يَشعُرُ الإنسانُ بالحزنِ العميقِ عندما يُفارِقُهُ شَخصٌ عَزيزٌ عليه، خاصّةً إذا غادَرَ الحَياة ولم يَعُد بِإمكانِه أن يكونَ جُزءًا مِن واقِعِنا، ومع تَكرارِ الذّكرياتِ التي جَمعَتهُ مَع هذا الشّخص يَزدادُ الألم ويتملّكُ القلبَ الأسى مِمّا يَجعَلُ الإنسانَ أحيانًا يَتمنّى أن يَكونَ برفقةِ هذا الشّخصِ الراحل وهُنا يَحتاجُ إلى تحلّيٍّ بالصّبرِ والاستِسلامِ لحِكمةِ اللهِ تعالى وتَجنبِ إتاحةِ الفُرصةِ للشيطانِ لِزرعِ السّخطِ وعدمِ الرّضا بِأقدارِ اللهِ سبحانه وتعالى، ومِن الوسائلِ التي تُخفِّفُ وطأةَ الحزنِ وتمنحُ المُسلمَ سَكينةً هي الالتِجاءُ إلى اللهِ بتكرارِ الأدعيةِ التي تُساعِده على التحلّي بالصبرِ وزيادةِ الرِّضا، ومِنها:
- اللّهمَّ أَعِنِّي على أمري في الدِّينِ والدُّنيا ووفِّقني لآخِرَتي بالطّقوى، واحفَظني في أُموري الخَفيّةِ كَمَا احفَظني في الحاضِرَةِ أمامي، ولا تَكِلني إلى نفسي ولو في أَقلِّ من لَمحةِ عينٍ يا رَبَّ العَفوِ الذي لا يُرهِقُ جَلالَك يا ذا الكرمِ الذي لا يُنقِصُهُ غُفرَانك، تَجاوَز عَمّا يَقِلُّ كَرمًا مَنك وارزقني مِن فَضلكَ وإحسانك ما تُكرِم به عَبدَك ولا يَنفَدُ مِن عَطائِك.
- أحبُّ أن أَعوذ بوجه اللهِ العظيمِ، اللّذي لا أَعظَم مِنهُ وأَستَعيذ بكلماتِه البالِغات التّامَّات اللاتي لا يَتَجاوَزها عَبدٌ شَديدُ الطّاعةِ أو فاجِرٌ ضال وباسمائِهِ الحَسنى سواءَ مَاعَرِفتُها أم ما لَم أدرِ بها، وألجأ إلى حِماهُ مِن شرّ كل مخلوقٍ أنشأتهُ وفرَشتَ له الأرضَ وهيّأت له طَريقَ العيشِ في هذه الحَياةِ، ومِن الشرّ اللّذي يُجهِدُني ويُثقِلُ قلبي وكلّ شَرّ أنتَ يا الله ماسكٌ بناصيتِه وهَادٍ لِسبيلٍ مستقيم.
أدعية الصبر على البلاء والحزن مكتوبة
- يا رب إني أبث إليك شكواي وأعرض أمامك همّي وضعفي فلا حول لي ولا قوة إلا بك يا من أنت ملجأ المستضعفين وملاذ المحتاجين، أسألك يا الله برحمتك التي وسعت كل شيء أن تلطف بي في شدتي، لا تكلني إلا إليك وحدك فليس لي سواك من أشتكي إليه أو أفرغ بين يديه حزني، فأنا عبدك الضعيف الذي لا يملك حيلة، فهل تكلني إلى غيرك ممن يزدري أمري؟ أم تسلّط عليّ عدوًا يتحكم في شؤوني؟ إني أفوض أمري إليك يا أرحم الراحمين.
- إلهي إني توكلت عليك واعتمدت على وعدك ورحمتك التي لا تنقطع أستبشر بكرمك وأستشعر حلمك الذي أرجوه في كل حين، صلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وسلم تسليمًا كثيرًا، واكتب لي لطفًا يحيطني في تفاصيل حياتي امنحني عونك فلا تتركني أسير وحدتي بلا نصير، لا تكلني لنفسي طرفة عين، ولا تجعلني أحتاج إلى أحد من خلقك بيدك الأمر كله وأنت القوي القهار يا من تملك ملكوت السماوات والأرض وما بينهما.
- يا من علمت القلوب النجوى وحدك الله لا شريك لك أنت الإله الواحد القهار عليك توكلت وإليك أنيب في كل أمري، أنت رب العرش العظيم وقدرتك فوق كل شيء، مشيئتك نافذة فمن تقول له كن يكن، وما لا تقضيه لا يكون لا حول ولا قوة إلا بك يا ذا القوة والنصر والقهر المطلق، أنت على كل شيء قدير وأشهد أنك عالم الغيب والشهادة وكل أمر في كونك بيد أدعوك أن تحمينا من مكائد خلقك وتجنبنا شرورهم، فأنت يا رب من تمسك قبضتها وتسيرها حيث تريد، وأنت من تثبتنا على صراطك المستقيم.
- الحمد لله الذي إذا ذكرناه بالثناء خشعت له كل المخلوقات الحمد لله الذي عزّ بجبروته عن أن يناله أحد، الحمد لله الذي ملك قلوب العباد وخضعت لنفاذ أمره وقدرته، الحمد لله الذي بسط ملكه وسيّر بمشيئته كل ذرة في الكون ذليلة لأمره.
- يا رب لك الحمد الذي لا ينقضي ولا ينفد كما تقتضي عظمتك وجلالك لك الحمد الذي لا يدرك كنهه أحد سواك، ولك الحمد الذي هو الجزاء الأعظم لكل شاكر وصابر لك الحمد في كل حال، وفي كل لحظة من الفرح والحزن لك الحمد في البلاء كما في النعماء، ولك الحمد حين تضيق بنا الدنيا وفي ساعات الفرج التي مننت بها علينا بعد الشدة أنت الكريم الذي لا ينقطع إحسانه.
أدعية الصبر على البلاء والمرض
في هذه الفترة العصيبة التي يشهدها العالم نتيجة ظهور أحد أشد الأمراض فتكًا وهو فيروس كورونا المستجد، الذي يمثل تهديدًا خطيرًا على حياة الملايين وتسبب في إصابة وفقدان العديد من الأحباب والأصدقاء، ما زال العلماء والأطباء يسعون جاهدين لاكتشاف اللقاح الملائم لمواجهته باتت الدعوات والتضرعات إلى الله ملاذًا نلجأ إليه بأيدٍ مرفوعة وقلوب مفعمة بالإيمان، نسأله سبحانه أن يحفظنا وأهلنا وأحباءنا من هذا الوباء الخطير، ومن دعاء الصبر على البلاء والمرض يتجلى في الدعوات التالية:
- بِسْمِ اللهِ الذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ، بِسْمِ اللهِ الكَافِي بِسْمِ اللهِ المُعَافِي، بِسْمِ اللهِ عَلَى نَفْسِي وَدِينِي، بِسْمِ اللهِ عَلَى أَهْلِي وَمَالِي بِسْمِ اللهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَعْطَانِي رَبِّي، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ أَعُوذُ بِاللهِ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ.
- اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَشَيْطَانٍ مَرِيدٍ وَمِنْ شَرِّ قَضَاءِ السُّوءِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. اللَّهُمَّ يَا سَامِعَ كُلِ شَكْوَى وَيَا شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَى، وَيَا عَالِمِ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيَا كَاشِفَ كُلِّ كُرْبَةٍ وَبَلِيَّةٍ وَيَا مَنْ أَنْقَذْتَ نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدًا -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- نَجِّنِي مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمَرَضٍ.
- إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَلَّا يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ أَوْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.
أدعية الصبر على البلاء والمصائب
يظن بعض الناس أن هناك ارتباطًا بين المعاصي والابتلاءات لكن الواقع أن الابتلاء قد يكون دليلًا على محبة الله لعباده، والدليل على ذلك أن الأنبياء والرسل كانوا أكثر الخلق ابتلاءً ومواجهةً للمصائب خلال حياتهم، مما يبين أن الابتلاء يختبر الإيمان ويقوي احتماله وثباته في وجه المحن.
كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف:
- «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة». [ref]الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم : 4/221 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما][/ref].
- اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكفني بركنك الذي لا يُرام واحفظني بعزك الذي لا يُضام، وارحمني بجلالك وقوة سلطانك يا أرحم الراحمين أنت رجائي وأملي وسندي الذي أعتمد عليه.
- أسألك يا رب أن تبعد عني كل شر وأهله، وأسألك تفريجًا قريبًا وصبرًا ينير القلوب وعافية من كل مصيبة ومحنة، اللهم إليك فقط ألجأ ربّي ادفع عنّي ما أحزنني وأعوذ بك من سوء الحال ومن ضعف اليقين يا أكرم الأكرمين، أنت صاحب القوة التي لا تُضاهى لا حول ولا قوة إلا بك.
- لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين، لا إله إلا الله رب كل شيء ومليكه سبحانك يا من لك الكمال والعظمة سبحانك يا من لك الرحمة الواسعة، كنت ظالمًا لنفسي وأعوذ بك من القنوط أو اليأس، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد هو الحيّ الذي لا يموت يُحيي ويميت وهو على كل شيء قدير وإليه المعاد.
- اللهم يا عالم السر وأنت أعلم بكل خفايا نفسي اجعل كل ضعف أحمله قوة، اللهم اغفر لي ما أقترفته من ذنوب أخجل من الاعتراف بها اللهم أسألك أن تكون دائمًا معي بكل محنة وخاطرة وتزرع الطمأنينة والإيمان القوي في قلبي، حتى أرضى بكل أقدارك مهما بلغت شدتها، يا رب اكتب في قلبي رضا يملأه اليقين، وامنحني القبول بقسمتك في كل أمر يا أكرم الأكرمين.
- يا الله أسألك باسمك العظيم وسألكم بحالي الذي لا يعلمه سواك، يا مغيث المستغيثين يا أرحم الراحمين ليس لغيرك طاقة على ما أعاني، أسألك يا رب أن تُخفف عني وترفع عن قلب عبيدك ما يحمل اللهم اكفني شر شيطان الإنس والجن، وأوجد لي طريقًا نحو الفرج برحمتك وعزتك يا رحيم يا كريم.
الدعاء عند وقوع المصائب مكتوب
الدعاء عند المصيبة مكتوب؟ عندما تمر بالإنسان مصيبة أو يُواجه موقفاً عسيراً في حياته فلا بد أن يلجأ إلى ربه مُستعيناً بالدعاء لما تحمله هذه الدنيا من مصاعب وابتلاءات تُختبر بها قلوب المؤمنين ولعل من أصعب تلك الابتلاءات وأشدها وطأة على النفس مصيبة الموت التي تترك أثراً عميقاً في الوجدان ولكن الموقف الأمثل في هذه اللحظات الصعبة أن يُسلم المسلم أمره لله ويتذكر قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فمن خلال هذا التسليم والاسترجاع يتجلى الرضا بقضاء الله ويبرز الإيمان العميق بحكمته وعدله ومن بين الأدعية التي يُمكن للمؤمن دعاؤها في مثل هذه الأوقات:
- (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) يُردد المسلم هذا الدعاء ليُعبر عن تسليمه المطلق لحكمة الله وقُدرته وأن كل ما يحدث هو بإرادته العظيمة.
- لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى إذ يُذكر هذا الدعاء الإنسان بضرورة القبول بقضاء الله وقدره مهما كانت شدته لأن كل شيء عند الله مقدر بعلمه وأجله.
- ربي لا تكلني إلى أحد ولا تحوجني إلى أحد وأغنني عن كل أحد يا من إليه المستند، وعليه المعتمد حيث يطلب بذلك الرحمة من الله الغني عن جميع خلقه الذي لا يُحتاج إلى سواه.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يدعو العبد بهذا الدعاء مُقراً بتقصيره وذنوبه راجياً من الله مغفرته ورحمته اللتان هما مصدر الطمأنينة والسكينة.
- ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين حيث يلتمس المسلم العون من ربه ويدعوه أن يرزقه الصبر والقوة على تحمل المحن والتحديات التي تواجهه.
- ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ففي هذا الدعاء طلب للهداية والثبات على الإيمان والتماس لرحمته التي هي مفتاح الفرج والخير دائماً.
أدعية الصبر على الشدائد مكتوبة
على المؤمن أن يُظهر الرضا بما قَدَّره الله له ويُلجئ إلى دعاء الصبر على الشدائد ليتخطى المحن والابتلاءات، فوعد الله الحق لعباده المؤمنين الصابرين هو وعد لا يتخلف إذ قال تعالى في كتابه الكريم: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ):
- اللهم إني أسألك بأنك الملك الذي لا يُرد أمره وأنت القادر على كل شيء، حقق لي من الخير ما أرجوه واصرف عني كل ما يسوءني وما لا أطيق.
- ربنا افرغ علينا من صبرك وتوفنا في رحمتك مسلمين، إملأ قلبي بطمأنينة تُعينني على مُجابهة تقلبات الأيام وامتحانات القدر بفضل منك ورحمة.
- اللهم اجعل لي من كل ضيق وهم يصيب أمري سواء في دنياي أو آخرتي مخرجًا واسعًا وفرجًا قريبًا، وارزقني رزقًا خالصًا من عطائك واغفر لي ذنوبي كلها وثبت قلبي على ما تحب وامحُ عني اليأس والحزن كي لا أعلق رجائي إلا بك.
- لا إله إلا الله الواحد الحليم لا إله إلا الله الكريم الودود، لا إله إلا الله الذي وسع عرشه السماوات والأرض، أسألك يا أكرم الأكرمين أن تُفيض علي من رحماتك ما يذهب عني كل تعب وألم.
- اللهم يا صبور امنحني من صبرك ما يُعينني على ما ابتُليتني به يا واسع العطاء، أعوذ بك من كل ما أخشاه أو يعكر حياتي، واحفظ علي نعمك وزدني رضا بقدرك وثقة بحكمتك.
- ربي اجعلني غنيًّا بك فلا تكلني لأحد مهما كان واجعلني معتمدًا عليك وحدك، أنت الأحد الصمد القادر على كل شيء ثبتني على دينك وانصرني عند كل بلاء وقربني من الخير ونجني من كل كرب.
- اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ومغفرتك التي يا رب طمأنت كل مذنب، أن تغفر لي وترزقني من فضلك وتجعلني من عبادك المقربين، وتبعد عني ما يشقيني وألحقني بمن رضيت عنهم في حياتهم وبعد مماتهم.
أدعية للصبر على البلاء والألم
التعرض للحزن والشعور بالضيق نتيجة الابتلاءات والصعوبات في الحياة هو أمر مألوف بالنسبة للبشر، فلا يوجد إنسان معصوم من هذه المشاعر لكن ديننا العظيم يعلمنا كيفية التعامل مع هذه اللحظات والتصدي لها بالصبر والرضا، فقد بيّن لنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الطريق المثلى لمواجهة أوقات الشدة من خلال قوله في الحديث الشريف: «عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير ـ وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له»، ما يعني أن صبر المؤمن على ما يمر به من بلاء وألم يعود عليه بالخيرات سواء في الدنيا أو الآخرة، ومع هذا الصبر يمكن الاستعانة بالدعاء كوسيلة لتفريج الهموم وتثبيت القلوب وطلب العون من الله، ومن أعظم الأدعية التي يمكن ترديدها:
- اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ في حُكمك، عدلٌ في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- ومن الدعاء لطلب الصبر في مواجهة الأحزان، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال.
- اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء منزل التوراة والإنجيل، والفرقان فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
- اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء، وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
- ومن أجمل الأدعية في أوقات الألم اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين أصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
آيات من القرآن الكريم لرفع البلاء
رغم أنه لا توجد آيات قرآنية مخصصة لرفع البلاء بشكل محدد وصريح، إلا أن الآيات الواردة هنا تعد تذكرة مهمة للإنسان بقدرة الله العظيمة على تغيير الأحوال وتخفيف المصاعب، وهي وسيلة لإعادة الأمل وبث الطمأنينة في النفوس خلال الفترات العصيبة، حيث يكون الإنسان بحاجة إلى التذكير بأن الله عز وجل هو المتوكل عليه في كل الأمور وهو وحده القادر على أن يمنح الفرج بعد الضيق، وأن البلاء مهما طالت مدته، فإنه زائل برحمة الله وتقديره، كما أن هذه الآيات تم اختيارها بعناية لأنها تعبر عن مظاهر قدرة الله اللامحدودة التي تعطي الإنسان أملاً مادياً ومعنوياً وتصير بمثابة مفاتيح للفرج وللراحة النفسية وقت المحن ولذلك سوف نعرض هنا مجموعة من هذه الآيات المباركة:
- {قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب} ثم أنتم تشركون؛ تذكر الآية بأن الله وحده هو الملجأ الذي ينجي الإنسان من الشدائد مهما كانت قوتها.
- ﴿سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾ تمنح هذه الآية اليقين بأن الله سيخلق طريقاً للفرج والخير بعد أي ضيق أو عسر يواجه الإنسان.
- ﴿ألا إن نصر الله قريب ﴾ تطمئن الآية القلوب وتحث المؤمن على التفاؤل بأن نصر الله دائماً قريب وأن الفرج قريب لكل من أحسن التوكل عليه.
- ﴿ كل يوم هو في شأن ﴾ تؤكد الآية أن الله في كل لحظة يدبر شؤون عباده ويرعى أمورهم بحكمة ورحمة.
- ﴿فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ﴾
يظهر التكرار هنا تأكيداً على وعد الله بأن اليسر ملازم للعسر، وهو تكرار يبعث الطمأنينة في القلوب المكدودة بالأعباء.
- {ويخرجهم من الظلمات إلى النور} بإذنه؛ تبين الآية قدرة الله العظيمة على إخراج الإنسان من ضيق المحن وظلام الأيام إلى بهجة الراحة والنور والسلام.
- {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم، تؤكد الآية أن رحمة الله إذا نزلت فلا يمكن لأي قوة أن تمنعها، وإذا أمسك عن عباده شيئاً فإن إرادته هي السائدة دون أي جدال.
- {إني توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} إن ربى على صراط مستقيم، في هذه الآية توجيه عميق للمؤمن بأن يكون توكله على الله كاملاً ويقينه تاماً، لأنه يدبر أمر كل كائن حي ويهديه سواء السبيل.
- {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، تنزع هذه الآية القلق من القلوب بتذكيرها بأن كل ما يحدث في الحياة مكتوب بحكمة الله، ولهذا لا بد أن نطمئن لحكمته ونتوكل عليه.
- {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم، تمنح الطمأنينة وتؤكد حقيقة أن الضر والنفع بحكم الله وإرادته وحده، وهو الغفور الرحيم لعباده.
- {..قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كشفت ضره أو أرادني برحمة} هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون، تبرز الآية ضعف كل ما يُعبد من دون الله وعظمة الاعتماد على الله وحده، لأنه من تتوكل عليه النفوس يكون هو الملجأ والمانح للرحمات والنجاة.