يُعَدُّ دُعاء العقيقة من العادات التي يُحافظ عليها المسلم عند ذبح العقيقة وفقًا للمذهب المالكي، إذ تُعد من المناسبات المُباركة التي يجتمع فيها الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات والدعوات الطيبة ومن الأدعية التي يُستحب قولها عند ذبح العقيقة:
- توقيت ذبح العقيقة: يبدأ وقت العقيقة عند نهاية الأسبوع الأول من ولادة الطفل، وإذا لم تُذبح في اليوم السابع فيُمكن ذبحها في اليوم الرابع عشر، وإذا لم يتم ذلك فيُؤجل إلى اليوم الحادي والعشرين، وذلك وفقًا لما ذهب إليه المالكية الذين يرون أن العقيقة تُسقط بعد هذا الوقت بينما يرى الشافعية أن العقيقة لا تَقتصر على مدة معينة حيث يجوز للأب أن يذبحها عن ولده حتى لو بلغ وإذا لم تُذبح عنه حتى كَبِر، يُمكنه أن يقوم بذبحها عن نفسه إن شاء.
- استحضار النية عند ذبح العقيقة: يتوجب استحضار نية العقيقة عند الذبح وذلك من خلال تسمية المولود أثناء الذبح، لأن التسمية شرطٌ أساسيٌ في الذبائح الشرعية ويُقال عند الذبح: بسم الله والله أكبر، اللهمّ لك وإليك هذه عقيقة فلان
- وهذا من الأمور التي تُؤكد النية الخاصة بالعقيقة للمولود الجديد.
- الشخص الذي يتولى ذبح العقيقة: الأصل أن الأب هو المسؤول عن ذبح العقيقة عن مولوده، ولكن إن لم يستطع إلا ذبح شاة واحدة فبإمكان المولود إن كبر أن يذبح الشاة الثانية عن نفسه إن أراد، لأن المقصود من العقيقة هو التقرب إلى الله وإحياء سنة النبي ﷺ وجلب البركة للمولود وأسرته.
دعاء لحفظ المولود من الأذى
يُستحب ترديد بعض الأدعية لحفظ المولود الجديد ووقايته من الشرور والمكائد والأذى:
- اللهم يا ذا السلطان العظيم ويا ذا المن القديم ويا ذا الوجه الكريم احفظ الحسن والحسين بحفظك الذي لا يضام من شر الإنس والجن ومن كل عين حاسدة ومن كل ضرر لا يصل إليهم إلا بإذنك نستجير بعظمتك يا الله من كل قضاء سيئ أو كيد ظالم.
- وكذلك يُقال: أعيذك بكلمات الله التامة التي لا يجاوزها بر ولا فاجر من شر كل شيطان وهامة ومن شر كل عين لامة بسم الله أرقيك من كل ما قد يؤذيك ومن شر كل نفس خبيثة أو عين حاسدة الله يشفيك ويعافيك.
- بسم الله أرقيك وبسم الله أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن حر النار بسم الله أرقيك والله يحميك من كل داء ومرض يصيبك ومن شر النفوس المريضة والأعين التي تملأها الكراهية.
- ومن شر كل حاسد إذا حسد بسم الله أرقيك وأسأل الله أن يحفظك من كل مكروه ومن كل ما يسبب الأذى بسم الله أرقيك والله يشفيك بسم الله يحميك ومن كل سقم يشفيك ومن شر كل حاسد ومن كل عين خبيثة.
- اللهم يا ذا السلطان العظيم ويا ذا المن القديم ويا ذا الوجه الكريم كن عونًا وحماية للحسن والحسين وأكرمهم بعين لطفك واحفظهم من شر الخلق وأعينهم الحاسدة ولا تجعل لأحد عليهم سبيلًا إلا بما شئت نستعين بك يا الله من كل غدر ظالم ومن كل نية خبيثة.
- أعوذ بعظمتك وكلماتك التامات من شر كل ما خلقت ومن غضبك وعقابك ومن شر عبادك ومن وساوس الشياطين ومما قد يدنو منا بسوء.
- أعوذ بكلماتك التامات التي لا يجاوزها أحد من شر ما صنعت وما أوجدت ومن كل متحرك في السماوات وما يصعد فيها ومن كل ما في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير نسألك بعطفك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
الدعاء المستجاب عند ذبح العقيقة
الأبناء مِن أعظَم النِعم الّتي يَمُنُّ الله بِها على عِباده، فَهُو سبحانه الرزّاق يُدَبِّرُ الأُمورَ بِحِكْمَتِه ولُطفِهِ وكُلُّ شيءٍ يَسيرُ بِأمرِه وتقديرِه فمَن لَم يُرزَق بالأبناء فَذلك بِإرادةِ الله وَحِكمَتِه والمُسلمُ عَلَيه أن يَرضى بِقضاءِ الله وَيَعلَمَ أنّ كُلَّ ما يَختارُه الله لَهُ فيه الخَيرُ والرِفقُ وعِندَ قُدومِ المَولودِ يُشَرَّعُ لِلوالدِ أن يَذبحَ العقيقَة تَقَرُّبًا لله وسُنّةً مِن سُنَنِ نَبِيِّنا مُحمّدٍ صلى الله عليه وسلم وعِندَ ذَبحِ العقيقَةِ يقال:
- بِسْمِ الله وَبِالله عَقيقَةٌ عن فُلان، لَحمُها بِلَحمِهِ، وَدَمُها بِدَمِهِ، وَعَظمُها بِعَظمِهِ، اللّهُمَّ اجعَلها وِقاءً لِآلِ مُحمّدٍ عليهِ وآلِه السّلام.
- وَيَتِمُّ تهنِئَةُ أهلِ المَولودِ بِقَولِ: بارَكَ اللهُ لَكَ في المَوهوبِ لَكَ، وَشَكَرْتَ الواهِبَ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقتَ بِرَّهُ، وإذا بارَكَ أَحدٌ لِلأبِ أَو الأُمِّ بِالمَولودِ فَيكونُ الرَّدُّ بِالدُّعاءِ بِمِثلِ ذلِك وَأَن يُقالَ: بارَكَ اللهُ لَكَ وَبارَكَ عَلَيكَ وَجَزاكَ اللهُ خَيرًا وَرَزقَكَ اللهُ مِثلَهُ وَأَجزَلَ ثوابَكَ.
الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقيقة
قبل الحديث عن دعاء العقيقة، ينبغي الاطلاع على الأحكام الشرعية التي يجب توافرها لضمان صحتها والتي تشمل ما يلي:
- يَجب أن تكون العقيقة من بهيمة الأنعام كالإبل والبقر والضأن والمعز فلا يجوز ذبح غيرها وهذا ما أجمع عليه الفقهاء وأهل العلم.
- لا بُد أن تكون العقيقة خالية من العيوب أي لا تكون مريضة أو هزيلة أو مكسورة أو مصابة بأي خلل يؤثر على سلامتها.
- يَجب أن تستوفي العقيقة جميع الشروط المقررة في الأضحية سواء من حيث النوع أو العمر أو خلوها من العيوب أو غير ذلك مما أكد عليه جمهور الفقهاء.
الضوابط الشرعية لذبح العقيقة
الضوابط الشرعية للعقيقة من المسائل التي اختلف فيها العلماء حيث تعددت الآراء حول حكمها وأحكامها التفصيلية.
- الرأي الأول، يذهب إلى أن العقيقة سنة مؤكدة عن النبي ﷺ حيث وردت عدة أحاديث تدل على مشروعيتها واستحباب العمل بها.
- الرأي الثاني، يرى أن العقيقة واجبة ويلزم على ولي المولود القيام بها فهذا القول يستند إلى وجوب الامتثال للسنة الفعلية للنبي ﷺ.
- الرأي الثالث، وفيه ثلاث اتجاهات مختلفة: الأول يقول بأن العقيقة تطوع فمن شاء فعلها ومن شاء تركها والثاني يرى أنها مباحة لا يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها بينما الرواية الثالثة تذهب إلى القول بأنها منسوخة وأن الأفضل تركها.
أما بخصوص موعد ذبح العقيقة فقد جاءت عدة آراء فقهية في هذا الشأن حيث ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أن وقتها يبتدئ فور ولادة المولود أي أن العقيقة يُشرع ذبحها بمجرد خروج الطفل إلى الدنيا وإن تأخر الذبح عن هذا التوقيت فقد يُعتبر مُخالفًا للأفضل.
بينما رأى فقهاء الحنفية والمالكية أن وقت العقيقة يكون في اليوم السابع من ولادة الطفل ولا يُعتد بها إذا ذُبحت قبل هذا الموعد وقد رأى جمهور الفقهاء أن يوم الولادة يُحسب ضمن الأيام السبعة إلا إذا ولد الطفل في الليل ففي هذه الحالة يبدأ حساب الأيام من صباح اليوم التالي.
في حال فات وقت العقيقة فمن الممكن تعويضها فالحنابلة يرون أنه إذا لم تذبح في اليوم السابع يمكن تأجيلها لليوم الرابع عشر وإن لم يتم الذبح في اليوم الرابع عشر فيمكن أن تؤدى في اليوم الحادي والعشرين أما الشافعية فقد رأوا أن العقيقة لا تفقد مشروعيتها مهما تأخر وقتها لكن يُستحب عدم تأجيلها إلى ما بعد بلوغ المولود.
بالنسبة لطريقة توزيع العقيقة فقد رأى جمهور العلماء أن الأفضل أن يتم طبخ الذبيحة بأكملها حتى الأجزاء التي يُراد التصدق بها وقد استدلوا على ذلك بما جاء في حديث السيدة عائشة – رضي الله عنها – حيث قالت:
- “السُّنَّةُ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ عَنِ الْغُلاَمِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ تُطْبَخُ جُدُولاً وَلاَ يَكْسِرُ عَظْمًا وَيَأْكُل وَيُطْعِمُ وَيَتَصَدَّقُ وَذَلِكَ يَوْمَ السَّابِعِ”.
حكم العقيقة والوقت المشروع لها
اختلف الفقهاء حول حكم العقيقة وتعددت آراؤهم إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:
- الرأي الأول يُشير إلى أنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويُستحب القيام بها لأنها من شعائر الإسلام.
- الرأي الثاني يرى أنها واجبة على القادر ولا يجوز تركها لمن يستطيع.
- الرأي الثالث ينقسم إلى ثلاثة آراء فرعية الأول يعتبرها تطوعًا فمن شاء فعلها فله أجر ومن تركها فلا حرج عليه بينما الثاني يرى أنها مباحة ولا يُثاب من قام بها ولا يأثم من تركها أما الثالث فيرى أنها منسوخة وأن تركها هو الأفضل.
أما عن وقت العقيقة فقد اختلف المذاهب الفقهية في تحديد الموعد الأنسب لها فمذهب الشافعية والحنابلة يرون أن وقتها يبدأ من لحظة ولادة المولود أي أنها تُصبح جائزة من اللحظة الأولى لولادته وإذا لم يتم ذبحها في هذا الوقت فإنها لا تصح عندهم.
بينما ذهب مذهب الأحناف والمالكية إلى أن اليوم السابع هو الأفضل لذبحها ولا يجوز تقديمها عن هذا الموعد ويتفق جمهور الفقهاء على أن يوم الولادة يُحتسب ضمن الأيام السبعة أما إذا وُلد الطفل ليلًا فإن الحساب يبدأ من اليوم التالي.
أما إذا لم تُذبح العقيقة في اليوم السابع فإن الحنابلة يرون أن الموعد التالي لذلك يكون في اليوم الرابع عشر وإذا لم يتم الذبح في هذا الوقت فيُسن ذبحها في اليوم الحادي والعشرين بينما يرى الشافعية أن العقيقة يمكن تأديتها حتى لو تأخرت عن هذه المواعيد ولكن الأفضل ألا تتجاوز سن البلوغ.
وفيما يتعلق بكيفية توزيع العقيقة فمن المفضل طبخها بأكملها بما في ذلك الأجزاء التي سيتم التصدق بها وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
- “السُّنَّةُ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ عَنِ الْغُلاَمِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ، تُطْبَخُ جُدُولاً وَلاَ يَكْسِرُ عَظْمًا، وَيَأْكُل، وَيُطْعِمُ، وَيَتَصَدَّقُ، وَذَلِكَ يَوْمَ السَّابِعِ”.
شروط ذبح العقيقة
- تُقسَّم العقيقة إلى ثلاثة أجزاء جزء يُتناوله أهل المولود وجزء يُهدى للأقارب والجيران والمحبين وجزء يُقدَّم على هيئة صدقة للفقراء والمساكين.
- لا يجوز أن يشترك أكثر من مولود في عقيقة واحدة لأنها تعد فدية مستقلة ولا تقبل الاشتراك لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
- يُشترط في العقيقة أن تكون خالية من العيوب والأمراض وسليمة ذات حجم وسِن يتوافق مع العُرف الشرعي والمألوف بين الناس.
- يُراعى في العقيقة العدد المخصص للمولود فالذكر يكون له شاتان متشابهتان في السن والصفات والأنثى يعق عنها بشاة واحدة.
- الأفضل أن يُذبح في اليوم السابع للمولود وإن حصل تقديمها أو تأخيرها عن ذلك الوقت فهو جائز ولا بأس به.