دعاء الاستخارة للزواج يعتبر من الأمور التي يبحث عنها الكثيرون عند مواجهة قرارات مصيرية مثل الزواج، فالزواج من الأمور التي تؤثر على تحديد مسار حياة الإنسان وقد يشعر البعض بالتردد عند الاختيار بين الخيارات المقدمة، وَ هُنا يلجأ الكثير من الأشخاص في مثل هذه الأوقات إلى الله سبحانه وتعالى طلبًا للإرشاد، فالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستخارة يعد الوسيلة الأمثل للتقرب منه وطلب العون لإرشادنا إلى الطريق الذي يحمل لنا الخير في حياتنا وديننا.
فَــ الله سبحانه وتعالى هو الخبير بكل أمور عباده والعالم بخفايا الأمور، وإذا شعر الإنسان بالحيرة تجاه قرار يخص الزواج فعليه أن يسلم أمره لله بصدق واخلاص من خلال صلاة الاستخارة والدعاء المشفوع بالنية الصالحة، فالشخص عندما يوكل أمره لله ويسأله برحمته وفضله فإن الله بحكمته وعلمه غير المحدود يحقق الخير لعبده وييسر له طريق الهداية الصواب، ولذلك جاءت صلاة الاستخارة كعبادة عظيمة تحمل معاني التسليم لله والثقة بحكمته في تدبير الأمور.
صيغة دعاء الاستخارة والتيسير لمن يحتاجها:
أما دعاء الاستخارة بدون صلاة في حالة تعذر أداء الصلاة يوجد له صيغة مشابهة تُتناسب مع نفس القصد وهو التضرع إلى الله بالدعاء الصادق كما يلي:
كيف أصلي صلاة الاستخارة:
وَ لصلاة الاستخارة طريقة واضحة وثابتة تعتمد على أداء ركعتين يُتوجه فيهما بالدعاء بعد التسليم، حيث يبدأ الشخص بتأدية الصلاة بخشوع وقراءة سورة الفاتحة ومن بعدها «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ» في الركعة الأولى وفي الثانية بعد الفاتحة يُقرأ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وعند الانتهاء من الصلاة يرفع الشخص يديه للسماء ويدعو بنية صادقة طالبًا من الله الاختيار الذي يحمل الخير له في أمره، ويجعل هذا الدعاء بصوت ونية تخلو من أي شائبة غير الإخلاص.
علامات صلاة الاستخارة في الزواج:
صيغة دعاء الاستخارة للزواج وفق السنة النبوية
تُعتبر الاستخارة وسيلة لطلب التوفيق والإرشاد من الله سبحانه وتعالى في الأمور التي يحار فيها الإنسان أو يتردد باتخاذ قرار بشأنها حيث تُعد خطوة مهمة لمن يُقدِم على اتخاذ قرارات حَسّاسة كأمر الزواج الذي يمثل نقطة تحول رئيسية في حياة أي شخص وهي نعمة عظيمة يُطمئن بها العبد قلبه عند اللجوء إلى الله عز وجل ليطلب منه التيسير في هذا الأمر العظيم إذ أننا كبشر قلوبنا مليئة بالتردد والخوف تجاه القرارات المصيرية لكن حين نستعين بالله نجد السكينة والطمأنينة تنساب في قلوبنا وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الاستخارة ودعانا إلى التعوّد على أدائها في المواقف التي تحتاج إلى مشورة الله عز وجل لتكون نبراسًا يُرشدنا إلى الطريق الصحيح وواجب علينا أن نتعرّف على الدعاء الذي ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام والمختص بصلاة الاستخارة والذي يُقال في هذه اللحظة الروحية المميزة وهذا الدعاء هو:
- اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان) خيرٌ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسّره لي، ثمّ بارك لي فيه.
- اللّهمّ وإن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان) شرٌّ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عنّي، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ ارضني به، وفي رواية ثمّ رضّني به.
دعاء الاستخارة للزواج أو الخطوبة وأهميته الشرعية
وقد يمر الإنسان بلحظات من التردد والحيرة عندما يقف أمام قرارات مصيرية تؤثر على تفاصيل حياته المستقبلية وما يترتب عليها من نتائج تمتد مدى الحياة سواء من النواحي النفسية أو الصحية أو حتى المادية والاجتماعية والمعنوية، وقد يجد البعض أنفسهم في متاهة بين الخيارات المتعددة والرغبة في تجنب اتخاذ قرار خاطئ. في مثل هذه اللحظات المهمة، لا يوجد أفضل من أن يعود العبد إلى الله سبحانه وتعالى ويلجأ إليه طلبًا للإرشاد والمشورة من مالك الملك ومدبر شؤون العباد لأنه وحده العليم بخفايا الأمور والعالم بالسرائر والنوايا.
فالإنسان مهما بلغت معرفته وعظمت تجاربه وخبراته يظل محدود الإدراك ولا يصل بأي قدر من التبصر إلى علم الله سبحانه وإحاطته بكل جزئيات الحياة. ومن ضمن القرارات البارزة التي تستدعي الوقوف طويلاً قبل اتخاذها، تأتي مسألة الزواج والخطوبة التي تعد بمثابة حجر أساس يبنى عليه مصير المرء، ولذا فإن صلاة الاستخارة والاستعانة بالدعاء المخصص لها تعد وسيلة عظيمة يقدم بها العبد دعاءه إلى الله ويطلب هدايته في الخطى التي يجدر به السير عليها، مما يجعله أكثر طمأنينة وثقة بقراراته، وقد أوصى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بضرورة الاستخارة وأكد على أهميتها كونها سنة جليلة تعمق صلة العبد بربه وتجعله معتمدًا على الله استنادًا إلى توجيهاته في جميع شؤونه.
كيفية أداء صلاة الاستخارة للزواج أو الخطوبة
صلاة الاستخارة للزواج أو الخطوبة تُعتبر من العبادات المهمة التي يلجأ فيها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى لطلب التوفيق والسداد في أحد أمور حياته المصيرية مثل الزواج أو الخطوبة وهي تنفذ بخطوات واضحة مع ضرورة وجود نية صادقة وخالصة لله عز وجل لأن النية تُعد جزءًا أساسيًا في أي عبادة :
- فَــ في البداية يجب أن يتوضأ الشخص وضوءًا كاملًا ودقيقًا مثل الوضوء المفروض للصلاة.
- ثم يتأكد من أن وضوءه صحيح ومستوفي للشروط المعلومة للصلوات المفروضة.
- وبعد ذلك يتوجه باتجاه القبلة لأداء ركعتين يُحسبان كنافلة ولا يكونان جزءًا من الفريضة اليومية
- خلال الركعتين اللتين يؤديهما في صلاة الاستخارة يبدأ في الركعة الأولى بقراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة الكافرون.
- ثم يتابع الركوع والسجود وفق الأركان المتبعة في الصلاة .
- وفي الركعة الثانية بعد سورة الفاتحة يقرأ سورة الإخلاص.
- ثم يُكمل الركوع والسجود.
- وبعد أن ينتهي من أداء الركعتين يجلس بثبات وخشوع ليحمد الله سبحانه وتعالى ويشكره على نِعمه الكثيرة التي لا تُحصى ولا تُعد ثم يُثني على الله عز وجل بما يليق بجلاله ويطلب منه الرحمة والمغفرة.
- ثم يكبّر باسمه العظيم ويصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأجمل وأفضل صيغة يمكنه أن يرددها.
ومن ثم يدعو الله بـدعاء الاستخارة للزواج الذي ورد في النصوص الشرعية عاقدًا النية على طلب التوجيه والتيسير من الله في اتخاذ القرار الصائب سواء كان في إتمام الزواج أو العدول عنه طالبًا من الله البركة في مستقبله الزوجي والهداية إلى الخيار الأنسب والقرار الأكثر بركة له في حياته.