يجدر بالمسلم أن يحرص على ذكر الله وتسبيحه في أوقات الصباح الباكر وقبيل الغروب وينبغي له أن يستغفر ربه عن أي زلة أو تقصير بدر منه خلال يومه فالاستغفار يعد أحد مفاتيح الرزق ويساهم في محو الذنوب التي قد يقع فيها العبد كما أنه يرقق القلب ويزيل عنه أي أثر للقسوة أو الغفلة ولهذا لا بد أن يكون العبد على صلة دائمة بربه مستعينًا به في كل حين ولا سيما إذا كان يرجو تحقيق أمر معين أو يطلب من الله قضاء حاجة من حاجاته.
دعاء مكتوب عند غروب الشمس
- اللهم يا ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا فأنت خالق كل شيء ونحن عبادك نرجو رحمتك ونخشـى عذابك متمسكون بعهدك الذي أمرتنا به وبوعدك الذي بشرتنا به بقدر ما نستطيع اللهم اهدنا مع المهتدين وعافنا مع المعافين وتولّنا برحمتك مع من توليت وبارك لنا في كل عطاء أنعمت به علينا واصرف عنا شر ما قضيت سبحانك أنت وحدك القاضي الذي لا يُقضى عليه ولا يذل من واليت ولا يعز من عاديت أنت المبارك المتعالي يا رب العالمين.
- اللهم يا من ترزق السائلين وتغمر برحمتك المساكين يا ذا القوة المتين يا خير معين للمحتاجين وسنداً للمؤمنين ويا مغيث كل من لجأ إليك وحدك نستعين بك فلا معين سواك اللهم ارزقنا من فضلك رزقاً طيباً نافعاً واسعاً وأكرمنا بخيرك الذي لا ينفد.
- اللهم لا تجعل لأخطائنا وذنوبنا سبباً في تسلط من لا يخافك علينا ولا يرحمنا فأنت وحدك الحصن الآمن الذي لا يُقتحم وأنت المجير الذي لا يُخذل من استجار بك وأنت القادر الذي لا يعجِزه شيء اللهم طهرنا من الذنوب والمعاصي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وابعث إلينا كل خير وابعد عنا الشرور والمكاره وأحفظنا وأهلنا ومن نحب من كل سوء.
- يا رب أستغفرك وأتوب إليك من كل خطيئة اقترفتها قدماي أو امتدت إليها يداي أو تأملتها عيني أو أنصت لسماعها أذني أو نطق بها لساني أو وقع فيها قلبي ثم رزقتني من نعمك واستعنت بها على عصيانك فسترتني ولطفـت بي وسألتك المزيد فلم تحرمني.
- اللهم نسألك الهداية مع المهتدين والعافية مع المعافين وأن تشملنا برحمتك مع من توليت وبارك لنا فيما أنعمت علينا واصرف عنا شرور ما قدّرت سبحانك أنت وحدك المقدر الذي لا يُقدَّر عليه ولا يذل من نصرت ولا يعز من عاديت تباركت يا الله وتعاليت.
- لك الحمد والشكر يا الله على ما أنعمت به علينا نستغفرك من كل زلل ونتوب إليك من كل خطيئة ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك بكل الخير فأنت الغني ونحن الفقراء إليك.
دعاء مستجاب عند غروب الشمس
تُعد فترة ما قبل غروب الشمس من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء، حيث وردت العديد من النصوص التي تُبيّن فضل هذا الوقت في استجابة الدعاء فقد أشار النبي ﷺ إلى أوقات متعددة يكون فيها الدعاء أقرب للإجابة ومن ضمنها تلك اللحظات التي تسبق المغيب وقد حثّنا ديننا الحنيف على اغتنام هذه الأوقات المباركة بالدعاء والتضرع إلى الله، وفيما يلي بعض الأدعية التي يُمكن ترديدها عند غروب الشمس:
- اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا.
- اللهم نعوذ بك من شر ما صنعنا نبوء لك بنعمتك علينا ونُقرُّ بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا حنان يا منان يا قديم الإحسان يا ذا الجلال والإكرام.
- دعاء غروب الشمس: سبحانك أمرتنا بالعفو عمّن ظلمنا وإنّا ظلمنا أنفسنا وأنت أحق بالعفو منا فاعفُ عنا يا كريم وعافنا يا رحيم.
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا يا من يجود ويعطي ويمنح ويصفح ويستر من انقطع وصله ومن أساء أمهلته ومن عصى سترته يا من كرمه لا ينفد وستره لا يُرفع يا من بالبِرِّ موصوف وبالجود معروف.
كيفية استجابة الدعاء عند غروب الشمس
هناك لحظات مُميزة يكون فيها الدعاء أقرب للإجابة وأحب إلى الله، مما يجعل استغلالها أمرًا هامًا لمن يسعى لزيادة قربه من الله عز وجل وتعزيز يقينه بأن الخير كله بيد الله وحده إذ أن الدعاء هو الوسيلة التي تربط العبد بربه وتزرع في قلبه الطمأنينة بأن الله يسمع ويرى ويستجيب وفق حكمته حيث يشعر العبد بأن تفاصيل حياته الصغيرة والكبيرة تدور تحت مشيئة الله مما يعزز ثقته برحمة الله وقدرته ومن الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء لما لها من فضل عظيم وتأثير كبير:
الساعات التي تتبع منتصف الليل والتي تُعرف بالثلث الأخير، وهو الوقت الذي ينزل فيه الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا مُنادياً على عباده فيُشرَع للمسلم أن يدعوه ويناجيه ويسأله المغفرة والرحمة ويسعى لرضاه حيث يتجلى في هذا الوقت إخلاص العبد في الدعاء وصدق تضرعه ورغبته في أن يكون من المقبولين عند الله كما أن هذا الوقت شهد عناية خاصة في الأحاديث النبوية فهو لحظة تُفتح فيها أبواب الرحمة وينال فيها السائلون خيرًا عظيمًا.
بعد أداء صلاة الفجر حيث يُعتبر هذا الوقت من اللحظات المباركة التي يُحبذ فيها الذكر والدعاء لأن الصباح وقت تتنزل فيه البركات ويكون القلب أكثر نقاءً وطهارةً لذا فإن اجتماع الدعاء مع تلاوة القرآن والاستغفار والصلاة على النبي يضفي بركة على يوم الإنسان ويمنحه شعورًا بالراحة والطمأنينة فالاستمرار في هذه العبادات مع بزوغ الفجر يُهيئ المسلم ليوم مليء بالنشاط والقرب من الله.
اللحظات التي تسبق غروب الشمس، حيث يُعد هذا الوقت من أوقات النفحات الإلهية وهو من الساعات التي يُستحب فيها الإكثار من الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء إذ تأتي هذه الدقائق قبل غروب الشمس محملة بأجواء روحانية تبعث الطمأنينة في القلب مما يجعل الدعاء فيها أقرب للقبول بإذن الله لذا يُستحب للمسلم أن يُكثر في هذه اللحظات من التوجه إلى الله بالدعاء في كل ما يطمح إليه ويرجوه من خير في دنياه وآخرته.
أدعية مأثورة مستجابة وقت الغروب
- يا الله بِعظيم رحمتك وكَرم عفوك أسألك أن تغفر لي كل ذنب اقترفته في سرِّي وعلانيتي في وضح النهار أو سواد الليل علمتُ به أو غاب عني وأنت العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية.
- يا الله بِرحمتك الواسعة أستغفرك عن كل فريضة فَرَضْتَها عليّ في ليلٍ أو نهار مما أمرتَ به في كتابك أو نَصَحتَ به في سُنَّة نبيك الكريم ولم أوفِّها حقها لأي سبب كان عمدًا أو خطأً أو نسيانًا أو تقصيرًا فأنت الغفور الرحيم.
- يا الله أتوب إليك من كل قول أو فعل أو تفكير لا ترضاه فأنت الرحمن الرحيم تقبل التوبة عن عبادك وتحب العفو فاعفُ عني بكرم عفوك ومغفرتك.
إرشادات هامة لتعزيز القرب من الله
- السعي للتوبة بصدق فكل إنسان قد يزل أو يُخطئ لكن رحمة الله واسعة وبابه مفتوح لمن يُقبل عليه بندم وإخلاص فمن الأفضل للإنسان ألا ينتظر أو يؤجل رجوعه لخالقه بل يغتنم كل لحظة للتوبة والاستغفار لأن لا أحد يعرف متى يأتي الأجل.
- حِرص المسلم على طلب العلم له أثر كبير في تقوية إيمانه وزيادة وعيه بدينه فالعلوم الدينية والدنيوية تُنير البصيرة وتقود إلى الطريق الصحيح وكل معلومة يتعلمها ويطبقها تُعدّ عبادة مقربة إلى الله.
- الإكثار من ذكر الله فالمداومة على التسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار تغذي الروح وتُطهر القلب وذكر الله يجعل المسلم في حالة قرب دائم منه لأن القلوب تطمئن بذكره وكل لحظة يقضيها الإنسان في الذكر تعود عليه بالخير.
- الالتزام بالعبادات يُعد من أهم الوسائل التي تعزز القرب من الله فالصلاة والصيام والقيام بأعمال الخير تُساهم في نقاء القلب وزيادة الإيمان كما أن دعوة الآخرين لفعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من العبادات التي لها تأثير إيجابي على الفرد والمجتمع.
- القرآن الكريم هو النور الذي يهدي الإنسان إلى الطريق القويم وتلاوته وتدبر معانيه تُضاعف الأجر وتمنح الطمأنينة كما أن الدعاء والمناجاة تُعزز الصلة بين العبد وربه فمن أعظم النعم أن يكون للإنسان فرصة أن يدعو خالقه في أي وقت وأي حال.
- القيام بأعمال الخير مثل مساعدة المحتاجين والتخفيف عن المكروبين وزيارة المرضى من الأمور التي تزيد القرب من الله فكل عمل يُراد به نشر الرحمة والتآخي يُعزز أواصر المحبة بين الناس ويعود بالأجر العظيم.
- صلة الأرحام تُعد من الواجبات التي حثّ عليها الإسلام فالتواصل مع الأقارب والإحسان إليهم يُبارك في العمر ويزيد الرزق وكذلك التحلي بحسن الخلق والصبر على الابتلاءات وكظم الغضب كلها خصال تُقوي الإيمان وتُقرب العبد إلى الله.
- بر الوالدين أحد أعظم العبادات التي ينال بها العبد رضا الله فالدعاء لهما وخدمتهما والحرص على إسعادهما من الأسباب التي تُرفع بها الدرجات كما أن كفالة اليتيم والمداومة على أداء الفروض والسنن من دلائل الإخلاص والتقوى.
- الصدقة من أعظم الأعمال التي تعود بالنفع على صاحبها فهي تُنقي القلب وتُبارك في الرزق وتُضاعف الأجر وأبواب الخير لا تنحصر في المال فقط بل حتى الفعل البسيط مثل إماطة الأذى عن الطريق قد يكون سببًا في نيل الحسنات وتقوية الصلة بالله.
صيغة مكتوبة لدعاء غروب الشمس
كَانَ النبيُّ محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم يُردّد دعاءً مستحبًّا عند غروبِ الشمس، وهو دعاءٌ كان يحرصُ على قوله وقتَ المغيب.
- اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بك من الفَقرِ، ومن تشتُّتِ الأمر، ومن شرِّ مَا يحدُث بالليلِ والنهارِ أمسى ظُلمي مُستجيرًا بعفوكَ وأمسى خوفي مُستجيرًا بأمانِكَ وأمسى ذُلّي مُستجيرًا بعزّكَ وأمسى وجهي الفاني مُستجيرًا بوجهِكَ الباقي يا خيرَ من سُئلَ ويا أجودَ من أعطى جلّلني برحمتِكَ وألبسني عافيتَكَ واصرف عنّي شرَّ جميعِ خلقِكَ.
