أدعية بظهر الغيب مكتوبة (الدعاء في ظهر الغيب)

يُعَدّ الدعاء بظهر الغيب وسيلة مميزة للتقرّب من الله عز وجل وتوطيد العلاقات بالمودّة والمحبة بينك وبين من تحب سواء كانوا من عائلتك أو أصدقائك أو أشخاص قريبين من قلبك لما تحمله هذه الدعوة من بركة عظيمة فهي تعكس نواياك الصادقة ونبلك وتُسهم في تقوية الروابط بينكم لتكون أكثر قربًا وأعمق ارتباطًا بالله تعالى.

أهمية الدعاء وفوائده المتنوعة

للدعاءِ شأنٌ عظيم في حياة المسلم ومكانةٌ لا تنفصم عن صلته بربه جل جلاله تتجلى أهميته في النقاط التالية:

• الدعاء يُعد من أعظم الوسائل التي تقرّب العبد من رضا الله عز وجل، فقد أمر الله عباده به وجعله عبادة تعكس طاعة المسلم لله واستجابته لما يحبه سبحانه وتعالى.
• الدعاء يُتيح للعبد فرصة نيل الأجر والثواب العظيم الذي وعد الله به عباده المخلصين في دعائهم.
• من أحبّ الأعمال إلى الله أن يدعوه عبده بإخلاص، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن ترك الدعاء قد يجلب غضب الله على العبد.
• يسهم الدعاء في ترقيق النفس وتوجيهها نحو الخضوع لله والتخلص من الكبرياء والصفات السيئة، فالعبد عندما يدعو ربه فإنه يكون في حالة تذلل وخضوع تام لله عز وجل.
• الدعاء هو السبيل إلى التخلص من الهموم والكروب التي تصيب الإنسان، إذ يبعث في النفس السكينة والراحة ويمنح القلب الاطمئنان والسعادة.
• الدعاء يُعد صورة من صور التوكل على الله، حيث يستلزم من المسلم يقينًا راسخًا وثقة تامة بقدرة الله على الإجابة، وهذا اليقين شرط أساسي من شروط استجابة الدعاء.
• النبي صلى الله عليه وسلم أكد في أحاديثه ومواقفه أن الدعاء يُعتبر عونًا وأمانًا من العجز، مما يدل على مكانته العظيمة في الإسلام وأثره الكبير في حياة المؤمن.

جميع هذه الفضائل أكّدتها الأحاديث النبوية الشريفة، ومن هذا المنطلق ينبغي على المسلم أن يجعل الدعاء جزءًا دائمًا ومستمرًا من حياته، ولا يقتصر على أوقات الحاجة أو الشدة فقط.

من الضروري أن يتخلّص الإنسان من عادة اللجوء إلى الله بالدعاء فقط عند الأزمات، ثم الابتعاد عنه في أوقات الرخاء لأن هذه من الأمور التي يقع فيها العديد من الناس، بينما المطلوب من المسلم أن يكون ذاكرًا وداعيًا لله في جميع أحواله سواء في السرّاء أو الضراء، هذا الحرص على الدعاء والارتباط القوي بالله يجعل المسلم واثقًا بأن الدعاء سيؤتي ثماره في حياته بآثار جميلة ومباركة.

شروط وآداب الدعاء

توجد مجموعة من الشروط والآداب التي ينبغي على المسلم الالتزام بها أثناء الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ليكون الدعاء أقرب للإجابة وأكثر تأثيرًا على النفس، وتتضمن هذه الشروط والآداب ما يلي:

• يُفضّل أن يبدأ المسلم دعاءه بحمد الله جل وعلا والثناء عليه بطيب الكلمات والأوصاف، فهو أهل لكل فضل ونعمة، ثم يتبع ذلك بالصلاة على النبي ﷺ لما في ذلك من تحقيق لآداب الدعاء وفضله، ويُنصح بختام الدعاء أيضًا بالصلاة على النبي ﷺ.
• على من يدعو أن يحمل في قلبه يقينًا قويًا وحسن ظن بخالقه عز وجل، ويكون موقنًا بأن الله يعلم ما يصلح له وقد يؤخر الإجابة إلى توقيت أكثر حكمة ومناسبة أو يجعلها له ذخراً في الآخرة فلا ينقطع أمله مهما طال الانتظار.
• الصبر مطلب هام في مسار الدعاء حيث يجب على المسلم أن يستمر بإلحاحه وبتكرار الدعاء، مُتفهمًا أن الإجابة قد تكون في وقت لم يتوقعه فعليه ملازمة الدعاء والإكثار منه دون ملل أو تذمر لتزداد صلته بالله قوة.
• الإخلاص في الدعاء لله وحده شرط أساسي للقبول، فلا يُقبل أن تصاحب الدعاء نية غير صافية أو يُخالطه شرك أو رياء فليكن المسلم صادقًا في توجهه إلى الله عز وجل دون أن يعكر صفو دعائه بأمور دنيوية.
• يلتزم الداعي بالأدب مع الله في أسلوبه أثناء المناجاة، بحيث يكون كلامه بصوت منخفض بعيدًا عن رفع الصوت أو الجهر المبالغ فيه لأن الله قريب يجيب دعوة الداعي حتى لو كانت نابعة من أعماق القلب، بالإضافة إلى ضرورة الخشوع والتذلل بين يديه سبحانه وتعالى احترامًا وإجلالًا.

تعريف الدعاء بظهر الغيب

الدعاء بظهر الغيب يعني أن يقوم المسلم بالتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لأخيه المسلم وهو غائب عنه ولا يعلم بأنه يدعو له، ويُعدّ هذا النوع من الدعاء من العبادات المحببة التي أوصى بها الإسلام وحرص عليها الأنبياء والصحابة والتابعون، فهو يعبر عن حب المسلم الخير لأخيه كما يحبه لنفسه، كما يعكس نقاء النية وصفاء القلب وروح الأخوة الحقيقية التي تربط بين المؤمنين، وتكمن ميزته في أنه دعاء صادق يأتي من القلب ويُرفع إلى الله دون حجاب، حيث يستجيب الله سبحانه وتعالى لهذا الدعاء إذا كان بإخلاص مما يساعد على تقوية الروابط بين المسلمين ونشر المحبة والمودة بينهم وتعزيز أخوتهم وإيجاد جو من الألفة والود بين أفراد المجتمع.

• وقد جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل” رواه مسلم.

أدعية مكتوبة بظهر الغيب

• اللّهُم كما أنرت النهار بشمسك أنر قلبه بنورك واملأ حياته بحبك واجعل رزقه وفيرًا لا ينقطع وأدم عليه الصحة لكي يستخدمها في طاعتك واجعل أيامه معطّرة بذكرك ورضاك.
• اللهم يسر له كل الطرق التي تؤدي إلى الخير واجعل قلوب الناس مليئة بحبه واحفظه من كل مكروه وأكرم حياته بين طلوع الشمس وغروبها واملأ لحظاته بالفرح والهناء.
• يا رب اجعل قلب هذا الإنسان محل محبتك واجعل ملائكتك تشهد على حبك له ليعم الخير عليه ويشعر ببركة رضاك عليه بين عبادك.
• اللهم اجعل ثقته بك قوية كرسوخ الجبال ووفقّه لرزق حلال يكفيه عن كل شيء واحمه من الشرور والأوجاع ولا تجعله بحاجة لطبيب فأنت الشافي وأنت الحافظ يا رب العالمين.
• اللهم استره في حياته فوق الأرض وارحمه حين يصبح تحت الأرض واغفر له في يوم العرض عليك وارزقه كل ما يسعده وحقق له ما يحلم به واجعل رضاك غايته الأولى والأخيرة.
• اللهم اجعله بعيدًا عن كل كرب وهم وقريبًا من رحماتك وحقق له ما تطلبه نفسه واجعل أيامه مليئة بالطمأنينة والسرور وصفاء القلب.
• اللهم إن محبتي له خالصة لك فأنت تعلم بها دونه فلا تمس روحه بأذى وأكرم قلبه بالسعادة وامنحه العافية واصرف عنه كل سوء واجعل حياته مطمئنة بذكرك ورضاك.
• يا رب هذا الشخص قريب إلى قلبي فأسألك أن تجعله قريبًا من جناتك وأن تكرم نزله في نعيمك مع عبادك المخلصين الذين رضيت عنهم.
• بأسمائك الحسنى وعظمتك التي نعرفها والتي لا نعرفها نستغيث بك أن تغفر ذنوبنا وترحم ضعفنا وتعاملنا برحمتك التي وسعت كل شيء وتجعلنا من عبادك الطائعين.
• اللهم أنت الذي تغفر الذنوب وتقبل التوبة وأنا أقر بخطاياي وأسألك مغفرة واسعة ورحمة شاملة لأنك أرحم مني بنفسي يا أرحم الراحمين.
• يا الله يا من لا يعجزك شيء أدعوك دعاء الضعيف المحتاج الذي ينتظر منك الفرج والرحمة والمغفرة فأنت الكريم الذي يعطي من غير حساب.
• أسألك اللهم أن تغنينا بحلالك عن حرامك وتجعل رزقنا مباركًا وخيرنا دائمًا في ما تحب وترضى وتقربنا إليك بأعمال ترضيك وتبعدنا عن طريق الخطيئة والذنوب.
• يا الله اغفر لي زلاتي ونقّي حياتي من مشقاتها وزد رزقي بما فيه الخير ووفقني لكل عمل تحبه وترضاه يا كريم.
• يا من بيده كل شيء أسألك أن تمنحني من فضلك ورحمتك لأنك أنت وحدك القادر على أن تغني الروح والقلب بالطمأنينة والرزق.
• هناك العديد من الأدعية التي وردت في الكتاب والسنة والتي لم نتطرق إليها هنا لذا ندعوكم لمشاركتها معنا في التعليقات حتى تعم الفائدة وننهل من الخيرات معًا.