لقد اختص الله سبحانه وتعالى الأشهر الحرم بمكانة عظيمة وجعل لها خصوصية تفوق باقي الشهور إذ رفع قدرها وأعلى شأنها وميّزها عن غيرها بالحُرمة والتقديس ونهى فيها عن الظلم وارتكاب المعاصي أو انتهاك المحارم حيث تكون الذنوب فيها أشد وأعظم إثمًا بالمقارنة مع باقي الشهور ومن بين هذه الأشهر شهر رجب الذي يحتل المرتبة السابعة في ترتيب الأشهر الهجرية وهو أحد الشهور التي تحظى بمكانة خاصة إذ يسبق شهر شعبان ويليه شهر رمضان المبارك الذي يعد أعظم شهور السنة.
أدعية شهر رجب الواردة في مفاتيح الجنان مكتوبة
- اللهم إنِّي أسألك صبرَ من شكرَ نِعَمك وعملَ من خافَك ويقينَ من عبدَك حقَّ عبادتك اللهم أنت العليُّ العظيم وأنا عبدُكَ الفقيرُ الذي لا يجدُ سِواك أنت الغنيُّ الحميدُ وأنا الضعيفُ الذي لا حولَ له ولا قوَّةَ إلَّا بك اللهم صلِّ على محمدٍ وآله وامنُن عليَّ بغِناكَ ليزولَ فقري وبِحلمِكَ ليُمحى جَهلِي وبقُوَّتكَ ليقوَى ضعفي يا قويُّ يا عزيز اللهم صلِّ على محمدٍ وآله الأوصياء الذين ارتضيتَهم واكفني كلَّ هَمٍّ يشغلُني عن طاعتك مِن شؤون دنيايَ وآخرتي يا أرحمَ الراحمين.
- اللهم إنِّي أسألك دعاءَ عبدٍ مذنب أثقلتْه ذنوبُه وكثرتْ عيوبُه وتوالتْ عليه خطاياه وأحاطتْ به البلايا والمحن يتضرعُ إليك راغبًا في توبةٍ نصوح وعودةٍ صادقة إلى رحابك يرجو منك غفرانَ زلاته والتطهُّر مِن خطاياه ويرغبُ في رحمتك التي تُنقذه من عثراته والعفو عن كلِّ ما ارتكبه إذْ لا يرجو سواكَ ولا يعتمد إلّا عليك يا مولاي الكريم.
- اللهم إنِّي أدعوكَ بأسمائِكَ العظيمةِ وبرحمتكَ التي وسعتْ كلَّ شيء أن تملأني بلُطفِكَ في هذا الشهر المبارك وأن تغمرني بواسعِ رحمتِك التي تُغنيني عمَّا سِواك وأن تمنحني نعمةً دائمةً لا تزول وأن تهبَ لي قلبًا مُطمئنًّا راضيًا بما قسمتَه لي حتى ألقاكَ وأنا راضٍ بأقدارِك مستبشرٌ بما قدَّرتَ لي.
أدعية قصيرة لشهر رجب من مفاتيح الجنان
- دعاء رجب : يا من تملك قضاء حوائج السائلين وتعلم ما تُخفيه قلوب الصامتين يا من لا يُعجزك شيء وكل طلب منك له سمع مُستجاب وجواب لا يتأخر اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء وبكرمك الذي لا حدّ له وبموعيدك الصادقة أسألك أن تُصلّي على محمدٍ وآل محمد وأن تمنحني تحقيق كل ما أرجوه في الدنيا والآخرة لأنك على كل شيء قدير.
- ادعية شهر رجب : خاب من قصد غيرك وخسر من طَمِع في غير فضلك وضاع من اعتمد على من لا حول له ولا قوة ولم يَنل الخير إلا من جاء إليك بابك مفتوح لكل من أمل في عطائك وكرمك يشمل كل سائل وجودك لا يُضيّع من طرق بابك ونِعَمُك تشمل حتى من عصاك وصبرك وسعت به حتى من عاداك وإحسانك متواصل حتى لمن جَفاك وعفوك باقٍ لا ينقطع حتى عن المعتدين اللهم ارزقني سلوك الصالحين واجتهاد المُخلصين ولا تجعلني في غفلةٍ تُبعدني عنك واغفر لي يوم الوعد الحق.
أهمية شهر رجب ومكانته الدينية
يحتل شهر رجب منزلة رفيعة في الإسلام إذ يعد واحدًا من الأشهر الحرم التي أمر الله سبحانه وتعالى بتقديسها والنأي عن الظلم فيها وقد شهد هذا الشهر العديد من المحطات التاريخية العظيمة في الإسلام.
من أبرزها حادثة الإسراء والمعراج التي أكرم الله عز وجل فيها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالانتقال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم الصعود إلى السماوات العلا كما كان لهذا الشهر ارتباط بتحول قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة إذ وقع هذا الحدث العظيم في منتصف السنة الثانية للهجرة وكلمة “رجب” مستمدة من الرجوب والتي تعني التعظيم مما يعكس مكانته الرفيعة في القلوب.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أحد الرجال من قومه بالصيام حين جاءه مستفسرًا بعدما أنهك نفسه بكثرة الصيام فأرشده النبي بداية إلى صيام شهر رمضان كاملاً ثم نصحه بصيام يوم من كل شهر فلما طلب الرجل أن يزيد أوصاه النبي بصيام يومين ثم ثلاثة حتى قال له في نهاية الأمر: “صُم من الحُرم” مما يدل على أن الصيام في الأشهر الحرم ومنها شهر رجب أمر مستحب لكنه لم يُخصص بعبادات معينة مثل الصيام أو القيام.
ولذلك لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة اختصوه بعبادات مميزة تختلف عن غيره من الأشهر وعليه فإن تعظيم هذا الشهر يكون بالتمسك بما شرعه الله من عبادات دون ابتداع طقوس جديدة لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام.
فضل أعمال العبادة في شهر رجب
يجب على المسلم أن يدرك المكانة العظيمة التي يحظى بها شهر رجب فهو واحد من الأشهر الحرم التي حرمها الله وتعظم فيه الحسنات كما أن المعصية فيه أشد وأعظم من أي وقت آخر فالذنب المرتكب في هذا الشهر يكون أكثر خطورة وعاقبته أشد ولذلك ينبغي على الشخص أن يكون أكثر حرصًا في اجتناب المعاصي والابتعاد عن كل ما يغضب الله.
ولا يقتصر الأمر فقط على تجنب الذنوب بل يجب على المسلم أن يتخلى عن المظالم سواء كانت بحق نفسه كترك المعاصي والإسراف فيها أو بحق الآخرين بعدم التعدي على حقوقهم أو معاملتهم بغير عدل كما أن الأهم من ذلك أن لا يُقصّر في حق الله سبحانه وتعالى عبر الالتزام بأوامره والتجنب التام لما نهى عنه.
فكثير من الأشخاص قد يستهينون ببعض الذنوب الصغيرة إلا أن هذه الذنوب قد تكون عند الله عظيمة فكيف إن تمت في شَهر حرم يتضاعف فيه الحساب وتشتد عاقبة المخالفة؟ ولهذا ينبغي على الجميع استغلال هذه الفرصة بالتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وتعزيز العبادة والحرص على طاعة الله بغير تهاون كي يكون في منزلة يحبها الله ورسوله.
أثر صيام شهر رجب وفضله الروحي
يَحمل صيام شهر رجب منزلة رفيعة وأثرًا روحانيًا بالغًا إذ يُضاعف الله به الأجر لعباده ويمنحهم العديد من الفضائل التي تُقربهم من رحمته ومغفرته ومن بين هذه الفضائل:
- يُصبح الصيام سببًا في تكفير الذنوب ومحو الخطايا.
- يَمنح الله سبحانه وتعالى العبد الصائم سبعين حاجة يقضيها له.
- يحصل الشخص على ثواب عظيم يُعادل ختم المصحف الشريف سبعين ألف مرة.
- ينال أجر المجاهد الذي يثبت مرابطًا في سبيل الله سبعين عامًا.
- تُضاعف له الشفاعة حيث يشفع في سبعين فردًا من أهل بيته.
- يُكرمه الله عزَّ وجل في الجنة ببناء سبعين ألف مدينة جزاءً لصيامه.
- يكافئه الله في كل يوم من هذا الشهر بثواب يعادل صيام سنة كاملة مع قيام ليلها.
أدعية شهر رجب المستجابة
- اللَّهُمَّ يا واسِعَ الرَّحمَة ويا ذا القُدرَةِ المُطلَقة، ويا مُنعِمًا بالنِّعَمِ العَظِيمة والعَطايَا الكَثِيرَة يا مَن لا يُشبِهُهُ شيءٌ ولا يُماثِلُهُ أحد، يا مَن لا يُقهَرُ ولا يُغلَب يا مَن خَلَقتَ فأَبدَعتَ ورَزَقتَ فأَكرَمتَ، وأَلهَمتَ فَنَطَقتَ، وشَرَعتَ فأَحكَمتَ يا مَنْ تَجَلَّيتَ بِعَظَمَتِكَ فَأَنتَ القادِرُ على كُلِّ شيء، يا مَنْ قَدَّرتَ فَأَتقَنتَ وحَكَمْتَ فَأَنتَ أَحكَمُ الحاكِمِينَ، وأنعَمتَ فَزادَ فَضلُكَ وأعطَيتَ فأَكرَمتَ ومَنَحتَ فَأَفضَلتَ، يا مَنْ عَلا عِزُّهُ فلا يُدرَك، ودَنا لُطفُهُ حتَّى لا يُدرِكُهُ فِكر يا مَنْ أَبدَعتَ الكونَ فأتقَنتَ صُنعَهُ، يا مَنْ وسِعَ كُلَّ شَيء رَحمَتُهُ وعِلمُهُ.
- يا مَن لَهُ المُلكُ فَردًا ولا شَرِيكَ لَهُ في سُلطانِهِ، مُتَفَرِّدًا بِالعَظَمَةِ والبَهَاءِ مُتَعالِيًا بِالكِبرِياءِ والفَخرِ، يا مَن لا يُدرِكُهُ أحدٌ مِن خَلقِهِ ولا تُحِيطُ بهِ عُقولُهُم يا مَنْ تَسَبَّحُ لَهُ الأَكوانُ بِحُبِّهِ، يا مَنْ كَلَّتِ الأَبصارُ عن إدراكِ جَلالِهِ وَحَارَتِ البَصيرَةُ في عَظَمَتِهِ يا مَنْ خَضَعت لِهَيبَتِهِ الوُجُوهُ، وخَشَعَت مِن خَوفِهِ القُلُوبُ، يا مَنْ تَرِدُ الدُّعواتُ إليهِ فَتَستَجِيب أَسأَلُكَ بِكُلِّ أسمائكَ الحُسْنَى الَّتي لا يَستحِقُّها سِواكَ.
- وبِحَقِّ وَعدِكَ الصَّادِقِ الَّذي وَعَدتَ بِهِ الصَّالحِينَ، وبِحَقِّ وُعُودِكَ المُحَقَّقَة لِعِبادِكَ الدَّاعِينَ، يا سَميعَ كُلِّ مَن تَكَلَّمَ، ويا بَصيرَ كُلِّ نَاظِر، ويا أَسرَعَ مَن يُحاسِبُ العِبادَ يا ذا القُوَّةِ الَّتي لا تَهتزُّ، صلِّ على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آلِ بَيتِهِ الطَّاهِرينَ وأَكتُب لي في هَذا الشَّهرِ رِزقًا وَافِرًا، وَمِنحَةً صَالِحَةً ونَصِيبًا مِن فَضلِكَ العَظِيم.
- واختم لي بالحُسنَى مَعَ السُّعداءِ، واجعَل لي دُنيًا مُبارَكَةً بِالرِّزقِ والطُّمَأنِينَةِ، وآخِرَةً مَعمُورَةً بِالمَغفِرَةِ وَالسُّرُورِ وَتَوَلَّني بِلُطفِكَ يَومَ أُسأَلُ، وَنَجِّنِي مِن فِتنَةِ القَبرِ وَعَذَابِهِ وأَكرِم مَصيرِي بِلِقاءٍ مِلؤُهُ البِشَاراتُ والحُبورُ واجعَل رِضَاكَ غايتي وَالفِردَوسَ مَأوَايَ، وَحَيَاةً قَرِيرَةً في نَعِيمِكَ وَأَمَانِكَ، وَمُلْكِكَ العَظِيم، وَصَلِّ اللهمَّ وسَلِّم على مُحَمَّدٍ وآلِهِ الزَّاكِينَ.