الإنسان بطبيعته قد يقع في الذنوب والمعاصي وهذا أمر لا ينفك عنه أي بشر لكن الفرق الجوهري بين العبد المؤمن وغيره أن الله -سبحانه وتعالى- فتح للمؤمن باب التوبة ووسع له في الاستغفار ليعود إليه في كل مرة يخطئ فيها.
أدعية متنوعة للتوبة والاستغفار المكتوب
- يا رب إنِّي أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، أشهد أنك الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن له كفواً أحد، اللهم اغفر لي ذنوبي كلها دقيقها وجليلها، إنك أنت الغفور الرحيم، وتقبَّل توبتي بقبول حسن إنك أنت التواب الرحيم.
- أستغفر الله العظيم وأتوب إليه توبة نصوحاً لي ولوالدي ولكل من له فضل علي ولكل المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.
- يا الله يا خالق السماوات والأرض، يا من تغفر الذنوب وتعلم ما تخفيه الصدور لا تخفى عليك خافية، وسعت رحمتك كل شيء وقهرت قدرتك كل مخلوق، اللهم اغفر لي زلاتي وتجاوز عن خطاياي وامحِ سيئاتي، إنك أنت الغفور الرحيم.
- يا رب حسناتي منك وبفضلك وسيئاتي بعلمك، فإن لم تغفر لي فمن يغفر لي يا من لا يُطاع إلا بإذنك، ولا يُعصى إلا بعلمك لم يكن عصياني لك استهتاراً بحقك ولا جحوداً بنعمتك، وإنما هو ضعف من نفسي وقضاءٌ قد كتبته فها أنا أعود إليك طامعاً في عفوك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
دعاء التوبة والعودة إلى الله
الله سبحانه وتعالى يخبرنا في كتابه العزيز:
- ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾
توضح هذه الآية الكريمة أن باب التوبة مفتوح لكل العباد بلا استثناء فلم يحدد الله فئة معينة أو أشخاصًا بعينهم وإنما جعل هذا الباب متاحًا لكل من يعود إليه بقلب صادق فكل عبد يقبل على الله بندم حقيقي يجد رحمته واسعة ومغفرته شاملة مهما كانت ذنوبه.
رحمة الله تتجلى في أنه لم يشترط صيغة معينة للتوبة ولا طريقة محددة للدعاء الأهم هو الإخلاص في التوجه إليه والعزم الصادق على ترك الذنب لذلك يمكن لكل شخص أن يدعو الله بما يشعر بأنه يعبر عن ندمه ورغبته الحقيقية في العودة إلى طريق الحق ومن أفضل الأدعية التي يمكن للمؤمن ترديدها عند التوبة:
- اللهم إني أرجع إليك الآن تائبًا من كل ذنب اقترفته صغيره وكبيره ظاهره وباطنه، وكل خطأ مضى أو زلة ارتكبتها توبة نصوحًا لا رجوع بعدها، توبة تمحو كل ذنوبي ولا يبقى لها أثر في قلبي أو عملي.
- يا رب أنت الذي وعدتنا بقبول توبة العباد مهما عظمت ذنوبهم، وأنت الذي تحب التوابين وترضى عنهم فتقبل مني هذه التوبة كما وعدتنا، واغفر لي كل ما تقدم من عملي وحبب إليّ طاعتك، وابعدني عن المعصية وأنا يا الله في حضرتك أعاهدك ألا أعود لما يغضبك، وأجدد العزم على السير في ما يرضيك.
- اللهم إنك تعلم خفايا القلوب وتدرك ما لا يدركه العبد عن نفسه، فإن كنت تعلم أنني سأعود للمعصية فارزقني الثبات، ولا تجعلني ممن يتوبون ثم يعودون للذنب بعد حين اللهم اجعل توبتي خالصة لوجهك، صادقة لا تردد فيها تمحو كل ما سبق وتحفظني من السقوط فيه مجددًا.
- اللهم إني أعاهدك أن أبتعد عن كل أمر لا يرضيك أن أزكي قلبي من خواطر السوء، وأغض بصري عما حرمت وأحفظ لساني من كل قول لا ترضاه، أسألك توبة تمحو آثار الذنوب كلها وتجعلني ممن رضيت عنهم وأكرمتهم بالثبات على درب الخير.
دعاء التوبة والاستغفار المستجاب بمشيئة الله
التواب سبحانه يفرح بعبده إذا تاب ورجع إليه فقد جعل باب الرحمة والمغفرة مفتوحًا لعباده وقد ورد ذكر التوبة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ولم يقتصر الأمر على آية واحدة فقط بل نجد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين فضل التوبة وأهميتها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«والذي نفسي بيدِهِ، لو لم تُذنِبُوا لذَهَبَ اللهُ بكم، ولَجَاءَ بقُومٍ يُذنِبون فيستغفِرون اللهَ، فيغْفِر لهم» وهذا دليل واضح على أن الإنسان مهما ارتكب من أخطاء يجب ألا ييأس من رحمة الله وألا يمل من التوبة والعودة إليه بل ينبغي أن يكون حريصًا دائمًا على الدعاء والاستغفار وطلب المغفرة من الله.
- اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
- اللهم تب عليّ واهدني لأحسن الأخلاق فإنك لا يهدي لأحسنها إلا أنت وأصرف عني سيئها فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت.
- لبيك وسعديك كل الخير بيديك والشر لا ينسب إليك بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك.
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
- اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب اقترفته بعلم أو بغير علم وأستغفرك من الذنوب التي لا يعلمها إلا أنت والتي لا يسعها إلا عفوك ورحمتك.
- اللهم اغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها ما علمت منها وما لم أعلم وتب علي برحمتك وأصلح لي شأني كله.
- اللهم إني أتوب إليك من كل ذنب يورث الحسرة والندم ويمنع الرزق ويرد الدعاء.
- اللهم إني أتوب إليك من كل عمل يغضبك وأرجو رحمتك التي وسعت كل شيء فتقبل توبتي واغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
دعاء التوبة والاستغفار لتعزيز الإيمان
لله -سبحانه وتعالى- وحده الكمال والإنسان بفطرته معرض للنقص والتقصير فقد يضعف أحيانًا وينساق وراء شهوات الدنيا وملذاتها ولأن الله -عز وجل- يعلم طبيعة البشر فقد فتح لهم باب التوبة وجعل رحمته واسعة بل اتصف باسمه الحسن “التواب” الذي يتوب على عباده كلما عادوا إليه بقلب صادق يطلبون المغفرة ويرددون دعاء التوبة لتجديد الإيمان كما قال -سبحانه- في كتابه الكريم:
﴿والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما﴾
- اللهم إن حسناتي من فضلك وسيئاتي من تقديرك فبكرمك زدني من عطائك ولا تحرمني رحمتك يا رب أنت أعلم بحالي مني ما عصيتك استهتارًا بحقك ولا تهاونًا بعقابك لكن نفسي ضعفت وقدرك كان نافذًا فالآن أعود إليك وأستغفرك وأطلب منك العفو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- يا رب طهر قلوبنا من التعلق بالمعاصي واحفظنا من العودة إليها كلما تبنا عدنا وكلما ندمنا كررنا وكلما عاهدناك ضعفنا فاهدنا وثبتنا على طاعتك واكتب لنا طريق الرجوع إليك بما يرضيك اللهم أصلح نيتي في عبادتك وأنر بصري وبصيرتي في كل عمل يقربني منك ويطهرني من الذنوب وإذا جاء أجلي فاقبضني على ملتك وملة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- اللهم إني أسألك التوبة وتجديد الإيمان وأعوذ بك من الفقر والكفر ومن عذاب القبر وأعوذ بك من العجز والهرم ومن الجبن والخذلان وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم يا من تعطي وتمنع بيدك كل شيء فلا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا قوة لعبد إلا إذا كنت أنت له عونًا.
- اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله يا كريم يا واسع الفضل اغفر لي ذنوبي وأبدل سيئاتي بحسنات ولا تعاملني بعدلك فيما اقترفت بل برحمتك يا واسع الفضل ابسط علي سترك واغمرني بعفوك تعامل معي كما يتعامل العزيز مع عبد ضعيف لجأ إليه فرحمه أو كما يتعامل الغني الكريم مع عبد فقير طرق بابه فأغناه بفضله.
الفارق بين التوبة والاستغفار
الفارق بين التوبة والاستغفار الله -سبحانه وتعالى- هو التواب وهو الغفار وهذان من أسمائه الحسنى التي أمرنا بدعائه بها كما جاء في قوله تعالى:
- (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا..)
لكن كثيرًا ما يتساءل الناس ما الفرق بين التوبة والاستغفار؟ خاصة أن الله تسمى بهذين الاسمين وأيضًا نظرًا لتكرار الأمر بهما في القرآن الكريم.
- التوبة: التوبة تعني أن يندم الإنسان على الذنب الذي ارتكبه ويعزم بصدق على عدم العودة إليه مجددًا بحيث يكون قراره هذا نابعًا من إدراكه لخطورة الذنب وإصراره الكامل على تركه نهائيًا وهذا يتطلب صدق النية في طلب المغفرة من الله والثقة الكاملة بأن الله سيعينه على الثبات والاستقامة.
- الاستغفار: أما الاستغفار فهو طلب العبد من ربه أن يغفر له الذنب الذي وقع فيه وهذا يشمل أمرين الأول أن يعفو الله عنه فلا يعاقبه عليه في الدنيا أو الآخرة والثاني أن يستره الله فلا يفضحه أمام الناس وهذا النوع من الاستغفار قد يكون مجرد طلب مسامحة دون التزام بالإقلاع عن الذنب بشكل تام.
من خلال هذا يتبين أن التوبة أعم وأشمل من الاستغفار، لأن التوبة الحقيقة تعني قطع العلاقة بالمعصية نهائيًا مع نية صادقة بعدم العودة إليها بينما الاستغفار قد يكون مجرد رجاء للمغفرة مع احتمال تكرار الذنب ولهذا نجد أن هناك الكثيرين ممن يستغفرون الله يوميًا لكن الذين يقدمون توبة نصوحًا يكونون أقل.
دعاء الاستغفار والتوبة من الذنوب والخطايا
يُعدُّ الزِّنا من الكبائرِ التي نَهى اللهُ عنها في كتابِهِ العزيزِ كما حذَّرَ منهُ النبيُّ ﷺ في عِدَّةِ مواضعَ في السُّنَّةِ النَّبويَّةِ ورغم ذلكَ قد يضعفُ الإنسانُ ويقعُ في هذا الذَّنبِ مِمَّا يستوجبُ عليهِ أن يُسرِعَ في التوبةِ والاستغفارِ دونَ قنوطٍ مِن رحمةِ اللهِ فقد وردَ في السِّيرةِ النَّبويَّةِ أنَّ أحدَ الصَّحابةِ وقعَ في مثلِ هذا الأمرِ ثمَّ تابَ إلى اللهِ توبةً نصوحًا قبلَ أن يُقامَ عليهِ الحدُّ.
لذلكَ ينبغي على من اقترفَ هذا الذَّنبَ ألَّا يَستسلِمَ لليأسِ وإنَّما يُبادرُ إلى التوبةِ والإنابةِ إلى اللهِ وكذلكَ يُكثرُ مِن دعاءِ الاستغفارِ والتوبةِ مِنَ الزِّنا إذ إنَّ اللهَ قد أمَرَ عبادهُ بالتوبةِ والأوبةِ كما جاءَ في قولهِ تعالى:
- ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.
- وجَّهتُ وجهي للذي فَطرَ السَّماواتِ والأرضِ حَنيفًا وما أنا مِن المشركين إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العَالمين لا شَريكَ له وبذلكَ أُمِرتُ وأنا مِن المسلمين اللهمَّ أنتَ المَلِكُ لا إلهَ إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُك ظلَمتُ نَفسي واعترفتُ بذَنبي فاغفِرْ لي ذنوبي جميعًا إنَّه لا يغفِر الذُّنوبَ إلَّا أنت واهدِني لأحسَنِ الأخلاقِ لا يهدِي لأحسنِها إلَّا أنت واصرِفْ عنِّي سيِّئَها لا يصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنت لبَّيكَ وسَعديكَ والخيرُ كُلُّه في يديك والشَّرُّ ليسَ إليك أنا بكَ وإليكَ تبارَكتَ وتعالَيتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
- ربِّ اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كُلِّه وما أنتَ أعلَمُ به منِّي اللهمَّ اغفِرْ لي خطايايَ وعمدي وجهلي وهَزلي وكُلَّ ذلكَ عندي اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ وأنتَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ.
- اللهمَّ إنِّي أستغفرُكَ لِكلِّ ذنبٍ خطَتْ إليْهِ رِجلي أو مدَدتُ إليْهِ يدي أو تأمَّلتُهُ ببصري أو أصغيتُ إليْهِ بأُذني أو نطقَ بِهِ لساني أو أتلفتُ فيهِ ما رزقتَني ثمَّ استرزقتُكَ على عصياني فرزقتَني ثمَّ استعنتُ برزقِكَ على عصيانِكَ فسترتهُ عليَّ وسألتُكَ الزِّيادةَ فلم تحرِمنِي ولا تزالُ عائدًا علَيَّ بحِلمِكَ وإحسانِكَ يا أكرمَ الأكرمينَ.
أدعية التوبة والاستغفار المكتوبة
لا matter كم كانت الذنوب التي ارتكبها الإنسان أو كثرت المعاصي يبقى باب الرحمة مفتوحًا والله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا ويبدل السيئات حسنات وهذا وعده الصادق في كتابه الكريم حين قال:
- ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾.
ولا يستطيع العبد أن يعود إلى الله ويتوب توبة صادقة إلا إذا كان مخلصًا في نيته وعازمًا حقًا على المغفرة فلا بد أن يكون الاستغفار حاضرًا في كل الأوقات مع الحرص على الطاعات والعبادات التي تزيد من القرب إلى الله سبحانه وتعالى.
- اللهمّ إنّي أستغفرك وأتوب إليك من كلّ خطيئة ارتكبتها في وضح النهار أو ظلمة الليل في السر والعلن بين الناس أو عندما كنت وحدي وأنت مطّلع عليّ اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ فرض أوجبته عليّ في ساعات الليل والنهار ولم أقم به عمدًا أو سهواً أو نسيانًا أو جهلاً فاغفر لي وتقبّل توبتي.
- أستغفرك اللهمّ من كلّ سنة من سنن نبيك الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم تركتها غفلة أو جهلاً أو تهاونًا أو نسيانًا أستغفر الله وأتوب إليه من كلّ ما سخطه الله من الأقوال والأفعال ما ظهر منها وما بطن اللهمّ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين الأبرار.
- اللهمّ أنت المَلك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي جميع ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم واهدني إلى أحسن الأخلاق لا يهديني إليها إلّا أنت وأبعد عني سيئها فلا يصرفها عني إلّا أنت لبّيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك تباركت وتعاليت أستغفرك يا الله وأتوب إليك.
- اللهمّ كما أمرتنا بالتوبة ووعدتنا بالقبول وأمرتنا بالاستغفار ووعدتنا بالمغفرة وحثثتنا على الدعاء ووعدتنا بالإجابة فصلّ على محمد وآله واقبل مني توبتي ولا تردني محرومًا من رحمتك إنك أنت التواب الرحيم على المذنبين والخاطئين الذين يعودون إليك.
مجموعة أدعية للتوبة والاستغفار مكتوبة
الله سبحانه وتعالى يرحم عباده ويعفو عنهم ويفتح لهم أبواب التوبة في كل وقت ويحب أن يعودوا إليه مستغفرين تائبين فهو الغفور الرحيم يقبل التوبة عن عباده ولا يرد من لجأ إليه لذا فقد حذرنا في آيات كتابه الكريم من ارتكاب الذنوب والمعاصي وأمرنا بعدم اليأس من رحمته فهو سبحانه يدعو عباده للإكثار من الاستغفار والعودة إليه في كل حين فإن التوبة المخلصة تمحو الذنب وتفتح للعبد أبواب المغفرة.
ومن أفضل صيغ الاستغفار الدعوات التي ثبتت في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد جاءت هذه الأدعية المباركة في أحاديثه الشريفة وهي تحمل في معانيها طلب العفو والمغفرة من رب العالمين ومن أعظم الأدعية التي وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-:
- «اللهم اغفر لي ذنبي…».
- «رب اغفر لي وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم».
- «سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك».
- «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره وعلانيته وسره».
- «رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك».
- «اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق».
- «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك».
- «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني».
- «رب اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب غيرك».
- «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني.. أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت».
- قال صلى الله عليه وسلم: «من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف».
دعاء سيد الاستغفار المكتوب
جاءت العديد من صيغ الاستغفار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن هناك صيغة يُطلق عليها سيد الاستغفار نظرًا لعظيم فضلها ومكانتها.
ورد هذا الدعاء في حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويتميز بأنه قد يكون سببًا في دخول الجنة مباشرةً كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من قاله صباحًا وهو موقنٌ به ثم توفاه الله قبل حلول المساء كان من أهل الجنة وكذلك من قاله في المساء ثم مات قبل الصباح نال هذا الفضل العظيم.
- ثبت في صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت.. خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت.. أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.وقال -صلى الله عليه وسلم-: ومن قالها في النهار وهو موقن بها، فمات قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها في الليل وهو موقن بها، ثم مات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة.
- اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت.. خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت.. أعوذ بك من شر ما صنعت.. أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
دعاء التوبة والاستغفار من الخطايا والآثام
الاستغفار لا يقتصر على طلب المغفرة من الذنوب فحسب بل يُعد من أسباب البركة في الرزق وتيسير الأمور في الحياة كما هو الحال مع الصلاة على النبي ﷺ وقد ورد ذلك في القرآن الكريم:
- ﴿استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين﴾.
لذلك ينبغي على الإنسان أن يغتنم هذه النعمة فيستغفر ربه بصدق مع نية التوبة من الذنوب والرجوع إلى الله مقرونًا برجائه في تفريج كربه وتيسير أمور حياته.
- «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم».
- اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله لي غيرك.
- {رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإن لم تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود:47].
- «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد».
- {إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} [المؤمنون:109-111].
- {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين} [آل عمران:147-148].
دعاء التوبة والاستغفار الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
- {رب اغفر لي} [ص:35] دعاء يحمل أعظم معاني الرجاء في مغفرة الله ورحمته فالله يغفر الذنوب جميعًا مهما بلغت متى كانت التوبة صادقة وكان الطلب نابعًا من القلب.
- {ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا} [آل عمران: 16] الإيمان الصادق بالله مع الإلحاح في الدعاء سبب لمغفرة الذنوب لذا يجب على العبد أن يستمر على الاستغفار ولا يغفل عنه.
- {ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا} [آل عمران: 147] الاعتراف بالتقصير والندم على الذنوب والتضرع بالدعاء من أسباب رحمة الله ودفع البلاء عن العبد.
- {لا إله إلا أنت سبحانك} إني كنت من الظالمين} [الأنبياء:87] هذا الدعاء ارتفع به نبي الله يونس وهو في بطن الحوت وهو من أعظم الأدعية التي تجمع بين التوحيد وتسبيح الله والاعتراف بالذنب وطلب المغفرة.
- {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا} وكفر عنا سيئاتنا} [آل عمران: 193] التوسل إلى الله بطلب المغفرة والتكفير عن السيئات يستوجب الإخلاص واليقين في رحمة الله وسعة عفوه.
- {ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا} وأنت خير الراحمين} [المؤمنون: 109] رحمة الله هي السبيل إلى النجاة في الدنيا والآخرة والدعاء بهذا الدعاء يعبر عن افتقار العبد لرحمة الله وحاجته إلى مغفرته.
- {رب اغفر وارحم} وأنت خير الراحمين} [المؤمنون: 118] الرجاء في رحمة الله والمغفرة يجب أن يكون نابعًا من قلب موقن برحمة الله وسعة عطائه لمن لجأ إليه.
- {ربنا اغفر لنا ولإخواننا} الذين سبقونا بالإيمان} [الحشر:10] الدعاء لا يقتصر على النفس فقط بل يشمل الإخوان في الإيمان ممن سبقونا وهذا من تمام البر وحسن الخلق.
- {واعف عنا واغفر لنا} وارحمنا} [البقرة:286] العفو والمغفرة والرحمة هي حاجات لا يستغني عنها أي مؤمن في حياته وهي من أوسع أبواب فضل الله على عباده.
- {ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا} إنك على كل شيء قدير} [التحريم: 8] طلب النور يوم القيامة مع المغفرة من أعظم الأدعية التي يحرص عليها المؤمن للفوز بجنات النعيم.
- {قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك} وأنت أرحم الراحمين} [الأعراف: 151] الدعاء للأهل والإخوة بالمغفرة والرحمة من سنن الأنبياء وهو دلالة على صدق المحبة وصفاء القلب.
- {أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا} وأنت خير الغافرين} [الأعراف: 155] التضرع إلى الله بأنه الولي الرحيم والرجاء في مغفرته ورحمته يبعث الأمن والطمأنينة في قلب العبد.
- {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا} لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: 23] الاعتراف بالخطأ وطلب المغفرة بصدق هو السبيل للخلاص من الذنوب والنجاة من الخسران.
- {غفرانك ربنا} [البقرة: 285] كلمة واحدة تحمل في طياتها معاني الاستغفار والتذلل لله لمن أيقن بفضله وعظيم مغفرته.
- {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين} يوم يقوم الحساب} [إبراهيم:41] الدعاء للوالدين بالمغفرة من أسمى صور البر التي تبقى حسناتها ممتدة حتى بعد وفاتهما.
- {ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا} ربنا إنك أنت العزيز الحكيم} [الممتحنة:5] طلب الحماية من الفتن مع الاستغفار أمر يحرص عليه المؤمن ليستقيم له دينه ودنياه.
- {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا} وللمؤمنين والمؤمنات} [نوح:28] الدعاء للمؤمنين والمؤمنات وخصوصًا أفراد العائلة والأحباء يعكس القلب السليم الذي يحمل الخير للجميع.
أبرز الأسباب المُعينة على نيل المغفرة
هناك العديد من العوامل التي تساهم في حصول المسلم على مغفرة الله عز وجل، ومن أبرزها:
- الدعاء: الدعاء الذي أمر به الله سبحانه وتعالى يُعد من أقوى الأسباب التي تُفضي إلى المغفرة بإذنه، وخاصة إذا كان الدعاء صادقًا مستوفيًا لشروطه وآدابه ، فالعبد ينبغي عليه أن يلجأ إلى ربه دائمًا طالبًا منه الغفران عند ارتكاب أي معصية.
- الاستغفار: مهما بلغت الذنوب فإن الله سبحانه وتعالى يغفرها لعبده إذا استغفر بصدق وإخلاص، فالاستغفار ليس محصورًا في وقت معين بل ينبغي المواظبة عليه في جميع الأوقات ويتعين أن يكون الاستغفار نابعًا من قلب حاضر ومخلص لله. لأن الله عز وجل لا يقبل دعاءً أو استغفارًا صادرًا عن قلب لاهٍ أو منشغل بأمور الدنيا.
- التوحيد: التوحيد أحد أعظم الأسباب التي تفضي إلى مغفرة الله ومن يُحرم من التوحيد يُحرم من هذه المغفرة العظيمة.
أما الغفلة عن الاستغفار فهي من العوامل التي تستجلب غضب الله وعذابه فقد كان الاستغفار حصنًا للأمم السابقة من العذاب ولكن حين تركوه وأعرضوا عن الله وساروا في طريق الكِبر والذنوب أنزل الله عليهم العذاب جزاءً لما اقترفوه كما حدث مع قوم لوط وقوم فرعون وقوم نوح وغيرهم من الأقوام الذين أجهروا بالمعاصي ولم يعودوا إلى الله فكان مصيرهم الهلاك بسبب آثامهم.