دعاء دخول السوق وخروجه من الأذكار التي وردت في بعض الروايات، وقد اختلف العلماء في صحة الحديث الوارد بشأنه فمنهم من ضعّفه ومنهم من أجاز قوله دون حرج لمن احتسب الأجر عند الله عز وجل.
ذكر الله من العبادات العظيمة التي يحبها سبحانه وتعالى، وهو من أسباب رفع الدرجات وتكفير السيئات وزيادة الحسنات ولذلك ينبغي للمسلم أن يكون دائم الذكر في كل وقت وحال سواء كان في منزله أو أثناء سيره أو خلال عمله أو عند دخوله للأسواق، لأن الأذكار لها أثر بالغ في حياة المسلم فهي سبب للطمأنينة والراحة القلبية وجلب البركة في يومه وحياته.
دعاء الدخول إلى السوق
دعاء دخول السوق من الأذكار المستحب أن يرددها المسلم عند دخوله الأسواق لما فيه من ذكر لله وفضل عظيم لمن يقوله:
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير فمن قاله كتب الله له مليون حسنة ومحا عنه مليون سيئة وبنى له بيتًا في الجنة.
دعاء المغادرة من السوق
- يُسَنُّ عند مغادرة السوق أن يُقال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير”.
- اللهم إنّا نسألك الجنة وما يُقرِّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما يُقرِّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من شهادة الزور أو الوقوع في الفجور أو الاغترار بالنفس.
- اللهم إنّا نعوذ بك من قلبٍ لا يخشع، ومن دعاءٍ لا يُسمع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن علمٍ لا ينفع، اللهم إنّا نعوذ بك من هذه الأمور الأربعة.
دعاء الدخول إلى السوق والمغادرة منه
- أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجههِ الكريمِ وسُلطانهِ القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ بسمِ اللهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ رحمتِك.
- اللهمَّ نسألُك نفوسًا مطمئنةً تؤمنُ بلقائِك وتَقْنعُ بعطائِك وتَرْضى بقضائِك اللهمَّ أنتَ وحدكَ تَعلمُ سرَّنا وعلانيتَنا فاقبلْ معذرتَنا وتعرفُ حاجاتِنا فأعطِنا ما نرجوهُ منك.
- اللهمَّ اجعَل لي وللمسلمينَ من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ومن كلِّ بلاءٍ عافيةً اللهمَّ نعوذُ بك من الطَّعنِ والطَّاعونِ والوباءِ ومن كلِّ بلاءٍ عظيمٍ قد يمسُّ النفسَ أو الأهلَ أو المالَ أو الولدَ.
- اللهمَّ لا تؤاخذْنا بما فعلنا ولا تُهلكْنا بذنوبِنا يا أرحمَ الراحمينَ اللهمَّ اجعلْنا مِمَّن سبقتْ لهم منك الحُسنى الذينَ أبعدتَهم عن النارِ فلا يسمعونَ حسيسَها وهم فيما يشتهونَ خالدون.
- اللهمَّ يا من لا سببَ له إلا أنتَ يا من تجعلُ لكلِّ شيءٍ سببًا يا من تدبّرُ الأمورَ بلا أسبابٍ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ واغنِني بحلالِك عن حرامِك وبطاعتِك عن معصيتِك وبفضلِك عمّن سواك يا حيُّ يا قيومُ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.
- اللهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ أنتَ ربُّنا وربُّ كلِّ شيءٍ فالقُ الحبِّ والنوى ومنزلُ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت ممسكٌ بناصيتِه.
- اللهمَّ أنتَ الأولُ فلا شيءَ قبلك وأنتَ الآخرُ فلا شيءَ بعدَك وأنتَ الظاهرُ فلا شيءَ فوقَك وأنتَ الباطنُ فلا شيءَ دونَك اقضِ عنَّا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ.
آداب الدعاء لتحقيق الاستجابة
يُستحب للمسلم عند الدعاء الالتزام ببعض الآداب التي تعين على تحقيق استجابة الدعاء بإذن الله ومن أبرز هذه الآداب:
- أن يكون على طهارة ويتوضأ قبل أن يرفع يديه متضرعًا إلى الله.
- يبدأ دعاءه بذكر الله والثناء عليه بما يليق بجلاله وحمده وشكره على نِعَمه.
- يصلي ويُسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يعرض حاجته على الله.
- يُقر بذنوبه ويستغفر الله على ما ارتكبه من معاصٍ سواء أدركها أو لم يدركها ويطلب من الله المغفرة والرحمة.
- يدعو بحاجته بخشوع وإخلاص ويُلحّ في طلبها متيقنًا بالإجابة.
الأحكام والآداب المتعلقة بالمتسوقين
الإسلام شمل جميع نواحي الحياة بتنظيم دقيق فلم يترك جانبًا إلا ووضع له الأحكام والضوابط التي تضمن سير الأمور وفق المبادئ الشرعية ومن ضمن هذه الجوانب الأسواق حيث إن التعاملات فيها كثيرة وتحتاج إلى ضوابط تحفظ الحقوق وتمنع الوقوع في المحرمات ولهذا بيَّن أهل العلم الأحكام والتوجيهات التي ينبغي للمسلم اتباعها عند دخوله الأسواق ومن الأمور المهمة التي يجدر التنبه لها:
- يُستحب ذكر دعاء السوق عند الدخول فقد ورد في السنة أن لهذا الدعاء فضلًا عظيمًا وستتم الإشارة إلى ذلك بالتفصيل لاحقًا.
- لا يكون دخول السوق إلا عند الحاجة لأن المبالغة في ارتياده قد تدل على التعلق الزائد بالدنيا والانشغال بما لا ينفع كما أن الأسواق قد تكون بيئة ينتشر فيها الغش والتدليس والمبالغة في وصف السلع بالإضافة إلى ما قد يوجد من بيع بطرق غير مشروعة مثل التلاعب بالميزان وغيره من أساليب التحايل.
- المرأة المسلمة عليها الالتزام باللباس الشرعي كما أمرها الدين فلا يجوز لها الخروج متزينة بزينتها الظاهرة كما ينبغي الحذر عند استخدام غرف القياس في محلات الملابس النسائية لاحتمال وجود كاميرات خفية قد تنتهك خصوصيتها وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها التحذير من أن تخلع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها لكون ذلك تفريطًا في سترها بين يدي الله.
- يكون التسوق عند الحاجة فقط دون مغالاة أو إسراف لأن الإسراف منهيٌّ عنه وينبغي للمسلم الحرص على الاعتدال في الإنفاق ودعم اقتصاد المسلمين من خلال شراء منتجاتهم وتجنب التعامل مع المنتجات الصادرة من دول تعادي الإسلام كإسرائيل.
- عدم الشراء من المحلات التي تبيع السلع المحرمة أو تدعم ممارسات مخالفة للشريعة الإسلامية كأماكن بيع الخمور وما شابهها من المحرمات.
- أداء الصلوات في أوقاتها وعدم الانشغال بالتسوق عنها فهذا من الأمور التي أكد عليها الشرع لا سيما صلاة الجمعة إذ أمر الله بترك البيع وقت إقامة الصلاة والتوجه للذكر مما يؤكد أولوية العبادة على الانشغال بأمور الدنيا.
- التحلي بالآداب الشرعية عند التحدث مع الآخرين فلا يكون الصوت مرتفعًا أثناء النقاشات ولا ينبغي التعامل بحدة أو قسوة بل يكون الأسلوب قائمًا على اللين والتسامح وحسن الخلق.
- اجتناب قراءة القرآن في الأسواق كي لا يكون ذلك سببًا في التشويش أو عدم الإنصات الجيد لكلام الله فالأفضل أن يُقرأ القرآن في مواضع تكون فيها النفس حاضرة للاستماع والتدبر.
- إفشاء السلام بين الناس من السنن النبوية الثابتة فهو يُسهم في نشر الود ويكسب الإنسان الأجر.
- غض البصر من الواجبات التي أمر بها الشرع للرجال والنساء على حد سواء فلا ينظر الإنسان لما لا يحل له النظر إليه فإن في ذلك حفظًا للقلب وصيانة للنفس من الوقوع في الفتنة.
- عدم التسبب في إيذاء الناس أو التضييق عليهم سواء باللفظ أو الفعل فالأسواق مليئة بالمتسوقين ومن الضروري الحرص على عدم التعدي على الآخرين بأي سلوك مزعج.
- البيع والشراء ينبغي أن يكونا مبنيين على السماحة واللين فهذه من الأخلاق التي امتدحها النبي صلى الله عليه وسلم وكان من دعائه أن الله يرحم الشخص الذي يسهل البيع والشراء للآخرين.
- تجنب الاستدانة إلا في حالات الضرورة لأن كثرة الديون قد تثقل كاهل الإنسان وتسبب له الضيق والحيرة في إيجاد السداد وهذا مما يجعل المسلم يتحرز من الوقوع في الالتزامات المالية المرهقة دون حاجة ملحة.
