الإسلام دين شامل يهتم بكافة تفاصيل حياة المسلمين بدءًا من الأمور الكبرى وصولًا إلى أدق تفاصيل الحياة اليومية، فقد جاءت تعاليم الإسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية لتوفر إرشادات تحمي المسلم وتوجهه في كل ظروفه وأحواله، ومن بين الأمور التي حرص الإسلام على توضيحها هي الأدعية التي يذكرها المسلم عند دخوله وخروجه من الحمام طلبًا للستر والحماية من الله سبحانه وتعالى.
دعاء دخول الخلاء وفقًا لموقع إسلام ويب
- علّمنا الإسلام الحنيف أن الأماكن التي تحتوي على نجاسة مثل الحمامات تُعتبر مواقع تجمع للشياطين والجن كما بيّنت السنة النبوية وهذا هو السبب الذي يدفع المسلم إلى الالتزام بذكر الله عند دخول مثل هذه الأماكن حمايةً للنفس واستعاذة بالله لتحصين الروح وطلب العون من الله عز وجل.
- وهذه الأذكار التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم تُعد درعًا واقيًا للمسلم من كل ما قد يلحق به من أذى أو شر فإن حرص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علينا وعلى سلامة الأمة جمعاء كان دائمًا نابعًا من محبته لنا وحرصه على النفع الدائم لنا في الدنيا والآخرة.
- تضمن الحديث الشريف الذي ورد في الصحيحين أنّ أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) وهذا الدعاء يُهدف من خلاله إلى طلب الحماية من شر أذى الجن وأهلهم وقد جاء الحديث برواية واضحة من الصحابة الكرام لتعزيز هذه السنة النبوية المباركة.
- لذا فإن الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأذكار يُعد جزءًا أصيلًا من أساليب المسلم لتحصين نفسه والمحافظة على سلامته الروحية والبدنية.
- وهذا يبرز أهمية ذكر الله عند دخول الحمام والخروج منه حيث يُعبّر هذا الدعاء ليس فقط عن طلب للحماية بل هو تذكير دائم للمسلم بالتوكل على الله والاستعانة به في كل أموره وتعزيز الثقة المطلقة برحمته وقدرته على الحفظ والرعاية.
الأدعية المستحبة عند الخروج من الحمام
كما أرشدتنا السنة النبوية الشريفة إلى أهمية الدعاء عند دخول بيت الخلاء، فقد أولت أيضاً أهمية كبيرة للأذكار التي تُقال عند الخروج منه لما لها من أجر عظيم وفوائد روحية تزيد من قرب العبد إلى ربه، الدعاء عند الخروج من الحمام يمثل قيمة إيمان المسلم بضرورة ذكر الله في كل تفاصيل حياته مهما بدت صغيرة فهو يُعد وسيلة لتذكير النفس بنعم الله وشكره عليها، كما أن مثل هذه الأدعية تعكس حقيقة الامتنان للخالق وتكون سببًا في نزول البركة وتعزيز الإحساس بالراحة النفسية والروحانية، فالله تعالى يحب عبده الذي يذكره في كل حين ويقدر نعمه حتى في المواقف اليومية البسيطة.
(غفرانك، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما نُقل قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء يقول: (الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى في قوته ودفع عني أذاه).
الضوابط الشرعية وآداب قضاء الحاجة في الإسلام
آداب قضاء الحاجة في الإسلام تُعد جزءًا من تعاليم ديننا الحنيف، وهي مُستمدّة بالكامل من السنة النبوية الشريفة وأحاديث وأفعال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا يجعل الالتزام بها يعكس التمسك بآداب الإسلام وتعاليمه في كل تفاصيل الحياة اليومية، ورغم هذا فإن بعض المسلمين قد يغفلون عن مراعاتها بالرغم من أهميتها البالغة في الدين، ومن هذا المنطلق نستعرض أبرز الضوابط الشرعية والآداب المتعلقة بقضاء الحاجة:
- يدخل الشخص قضاء الحاجة باستخدام رجله اليسرى ويخرج بالرِجل اليمنى وذلك اتباعًا لما جاءت به السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بهذا الأدب الكريم.
- لا يجوز استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة سواء بالبول أو الغائط لأن ذلك ينطوي على تعظيم القبلة واحترام للمكانة التي اختص الله بها الكعبة المشرفة.
- على الإنسان تجنب استخدام يده اليمنى أثناء لمس عضوه عند قضاء الحاجة فالأدب النبوي يحث على استعمال اليد اليسرى لهذا الغرض.
- ضرورة عدم استخدام اليد اليمنى عند إزالة النجاسة لأن هذه اليد تُخصص للأكل والشرب والأمور النظيفة، ويقتصر إزالة النجاسة على اليد اليسرى التزامًا بالسنة.
- يجب أن يحتفظ الإنسان بستر عورته ولا يُكشف عنها إلا عند القُرب من الأرض أو في المكان المُخصص لقضاء الحاجة، وهذا تحصيلًا للحياء وصيانة للستر.
- لا يبدأ الشخص بعملية قضاء الحاجة إلا إذا اتخذ وضع الجلوس أو كان قريبًا جدًا من الأرض لتجنب تناثر الرشاش على ملابسه أو جسمه، مما يُجنب المسلم الوقوع في النجاسة.
- على المسلم الحرص على التطهُر الكامل من آثار النجاسة سواء كانت بولًا أو غائطًا، فقد ورد في الحديث الشريف أن التأخير أو الإهمال في هذا الأمر قد يكون سببًا في عذاب القبر.
- التطهير من النجاسة يتم بمسح مكانها ثلاث مرات أو أكثر إذا دعت الحاجة بشرط أن يكون العدد وترًا مثل ثلاث أو خمس أو سبع.
- الابتعاد عن التبول في أماكن مرور الناس أو وقوفهم لأن هذا الفعل قد يُؤذيهم ويُسبب لهم الضيق، والإسلام جاء للحفاظ على حقوق الناس ورفع الضرر عنهم.
- الامتناع عن التبول في المياه الراكدة لأنها قد تُستخدم من قبل الآخرين في الشرب أو غيره مما يؤدي إلى تلويثها، وهذا مخالف لتعاليم الإسلام في الحفاظ على الطهارة والنظافة.
- لا يليق بمن يقضي حاجته أن يُلقي السلام أو يُرد عليه فالمكان الذي هو فيه غير طاهر وذكر الله في مثل هذه الأماكن يُعد من الأمور غير المناسبة.
- يُفضل عدم الحديث أثناء قضاء الحاجة إلا إذا كانت هناك ضرورة تستوجب ذلك، مع الالتزام بصون الأدب أثناء هذه الحالة.
الأدعية المأثورة لدخول الحمام والخروج منه لدى الشيعة
في المذهب الشيعي، تتميز الأدعية المتعلقة بالدخول إلى الحمام والخروج منه بصيغها الخاصة التي تختلف عن تلك المتداولة بين باقي المسلمين، ومع ذلك فإن المعاني تظل متقاربة وتشترك في مضمونها العام الذي يجمع بين طلب الحماية والشكر لله عز وجل، وهو ما يظهر بوضوح في النماذج المأثورة لديهم والتي تُبرز الطابع الروحي لهذه الأدعية، مثل الصيغ التالية:
دعاء دخول الحمام: “بِسمِ اللهِ وَبِاللهِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الرِّجسِ الخَبيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ الرَجيمِ”.
دعاء الخروج من الحمام: “الحَمدُ للهِ الَّذي عَرَّفَني لَذَّتَهُ وَأَبقى في جَسَدي قُوَّتَهُ وَأَخرَجَ عَنّي أَذاهُ يالَها نِعمَةٌ يالَها نِعمَةٌ يالَها نِعمَةٌ لا يُقَدِّرُها القادِرونَ قَدرَها”.
تعاليم وآداب الدخول إلى الخلاء والتغوط وفق المذهب الشيعي
يهتم الأفراد الذين يعتنقون المذهب الشيعي بالالتزام بمجموعة من التعاليم والآداب المتعلقة بدخول الخلاء وقضاء الحاجة، وهذا يشمل الأدعية التي يُستحب ترديدها عند الدخول والخروج تعزيزًا للارتباط الديني والروحي وفقًا لمعتقداتهم وتقاليدهم الشرعية، ولذلك تم استعراض و توفير هذه المعلومات حرصًا على تقديم فهم دقيق ومتكامل لهذا الجانب من الممارسات الدينية، لتوضيح نقاط الالتقاء وبعض الخصوصيات التي قد تميز المذهب الشيعي عن باقي المذاهب الإسلامية.
فيما يلي نستعرض لكم آداب الدخول للخلاء وقضاء الحاجة كما يوصي بها المذهب الشيعي، والتي تتقاطع في كثير من نقاطها مع تعاليم الإسلام العامة:
- الدخول إلى الخلاء يبدأ بتقديم القدم اليسرى عند الدخول والخروج يكون باستخدام القدم اليمنى، حيث يُعتَبر هذا الترتيب جُزءًا من الالتزام بالتقاليد الدينية واحترامًا للآداب الشرعية.
- الامتناع عن استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة، ويأتي هذا كجزء من تعظيم وتقديس اتجاه القبلة وعدم مواجهته في مثل هذه الحالات.
- عند البدء بقضاء الحاجة، يستحب أن يدعو الشخص قائلاً: “اللهم أطعمني طيبًا في عافية وأخرجه مني خبيثًا في عافية” وهو دعاء يعكس استشعار النعمة والسؤال لله بأن يحفظ الجسد من الأذى ويخلصه من الضرر.
- أثناء التبول يُسن أن يقول الإنسان (بسم الله) قبل البدء، كتعبير عن استحضار اسم الله في الأفعال اليومية كنوع من التذكير بالصلة مع الله.
- عند الانتهاء من التغوط، يُحمد الله قائلًا: “الحمد لله الذي رزقني لذة الطعام ومنفعته وأماط عني أذاه، يا لها من نعمة ما أبين فضلها” للتعبير عن شكره على نعمة التغذية وقدرته على التخلص من الفضلات.
- إذا وقعت عين الإنسان على البراز الخاص به، يقول الدعاء: “اللهم ارزقني الحلال وجنبني الحرام”، ويُعبر فيه عن طلب الله للتوفيق في طلب الرزق الحلال وتجنب المحرمات.
- الحرص على الطهارة بإزالة النجاسة باستخدام الماء يصاحبه ترديد دعاء: “الحمد لله الذي جعل الماء طهورًا ولم يجعله نجسًا”، للتأكيد على قدسية الماء كوسيلة للتطهر من النجاسة.
- عند الاستنجاء وتنظيف العورة بعد قضاء الحاجة، يُردد دعاء: “اللهم حصّن فرجي واعْفُهُ واستر عورتي وحرّمني على النار”، وهو طلب للطهارة الجسدية مع الالتماس بالحفظ من عذاب النار.
- بعد إتمام عملية التنظيف والطهارة، يضع الشخص يده اليمنى على بطنه ويقول: “الحمد لله الذي أماط الأذى وهنّأني طعامي وشرابي وعافاني من البلوى”، ويُظهر في هذا الدعاء امتنانه لله على النعم العظيمة كالصحة والطعام والابتعاد عن الأذى والضرر.