يمر كل إنسان في هذه الدنيا باختبارات وابتلاءات وهذا جزء من حكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه، حيث تختلف طبيعة هذه الابتلاءات من شخص لآخر في شدتها وأثرها فقد تكون فردية تخص الإنسان وحده أو عامة تمتد لتشمل من حوله ومع ذلك فإن الصبر والتوكل على الله هما الملجأ في مواجهة هذه المحن، وفيما يلي مجموعة من الأدعية التي تعين على التحمل والرضا عند فراق الأحبة:
- اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك خرج من دار الفناء إلى دار البقاء ومن سعة الدنيا إلى ظلمات القبر وما هو لاقيه.
- اللهم إنه كان يشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وأنت الأعلم بحاله وأعماله.
- اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى ونتوسل إليك برحمتك أن تغفر له وترحمه وتعفو عنه وتثبته عند السؤال.
- اللهم لقد نَزَل بجوارك وأنت خير من يُجاوَر وأصبح محتاجًا إلى رحمتك وأنت الغني عن عذابه.
- اللهم فاعفُ عنه وارضَ عنه وأرضِه بقضائك وقهِ فتنة القبر وعذابه واجعل قبره روضةً من رياض الجنة.
- اللهم انقله من ضيق اللحد ووحشة القبر إلى نعيم لا ينقطع في جنات الخلود برحمتك يا أرحم الراحمين.
نص الدعاء المأثور لمن فقد عزيزًا
- اللَّهُمَّ لا تحرمنا أَجْرَهُ ولا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ واغْفِرْ لَنَا وَلَهُ وَاجْمَعْنَا بهِ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ يا رَبَّ العَالَمِين.
- اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ فِي ذِمَّتِكَ وَتَحْتَ رَحْمَتِكَ وَفِي جِوَارِكَ فَنَجِّهِ مِن فِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَهْلُ الكَرَمِ وَالعَطَاءِ فاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ في قَبْرِهِ مُنَعَّمًا وَفِي يَوْمِ يَبْعَثُونَ مُطْمَئِنًّا وَقِهِ وَجْهَ الخَزْيِ وَالعَذَابِ وَيَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ جَاءَكَ بِقَلْبٍ سَلِيم.
- اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْهِ سَكِينَتَكَ وَرِضْوَانَكَ وَاجْعَلْهُ فِي جِوَارِ رَحْمَتِكَ فَإِنَّ مَنْ وُضِعَ فِي جِوَارِ رَحْمَتِكَ لا يُعَذَّبُ أَبَدًا.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ وَاغْفِرْ لَهُ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَارْحَمْهُ بِفَضْلِكَ وَتَجَاوَزْ عَنْ ذُنُوبِهِ وَاغْدِقْ عَلَيْهِ مِن عَفْوِكَ وَإِحْسَانِكَ يا رَحِيم.
- اللَّهُمَّ اعْفُ عَنْهُ وَاغْفِرْ لَهُ فَإِنَّكَ أَنْتَ القَائِلُ وَتَعِدُ فِي كِتَابِكَ إِنَّكَ تَعْفُو عَن كَثِير.
- اللَّهُمَّ إِنَّهُ أَتَاكَ رَاجِيًا وَأَلْقَى رَحَالَهُ بِسَاحَةِ كَرَمِكَ فَاجْعَلْهُ مِنَ المُنَعَّمِينَ بِعَفْوِكَ وَاجْزِهِ بِجُودِكَ وَأَكْرِمْهُ مِن فَضْلِ إِحْسَانِكَ.
- اللَّهُمَّ رُحْمَاكَ بِهِ وَاسْكِبْ عَلَيْهِ مِن رَحْمَتِكَ مَا يُطَمْئِنُ رُوحَهُ وَيُقِرُّ عَيْنَهُ وَيَهْدَأُ بِهِ نَفْسُهُ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مَعَ زُمْرَةِ المُتَّقِينَ الذِينَ يُحْشَرُونَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِن أَصْحَابِ اليَمِينِ الذِينَ تَحِيَّتُهُم سَلامٌ فَاسْكِنْهُ فِي فَسِيحِ الجِنَانِ وَأَظْلِلْهُ بِظِلِّ رَحْمَتِكَ.
- اللَّهُمَّ قَرِّ عَيْنَهُ بِبِشَارَةِ قَولِكَ الكَرِيمِ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الخَالِيَة.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِن أَهْلِ النَّعِيمِ المُقِيمِ الذِينَ يَنْعَمُونَ فِي رِضْوَانِكَ وَخُلدِ الجَنَّةِ وَاجْعَلْ إقَامَتَهُ دَائِمَةً فِي جَنَّاتِكَ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْض.
- اللَّهُمَّ إِنَّا لا نُزَكِّيهِ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا نَحْسَبُهُ مِن المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ فَارْزُقْهُ مِن خَيْرِ جَنَّتِكَ وَاجْعَلْ لَهُ مِن نَعِيمِهَا جَزَاءً بِفَضْلِ قَولِكَ الكَرِيمِ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان.
أكثر الابتلاءات شيوعًا وأثرها على الإنسان
يبتلي الله عباده بأنواع مختلفة من الابتلاءات لاختبار صبرهم وقوة تحملهم فهناك العديد من الابتلاءات التي يمر بها الإنسان خلال حياته وبعضها يعد أكثر انتشارًا وتأثيرًا من غيرها ومن أبرز هذه الابتلاءات:
- التعرض للأمراض سواء كانت مؤقتة أو مزمنة حيث يعد المرض من أصعب الابتلاءات التي قد تواجه الإنسان لما له من تأثير مباشر على صحته ونشاطه اليومي.
- التضييق في الرزق وانخفاض الدخل وهو من أكثر الأمور التي تسبب ضغوطًا نفسية واجتماعية خاصة إذا كان مصدر الدخل محدودًا أو انقطع بشكل مفاجئ.
- فقدان المسكن بسبب كوارث طبيعية أو حوادث غير متوقعة مما يؤدي إلى فقدان الشعور بالأمان والاستقرار.
- رحيل شخص عزيز سواء كان أحد الوالدين أو الأبناء أو الأصدقاء المقربين حيث يترك ذلك فراغًا عاطفيًا كبيرًا ويؤثر بعمق على المشاعر والحياة اليومية.
- حدوث مشكلات داخل الأسرة كالنزاعات بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء وهذه الخلافات تؤدي إلى توتر مستمر وتؤثر على استقرار الأسرة بأكملها.
- الإصابة بالحروق التي تُعد من الحوادث المفاجئة التي تترك أثرًا جسديًا ونفسيًا فضلًا عن الحاجة لفترات طويلة من العلاج والتأهيل.
- ابتلاء الوالدين بوجود ابن عاق يتسبب في إحزانهم ويؤدي إلى اضطراب العلاقة الأسرية حيث يعتبر هذا الابتلاء من أكثر الأمور المؤلمة التي تكسر قلب الأب والأم.
وهناك أنواع من الابتلاءات التي لا تقتصر على شخص بعينه بل تمتد لتشمل مجموعة من الناس أو مجتمعات بأكملها ومن هذه الابتلاءات:
- الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والبراكين التي تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة وتغير مسار حياة مجموعات كبيرة من الأفراد.
- الحروب والنزاعات المسلحة التي تسبب الدمار والتشريد بالإضافة إلى فقدان الأرواح والممتلكات وخلق أزمات إنسانية طويلة الأمد.
- التغيرات المناخية القاسية مثل العواصف والأعاصير التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية.
- الهجرة غير النظامية التي يخوضها بعض الأشخاص بحثًا عن فرص أفضل لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر وتؤدي إلى فقدان الأرواح نتيجة ظروف السفر الصعبة.
- انتشار الظلم وسوء استغلال السلطة من قبل بعض الحكام الطغاة الذين يعيثون في الأرض فسادًا وهو ابتلاء يعاني منه الشعوب ويؤدي إلى تدمير دول بأكملها.
دعاء قصير يقال عند فقدان عزيز
- اللهم اجعل مستقره مع الصديقين والشهداء والصالحين واغمره برحمتك واجعل له نصيبًا من رفقة أهل الجنة
- اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن فتنة اللحد اللهم وسّع عليه مد بصره وأنر مرقده واجعل فراشه من نور الجنة اللهم نجِّه من وحشة القبر وظلمته واملأ قبره بالسكينة والطمأنينة والرضا
- اللهم اغفر له واجعل له في الآخرة دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله.
أساليب مواجهة الابتلاء بحكمة
تعامل الإنسان مع الابتلاء يختلف باختلاف شخصيته وظروفه ولكن يبقى القاسم المشترك هو التحلي بالصبر فالصبر يُعد من أعظم الصفات التي ينبغي على المسلم التمسك بها فهو الذي يمنحه القدرة على الثبات والتصرف بحكمة واتزان في مواجهة المواقف الصعبة كما يجعله قادرًا على تخطي التحديات بثقة وقوة أما من يفتقد الصبر فقد يجد نفسه غارقًا في مشاعره مما قد يدفعه إلى التسرع في تصرفاته إلى درجة الجزع والسخط وربما الاعتراض على حكم الله وهذا الشعور قد يزيد من الضيق واليأس لأن الراحة الحقيقية تأتي من الرضا بالقضاء واليقين بأن الله وحده هو المدبر الذي يرفع البلاء ويجلب الفرج من الضروري أن يوقن المسلم بأن كل ابتلاء مهما اشتد فهو اختبار إلهي وفرصة للجوء إلى الله بالدعاء والصلاة لأن الله سبحانه وتعالى هو من يزيل الهموم ويكشف الكروب.
فضيلة الصبر عند التعرض للبلاء
عند الحديث عن دعاء الصبر على فراق الميت ينبغي أن ندرك أن البلاء قد يكون مقدرًا من الله وليس للإنسان يد فيه مثل ابتلاء الموت الذي هو جزء لا يتجزأ من سنن الحياة ولا يمكن الفرار منه ولكن الإيمان العميق بالله واليوم الآخر يمنح الإنسان العزاء الحقيقي.
فالمؤمن الواعي بحقيقة الدنيا ينظر إلى فقدان الأحبة على أنه مفارقة مؤقتة تمامًا كما تغيب الأم عن ولدها لسنوات بسبب السفر أو العمل وهي على يقين بأنها ستلتقي به مجددًا وهذا الإيمان العميق يجعل الشخص يتقبل المصائب بصبر واحتساب لأنه يعلم أن اللقاء الحقيقي سيتم في دار الآخرة التي هي المستقر الدائم وهنا يدرك الإنسان أن ما يبقى له حقًا هو عمله الصالح وسيرته الطيبة فالموت حق ومهما طال عمر الإنسان فمصيره محدد.
أما الابتلاءات الدنيوية التي يكون الإنسان سببًا فيها نتيجة لسوء التدبير أو قلة الحكمة فهي تقتضي نوعًا آخر من الصبر لا يقتصر فقط على التحمل بل يشمل السعي لتجاوز المحن وتحقيق النجاح من جديد فعندما يتعرض الإنسان لخسارة مالية أو أزمة مادية فإن الصبر هنا يكون من خلال البحث عن الحلول والعمل بجد لاستعادة ما فقد لأن الإنسان ما دام يتمتع بالصحة والعافية فهو قادر على التعويض.
فالخسارة الحقيقية هي الاستسلام واليأس إذ لا شيء يُفقد للأبد إلا إذا قرر الإنسان ترك الأمور دون محاولة إصلاحها فالإرادة والعزيمة هما المفتاح لإعادة بناء كل ما تهدم.