يُعتَبر دُعاء “إلهي أنتَ تعلمُ كيفَ حالي” من الأدعية ذات المكانة العظيمة والمميزة في قُلوب الناس حيث يُجسد بعمق معاني الرجاء واللجوء الصادق إلى الله –سبحانه وتعالى– وهو ما يجعله مُفعمًا بالروحانية التي تلامس أعماق القلوب وتجذبها نحو الإيمان والتفاؤل، قد اعتاد كثير من المسلمين على سماع هذا الدعاء بصوت شجي يمتلئ بالعذوبة وصفاء الإحساس مما يُضفي على الكلمات حياة نابضة تجعل المعاني تتغلغل في النفوس وتترك أثرًا عميقًا حيث لم يقتصر تأثير هذا الدعاء على العالم العربي فقط بل امتد ليصل إلى المسلمين في كل أرجاء المعمورة الذين وجدوا فيه تجسيدًا رائعًا للتضرع والخضوع لله إلى جانب بيان الإيمان الراسخ بقدرته وعظيم رحمته، ولذلك يبقى دعاء “إلهي أنت تعلم كيف حالي” من أرقى النصوص التي تخاطب الفطرة البشرية بأصالة وصدق في التعبير عن حاجات النفس وروحها الأمر الذي جعله خالدًا في قلوب الكثيرين رغم تعاقب الأجيال وتبدل الأزمنة يجمع هذا الدعاء بين المعاني البسيطة والكلمات القوية مما يجعل اللهج به عنوانًا للإيمان العميق وإشارة دائمة إلى أن الإرادة الإلهية هي المنفذ لكل أمل ورجاء مهما تعددت أشكال الابتهالات وتنوعت الأساليب في الإنشاد الديني ليظل هذا الدعاء من النصوص التي تجاوزت حدود الزمان والمكان لتستقر في أعماق الذكريات وقائمة القلوب المؤمنة.
دعاء “إلهي أنت تعلم كيف حالي” بصيغة مكتوبة
يدعو المسلمون في كثير من الأحيان بدعاء “إلهي أنت تعلم كيف حالي”، ويبحثون عن نص الدعاء مكتوبًا لحفظه وترديده خاصة إذا كانوا يستمعون إليه من أصوات منشدين مثل مشاري راشد وغيره وتم تقسيم الدعاء إلى عبارات منظمة لتيسير قراءته وحفظه مما يعين المستمعين على المتابعة مع المنشد بشكلٍ أفضل وأكثر دقة.
- إلهي أنتَ تعلمُ كيفَ حالي فهلْ يا سيِّدي فرجٌ قريب.
- أغيبُ وذو اللّطائفِ لا يغيبُ وأرجوهُ رجاءً لا يخيب.
- وأسألهُ السلامةَ من زمانٍ بُليتُ بهِ نوائبهُ تشيب.
- وأنزِلُ حاجتي في كلِّ حالٍ إلى من تطمئنّ به القلوب.
- فكم للهِ منْ تدبيرِ أمرٍ طوتهُ عنِ المشاهدةِ الغيوب.
- وكمْ في الغيبِ من تيسيرِ عسرٍ ومن تفريجِ نائبةٍ تنوب.
- ومن كرمٍ ومن لطفٍ خفيٍّ ومن فرجٍ تزولُ بهِ الكروب.
- ومنْ لي غيرَ بابِ اللهِ بابٌ ولا مولا سواهُ ولا حبيب.
- كريمٌ منعمٌ برٌّ لطيفٌ جميلُ السِترِ للداعي مجيب.
- حليمٌ لا يعاجلُ بالخطايا رحيمٌ غيثُ رحمتِهِ يصوب.
- فيا ملكَ الملوكِ أقلْ عثاري فإني عنكَ أنأتني الذنوب.
- وأمرضني الهوى لهوانِ حظي ولكن ليس غيركَ لي طبيب.
- فآمنْ روعتي واكبت حسودًا فإن النائباتِ لها نيوب.
- وآنسني بأولادي وأهلي فقد يستوحشُ الرجلُ الغريب.
- ولي شجنٌ بأطفالٍ صغارٍ أكادُ إذا ذكرتُهم أذوب.
- ولكني نبذتُ زمامَ أمري لمنْ تدبيرُهُ فينا عجيب.
- هو الرحمن حولي واعتصامي بهِ وإليه مبتهلًا أتيب.
- إلهي أنتَ تعلمُ كيفَ حالي فهلْ يا سيدي فرجٌ قريب.
- فيا ديانَ يومِ الدين فرّج هموما في الفؤادِ لها دبيب.
- وصل حبلي بحبلِ رضاكَ وانظر إليّ وتب عليّ عسى أتوب.
- وراعَ حِمايتي وتَوَلَّ نصري وشدَّ عرايَ إنْ عرت الخطوب.
- وألهمني لذكركَ طولَ عمري فإنّ بذكركَ الدّنيا تطيب.
- وقلْ عبدَ الرحيمِ ومنْ يليهِ لهمْ في ريفِ رأفتِنا نصيب.
- فظني فيكَ يا سندي جميلٌ ومرعى ذودِ آمالي خصيب.
- وصلِّ على النبيّ وآلهِ ما ترنّمَ في الآراكِ العندليب.
دعاء “إلهي أنت تعلم كيف حالي” بأداء مشاري
يُعَدّ دعاء “إلهي أنت تعلم كيف حالي” بصوت مشاري راشد واحدًا من الأدعية التي تحمل أسمى معاني الخشوع والتوجه لله سبحانه وتعالى حيث يتميز صوت مشاري راشد بعذوبته وإحساسه الراقي الذي يُضفي على الدعاء تأثيرًا عميقًا ومميزًا في قلوب المسلمين حول العالم هذا الدعاء الذي يأتي بكلمات مليئة بالصدق والخضوع لله يُبرز مدى ضعف الإنسان وحاجته الدائمة إلى مولاه عز وجل وهو ما يجعل هذه الكلمات تتلامس مع الروح وتُشعر الإنسان بصفاء نفسي وروحاني مختلف لقد أصبح هذا الدعاء بصوت مشاري من الأعمال التي ترتبط بالهدوء والطمأنينة بسبب الأداء الفريد الذي يُحاكي القلوب ويصلها بجوهر الإيمان.
من هو مشاري راشد العفاسي
حين نتحدث عن أبرز المنشدين الإسلاميين في زمننا الحالي وأحد الشخصيات المتميزة في هذا المجال على مر التاريخ فلا يمكن إلا أن نُسلط الضوء على الشيخ مشاري بن غريب بن محمد بن راشد العفاسي المطيري الذي وُلِدَ في الخامس من سبتمبر لعام 1976 في دولة الكويت والشيخ مشاري ليس مجرد منشد يتمتع بصوت مميز وحضور فريد فحسب بل هو أيضًا قارئ للقرآن الكريم يتميز بصوت شجي ومتقن مما جعله يحظى بمكانة رفيعة بين الأوساط الإسلامية لقد تقلّد الشيخ العديد من الأدوار البارزة فهو إمام للمسجد الكبير في الكويت وخطيب معتمد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك مما يعكس عُمق تأثيره ودوره الديني والاجتماعي.
أصدر الشيخ مصحفًا كاملاً بصوته وفق رواية حفص عن عاصم الأمر الذي أتاح له الانتشار على نطاق واسع وأكسبه تقديرًا وإعجابًا كبيرين من الجمهور في العالم الإسلامي وإلى جانب قراءته المتميزة للقرآن الكريم أبدع في تقديم مجموعة من الأناشيد الدينية التي لامست مشاعر المستمعين وأثرت القلوب ومن أكثر أعماله التي خُلّدت في ذاكرة المستمعين أنشودته المعروفة “إلهي أنت تعلم كيف حالي” التي لاقت صدى واسعًا وشعبية كبيرة بين عشاق الإنشاد الإسلامي.
أنشودة “إلهي أنت تعلم كيف حالي” بصوت العفاسي
تحدثنا في الفقرات السابقة عن المكانة الفريدة التي حققها الشيخ مشاري راشد العفاسي الذي أصبح واحدًا من أبرز المنشدين في مجال الإنشاد الديني بما يمتلك من صوت شجي يأسر القلوب أثناء تلاوته للقرآن الكريم وأيضًا لتميزه في تقديم أناشيد مليئة بالمشاعر الصادقة التي تصل إلى وجدان المستمعين وفيما يلي نسلط الضوء على إحدى الأناشيد البارزة التي قدمها بصوته العذب والتي كانت علامة فارقة في انطلاقته في عالم الإنشاد الديني الأنشودة التي نتحدث عنها هي “إلهي أنت تعلم كيف حالي” حيث استطاعت أن تحقق شهرة واسعة لما تحمله من كلمات مفعمة بالروحانية التي تتجلى بوضوح في الأداء المتقن والمؤثر للعفاسي.