دعاء نحر الأضحية مكتوب؛ اللهم هذا منك ولك

ما الصيغة التي ينبغي أن يذكرها المسلم عند نحر الأضحية؟ وما الأدعية التي يُستحب قولها عند الذبح؟ وما الآداب التي يجب مراعاتها أثناء أداء هذه الشعيرة؟ مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يحرص المسلمون على الاستعداد لأداء الأضحية التي تعد من أعظم الشعائر الإسلامية ومن خلالها يُظهر العبد شكره وامتنانه لله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

النص الصحيح لدعاء نحر الأضحية مكتوب

مع اقتراب أيام عيد الأضحى المباركة، يحرص العديد من المسلمين على الالتزام بأحكام وآداب نحر الأضحية ويزداد التساؤل حول الدعاء المشروع الذي يُقال عند الذبح حتى يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى ويتقبله برحمته ولذلك نوضح فيما يلي ما يُستحب قوله عند نحر الأضحية:

  • بِسْمِ اللهِ وَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وَسَلِّم، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَإِلَيْكَ تَقَبَّلْ مِنِّي، أو تَقَبَّلْ مِنْ فُلانٍ إن كانت الأضحية تُذبح عن شخص آخر.
  • إني وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ.
  • ورد في السنة أن النبي ﷺ ضحَّى بكبش أقرن عليه مسحة من السواد في مواضع من جسده ولما أُحضِر إليه قال لعائشة رضي الله عنها (يا عائشةُ! هَلُمِّي المُدْيَةَ) ثم قال (اشحَذِيها بحجرٍ) ففعلت ثم أخذها وأمسك بالكبش فأضجعه وذبحه وهو يقول (بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ).
  • اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ.
  • اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِي.
  • اللَّهُمَّ هَذِهِ عَنِّي وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِي.
  • إذا نُحِرت الأضحية عن شخص متوفى يُقال: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ، هَذَا عَنْ فُلانٍ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْهُ.

الأضحية تُعتبر من الشعائر العظيمة في الإسلام وتشمل كل ما يُذبح من الإبل أو البقر أو الغنم خلال أيام التشريق تقربًا إلى الله وهي سُنَّة مؤكدة سنّها النبي ﷺ لأمته وتهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي من خلال توزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين إحياءً لذكرى فداء الله لسيدنا إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم تذكيرًا بقصة الامتثال والطاعة لله.

الأحاديث النبوية تُبرز فضل الأضحية وعظيم الأجر الذي يناله المضحي فقد جاء عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال:

  • يا رسولَ اللّه، ما هذه الأضاحي؟ قال: سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، قيل: ما لنا فيها؟ قال: بِكُلِ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ، قيل: فالصوف؟ قال: بِكُلِ شَعَرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ.

مكانة الأضحية في الهدي النبوي

أوضحت دار الإفتاء أن الأضحية تعد من أعظم السنن المؤكدة التي يُستحب على كل مسلم قادر الالتزام بها خلال هذه الأيام المباركة فهي من الشعائر التي تعكس التقرب إلى الله واتباع سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وإن كان المضحي يعول أسرة فإن أضحية واحدة تكفي عنهم كما أن الناقة أو البقرة تجزئ عن سبعة أشخاص ويجوز أن يشترك أكثر من شخص في الأضحية حتى إن اختلفت نواياهم.

ومن منطلق الأهمية التي تحتلها الأضحية في السنة النبوية نسلط الضوء على فضلها ومكانتها كما وردت في الأحاديث الصحيحة:

  • لا يصح ذبح الأضحية إلا بعد انتهاء صلاة العيد، فقد ورد عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قوله: (من ذبحَ بعد الصَّلاة فقدْ تمَّ نسكُهُ وأصابَ سُنَّةَ المُسْلمين) مما يعني ضرورة أن يكون الذبح بعد أداء الصلاة وليس قبلها.
  • للأضحية فضل عظيم وقد بيَّنه النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في قوله: (ما عمل آدميٌّ من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراقِ الدَّمِّ، وإنَّهُ ليأتي يومَ القيامةِ بقرونِها وأشعارها وأظلافها، وإنَّ الدمَ ليقعُ من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطِيبوا بها نفسًا) فهي من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله وكل جزء منها يُوزن في ميزانه يوم القيامة.
  • تُشترط في الأضحية سن محدد، وأوضح ذلك النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – بقوله: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ) وهذا يعني أن الأضحية لا بد أن تكون قد بلغت السن المحدد شرعاً إلا في حال تعسر ذلك فيُجزئ حينها ذبح الجذعة من الضأن.
  • حتى تكون الأضحية مقبولة لا بد أن تكون خالية من العيوب المؤثرة فقد قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (أربعٌ لا يجزينَ في الأضاحي: العوراءُ البيِّن عورُها، والمريضة البيِّن مرضُها، والعرجاء البيِّن ضلعُها، والعجفاءُ التي لا تنقي) مما يعني أن الأضحية لا بد أن تكون سليمة وأن لا يكون بها أي عيب واضح يؤثر على صحتها أو جودتها.
  • هناك آداب ينبغي الالتزام بها عند الذبح، فقد أوصى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قائلاً: (إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قتلتُمْ فأحسِنوا القِتْلة، وإذا ذبحتُمْ فأحسِنوا الذِّبحةَ، ولْيحدَّ أحدكم شفرتَه، ولْيُرِحْ ذبيحتَه) فلا بد من تجنب أي تصرف قد يؤدي إلى تعذيب الذبيحة وضمان إتمام الذبح بأسرع وأرفق طريقة.
  • بعد ذبح الأضحية يمكن الانتفاع بها من خلال الأكل منها أو ادخار جزء منها أو حتى بيعها، فقد قال الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إنَّا كنَّا نهيناكم عن لحومِها أنْ تأكلُوهَا فوقَ ثلاثٍ لكي تسعَكُم فقدْ جاَء الله بالسَّعةِ، فكلُوا وادَّخِرُوا واتَّجِرُوا، ألا وإن هذه الأيامَ أيامُ أكلٍ وشرب وذكر الله عزَّ وجلَّ) مما يدل على وجود فسحة في هذا الأمر شريطة أن تكون النية خالصة لله.
  • صبيحة يوم العيد هناك ترتيب معين للأولويات، فقد قال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَن فَعَلَهُ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومَن ذَبَحَ قَبْلُ، فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ) وهذا يعني أن على المسلم الحرص على أداء الصلاة أولاً ثم القيام بالذبح لضمان تحقيق السنة.
  • هناك مسألة تتعلق بالشخص الذي عزم على أن يضحي، فقد أرشد النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – إلى أنه بمجرد رؤية هلال ذي الحجة يجب على من أراد أن يضحي الإمساك عن قص شعره وأظفاره حتى يذبح أضحيته فقال – صلَّى الله عليه وسلم -: (إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ).

الضوابط الشرعية لذبح الأضحية

الأُضحية سُنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجب أن يتم الذبح وفق التعاليم الشرعية حتى تكون مقبولة عند الله ومن الآداب المستحبة التي ينبغي الالتزام بها عند ذبح الأُضحية:

  • يَجب أن يكون الذبح في الوقت المُحدد له الذي يبدأ بعد صلاة العيد مُباشرةً ويستمر حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق الموافق 13 ذي الحجة.
  • يَجب على الذابح أن يُراعي الرفق بالذبيحة ولا يُعذبها ومن تمام الإحسان أن يقوم بحدّ السكين جيدًا وإراحة الذبيحة سريعًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قَتَلْتُم فأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحَتَه.
  • يستحب أن لا يتم الذبح أمام الأُضاحي الأخرى حتى لا تشعر بالخوف أو التوتر.
  • يَجب على الذابح أن يتعامل مع الذبيحة بلُطف دون استخدام العُنف.
  • يُستحب استقبال القبلة عند الذبح.
  • يُفضّل رشّ الماء على الأُضحية قبل الذبح حتى تهدأ.
  • يَجب أن يكون الذبح على الجنب الأيسر للذبيحة مع ترك رجلها اليمنى تتحرك بعد الذبح.
  • يَجب أن يذكر الذابح الأدعية الخاصة بالنحر مع التكبير وذكر الله سبحانه وتعالى.
  • يَجب الإسراع في إتمام الذبح والحرص على قطع المريء والودجين حتى تكون الذبيحة على السُنّة.

الطريقة الشرعية لتوزيع الأضحية

يَنتظر المسلمون قُدوم عيد الأضحى المُبارك بِفارغِ الصبر للتقرّب إلى الله عزّ وجل بِمُختلف الأعمال الصالحة والتي تأتي الأضحية في مُقدّمتها لذلك وفي سياق الحديث عن دعاء نَحر الأُضحية سيتم توضيح الطريقة الصحيحة لتوزيعها وَفقًا لما جاءت به الشريعة الإسلامية والتقسيم يتمّ كالتالي:

  • أشارت دار الإفتاء إلى أنَّه من السُّنة تقسيم الأُضحية إلى ثلاثة أقسام بحيث يكون جزءٌ منها لأهل البيت وجزءٌ يُهدى للأقارب والأصدقاء وجزءٌ يُتَصدّق به على الفقراء والمحتاجين وذلك لتحقيق هدف الأضحية في إشاعة الخير بين الناس والاستفادة منها على نطاق أوسع.
  • ينبغي للمُضحّي أن يُراعي آداب الذبح فيتعامل مع الأضحية برفق ويَسعى إلى ذبحها بطريقة تُحقّق الإحسان إليها وَفق تعاليم الدين الإسلامي حيث جاء التأكيد في الشريعة الإسلامية على الرّحمة بالحيوان عند ذبحه.
  • من المُستحب أثناء توزيع الأُضحية الإكثار مِن ذكر الله سبحانه وتعالى لأنَّ ذلك يُضفي البركة على العمل ويجعل النية خالصة لوجه الله فتصل الفائدة لأكبر عدد مُمكن من النّاس.

شروط الأضحية الواجب توافرها

عند الحديث عن دعاء نحر الأضحية وما يُقال أثناء الذبح، من المهم معرفة الضوابط الشرعية لاختيار الأضحية وفقًا لما جاء في السنة النبوية وهناك عدة أمور يجب مراعاتها لضمان صحة الأضحية وقبولها:

  • يُفضل اختيار الأضحية التي تتميز بجسد ممتلئ ولحم وفير، بحيث تعم الفائدة ويستفيد منها أكبر عدد ممكن من المحتاجين.
  • يُتاح لسبعة أشخاص الاشتراك في أضحية واحدة إذا كانت ناقة أو بقرة، بحيث يحصل كل فرد على السُّبُع من الأضحية، وهذا وفقًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في اشتراك الصحابة في الأضاحي.
  • يجب على المضحي أن تكون نيته خالصة لله عز وجل، فمن الأفضل إن كان قادرًا على الذبح بنفسه أن يؤدي هذا الشعيرة بنفسه لما في ذلك من تعظيم للأجر واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • يجب التعامل مع الأضحية برفق دون إيذاء أو تعذيب، فمن السنة أن يكون الذبح باتجاه القبلة مع التسمية والتكبير امتثالًا لأوامر الله تعالى.
  • أكدت الجهات الإسلامية المختصة على أهمية الرفق بالأضحية عند الذبح، مشددة على ضرورة تجنب أي تصرف قد يسبب لها الألم أو المعاناة.
  • يُستحب عدم إشهار آلة الذبح أمام الأضحية حتى لا تشعر بالخوف، فالتعامل الرحيم معها عند النحر من الأمور التي حثّ عليها الإسلام.
  • لا بد من التأكد من أن الأضحية قد فارقت الحياة تمامًا قبل البدء في عملية السلخ أو تقطيع أي جزء من جسدها، وذلك للتأكد من تحقق الذبح الشرعي.
  • ينبغي أن يتم الذبح في المواقع المخصصة لذلك، حيث تُراعى الضوابط الشرعية والصحية لضمان النظافة والتعامل السليم مع الأضاحي.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x