الدّعاء الذي يُقال عند الإفطار: “اللهم لكَ صُمتُ وعلى رِزقِك أفطرتُ ذهبَ الظمأُ وابتلّت العروقُ وثَبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ” لم يُنقل نصًا عن النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر ولكنه يُعد مستحبًا لما يحمله من معاني الخير والبركة التي تتوافق مع تعاليم الإسلام حيث يحقّ للمسلم أن يدعو بأي دعاء يشاء بشرط ألا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ومن الأدعية الواردة التي يُمكن ترديدها عند الإفطار:
- ذهَبَ الظَّمأُ وابتلَّت العروقُ وثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ.
في السنة النبوية تتوفر العديد من الأدعية التي يُستحب أن يرددها المسلم وقت الإفطار وخصوصًا خلال شهر رمضان إذ أن هذه الأدعية تتسم بالبركة وتجسد معنى الالتجاء إلى الله والتضرع بنية قبول الطاعات وتحقيق الرضا الإلهي مما يضاعف من الأجر والثواب في هذا الوقت المبارك.
صحة دعاء “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” وفق السنة النبوية
الدعاء الذي يُردد عند الإفطار في شهر رمضان “اللهم لك صُمتُ وعلى رزقك أفطرت” يُعتبر من الأدعية المشهورة بين المسلمين وعلى الرغم من شيوعه إلا أن العلماء ضعفوا الحديث الذي ورد فيه هذا الدعاء ولم يعتمدوه كحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وينطبق هذا أيضًا على دعاء آخر شائع وهو “اللهم إني أسألك برحمتك” فكلا الدعاءين وردا في أحاديث ضعيفة ولم تثبت صحتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالرغم من ضعف الأسانيد التي نُقلت بها هذه الأدعية إلا أن استخدام هذه الأدعية في الدعاء يُعد جائزًا طالما أنها لا تحتوي على أي مخالفات للشريعة الإسلامية أو تناقض أحكام الدين حيث إن القواعد الشرعية تتيح للمسلم الدعاء بالأدعية الواردة في الأحاديث الضعيفة بشرط ألا تتضمن أمورًا تخالف الأسس الشرعية للدين الإسلامي أو تحتوي على أي مضمون يتعارض مع العقيدة.
- هذا الدعاء ورد في حديث ضُعِّف سنده وهو الحديث الذي رواه أبو داود (2358) عن معاذ بن زهرة الذي قال بأنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يردد عند الإفطار: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”.
الدعاء الصحيح قبل الإفطار وفق تعاليم السنة
دعاء الإفطار الصحيح من السنة هو من الأدعية التي وردت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهناك العديد من الصيغ المنتشرة بين الناس لكن الدعاء المثبت والصحيح هو الصيغة التي وردت عنه -عليه الصلاة والسلام- مباشرة وهي ما تُعدُّ من أفضل الأدعية عند الإفطار لما فيه من اتباع لسنته الشريفة.
كان النبيُّ الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- يردد هذا الدعاء بعد الإفطار مما يجعله سنة نبوية مؤكدة يُستحب الاقتداء بها لأن الأدعية الموروثة عن النبي تتميز ببركة عظيمة وأجر كبير وقد حثنا رسولنا على هذا الدعاء لتعزيز شكرنا لله على نعمه الكثيرة التي أنعم بها علينا وللتأكيد على ضرورة طلب الأجر والثواب من الله في كل ما نقوم به من أعمال في حياتنا.
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا أفطر يقولُ: (ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ)». هذا الحديث بإسناد حسن وهو الدعاء الصحيح الذي نستدل به من السنة النبوية.
دعاء “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت”
الدعاء “اللهم لك صُمت وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت” يُعَدُّ من الأدعية التي انتشرت بين المسلمين وخاصةً في لحظات الإفطار في شهر رمضان المبارك ومن الجدير بالذكر أن هذا الدعاء قد ورد في حديث ضعيف ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغم ذلك فإن الدعاء به يجوز طالما أنه لا يُخالف تعاليم الدين الإسلامي حيث إن الدعاء في جوهره هو التوجّه لله بمختلف الصيغ والعبارات التي تحمل الدعاء المباح.
إن صياغة الدعاء قد تحتوي على زيادات أو إضافات اجتهادية من البعض مثل: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم بعزتك ورحمتك التي وسعت كل شيء اغفر لي ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله” وهذه الإضافات شائعة بين الصائمين وقت الإفطار وتعبر عن مشاعرهم وتضرعهم إلى الله.
- هذا الدعاء وأمثاله يُقال بهدف التقرب إلى الله واستشعار أهمية لحظة الإفطار التي تُعد من الأوقات المباركة، ويُحيي المسلم هذه اللحظات بالدعاء بما في قلبه من حاجات وأمنيات.
الله -عز وجل- يقول في القرآن الكريم (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وهو تأكيد من الله على وعده بالإجابة لكل من يدعو بإخلاص وإن من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء هي اللحظات التي تسبق الإفطار مباشرةً وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن للصائم وقتًا قبيل إفطاره تُجاب فيه دعوته ولهذا فإن اغتنام هذه اللحظات في الدعاء لتحقيق الطاعة والتقرب إلى الله وطلب الأمور التي تتعلق بالدنيا والآخرة يُعتبر عملًا محمودًا يعظّم أجر الصائم ويزيد أمل المؤمن في استجابة دعائه.
أهمية الدعاء في شهر رمضان المبارك
الدعاء في شهر رمضان المبارك يُعد من أبرز العبادات التي تحمل فضلًا عظيمًا وتُعزز العلاقة بين العبد وربه ويُستحب أن يلتزم المسلم بدعاء الإفطار يوميًا لما يحتويه من كلمات صادقة تعكس أعمق الأمنيات التي يرغب المسلم في تحقيقها ومن أعظم الفوائد المرتبطة بالدعاء في هذا الشهر الفضيل:
- التقرب إلى الله: يسهم الدعاء في جعل العبد أكثر تقربًا إلى ربه ويُعد من أقوى العبادات التي قد يغفل عنها البعض لكنه من الضروري أن يُكثر الصائم منه لتعزيز علاقته بالخالق ورفع منزلته عند الله عزّ وجلّ.
- اللجوء إلى الله: يُتيح الدعاء للمؤمن الفرصة للجوء والتضرع إلى الله بخشوع وتذلل ليُعبر عن حاجته الشديدة وضعفه أمام قدرة الله المطلقة التي تستطيع تلبية الدعوات مهما ظنّ البشر أنها مستحيلة.
- زيادة الأجر والثواب: ينال المسلم من خلال الدعاء أجرًا عظيمًا فهو ينفذ عبادة أمر بها الله سبحانه وتعالى مما يُضاعف من حسناته ويُقربه أكثر من ربه كما يجعله يعتمد على الله وحده دون الحاجة إلى الخلق ويُعزز ثقته في رحمته.
- رفع البلاء: من أعظم آثار الدعاء أنه يُسهم في رفع البلايا عن الناس ويُخفف عنهم المحن والمصاعب التي تواجههم فبفضل الدعاء يُذلّل الله لهم ما استصعب من أمورهم ويُيسرها فاتحًا لهم أبواب الخير ومبعدًا عنهم الشرور.
- تحقيق الطمأنينة: يشعر المسلم أثناء دعائه لله بسكينة وطمأنينة تغمر قلبه إذ يضع بين يدي الله همومه وأثقاله فيبتعد عن غفلة الدنيا وتزداد ثقته بإرادة الله وحكمته التي لا يعجزها تدبير أي أمر.
- جلب الرزق والبركة: يأتي الدعاء بفضل كبير في توسيع الرزق وزيادة البركة في حياة المسلم حيث يعيش في راحة ويُمن وصلاح حال فيُشِع قلبه بالسرور والمحبة من عباد الله وملائكته ويضمن رضى الله سبحانه وتعالى عنه.
ترجمة دعاء “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” إلى اللغة الإنجليزية
كان النبي ﷺ يقول عند الإفطار: اللهم لك صُمت وعلى رزقك أفطرت:
- The Prophet of Allah (ﷺ) would say upon breaking his fast: O Allah, for You I have fasted and with Your provision I have broken my fast.