قد يمر الإنسان أحيانًا بظروف قاسية تجعل الحياة تبدو ثقيلة وتسبب مشاعر الحزن والقلق التي تؤثر على راحته النفسية وفي تلك اللحظات يحتاج الإنسان إلى أن يعود إلى نفسه ويبحث عن الطريقة المثلى لتخفيف هذا العبء من الوسائل التي تساعد على التخلص من هذه المشاعر هو ممارسة الأنشطة اليومية التي تعيده إلى طبيعته وتبعده عن التفكير السلبي كأن ينخرط في أنشطة مفيدة تنمي طاقاته وتجعله أكثر إنتاجية وحيوية بالإضافة إلى ذلك، يبقى الدعاء والتضرع إلى الله هو الملاذ الأعظم والسبيل الأعمق لتخفيف ثقل النفس وتهدئتها إذ يمنح القلب راحة واطمئنانًا ويبعد عنه كل وساوس وهموم وفيما يلي مجموعة من الأدعية التي تهدئ النفس وتملأ الصدر بالراحة والأمان:
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا اللهم أسألك برد اليقين الذي يطرد عني كل قلق واضطراب، وانزع من قلبي كل حزن وهم وغم واصرف عني الوساوس والمخاوف التي تثقل حياتي، وأحيي صدري براحة لا تزول وطمأنينة تبقى معي دومًا.
- يا رب العالمين يا عالماً بالسرائر والظاهر اشف كل مريض يعاني وعافِ كل مبتلى، اللهم أزل من قلوبنا الأفكار المزعجة وأبعد عنا الوساوس القهرية، واهدنا دائمًا إلى طريق الخير والرشاد وارزقنا الصحبة الصالحة التي تعيننا على طاعتك، وأبعد عنا أصحاب السوء وكل من يحمل نية سيئة.
- اللهم ارزقني السكينة في وقت الأزمات واغمرني بهدوء داخلي يملؤه السلام، وأبعد عني أي أفكار مخيفة أو مشاعر مزعجة واحمني من الكوابيس والهلاوس التي تعكر صفو ليلي وكن أنت عوني وسندي يا الله وقت الشدائد، اللهم قوِّني لأتغلب على كل مخاوفي واملأ أيامي بالثقة والأمان.
الدعاء المأثور للتغلب على الخوف والقلق والوساوس
للدعاء تأثير عظيم في التعامل مع مشاعر الخوف والقلق والوساوس التي قد تثقل كاهل الإنسان، إذ يمنح الدعاء للنفس سكينة وهدوءًا ويساهم في بث الطمأنينة وخاصة عند الالتزام بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو المناجاة المأثورة عن السلف الصالح والتي تحمل معاني التوكل على الله والاستعانة به وفيما يلي بعض الأدعية التي يُنصح بتكرارها بمزيد من الإخلاص واليقين في لحظات الشدة والاضطراب:
- اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت وإذا استُرحمت به رحمت وإذا استُفرجت به فرجت، أن تفرج همي وتزيل كربتي وأن تدرأ عني شر الأعداء والحسّاد، وتقويني بنصرك الذي لا يُغلب وبرحمتك التي لا حدود لها يا قوي يا متين يا معين.
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي كل شأني ولا تكلني لنفسي طرفة عين ،أنت القائل في كتابك الكريم ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ وأنا العبد الذي لا ملجأ له ولا منجى إلا إليك، أُردد في يقين ﴿ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل أمري فلا ناصر لي إلا أنت يا ذا القوة والعظمة.
- اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب كل شيء وما أوجد، كن لي عونًا ونصيرًا واكفني أذى كل من أراد بي ضرًا، حصّنّي بحصنك المتين واحمني بجودك وكرمك، أنت العظيم الذي يعجز الخلق أمام جبروته لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم.
- اللهم لك الحمد حمدًا يليق بجلال ذاتك وعظيم سلطانك حمدًا لا يحده حد ولا ينقصه نقص، أنت الذي بيدك كل شيء: لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت لا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت، لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت وما من شيء يبتعد إلا بمشيئتك ولا يقترب إلا بإرادتك، فلك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
الدعاء المأثور للطمأنينة وسط القلق والخوف من متغيرات الحياة
عند مواجهة المتغيرات الصعبة والمشاعر التي تثير القلق والخوف في حياتنا فإن اللجوء إلى الله عز وجل والتوكل عليه يُعتبر السياج الحقيقي الذي يحمي قلب المؤمن ويملأه بالسكينة والطمأنينة فإن الدعاء يُعد من أجمل العبادات التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى وهو وسيلة قوية لاسترجاع الحس بالطمأنينة والراحة ومن الأدعية التي يمكن أن تضيء قلوبنا وتزيل همومنا ما يلي:
- اللهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي وغمّي.
- اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلّت وربّ الأرضين وما أقلّت وربّ الشياطين وما أضلّت كن لي جاراً من شرّ خلقك كلّهم جميعاً أن يفرط عليّ أحد أو يبغي عليّ عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت.
- ربّي لا تكلني إلى أحد ولا تحوجني إلى أحد واغنني عن كلّ أحد يا من إليه المستند وعليه المعتمد وهو الواحد الفرد الصمد لا شريك له ولا ولد خذ بيدي من الضلال إلى الرشد ونجّني من كلّ ضيق ونكد.
- اللهم إنّي أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كلّ برّ والسلامة من كلّ إثم والفوز بالجنّة والنجاة من النار لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرّجته ولا حاجةً من حوائج الدنيا هي لك رضاً إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
- ربّنا أفرغ علينا صبراً وتوفّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين وأفوض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلّى الله على سيّدنا محمّد الحبيب وعلى آله وصحبه وسلم.
- اللهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت أن تفرّج عنّي ما أنا فيه وأن تكفيني شرّ الحاسدين والمعادين وانصرني عليهم بنصرك وتأييدك يا قويّ يا معين.
- أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين.
مفهوم القلق وأبرز عوامل ظهوره
القلق هو إحساس طبيعي يحدث لكل إنسان وقد يكون أحيانًا أكثر من مجرد شعور بسيط حيث يتحول إلى مؤثر رئيسي على حياة الفرد بشكل عميق. يُعرف القلق بأنه حالة نفسية يصاحبها شعور بالخوف والتوتر وقد تظهر في مواقف يومية معتادة مثل بدء وظيفة جديدة أو حضور مقابلة شخصية، وفي هذه الحالات قد يقل القلق تدريجيًا مع مرور الوقت حيث يصبح الشخص أكثر تأقلمًا وفهمًا للوضع المحيط لكن إذا أصبح القلق حالة دائمة وملازمة للشخص وحتى في المواقف البسيطة وغير المبررة فإن ذلك يشير إلى القلق المرضي الذي يتطلب استشارة طبيب نفسي دون تأخير لضمان التعامل مع الحالة بشكل فعال قبل أن تتطور وتزداد تعقيدها مع مرور الأيام.
يرتبط ظهور القلق بعوامل عدة تتعلق بحياة الإنسان وطريقة تعامله مع الأمور المحيطة به ومن أهم هذه العوامل:
- ضعف الإيمان بالله سبحانه وتعالى إذ أن الثقة بالله والتسليم بقضائه وقدره يبعثان السكينة والطمأنينة في النفس ويزيلان مخاوف المستقبل والهموم.
- التقرب إلى الله بالدعاء والعبادة يفتح أبواب الأمل ويمحو القلق حيث يشعر الإنسان براحة عظيمة لأن الله وحده يبدل أحواله ويكفل له الأفضل.
- الانعزال عن الناس لفترات طويلة مما يؤدي إلى التفكير السلبي والانغماس في أفكار سوداوية مغلقة.
- حيث أن الوحدة المستمرة تجعل الحياة خانقة ومليئة بالتوتر والقلق بسبب افتقاد الدعم الاجتماعي والتفاعل الإيجابي مع الآخرين الذي يُسهم في تحقيق التوازن النفسي للفرد.
- الإفراط في وقت الفراغ دون استغلاله في أنشطة ذات مغزى أو قيمة، فإن الانشغال في أعمال منتجة وهوايات مفيدة يمنح الإنسان شعورًا بالإنجاز ويخفف من تراكم الأفكار السلبية والقلق المستمر حيث يتحول وقت الفرد إلى مصدر للارتياح النفسي والإنجاز الشخصي بدلاً من أن يكون عبئًا مليئًا بالمخاوف.
العوامل الرئيسية المؤدية إلى مشاعر الخوف
الشعور بالخوف يُعتبر أمرًا طبيعيًا يحدث عندما يتعرض الإنسان لمواقف تهدد سلامته أو حياته، وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور هذا الشعور ومنها:
- التعرض لحوادث خطيرة أو مواقف تهدد الأمان الشخصي مثل الكوارث الطبيعية كالهزات الأرضية والزلازل أو الحوادث المروعة التي تتسبب في استنفار غريزة البقاء لدى الشخص، مما يجعله يشعر بالخوف كاستجابة نفسية وجسدية طبيعية.
- الخوف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة أو المظلمة يُعتبر إحدى الحالات التي تجعل الشخص يشعر بعدم الاطمئنان والقلق، ويرجع ذلك لفقدانه الشعور بالأمان في مثل هذه البيئات التي تُحفز لديه رد فعل فطري بالخوف.
- التحدث أمام جمهور واسع أو مواجهة تجمعات كبيرة قد يولد شعورًا بالتوتر والخوف لدى بعض الأفراد، حيث يزيد الضغط النفسي الناتج عن التفكير في تقييم الآخرين لهم أو احتمالية وقوعهم تحت الانتقاد أو الحكم السلبي.
- العوامل النفسية والشخصية تؤدي دورًا كبيرًا أحيانًا في تكوين مشاعر الخوف مثل الحساسية الزائدة للنفسية تجاه بعض الظروف أو المواقف أو ضعف بنية الجسد مما يجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالخوف نتيجة لردود فعله النفسية والجسدية على الأحداث المحيطة به.