدرة.
دعاء للتخفيف من رهبة المجهول مكتوب
الشعور بالخوف من المجهول قد يستهلك النفس ويثقل الروح ويجعل الإنسان يعيش في حالة من القلق والتوتر بسبب التفكير المتواصل في المستقبل وعدم الاطمئنان لما قد يحدث ويتسبب هذا القلق الدائم في حالة من عدم الاستقرار النفسي التي تجعل الفرد حبيساً لدائرة من الحيرة والاضطراب لذلك فإن الالتجاء إلى الله بالدعاء يعد من أفضل السبل التي تعين على طمأنة القلب وبث الراحة في النفس ومن الأدعية التي يمكن التوجه بها إلى الله في مواقف كهذه:
- اللهم يا مالك السموات السبع وما فيها، ورب الأرض التي تجري عليها الخلائق، ورب كل ما أبدعت من الجن والبشر احمني يا الله وكن لي ناصراً وعوناً وسنداً تحفظني من شرور الناس وما يحيكون من مكائد، لا تدع أحداً منهم ينال مني ولا تجعلهم يظلمونني يا من تعز من تشاء وتجبر من تشاء، لا إله إلا أنت الواحد الأحد.
- يا الله كما سخرت البحر لنبيك موسى وسخرت الحديد لعبدك داود، سخر لي قلوب عبادك واملأها بالحب لي بقدرتك التي تملك كل شيء واقلب نواصيهم للخير تجاهي يا رب ثبتني على دينك واختر لي الخير حيث كان، ارزقني الطمأنينة واجعلني تحت لطفك وكرمك وحمايتك حسبي الله عليك توكلت وأنت نعم المولى ونعم النصير.
- اللهم يا من يحمل صفات العزة كن لي عوناً بعزتك يا من يكفي خلقك أكفني برحمتك يا من تمتلك القوة زودني من قوتك يا من يدرك عباده بلطفه اجعل لطفك يحيطني في شؤون حياتي كلها واخفف ما بي من بلاء ومصيبة. اجعلني يا الله راضياً بما قدّرت لي ومقتنعاً بما وهبتني اللهم أدخلني في رحمتك ورضاك وأجعلني من عبادك المحبوبين لديك.
- يا رب ألجأ إليك في كل خطوة أخطوها وكل قرار أتخذه، توكلت عليك في جميع أموري اجعل العقبات هينة وميسرة وأبعد عني كل تعب وآلام، اللهم ارزقني يا كريم ما تقر به عيني ويرضيني, واجعلني أشهد الخير في عطاياك اصرف عني كل سوء وشر أفتح لي أبواب رحمتك واغمر قلبي بالسرور وحقق ما أتمناه برحمتك يا أكرم الأكرمين.
- حسبي الله الذي لا يعجزه شيء وهو القادر على كل أمر حسبي الله وتوكّلت عليه وهو رب العرش العظيم، حسبي الله الذي ألتجأ إليه في كل الصعاب والمحن حسبي الله لكل موقف عسير وكل أمر مخيف إذا خطر ببال أحد أن يؤذيني أو يسلبني حقي، فحسبي الله هو القوى المدافع عني والثابت لقلبي حسبي الله الذي يطمئن النفس ويحصنني بالذكر حسبي الله نعم الحسيب والوكيل في كل آن.
دعاء لتهدئة النفوس في مواجهة المجهول والكرب الشديد
يمر الإنسان في حياته بمراحل يغلب عليها الشعور بالخوف والقلق من المجهول أو المستقبل وقد يتزايد هذا الشعور ليؤدي إلى حالة من الكرب العميق والحزن الذي يؤثر على حياته ويثقل قلبه إلا أن السبيل الوحيد للتخلص من هذا الشعور هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء فهو الملاذ الأوحد لاستعادة السكينة وطمأنينة النفس وهناك عدد من الأدعية المستوحاة من السُنّة النبوية الكريمة التي تحمل معاني الإيمان العميق وتعزز من قوة الإنسان في مواجهة همومه ومن هذه الأدعية.
- اللهمّ ربّ السموات السبع وما أظلّت وربّ الأرضين وما أقلّت وربّ الشياطين وما أضلّت كن لي جاراً من شرّ خلقك كلّهم جميعاً أن يفرط عليّ أحد وأن يبغي عليّ عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلّا أنت أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشّياطين.
- يارب إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي وغمّي.
- اللهم إني ضعيف فقوّني وإني ذليل فأعزني وإني فقير فأرزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه اللهم سخر لي من يكون لي عوناً على ما أريد من أمور الدنيا والآخرة.
- اللهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت أن تفرّج عنّي ما أنا فيه وأن تكفيني شرّ الحاسدين والمعادين وانصرني عليهم بنصرك وتأييدك يا قويّ يا معين.
- يارب إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت اللهم إنّي أسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كلّ برٍّ والسلامة من كلّ إثم والفوز بالجنّة والنّجاة من النّار.
- اللهم إني عائذٌ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت اللهم توفّنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
- اللهم إنّي أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كلّ برٍّ والسلامة من كلّ إثم والفوز بالجنّة والنجاة من النّار لا تدع لي ذنباً إلّا غفرته ولا همّاً إلّا فرّجته ولا حاجةً من حوائج الدنيا هي لك رضاً إلّا قضيتها برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
- ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصّالحين وأفوّض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
دعاء للتخلص من رهبة المستقبل
الكثير منا يعيش في حالة من التفكير المستمر بمستقبل الأيام وما يُخبئه لنا القدر وهذا شعور فطري وطبيعي يمر به كل إنسان ومع ذلك فإن الخوف من الآتي وعدم الشعور بالطمأنينة يمكن أن يثقل النفس ويؤثر على الروح ولا شيء أفضل للتعامل مع هذا الشعور من الالتجاء إلى الله بالدعاء والتوكل عليه فهو ملاذ القلوب وسكينة الأرواح ولذلك يمكننا توجيه قلوبنا ونطق ألسنتنا بالدعوات التالية التي تعبر عن التوكل الكامل على رب العالمين.
- اللهم يا واسع الرحمة أسألك عطايا تُنير بها دروبنا حين تضيق السبل وراحة تملأ قلوبنا في أوقات المخاوف يا رحيم أعذني برحمتك من سُوء ما وهبتني ومن ابتلاء ما حرمتني اللهم اجعل بركاتك مغيثة لنا ورحمتك تفيض علينا وخيرك مستمر في حياتنا بلا حدود.
- يا إلهي الذي لا يستطيع أحد أن يمنع رزقك حين تبسطه ولا أن يعطي رزقك حين تقبضه وأنت وحدك الذي لا يُضل من هديت ولا يهدي من أضللت ولا يمنع خيرك حين أعطيته ولا يُعطيه من منعت اجعل يا الله الخير قريبًا إلينا واجعل الشر بعيدًا عنا بكل الطرق.
- باسمك يا الله الحافظ الذي إذا ذكر اسمك لا يضر شيء من مخلوقاتك سواء في الأرض أو السماوات فأنت وحدك السميع لكل ما يدور في قلوبنا والعليم بكل شؤوننا وظروفنا.
- أعوذ بكلماتك يا الله التي هي التامات والكاملة التي لا ينقص من كمالها شيء ومن كل شر مما خلقت وأقدرت على كل شيء.
أسلوب معالجة القلق من القادم
إنّ القلق من المستقبل والخوف مما قد يحمله الغد جزءٌ لا يتجزّأ من الحياة البشرية التي لطالما واجهت تحدياتها ومع تعقيدات العصر الحديث وزيادة الضغوطات اليومية قد يتحول هذا الشعور إلى أعباء نفسية تؤثر على الإنسان بشكلٍ يصبح التعامل معها ضرورة ملحّة لكن هناك العديد من الأساليب التي أثبتت جدواها في التخفيف من هذه المخاوف والسيطرة على الأفكار المتزاحمة مما يعيد الطمأنينة والاتزان النفسي ومن أبرز هذه الأساليب:
- العمل بشكل جاد على تقليل التعرّض تدريجيًا لجميع الأمور أو المواقف التي تُسبب لك مخاوف متكررة، مما يساعد على التقليل من تأثيرها عليك حيث يمكنك إعداد قائمة بالمواقف أو الأشياء التي تسبب التوتر والعمل على تقليل التعامل معها بالتدرّج والذي يُبرز فكرة أن الحياة أكثر بساطة مما قد تبدو عليه.
- الاهتمام بتنظيم الأفكار وتوجيه طريقة التفكير نحو الإيجابية، بحيث تتحول كل فكرة تحمل طابعًا سلبيًا إلى فرصة للتفاؤل والأمل وتصبح داعمًا نفسيًا بدلًا من أن تزيد من الحمل النفسي عليك.
- التركيز على تعزيز الإيمان بالله وتنمية مشاعر الثقة فيه، مع تذكير النفس دائمًا أن المستقبل يحمل الخير بإذن الله وأنّ الله سبحانه هو الأعلم بما يخفيه القدر من أمور حسنة ورحمة بعباده مما يُرسّخ داخل النفس شعورًا بالراحة أن القادم سيكون أفضل.
- الابتعاد عن الأماكن أو الأوضاع التي تعزز لديك القلق أو تذكّرك بمواقف صادمة قد مررت بها في الماضي أو تلك التي تفرض عليك ضغوطًا نفسية غير مبررة مهما كانت طبيعتها.
