ادعية الاستخارة في الزواج

أدعية الاستخارة المتعلقة بموضوع الزواج تُعتبَر من الأمور التي يلجأ إليها الإنسان عندما يكون يواجه لحظات من التردد والحيرة أمام قرارات مصيرية يخشى عواقب اختيارها بشكل غير صحيح مما قد يؤدي إلى خسائر سواء كانت نفسية أو مادية.

يجد البعض أنفسهم في مثل هذه الحالات يميلون إلى مشاركة هذه القرارات مع أشخاص مقربين كالأهل أو الأصدقاء أو حتى زملاء العمل بهدف الاطلاع على آرائهم والسماع لمقترحاتهم التي ربما تساعدهم في إلقاء المزيد من الضوء على الخيارات المتاحة ومع ذلك قد لا تكون هذه الآراء كافية لإزالة ذلك التردد أو قد يشعر الفرد بعدم اقتناعه الكامل بها مما قد يزيد من شعوره بالتشتت والمزيد من الصعوبة في اتخاذ القرار.

وهذا يصبح أكثر وضوحاً في المواضيع الحيوية كأمر الزواج والارتباط بشريك حياة محدد حيث قد يجد الشاب نفسه في حالة من التردد والقلق عندما تجذب نظره فتاة يشعر بأن قدرته على اتخاذ قرار الارتباط متأرجحة بين الإقدام والامتناع وقد يزيد هذا التردد من تعقيد الأمر بالنسبة له.

في مثل هذه المواقف يظهر دور صلاة ودعاء الاستخارة التي تُشرِب بها روح المسلم فكرة التوكل على الله سبحانه وتعالى واستدعاء هدايته في اتخاذ القرار الأنسب سواء كان الأمر متعلقاً بالزواج أو تحديد خيار آخر مثل البدء بعمل جديد أو اتخاذ قرارات مصيرية أخرى لأنها الوسيلة التي يطلب فيها العبد من الله الاختيار الأفضل له في حياته الذي يجلب له الخير ويبعد عنه الشر.

في هذا المقال سنتناول كيفية أداء صلاة الاستخارة المتعلقة بالزواج والخطوات التي يجب أن يتبعها الفرد بالإضافة إلى الشروط الضرورية التي تساعد على أن تكون الاستخارة صحيحة ومبنية على أسس يُمكنها توجيه الشخص إلى اتخاذ القرارات بثقة واطمئنان يجعلان قلبه مطمئناً وتفكيره أكثر وضوحاً في المضي قدماً بالخيارات التي يراها الأفضل له بناءً على توجيه الله عز وجل.

طريقة أداء صلاة الاستخارة للزواج

لأداء صلاة الاستخارة للزواج بطريقة صحيحة ومضبوطة وفق الشريعة عليك الالتزام بمجموعة من الخطوات الأساسية لضمان إتمام الصلاة بشكل يليق بما شرعه الله سبحانه وتعالى:

  • يُشترط الوضوء للصلاة كما هو الحال في جميع الصلوات المفروضة والنافلة حيث لا تُقبل الصلاة بدون طهارة.
  • ينبغي أن تكون نيتك واضحة ومحددة قبل البدء بالصلاة وهي نية صلاة الاستخارة والدعاء طلبًا للإرشاد من الله عز وجل.
  • تُؤدى الصلاة بركعتين من غير الفريضة ويُستحب في الركعة الأولى قراءة سورة الكافرون وفي الركعة الثانية قراءة سورة الإخلاص.
  • عند الانتهاء من الصلاة والتسليم ترفع يديك بالدعاء بخشوع وصدق قلب وإيمان راسخ متوجهًا بكامل إخلاصك لله سبحانه وتعالى.
  • يبدأ الدعاء بمدح الله عز وجل والثناء عليه وحمده تليه الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم باستخدام الصلاة الإبراهيمية.
  • ثم تدعو بدعاء الاستخارة الذي ورد نصه كالتالي:
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (وتذكر هنا الحاجة المُراد الاستخارة من أجلها) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدِرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (وتكرر ذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ). وتذكر حاجتك مرة أخرى بإجلال وتضرع.
  • بعد أن تنتهي من دعاء الاستخارة تُتم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى وتُظهر إخلاصك وتعبدك لله بتوجهك إليه بالتسليم والثقة في قضاء الله وقدره.
  • تضع كل أمرك بيد الله عز وجل وتتوكل عليه بقلبٍ مطمئن مؤمنًا تمامًا أن ما يختاره الله لك فيه الخير سواءً استبان لك هذا الخير واضحًا أو لم يظهر.

من المهم معرفة أن نتيجة صلاة الاستخارة لا تتجلى بالضرورة في رؤيا أو حلم بل قد تتجسد في صورة راحة نفسية وطمأنينة في قلبك أو تيسير الأمور المتعلقة بالاختيار الذي صليت لأجله.

دور صلاة الاستخارة في اتخاذ قرار الزواج

إنّ الزواج يُعدُّ من القرارات المصيرية التي تمثل محطة هامة في حياة الإنسان تمامًا كغيره من الأمور الكبيرة في هذه الدنيا التي تحتاج دائمًا إلى التمعن العميق والتشاور السديد والتروي الدقيق قبل الإقدام على تنفيذها لأنه لا يقتصر تأثيره على اللحظة الراهنة فقط بل يمتد ليُشكّل حياة الفرد المستقبلية ويُبني أساس أسرته القادمة ويُحدد مسار أيامه التي ستتبع ذلك.

لذا كان الإنسان بحاجة دائمة لأن يستند إلى مصدر موثوق وقوي يساعده على اتخاذ قرارات حاسمة مثل قرار الزواج وعندما يبحث في محيطه فلن يجد أصدق نصيحة أو أكثر حكمة من تلك التي تأتي من الله عز وجل، فهو سبحانه العالم بكل شيء والغائب عن الأنظار والذي يعلم خفايا القلوب وأسرار النفوس ويرى ما لا يراه أحد سواه، فلا حاجة لأن تشرح أو توضح أو تفصل أمامه شيئًا لأنه عليم بما كان وبما سيكون قبل أن يخطر على بالك.

ولعل من أعظم وأجمل الوسائل التي تُعين المسلم في اتخاذ قرار الزواج بما يملأ قلبه بالطمأنينة ويزيل أي شك أو قلق يُسيطر عليه هي صلاة الاستخارة التي تُمنح المرء السكينة وتُبعد عنه التردد وتفتح أمامه أبواب الرضا النفسي والارتياح الروحي لأن حينما يُفوّض العبد أمره كله لله ويسلم شؤونه بيد الخالق يشعر بانفراج الهم وزوال الحيرة وتيسير الأمور ومنها هذا الخيار الكبير الذي يُعد من أكبر وأهم محطات حياته كقرار الزواج.

نقاط أساسية يجب الالتفات إليها عند أداء صلاة الاستخارة

تُعَدّ الاستخارة من الأُمور التي يَنبغي على المُسلم أن يُدرك أهميتها ويحرص على تطبيقها في كافَّة مناحي حياته سواء ما كان منها عظيمًا أو صغيرًا وهناك بعض النقاط التي تستوجب الانتباه إليها عند الاستخارة:

  • ينبغي للمسلم أن يُعَوِّد نَفسَهُ على أن يلجأ إلى الاستخارة دائمًا في قضاياه وأموره مهما بَدَت بساطتها إذ يُعوِّدُهُ ذلك على تسليم أمره لله جل وعلا في كُلِّ تفاصيل حياته ليطمئن قلبه أن الخير كُله بيد الله سبحانه.
  • على الشخص أن يَكون موقنًا يقينًا تامًا أن الله وحده هو القادر على تحقيق الخير، وعليه أن يَستشعر هذا اليقين عِند تَلفظه بمعاني دعاء الاستخارة وأن ينطق به من أعماق قلبٍ مخلص مُتفَهِّمًا لمضمونه بطلب التوفيق والخير.
  • يَجِبُ أن يُؤدى دعاء الاستخارة مُقرونًا بصلاة ركعتين مستقلتين، فدعاؤها بعد صلاة الفرض غير مُجَزئ لأن صلاة الاستخارة عبادة قائمة بذاتها تحتاج إلى نية مخصصة.
  • النية الواضحة تُعَدُّ رُكنًا أساسيًا قبل أداء صلاة الاستخارة، لذا ينبغي للمسلم أن يُحدد نيته ودوافعه بوضوح قبل أن يعزم على هذه العبادة، حيث أن النية تُبرز الإخلاص وتدعم صدقه أمام الله.
  • لا يَجوز على الإطلاق إضافة كلمات أو حذف عبارات من دعاء الاستخارة، ولا يُقبل أن يقوم الشخص بالاستخارة عن غيره لأن الاستخارة هي مناجاة فردية بين العبد وربه فلا يصلح تأديتها نيابة عن أحد.

وبالنسبة للنساء فإن كان لديهن مانع شرعي كالحَيض أو النفاس يُصبح من الواجب الانتظار حتى يزول المانع واستئناف الصلاة وأما إذا كَانَ الأمر الذي يستخبرن الله بشأنه لا يحتمل التأخير فيمكن لهن الاكتفاء بالدعاء دون الصلاة في هذه الحالة إذ يُسمح لهن بذلك عند الضرورة.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x